أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أحموم - التطرف بين المقاربة الأمنية والعلمية














المزيد.....

التطرف بين المقاربة الأمنية والعلمية


محمد أحموم

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 20:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وراء الستار حرب ستشتعل, لكن السؤال المطروح هل حقا يمكن القضاء على داعش ؟أو بصيغة أدق هل يمكن القضاء على الفكر الجهادي في العالم بالقضاء على داعش التي تمثل نقطة من فيض؟
يستعد المجتمع الدولي لدق طبول حرب جديدة سماها الخبراء بحرب عالمية ثالثة لأن ما يجعل الحرب حربا عالمية كما هو معروف هو تكتل دول من مختلف القارات على كيان واحد أو دولة واحدة,وهذا ما ينطبق على هذه الحرب التي نتظرها في صيف هذا العام لأن جميع المؤشرات الدالة على قرب اندلاعها قد نضجت ,حرب سيكون العراق وسوريا أساسا بؤرتيها ومدينة الموصل بالتحديد التي تعتبر من أهم المدن التي سيطر عليها "داعش في العراق التي لها دلالة لدى التنظيم .
لكن السؤال المطروح هل حقا يمكن القضاء على فكر عودنا على إلقاء السلاح إن أخترق عسكريا لينهج نهجا آخر الذي هو العمليات الإنتحارية التي يعتبر الفكر الجهادي الفكر الوحيد في العالم الذي يجعل من هذا التكتيك الحربي استرتيجية لإستنزاف العدو,الفكر الذي فشلت الولايات المتحدة في دحره وهزيمته بأفغانستان والتي شاهدنا اعترفها الأخير بطالبان وفتح قنوات تفاوض قطر آخرها؟
هل يمكن القضاء على هذا الفكر الجهادي بالمقاربة العسكرية-الأمنية مع العلم أن الأجهزة الأمنية الغربية رغم حالة الإستنفار التي لم تكن عليه منذ الحادي عشر من سبتمبر وها هي التقارير الأمريكية تتوقع الاسوأ في الايام القادمة ؟
ما يميز ظاهرة التطرف أنها ظاهرة تنتجها حقائق دينية نصية أو اجتهادات علماء دين معلومين لها الشرعية في المخيال الجماعي لنسبة كبيرة من الناس خاصة البسطاء منهم لأنها مرتبطة بالإعتقاد الحميمي للإنسان العربي والذي هو الدين الإسلامي .
تفكيك الظاهرة الماثلة أمامنا يستوجب الفصل بين ما يمكن تسميته بالتطرف الناتج عن الوضع السياسي المأزوم وغياب البدائل أي تطرف الإنسان العربي ,وبين تطرف الإنسان المتأزم وجوديا ونقصد تطرف الإنسان الغربي.
تطرف الإنسان الغربي لا تنطبق عليه نفس الشروط الموضوعية التي تنطبق على تطرف الإنسان العربي, لأن الإنسان الغربي لا يعتنق الفكر الجهادي بسبب الفقر والتهميش أو مأزمية وضعه الإقتصادي-الإجتماعي-الحقوقي بل لما يمكن تسميته بالعبث الذي أدخلته إليه مجموعة من الفلسفات ما بعد الحداثية التي أعلنت موت الإنسان , فكما الأنظمة العربية فاشلة في إخراج أبناء جلدتها من وضعية القهر الإجتماعي والتخلف المركب الذي يعيشه مواطينها بسبب الديكتاتورية السياسية التي تميز تصريف السياسات من لدن أنظمتها الحاكمة ,فإن الأنظمة الغربية أيضاعاجزة عن إخراج مواطنيها من ثقافة الإستلاب والإستهلاك من أجل الإستهلاك, مما يغيب أي هدف وجودي لدى الإنسان الغربي, والمطلع على كتابات ما بعد الحداثة سيلاحظ مما ليس فيه أدنى شك أن الإنسان الغربي يخضع لرسالة مشفرة لا شعورية تحاول الإمبريالية العالمية المتوحشة تكريسها وإبقاءها في مخيلته والتي هي "استمتعوا لكن شريطة أن لا تفكروا إلا في الإستمتاع , مما جعل الإنسان الغربي بشهادة جباهدة الفكر يتخبط في حياة عبثية نمطية تجعل أي مغامرة تغريه ,ولو بالسفر إلى مناطق متوثرة في العالم.
أما تطرف الإنسان العربي فالكل بعرف أنه ناتج بالأساس عن استنفاذ البدائل بعد فشل الربيع الديمقراطي بسبب احتوائه من طرف الإمبريالية العالمية,ما كان سبب في اعتناق الكثير للطروحات الجهادية كرد فعل على جمود الواقع السياسي,وهذا ما استغله بالضبط دعاة هذا التفكير التكفيري,ما حدا بالأنظمة إلى نهج سياسات أمنية عسكرية نظن قطعا كباحثيين أنها لن تجدي أمام هذا المد المتطرف بل ندعو من هذا المنبر أن تذوب المقاربة الأمنية في المقاربة العلمية الأكاديمية للموضوع,كي نحيط بمسبباته بالتالي تفادي نتائج قيامه.
يتبين أن الإشكالية التي تواجه المجتمعات الغربية في الموضوع مختلفة عن ما تواجهه نظيرتها العربية من حيث أسباب وعلل الظاهرة.
التطرف في دول العالم الثالث ينتجه الحرمان والقهر , لذلك يكفي القطع مع سياسات الآذان الصماء تجاه الشعوب كي لا نحرق جميعا بحرب ستطل علينا من لاشعور إعتقادنا الجمعي أقصد فقه الجهاد الذي عاد وطفى إلى السطح بسبب السياسات الفاشلة التي تنهجها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط, السياسات الموجهة بالأساس لحماية آمن إسرائيل من الخطر النووي الإيراني ,و تجنب انهيار اقتصادي محسوم فيه إن أمريكا فقدت

