أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد السويلم - عظام النار














المزيد.....

عظام النار


عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 14:17
المحور: الادب والفن
    


حجي هذا شنو اللي بالجيس
هاي اعظامي ابني ماخذه وياي للبيت
حجي اشلون اعرفت هاي اعظام ابنك
ما عرفت بوية بس ردت اسكت امه
اغلق المقاتل في السيطرة باب السيارة وهو يقول:.(( الله وياكم توصلون بالسلامة لاتنسونا من الدعاء رحم الله موتاكم)).
تملل السائق وهو يصرخ :. اوه ه ه وتاليها
بكى الشيخ الكبير وهو يحتضن كيس البلاستيك ويمسح دموعه بطرف كوفيته وهو يردد في نفس وتالييتها شنو يانعيمة. انتبه على صراخ احد الركاب بوجه السائق معاتبا إياه على تصرفه الفض مع الشيخ الكبير منذ لحظة ركوبه الباص بثيابه المتربة وكيس الجثة لحرص السائق على نظافة السيارة وتشاؤمه من الجثة وتعجرفه وتكبره على فقر الشيخ ذوي الملابس الرثة القادم من مقابر سبايكر.
نعيمة تريد منك ياعليوي تراب من قبر ابنها تحمله في صدرها ما تبقى من حياتها و تريد ان يدفن معها في القبر وهي تقول حسن يمه تبقى بقلبي ما اعوفك وتبكي وهي تتذكر انها كلما اردت ان تذهب الى سوق العورة كي تعمل في بيع الخضرة كانت تهرب منه قبل ان ينهض من النوم لتوصي اخته الكبيرة به فهو الوحيد والأصغر والمدلل وبز الكعدة الذي فطته بصعوبة بالغة حين كان متعلقا بصدرها باقرب شيء الى قلبها . حتى عندما تعود يبدأ بالصراخ في وجهها امي لا اريد ان تتركني ابدا وهي تحتضنه وتحاول عبثا إقناعه انه قد كبر ولا يحتاج اليها.
وراح اعليوي يحدث نفسه لست ادري يانعيمة اين سندفن هذه العظام ولا ادري هي لمن ؟ كيف سنستخرج شهادة الوفاة ، يالله حيدر ايدبرها ، زين اشلون باهل هذا الولد خاف مو حسن وراح يشم تراب العظام بعد ان فتح الكيس رغم انه راى الظام نيرانا تحرقه تحرق قلبه المتعب ويديه المرتاجفه لتسكب عينه دموعا من لهب ثم عاتب نفسه بشدة لاهو حسن الفانيلة والخاولي والجنسية التالفة التي فيها دائرة نفوس مدينة الصدر هي ما تبقى ولكن الكتابة غير واضحة والصورة تالفة ، عميت عينيك عليك حسن صوجي لازوجتك ولا فرحت بيك ولا شفت منك خيرك اعذرني بوية وابريء لي الذمة .لست ادري اين سادفنك وهل اجد لك مكانا في وادي السلام وهل اجد بعد موتي قبرا لي بقبرك .هل اجد مالا لاجدد قبرك قبل ان يسرقه الدفان ليدفن فوق جثتك غيرك. لقد مضى 21 عام وبعد طول انتظار عندما سمعت الجدة ام جاسم تقول لي كرت عينك اجاك ولد، والان ضاع وانا ضعت أيضا امه أصبحت مجنونة تريد بس واحد يجذب عليها وايكلها اخباره .وانا الان بعيد جدا عن كل شيء ولا اعرف نهايتي ونهاية هذا الجنون العراقي ولا احد هنا ليجيبني لماذا يحصل كل هذا ؟واتى في خاطر اعليوي كيف يصل الى البيت وكيف يرى عظام ابنه تغور في أعماق الأرض وهو يخشى عليها من التفتت ،وكيف سيتلاشى حسن من الذاكرة ، ملامحه حتى اعليوي لم يتذكر الا ملامح حسن الصغير لا الشاب لم يعد يتذكرها جيدا، ولم يعد يتذكر صوته جيدا الا عيونه السوداء حين تذكرها اجهش اعليوي في البكاء واخرج من جيبه صورة ابنه معه ومع امه، لكنه لم يعد يتذكر بريقها فقد مضى زمن طويل ، لم تكن مجرد سنة الا انه عام بالف عام. هيجي اعليوي ياقليل الوفا يابذات بديت تنسى والكبر ياخذك من يأخذك القبر ان شاء الله اعليوي لمن تعيش بعد الان ؟ هكذا خاطب الشيخ نفسه. كان صعبا على اعليوي ان يقبل بان حسن الكثير الحركة وعاشق الكرة اصبح عظام جامدة وتراب يابس. تذكر اعليوي اباه محسين عندما دفنه واهالوا عليه التراب شق لحظة الصمت القاتلة صرخة نحيب تعلو لتعلو أخرى لتشق عنان السماء وتقتل الصمت ومن نحيب الى اخر ومن خوف الى اخر لم يبق لي شيء ، أي شيء ليعود الصمت من جديد والخوف ورائحة الموت لتغطي السماء والأرض. صوت مجروح أخذ يعلو خلفنا وفوقنا يوم هنا وأخرى هناك قدر وظلم مجنون قتلنا كما قتلكم ولا احد يعينه أي شيء ولم يعد احد يبالي فلقد ادمنا الموت وتعودنا على ان نسرد النكات في مجالس عزائرنا وسراديق فواتحنا ونتبادل التعازي والحزن ،حتى اصبحنا نهرب من الحزن والخوف والموت لكن الى اين . من سيساعدني على نعيمة بل من سيساعدني ويساعد الظهر المقوس واليد المرتجف والرجل المتصلبة ، اه من الضغف ومن قلة الحيلة من لي سواك يارب ، على الله وعليك يابا الحسن هذا ابني وديعة عندك قتله لانه يحبك. _ ألست تريد الانتقام؟ حدث نفسه وأجاب مم وكيف ولم يعد هناك قوة ومن اجيب الحيل يابو سكينة .
في مجلس الفاتحة وقف كالمجنون المذهول ولم ينتبه الا حين دخل احد المقاتلين مع سلاحه فراى في وجهه وجه حسن فاحتضنه واحتضن بند قيته قائلا له
- ابني أتعاهدني؟
- ان شاء الله بخدمتك حجي تامر امر .
- اريدك تصير حسن وتاخذ ثارك بيدك؟



