أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيل ابراهيم عيساوي - العوامل التي تعيق ازدهار أدب الطفل في عالمنا العربي















المزيد.....

العوامل التي تعيق ازدهار أدب الطفل في عالمنا العربي


سهيل ابراهيم عيساوي

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 22:00
المحور: الادب والفن
    



هنالك العديد من العوامل المتشابكة التي تقف عائقا امام نجاح وازدهار أدب الطفل في عالمنا العربي وهي :
- انعدام الدعم الحكومي لقصص الطفل : معظم الدول العربية لا تقوم بدعم قصص الطفل ، مما يجعلها تقتصر على فئة الميسورين وينحصر انتشارها ، لان دور النشر ليس بمقدورها مجابهة كل الصعوبات وحدها .
- التكلفة الباهضة للطباعة : ثمن طباعة الكتاب وتوزيعه يعيق عملية انتشاره بشكل شعبي.
- فشل في التوزيع :من عوامل نجاح الكتاب، خطة مدروسة للتوزيع ، حسب مناطق ودول ، وفئات عمرية ، من خلال مكتبات ، ومعارض كتاب ، وتسويق الكتروني ، ان عائدات بيع الكتب في العالم العربي هزيلة ، لا تقارن بعائدات متجر كبير الكتروني غربي، او بعائدات بيع الكتب في دولة أوروبية واحدة .
- التربية القراءة أزمة عربية خانقة : الكبار لا يقبلون على الكتاب فكيف يبثون حب الكتاب الى صغارهم " فاقد الشيء لا يعطيه " انظر كم كتابا يقرأ كل انسان في اوروبا ، انظر الملايين من القراء التي اشترت سلسلة هاري بوتر ، هل لو كتب الكتاب أديب عربي ، هل كان سوف يهتم به القارئ العربي نفسه ؟، في الغرب يصل عدد النسخ لقصص الاطفال 40000 نسخة طبعة اولى ،اما في العالم العربي عادة تطبع القصة ب 1000 نسخة ، وفي لبنان 3000 نسخة يباع منها خلال 8 سنوات 2000 فقط !!.
- الأمية في العالم العربي : ما زالت الأمية معضلة ومشكلة كبير تواجه الشعوب والحكومات ، تعيق التنمية والاقتصاد ، وتؤثر على التعامل مع الكتاب .
- جودة الكتب ومضامينها : لا شك ان جودة الكتاب ومضمونه ، اثر كبير على اقبال الأطفال على المطالعة ، علينا ان نعترف ان هنالك العديد من القص في السوق وبين نتناول ايد-ي الأطفال اقل ما يقال عنها انها رديئة المضمون والإخراج ، وتنفر الطفل القارئ ، تخسره كقارئ شفوف بالكتب .
- الاخراج الفني للقصص: له اثره ، معظم القصص تصدر بحلة رديئة ، وورق رخيص واخراج بائس ، ورسومات غير جذابة مما ينفر القارئ .
- تحفيز الكتاب : دور النشر العربية لا تشجع الابداع والتميز ، عادة يتكفل الكاتب بالنشر والتوزيع ، معظم دور النشر العربية هي دور طباعة وليست نشر وتوزيع ، ..بينما في الغرب يحصل الكاتب على نسبة معقولة من الأرباح ، تشجعه على التفرغ والتميز والابداع
- قلة الدراسات حول أدب الطفل : الدراسات في عالم الطفل شحيحة ، معظم الأعمال لا يشار اليها ، كأنها خارج مرمى النقد ،فان النقد الصحيح ، رافد هام وحيوي للأدب ، يعالج النص بموضوعية ومهنية ، يبث الحياة المتجددة بالنص كلما نظر اليه القارئ والباحث ، كما انه يقوم الكتابة ويوجه الكتاب ، يظهر مواطن القوة والضعف في الأسلوب والمضمون ، ويعرف القراء بالكتاب ، ويغربل الأدب عن " غير الأدب "، يخلد الأدب الجيد بين حضن المادة ، ويطور أسلوب الكاتب والناقد على حد سواء .
- الكتب المترجمة الى العربية : ظاهرة جيدة ، لكن هنالك العديد من القصص المترجمة العربية لا تتناسب مع ثقافتنا ومجتمعنا وبعضها يبث ثقافة استعمارية هدامة ، او تنزع القيم ، او تخيف الطفل، أيضا قد تكون ارخص تنافس الأدب المحلي ، فتبقيه على الرفوف يبكي حظه.
- قلة الترجمة من العربية الى اللغات الاخرى :بهدف تعريف العالم بإبداعاتنا ، ما ترجمه العرب ضئيل منذ العصور الوسطى حتى اليوم ، من المفروض ان تترجم الأعمال الإبداعية في مجال ادب الطفل الى شتى لغات العالم ، ليصل صوتنا الى بعيد ، الى الصين وأوروبا وافريقيا واستراليا، الترجمة جسر محبة والفة بين الشعوب ، تقبل للآخر ، ولفهم ونشر حضارتنا وثقافتنا ومخزوننا الحضاري ، وعلى عاتق دور النشر والحكومات ومراكز البحث تقع هذه المهمة الشاقة والشيقة ، الغربيب أن العرب كانوا رواد الترجمة في العصور الوسطى ، ولهم فضل كبير على الغرب في هذا المضمار ، لانهم حفظوا الفلسفة اليونانية واسس الفكر القديم من طب وجبر ورياضيات ، من الضياع والتزييف والتحريف ، لكن اليوم اضعنا البوصلة ، كما ان عملية الترجمة تساهم في حفظ مكانة اللغة العربية كلغة عالمية ، لغة الادب والشعر والابداع والخيال ولغة القران الكريم ، هذه الخطوة تساهم في تعزيز مكانة الأديب العربي ، تسوق فكره وابداعه .
