أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - نازحو الأنبار ومخاطر سياسة التمييز الطائفي: نداء من أجل معالجة فورية عاجلة














المزيد.....

نازحو الأنبار ومخاطر سياسة التمييز الطائفي: نداء من أجل معالجة فورية عاجلة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دفع العراقيون من أهالي الأنبار ثمن التخبط في السياسة الحكومية الطائفية بجناحيها من دماء أبنائهم ومن استقرار المحافظة وأمنها.. ووصل الأمر حد الانهيار المؤسساتي للدولة وانسحاب القوات الحكومية وتركهم لقمة سائغة لقوى الإرهاب بكل أطرافها وشراذمها وعناصر المرتزقة الإقليمية والدولية من ميليشيات البشاعات والجرائم الهمجية.
بالأمس، مرت أرتال الدواعش علنا باتجاه الرمادي كبرى مدن الأنبار ومركز المحافظة وعاصمة الغربية برمتها؛ ولكن القوات والسلاح لم تصل حتى أعملت تلك الأرتال من أوباش العصر جرائمها في الناس تذبيحا وتقتيلا واغتصابا ونهبا وسلبا وتخريبا؛ لتصل على استحياء بعض قوات كما جرى دائما؛ يتم إخراج الإرهابيين الدواعش ليعودوا بجرائمهم ويستكملوا مهام (باتت) مفضوحة!!
وليلة الأمس كان عشرات ألوف مؤلفة من النساء والأطفال وعوائل الأنبار سار بعضهم متهالكا مشيا طوال المسافة باتجاه كربلاء وبغداد متعرضين لكل المخاطر والمهالك فخسر العراق من بناته وأبنائه من الأطفال النازحين والمرضى من نساء وشيوخ بالعشرات.. وليس من يقيد و-أو يعوض ويعيد تلك الخسائر البشرية الغالية! كما يتعرض مئات وآلاف آخرون لذات الخطر، فيما كربلاء تتصدى لهم وتمتنع عن استقبالهم بموقف قد يُؤوَّل بالغالب في هذه الأجواء طائفياً! أما ببغداد فجاء موقف البرلمان مخرجا جزئيا خجولا لا يفي الحاجة الفعلية ومرر بعض النازحين بلا كفيل..! ولكن إلى أين والأزمة ببغداد لا تستوعب مزيداً إن لم يجرِ معالجتها جديا وبطريقة تتناسب وواقع الأمور!؟
إنّ أزمة نازحي الأنبار لا تقف عند حدود صدقة من حكومة أو برلمان فتلك هي واجبات ملزمة عليهم ويجب التنادي لاستقطاب ما يمكن من دعم دولي يرتقي لحجم الكارثة وينقذ الناس من خطر الهلاك وعذابات صحية ونفسية ومجتمعية أشد إيلاما وخطرا مما تتلكأ تجاهه الحكومة الاتحادية والجهات المعنية...
إن أزمة نازحي الأنبار كبيرة بحجم المدن والأقضية المحاصرة والمخترقة من الدواعش ومجاميع البلطجة هناك حيث لا جيش ولا شرطة ولا جهات أمنية ولا تسليح ولا أعتدة للمتطوعين المضحين دفاعا عن وجودهم وكرامتهم وحرية العراق وسيادته..!
يجب بوجه عاجل وضع الاستراتيجية التي تنهي عبثية الفعاليات الخاضعة للصراعات والتجاذبات بين أجنحة الطائفية ومخاطر ترك العراقيين من أبناء الغربية لصحراء قاسية تلتهمهم وتسلمهم لقوى الجريمة والإرهاب ولشراذم موجهة إقليميا دوليا.. ولن نقبل وضع العراقيين في الأنبار بين مطرقة الطائفيين وسندان الإرهابيين ولن نمرر الجريمة بالصمت والسكوت..
إن العراقيين جميعا وكافة وبكل أطيافهم مروا بتجاريب النزوح وتهديداتها وها هم يدركون ما يجري والتعقيدات التي تخص وضع الأنبار .. ولهذا فإننا جميعا إذ ندين السياسة الطائفية وتمييزها وجرائمها لا نتردد للحظة أن ننهض بمسؤوليتنا في إدانة الإرهاب بكل تشكيلاته وجرائمه.. مطالبين الحكومة الاتحادية بواجباتها والمجتمع الدولي ومنظماته المعنية بما يلزمهم القانون الإنساني من تدخل فوري عاجل بهذه الأزمة الكارثية الماساوية. ونرفض كل الترقيعات التي تُكرِّر ذات السياسة والنهج الذي أوقع العراقيين وبخاصة اليوم في الأنبار بمحرقة لا تبقي ولا تذر.
العراقيون لا يطلبون صدقات، ولكنهم يطالبون بحقوقهم التي تُلْزِم الحكومات المحلية والاتحادية بمهام تلبية الحاجات الإنسانية العاجلة والفورية من مأوى وغذاء ودواء ومن حماية أمنية شاملة وعدم تمرير الأمور إلى أماكن تنفيس من المؤكد أنها ستخلق مشكلات أخرى مثلما اختلاق أزمات السكن وأزمات وجرائم مرافقة للزخم السكاني وإهمال الخدمات العامة من تعليم وصحة وأمن مجتمعي..
إننا ندرك أنَّ قوى الفساد والطائفية يريدون هذه الأوضاع ويستغلون انتشار مرتزقة الإرهاب ولكننا نؤمن بأن العراقيين باتوا أكثر وعيا بما يجري لهم ومن يديره وأنهم لن يسكتوا على ما يجري. ولعبة تبديل الوجوه في قيادة دفة الأمور العامة لم تعبّر إلا عن ذات السياسة الطائفية.. وهي تحاول صنع الميل لهذه الشخصية أو تلك من لعبة تبديل الوجوه بادعاء أنها سـتأتي بالحل ولكنها في الحقيقة، لعبةٌ قاربت على انتفاضة ضمير وطني بغنى إنساني تنهيها وتضع البديل البرامجي الذي يلبي انعتاق العراقيين من نظام الطائفية الكليبتوقراطي السبب الحقيقي في كل ما يجري..
ونداء هذا اليوم يركز على إلزام الحكومة والمنظمات الدولية المعنية بالعمل الفوري العاجل لحل تداعيات النزوح من الأنبار بما جرى ويجري من معارك بين قوى باتت جميعها تطحن بأبناء الشعب وإن اختلفت السبل والمناهج ظاهريا. والعراقيون اليوم يدركون مجريات المشهد ويعرفون أن اتحادهم المطلبي وضغطهم لإلزام المعنيين بواجباتهم هو طريق مبدئي أولي لمسيرة النجاة والخلاص وتعديل المسار جوهريا.
وبخلاف ذلك، فإنّ مزيد تضحيات ستقع كارثيا ولات ساعة مندم.. الأمر الذي يتحمل مسؤولياه الجميع بلا استثناء.



