أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أحموم - الرحمة في العقل والإرادة!














المزيد.....

الرحمة في العقل والإرادة!


محمد أحموم

الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 23:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله خلق الجنة والنار,الشر والخير,وجعل للخير وعاء وللشر وعاء ,وللنار سكان وللجنة أيضا,يعني أن الله خلق الشر والعذاب معا وخلق السعادة والشقاء وخلق لهما أناس كل يتقلب حتما في أحد طرفي المعادلة
أين هنا رحمة الله ؟مادام الشر والشقاء من نعمة إيجاده؟
---------
"أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ,وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ ,وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ" سورة البلد.
"إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً" سورة الإنسان
*حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) : ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " أيُّها النَّاسُ إنَّمَا هُمَا النَجْدَانِ: نَجْدُ الخَيْرِ، وَنَجْدُ الشَّرّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرّ أحَبَّ إلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ".
تفسير الطبري ص594.
*هديناه النجدين أي بيانا ووضحنا له الشر شرا والخير خيرا بإرسال الرسل والأنبياء وبالفطرة.
ابن عثيمين
"إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً " سورة الإنسان.
*قَوْله تَعَالَى " نَبْتَلِيه " أَيْ نَخْتَبِرهُ كَقَوْلِهِ جَلَّ جَلَاله " لِيَبْلُوَكُمْ أَيّكُمْ أَحْسَن عَمَلًا "
" فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا "أي جعلنا له سمعا وبصرا وعقلا حتى يميز بين الخير والشر,بين الطاعة والمعصية.
تفسير ابن كثير.
أولا:
خلق النار وخلق أهلها سيكون فعلا ظالما مغيبا للرحمة في حق الذات الإلهية إن غيبت معه إرادة الفرد في اختياره بين الفكرة ونقيضها(الشر والخير),سيكون فعلا تغيب معه الرحمة ويحضر معه الظلم في معادلة الخلق هذه بإنتفاء الإرادة والإختيار لدى آدم الذي لن يكون في هذه الحالة إلا كائنا مستلبا في حريته ومجرد صدى لمحرك علوي ميتافزيقي يحقق غاية ما يجهلها الإنسان في التاريخ ,لن يغذوا عنذئذ هذا الكائن الإنساني سوى مجرد دمية تحقق غاية ما بدون وعي ولا إرادة منه,دمية تتجه إلى غاية عذابا كانت أم نعيما ليس هو من اختارها بل هناك علل أو علة خارجة عن إرادته هي من اختارتها له .
لذلك يمكن القول أن الحالة التي يغيب فيها الظلم ويحل محله العدل فهي كون آدم كائن ومشروع حر يوجد أولا ثم يحقق ماهيته, لأنه مشروع مسؤول عن أفعاله وخياراته التي أقدم عليها,وقد وضح ابن كثير في تفسيره الآمر بقوله أن العقل يوجد بين فكرة الشر والخير ولا إكراه ولا إلزام في الإختيار بين أحدهما وهذا ما توضحه مجموعة من الآيات يمكن أن نستحضر منها على سبيل المثال :
1- "قالَ يا قَوْمِ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَ آتاني رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُون" سورة هود.
2-"وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ " سورة الكهف.
3- "وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفينََ" سورة هود.
--------
ثانيا:
لكن قد يقول قائل وما الفائدة والغاية أصلا من خلق النار والألم؟
هذان الخياران المتناقضان الخير والشر,اللذة والألم هما من يمنح لوجود الكائن البشري معنى لأن الوجود يستمد وجوده أساسا من جدلية الصراع بين الفكرة ونقيضها,وكما قال هيغل :" لكل موضوع أوفكرة هناك فكرة مناقضة لها ,والفكرة تبقى فارغة من المعنى إن لم يستدل عليها بنقيضها".
أي ما معناه أن لا تمييز بين فكرة الخير إلا بنقيضها فكرةالشر ,وكذلك الآمر بالنسبة للألم واللذة ,أما خلق طرف واحد من المعادلة فتنتفي معه الفكرة أصلا ومعنى ولا غاية تجعل معنى لوجودنا إذا!
فالحياة بدون الصراع الجدلي بين الفكرة ونقيضها إذن لن تغذوا سوى عبث نيتشاوي لا طائل من ورائه.
إضافة لكون اللذة لذة عن طريق تذوق الألم لأن التقلب في اللذة دون الألم يجعل آدم لا يستشعر نعمة اللذة التي هو متقلب بين ثناياه,فكما أسلفنا الفكرة تستمد هويتها وكينونتها بنقيضها,فكيف يمكن أن نقول الخير خير بدون وجود فكرة الشر,وكيف يمكن أن نقول السيد سيدا بدون وجود العبد وهكذا...



#محمد_أحموم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطة ميميس
- الإسلام مشكلة, لكن أين؟
- التطرف بين المقاربة الأمنية والعلمية
- لا وعي النص,مقاربة التحليل النفسي نموذجا..
- احتضنا أيها الموت
- أيها الفلاسفة,أيها السيكولوجيون,أيها السوسيولوجيون أنقذوا ال ...
- قلم ينزف
- بحثا عن بديل


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أحموم - الرحمة في العقل والإرادة!