#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا من ضيع في الاوهام عمره
- وداعا ريمون جبارة زردشت الذي صار كلبا لا مكان للإنسان هنا في ...
- دماء على نهر دجلة
- نشأة الحشد الشعبي
- افيون خرافة الغيب الزائف للقضية المهدوية في السياسة العراقية ...
- الاوقح والاقبح
- نص الاتفاق النووي الايراني
- عراق الكثير
- عراق العيون
- عراق الاسئلة اللامتناهية
- الم يأن الاوان للتخلص من فايروس نظرية المؤامرة في النظرة الى ...
- الخارطة من تكريت الى عدن دفاعا عن ايران والمقاومة
- مصاحف صفين تكريت وتحكيم العبادي الاشعري الجديد
- داعش الوحش خلف لسلف التوحش
- سيناريو متداول لمعركة الموصل وفق ثوابت السياسة الامريكية في ...
- هرطقات الحداثة في الحوار المتمدن المسخرة
- حوار بيني وبين صديق لي عن جبهة تكريت
- مانيفستو داعش إدارة التوحش واستراتيجية التشظى والانشطار المض ...
- لا تحرير للعراق الا باستلام المقاومة للسلطة في بغداد
- حوار بيني وبين احد قادة الاستخبارات العسكرية


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد السويلم - عظام النار