أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عنوز - في بلادي هل ينتهي (حوار الدم ) ؟!














المزيد.....

في بلادي هل ينتهي (حوار الدم ) ؟!


محمد عنوز

الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر ذكرى 8 شباط 1963، إستذكار ليوم أسود في تاريخ العراق الحديث، بحكم همجية من تسلطوا، وبربرية ما فعلوا، وهذا الحال والوصف ناتج من نزعتهم وسعيهم للسلطة بكل الوسائل والإستئثار بها وإحتكارها والبطش بكل من يطالب بحق المشاركة في إدارة البلاد بحيث جعلوا السلاح هو الحكم بين العباد.
ماذا حصدوا أولئك الذين إختاروا ( حوارالدم ) بدلاً من حوار العقل، بالتأكيد حصدوا العار والنشار تأريخياً في حين ضحاياهم وفي مقدمتهم الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم كان وبقى وسيبقى في قلوب ووجدان العراقيين المنصفين الذين لمسوا منجزاته وصدق إنحيازه للفقراء، بالعل ل بالقول، وكذلك المناضل الشهيد سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ورفاقه الذين صمدوا بوجه الجلادين ودافعوا عن كرامة العراقيين وحقهم في العيش بوطن حر وشعب سعيد.
تأتي الذكرى (52) للإنقلاب المشؤوم، والبلاد تعاني اليوم من أزمات وأزمات قديمة جديدة بشكلها ووسائلها، وبثمنها الغالي كما هو ثمن ذلك اليوم الأسود، حيث الضحايا في الشوراع، وتعطش الإنقلابين للدماء وإهانة الكرامات سليقتهم بلا منازع، ووتجاوزوا على حقوق الشعب الذي لم يبايع.
فالذكرى مرارتها لن تزول ومشاهد المأساة في شوارع بغداد ندية، إذ الصدفة جعلتني شاهد على صور من ذلك اليوم!!! ففي صبيحة ذلك اليوم، الجمعة دخلنا أنا ووالدي إلى العاصمة يغداد، وإذا الدبابات في الشوارع، وأشخاص يقطعون أسلاك التلفونات قرب (منتزه الزوراء) حالياً، وفي منطقة العلاوي تظاهرة تحمل العصي والأدوات الجارحة، ومثلها شاهدتها في ساحة التحرير وهي تدخل إلى حديقة الأمة من تحت جدارية الفنان جواد سليم ... يهتفون لسلامة الجمهورية ومنجزاتها، وكنا متجهين إلى ساحة الأندلس للوصول إلى مستشفى (دار السلام) مستشفى الزعيم كما كانت تسمى لكونه رقد فيها بعد محاولة إغتياله، حيث ترقد والدتي هناك.
كان وصولنا موضع إستغراب إدارة المستشفى، كيف وصلنا من النجف في مثل هذا اليوم المشؤوم؟! مكثنا مع الوالدة حتى الساعة الحادية عشرة وما يقرب النصف، وإذا بالإدارة تبلغنا بضرورة الخروج من المستشفى، لأن منع التجوال يبدأ الساعة الثانية عشرة ظهراً.
خرجنا من المستشفى وإتجهنا إلى الباب الشرقي بسيارة (الفورت)، وإذا بالمظاهرات مستمرة، وحصلنا على سيارة صغيرة (نفرات) من الباب الشرقي إلى مدينة الكاظمية، وبسعر (500) فلس / نصف دينار للنفر الواحد،وصعدنا فيها أكثر من 8 نفرات، وكان شرط السائق بأنه يصل إلى جسر الأعظمية إذا سمحوا لنا بالعبور خير على خير، وإلا يتركنا هناك ويذهب إلى حيث يريد، وبالصدفة عند مدخل الجسر وجدنا أمرأة متوسطة العمر وابنتها، فأشترط الشرطي في مدخل الجسر ركوب المرأة وأبنتها كي يسمح لنا بالعبور إلى جهة الكاظمية، وفعلاً صعدت المرأة وأبنتها وعبرنا الجسر بسلام، ودخلنا مدينة الكاظمية وإذا المقاومة على أشدها، ولم يسمح لنا بالدخول إلى صحن الإمامين الكاظمين (ع)، وحاولنا الحصول على سيارة للنجف ولم نفلح إذ تحركت أخر سيارة (18) راكب قبل وصولنا بدقائق، وبقينا أربعة أيام في غرف كراج السيارات القريب من الساحة التي كانت فيها القنصلية الإيرانية، وفي اليوم الخامس تم فتح الطريق وغادرنا المكان متوجهين إلى النجف ... وإذا الطرق عبارة عن معسكرات، وعند وصولنا للنجف شهدنا ذات المظاهر والعسكرة والهمجية.
وأدركنا بأن الغدر سليقة الإنقلابيين ومارسوا ذلك في كل ألوية العراق وأقضيته ونواحيه، فإستخدموا الأجهزة الحكومية المسلكية غير الواعية إلى جانب الخدعة، وسرعان ما دفعوا ثمن خيانتهم للوطن والشعب وتخاصموا على السلطة، وذهبت ريحهم، ولكن لم يتعضوا وجربوا ذات الوسائل وحاور شعبهم وكل الفصائل السياسة بـالدم وأنتهوا إلى حيث وبئسَ المصير، ودفعوا الشعب في اتون حروب اقل ما يقال عنها إنها حروب لا معنى لها.
من هذا الإستذكار، ينبغي أن نخلص بدرس كعراقيين، لا سبيل لمعافاة العراق ورفاه شعبه دون وحدة العمل بإسلوب الحوار الديمقراطي والتعامل بصدقية من اجل الحفاظ على السلم الأهلي وتوظيف ثروات البلاد لتلبية الحاجات الأساسية لجميع العباد دون تمييز، وإلا سوف يستمر الحال كما نشهد، نزف للدماء وإنتشار للفساد وصنوه الإرهاب إلى درجة جعلوا السياسة تفقد معناه العلمي والإجتماعي والثقافي ونكون أمام بازار سياسي يغدي( حوار الدم)، و ( حوار الدم ) يغذيه.
( فإتعضوا ... إتعضوا ... إتعضوا )

2 / 2 / 2015



#محمد_عنوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بلادي آفة الفساد أم الصح آفة
- حقاً - رؤية عراقية - ؟؟؟ (2)
- جملة حول حملة
- أحقاً - رؤية عراقية - ؟؟؟ (1)
- حقاً - رؤية عراقية - ؟؟؟ (4)
- أحقاً - رؤية عراقية - ؟؟؟ (3)
- هموم عراقية في برقية على المسرح في مالمو
- خروقات دستورية أم تناقضات دستورية
- نداء على نداء
- نِصابْ أم مُصابْ
- الهروب لمن ... للسرقاوي أم للنزاهوي؟؟!!
- أشرف قاضي
- عار العار في سنجار
- مساجلة في قضية ساخنة
- لنستمع معاً إن أمكن
- أربعة سنوات وأربعة أصابع 4
- أربعة سنوات وأربعة أصابع 3
- أربعة سنوات وأربعة اصابع 2
- (1)أربعة سنوات وأربعة أصابع
- محنة شباب الكرد الفيليية جرم مشهود وأمل مفقود


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عنوز - في بلادي هل ينتهي (حوار الدم ) ؟!