مصالحها في المنطقة التي أصبح التوسع الشيعي الإيراني يلتهمها فآخر الأخبار تقول أن إيران تحتل أربع مدن عربية وهي بغذاذ, دمشق, بيروت, صنعاء, في تهديد مباشر للجنة الأمريكية في الخليج.
نادينا ولازلنا ننادي بضرورة الإستفادة من مقاربة العلوم الإنسانية في مثل هذه المواضيع فظهر للبعض أن دعوتنا دعوة استرزاقية نزقية فقلنا الأيام كفيلة بدحض أو تأكيد كلامنا وها هي ظاهرة التطرف نموذجا إبتلعت السنتنا خوفا من المقاربة الأمنية في الموضوع , أتحمل مسؤولياتي كاملة في القول أن مخرجنا من هذا المازق هو إفساح المجال للعلوم الإنسانية بمناهجها البحثية كي تتعامل ميدانيا مع العينة التي تجسد هذا الفكر من أجل تبيان الشروط الموضوعية لظهوره وقيامه في اوساط شعوبنا ,فالمهم سيكون لنا الشرف على الأقل أننا وضعنا الحقيقة أمام من يتحمل مسؤوليات شعوبنا ,لكن الصيغة التي يجب أن تعود بها العلوم الإنسانية هو أن تتجاوز أولا الطابع الأكاديمي الحالي الذي يتميز بالهزالة في ظل الإشتغال على مواضيع لا تأخذ ملحاحيتها في واقع الإنسان العربي عامة والمغربي خاصة,إلى اشتغال أكاديمي يقطع مع الهامش ويولي اهتمامه لظواهر قد تحرقنا جميعا ناتجة عن وضع سياسي متأزم لا يلبي انتظارات الأفراد.



#محمد_أحموم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا وعي النص,مقاربة التحليل النفسي نموذجا..
- احتضنا أيها الموت
- أيها الفلاسفة,أيها السيكولوجيون,أيها السوسيولوجيون أنقذوا ال ...
- قلم ينزف
- بحثا عن بديل


المزيد.....




- سياسي يهودي من حزب مانديلا: شعب إيران لا يستحق الهجوم عليه م ...
- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أحموم - التطرف بين المقاربة الأمنية والعلمية