- الفقر عدونا الأول : الفقر مدقع في العالم العربي ينتشر في معظم الدول العربية ، يحاصر فئات كبيرة ، ويفرض عليها حياة شاقة مغموسة بالعوز والهم والدمع والحرمان، الأسر الفقيرة تفكر أولا في لقمة الخبز والمسكن والملبس ، تنظر الى كتب الأطفال على انها من الكماليات ، بينما هي في الواقع غذاء الروح وبوصلة للعقل ، وعامل مهم لنمو ذكاء الطفل ولتطوير مهاراته اللغوية وتعزيز شخصيته وتوسع ثقافته وإبراز هويته الثقافية والدينية والقومية.
- حالة الاقتتال والحروب الأهلية في العالم العربي : كان يرجى من الثورات العربية والربيع العربي ، أن تصب في صالح الثقافة والابداع ، وأن تنشط دور النشر، ومراكز الدراسات وتزدهر طباعة الكتب، وتركز جهود الحكومات والأنظمة على دعم جهاز التربية والتعليم والمعاهد العليا ، والاهتمام بالطفل وأدبه وتعزيز مكانة الكاتب المبدع ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، الأوضاع الأمنية والحروب التي تعصف وتمزق العالم العربي ، التصفيات السياسية ، والصراع المذهبي ، اعمال السلب والنهب ، واغتيال الحضارة وسرقة المتاحف ، وأعمال القتل والتشريد والتهجير والتصفية العرقية ، واضطهاد الأقليات ، الصراعات الإقليمية ، كلها عوامل تستنزف مقدرات الوطن العربي ، وتصرف الأنظار عن الابداع ، تخرس الأقلام وتغتال روح الابداع وتقزم المبدع الذي يقف عاجزا أمام جلل المصاب وعمق الجرح النازف، وتنطق أمامه المدافع والطائرات الحربية ، يسمع أزيز الرصاص وصوت الانفجارات ، تهاجر الطيور والعقول الى جهات أخرى في هذا الكون الفسيح، فبدل تكريم الطفل ،نشاهد موته جوعا وقصفه وتشريده وذبحه ، ومصادرة طفولته وهدم مستقبله ، وقتل ذويه ، وحرمانه من التعليم ومن ابسط حقوقه الطبيعية والشرعية .
- الرقابة الذاتية ورقابة المجتمع : هنالك من يشير الى الرقابة الكبيرة التي يفرضها الكاتب على نفسه ،بهدف قبول عمله من قبل الأهل ودور النشر ، والمدارس ، والنقاد ، فيشعر انه يكتب لكل هؤلاء باستثناء الطفل وهو "الهدف "، زد على ذلك أن دور النشر تبحث عن القصص ذات توجه تربوي تعليمي ، لنشرها، ولا تبحث عن القصص التي تكتب لمتعة وسعادة الطفل ، كان القصص هي وسيلة التربية الوحيدة في المجتمع !!
- انتقائية دور النشر : العديد من دور النشر تبحث عن أسماء لامعة في عالم الطفل ، التي حققت النجاح في بعض القصص ، وتقبل عليها ، وتهمل الأسماء الأخرى والقصص الأخرى ، مما يحدث نوع من التكرار والاجترار للمواضيع والأساليب والأفكار. وبث روح الإحباط لدى العديد من المبدعين الذين اخفقوا في التوصل الى صيغة مع دور النشر القائمة ، مما يدفعهم الى العزوف عن الكتابة والابداع ، او الإصدار بشكل شخصي متحدين كل الظروف والية التوزيع ، لكنها خطوة مزروعة بالمخاطر المادية .
- النقص الشديد في أدب الفتينان والناشئة : هنالك العديد من القصص التي تلائم جيل الطفولة المبكرة ، وهنالك الروايات والقصص التي تلائم الكبار وطلاب المرحلة الثانوية ، هنالك اهمال كبير من قبل الكتاب بجيل الفتيان ،يجب ان تكون الكتابة في العالم العربي لجميع الأجيال وبنفس الاهتمام والجودة ، لان كل فئة عمرية في غاية الأهمية ، وجيل المراهقة في أمس الحاجة لصرف اهتمامه وانظاره عن ملهيات الحياة المظللة ، بمطالعة كتاب نافع يوقد فكره ويوسع معلوماته ، ويصقل شخصيته .
- وعي أهمية أدب الطفل : عامل الوعي كمجتمع وحكومات لأهمية ادب الطفل هام ، كلما زاد الوعي ، تزداد الطاقات والموارد التي تصرف على نشر هذا الادب وتكريس نجاحه ، صحيح انه طرأ اهتمام في بعض الدول بأدب الطفل مثل : الكويت والامارات وعمان ، والأردن ، حيث تتبنى الدول مسابقات على مستوى العالم العربي ، تشجع هذا اللون الأدبي وتكرم الأدباء ، لكن هنالك حاجة ليكون هذا الاهتمام أوسع وأعمق وأشمل ، وأيضا ليكون في سائر الدول العربية من خلال بناء رؤية شاملة لتجذير نشر ودعم أدب الطفل .
- تسيس الاعلام : بسبب الحالة العربية ، وانتشار الفوضى السياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية والفكرية ، وحاجة جميع الأطراف المتنازعة الى الة الاعلام ، لنشر أفكارها ، ونقل الحقيقة كما تراها هي ، تهتم كل الأطراف السياسية والعسكرية في العالم العربي بالإعلام بكل أشكاله المرئي والمسموع والمقروء ، لبسط نفوذها عليه، فبات الاعلام موجه سياسيا ، فانحصر دوره على التغطية السياسية ورصد التطورات العسكرية على أرض المعارك المنتشر في العديد من الدول العربية ، والترويج لأفكار تيارات معينة ، وحتى ان بعض الميلشيات العسكرية والحكومات استولت على مقدرات ومقرات الصحف والمواقع الإلكترونية ، وحجبت العديد، مما افقدها مصداقيتها أمام الجمهور ، إضافة لتغيير في النهج ، هذا الأمر انعكس على تغطية النشاط الأدبي ورصد حركة الابداع بشكل عام .