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وشرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية كافة
- الأمن الغذائي والرعاية الصحية التامة الكاملة واجب مجتمعي رسم ...
- الرسالة السنوية لمسرحيي العراق في اليوم العالمي للمسرح 2015
- عراقياً، ماذا قالت مؤشرات الفساد لعام 2014!؟
- أوهامٌ وتأثّراتٌ طائفية!؟
- حقوق العراقيات في اليوم العالمي للمرأة، ما زالت في مهب الريح ...
- متحف نينوى: جريمة التخريب والدلالة
- حول هجرة العقول العلمية خارج الوطن
- كرنفال الصحافة العراقية بدورته الثالثة ينعقد مجددا يومي 5-6 ...
- نداء من أجل المشاركة بوقفة التضامن مع النازحات والنازحين ببغ ...
- كلمة افتتاح احتفالية اليوم العراقي للمسرح في لاهاي
- الإحصاء والشفافية بين الحق والأداء وفرص اتخاذ القرار الأنجع
- من بوابة المسرح سنطلق مسيرة بناء الدولة المدنية ومؤسساتها في ...
- بِئْسَ ما تَخطُّهُ أقلامٌ حبرُها دماءُ الفقراء
- رسالة مفتوحة إلى مؤتمر مناهضة جرائم الإبادة والتطهير العرقي ...
- مخاطر جديدة تهدد بانهيار سد الموصل متسببة بكوارث مفتوحة بلا ...
- العيش في الماضي تغريب عن الواقع وانكفاء مرضي خطير النتائج
- في الشأن العام، علاقاتنا بالآخر ومواقفنا تجاهه لا يصح أن تحك ...
- بطاقة تحية للجيش العراقي تتطلع لبناء وطني يتسم بالنقاء والكف ...
- في يوم المثقف العراقي كلمة تحية للاحتفالية المنعقدة في مدينة ...


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - نازحو الأنبار ومخاطر سياسة التمييز الطائفي: نداء من أجل معالجة فورية عاجلة