#سهيل_ابراهيم_عيساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة المعلم في أدب الأطفال المحلي
- قراءة في قصة ابتسامة أمير ، تأليف كارثين رينر
- قراءة في قصة جدتي لا تسمعني ، للكاتبة فاطمة شرف الدين
- قراءة في قصة النشال الصغير
- قراءة في قصة زيتونة نور
- البحث عن صورة الوطن في ديوان وشم الامس على الأضرحة للأديبة م ...
- التحرش الجنسي في أدب الاطفال المحلي
- البحث عن النهاية السعيدة في قصص الأطفال المحلية
- الخلافة الوهمية منفصلة عن الواقع
- قراءة في فصة وطن العصافير لوهيب نديم وهبة
- قراءة في قصة - جزيرة ياشكا - للكاتب يوسي ابو العافية
- قراءة في قصة الرمان المر ، تأليف ميسون اسدي
- قراءة في قصة -أمي وأبي منفصلان- ،تأليف حنان جبيلي عابد
- دِراسَة ٌ لِقصَّة - يارا ترسمُ حُلمًا - للشاعر والكاتب الأست ...
- ما أرخص الدم العربي
- قراءة في قصة - ملابس احمد ..تصرخ - تأليف ليلة حجة ،بقلم سهيل ...
- رحيل الشاعر مصطفى مراد وايام من الذاكرة
- مصر تدخل في نفق مظلم
- كفرمندا تحتفل بمشروع القارئ الصغير والكتابة الابداعية
- ادب الاطفال رسالة وامانة


المزيد.....




- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...
- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيل ابراهيم عيساوي - العوامل التي تعيق ازدهار أدب الطفل في عالمنا العربي