من كنوز المقالات القيمة التنويرية لاستأذنا أحمد عبده ماهر (3)

عبد العزيز خليل إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 19:03
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

ما زال الحديث موصول حول موضوع من كنوز المقالات القيمة التنويرية لاستأذنا المستشار والكاتب الكبير أحمد عبده ماهر المصري ويقول الأتي :-
(10)أراه ظلما وإجحافا ونذالة :::-
إن فقه عدم أحقية المرأة المسيحية المتزوجة من المسلم في ميراث زوجها بزعم أنه لا توارث بين كافر ومسلم.....إنما هو من جهل الفقهاء وعدم عنايتهم بالقرءان، إذ كيف يكون من حقها أن ينفق عليها زوجها حال حياتها معه...بل النفقة عليها من واجبات الزوج التي تتم مساءلته عنها قضائيا..... بينما يتم تشريدها بعد وفاته.....أهذه مروءة فقهية أم نذالة وخسة!!!.
وكيف يرث أولادها الذين قامت هي بولادتهم وتربيتهم بينما هي لا ترث؟
هل يستغلها الإسلام حال شبابها ثم يقذف بها عبر التشرد عندما تكون عجوزا؟.
ومالكم لا تتدبرون قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً
وَأَسِيراً }الإنسان8
فإذا كان الله يحب إطعام الأسير الكافر الذي سبق وقتل جنودنا....فكيف يتم تجويع امرأة تزوجت مسلما وأنجبت وقامت بتربية أولادها المسلمين.
إن الدين لا يجافي الأخلاق، والله حين قال [وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم ] لم يشترط ديانة الإسلام لتلك الزوجة التي حدد لها الثمن وحدد لها الربع.....لأنه هو أيضا من حلل نكاحها.
وأين نحن من قول ربنا تبارك وتعالى عن أهل الكتاب: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8
فهل من البر والإقساط منع الأرملة المسيحية أو اليهودية من الإرث بعد خدمة السنين وشقاء الأيام والإخلاص عبر الزمن؟.
فكيف بربكم يبيح الله ويحلل زواجكم من الكتابيات ثم يمنع عنهن الإرث؟...أليس هذا مخالفا للقرءان من أكثر من وجه....ومخالفا لقواعد الأخلاق والمروءة....لذلك يتوجب علينا تعديل الفقه والقانون بهذا الصدد.
وفقا لمنظومة الشراسة الفقهية
فإنه إذا ارتدت الزوجة من الإسلام للمسيحية فإنه لا نفقة لها أي يتم تجويعها، فتلك هي شريعة الفقهاء وليست شريعة الإسلام .....وذلك هو حكم القانون ونصوصه التي يتم تنفيذها حاليا.
فهل هذه إنسانية أو حضارة.....إننا حتى وإن اعتبرنا تلك الزوجة أنها مقبوض عليها في جريمة قتل فإنهم يطعمونها.
فهل الارتداد للمسيحية أو اليهودية أكبر جرما من قتل النفس، وهل نظام التجويع نظام حضاري؟.
هل لا زلنا لا نؤمن بقوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً
وَأَسِيراً }الإنسان8
ألا تعتبرون المرتدة أسيرة من أسرى الحرب فتطعمونها ليشكر الله لكم حسن صنيعكم ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا بشأن عقيدتها.
لا زلت أصيح بأنه بالضرورة أن يعيد الأزهر فقهه ليكون نابعا من القرءان بصفة أساسية.
(11)أبواق الخرافة ونفير الأموات :::-
كثير من الإخوة المسلمين جندوا أنفسهم ليكونوا أبواقا للخرافات الفقهية للزمن القديم وأئمة الزمن القديم، فما إن قرءوا لي أو لأحد المجتهدين تخريجا جديدا إلا وانبروا بالمجادلات والمعارضات بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير.
إن هذه الفئة من الناس وهم عشرات الملايين من البشر إنما يدعمون النفوق الفكري قبل الفقهي، فلو منحوا عقولهم فرصة العمل قبل أن ينبروا بالنقد ما طغى الفقهاء بخرافاتهم الفقهية، لكنهم يدافعون حتى يضعوا أنفسهم في مصاف القارئين والمجتهدين، وحتى يصدقوا أنفسهم بأنهم متدينين، وهؤلاء هم الظهير الشعبي للخرافات الفقهية.
فهم لا يعجبهم عدم وجود عذاب قبر، وهم ينفقون الغالي والرخيص من العصبية للدفاع عن كتاب الجنون المسمى بصحيح البخاري دون أن يكون لهم أي سهم من القراءة فيه...وهكذا انتشر بيننا الفقه القديم وهو لا يتزحزح بفعل هؤلاء المناضلين للدفاع عن القديم.
وهم بجهلهم يتصورون بأن الأحاديث النبوية الموجودة بكتب الصحاح أنها أقوال خرجت من فم رسول الله، ولا يقنعون بأنها أقاويل ومرويات منسوبة لرسول الله يصح فيها الكذب والصدق، لذلك فهم يقولون بعدها عبارة [صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم] ظنا منهم أنها صدرت فعلا عن رسول الله شخصيا.
إن عمدتهم في ذلك ما يقولونه [أين أنت من البخاري ومسلم وغيرهم من أئمة جمع الحديث] .
وعمدتهم في الفقه قولهم [أين أنت من أبو حنيفة والشافعي...الخ]...
لذلك حين يقول مجتهد أمرا فهم يردونه قائلين [وهل أنت متخصص] بينما تراهم أسرى للأفكار المعتوهة للمتخصصين.....وهذا هو سر ما يجده أهل الاجتهاد من عنت، وهو بذاته سر تنامي الخرافة في فقهنا الإسلامي..
فيا إخوة الإسلام عليكم أن تعلموا بأن العلم بالتراكم.....يعني جيلنا يفهم في القرءان والسنة عن جيل الصحابة وعن جيل الأئمة....لذلك فإن الله حين قال سبحانه:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53....
فإن هذه الإراءة المستمرة التي يريها الله لأهل الإسلام وغيرهم تتطور من جيل لتكون أكثر بالأجيال التي تليهم.
وتجد أيضا أطفال المدارس الإعدادية يعلمون أكثر من ماجلان في الجغرافيا بل ويعلمون عن كروية الأرض أكثر من ماجلان لأن العلم بالتراكم ...رغم أن ماجلان هو من اكتشف كروية الأرض.
وتجد فني الكهرباء بأي محطة كهرباء يفهم أكثر من أديسون مكتشف الكهرباء لأن العلم بالتراكم....وهكذا....
فلماذا تتصورون فينا الغرور حين نقول لكم بأننا نفهم بالقرءان أكثر من الصحابة رضوان الله عليهم الذين لم تكن غالبيتهم العظمى تعرف القراءة ولا الكتابة ولم يكونوا من حفاظ القرءان ولم يتفرغوا للمكوث بين يدي رسول الله....بينما أراكم صنعتم من الصحابة أصناما لا تردون لهم قول ولا فعل وكأنهم صاروا معصومين
إن المتخصصين فيكم ما هم إلا سعاة بريد لفقه منذ أيام الأئمة الأربعة الذين كانوا قاصرين في العلم والفقه مع احترامنا لجهدهم....فلا تكاد تجد لمتخصص تخريجا ولا فهما لا في قرءان ولا سنة لأن المتخصصين لا يبذلون جهد الإخلاص والتدبر والتفكر إنما يبذلون جهد النقل بلا عقل.
فيا من تتبعون الأموات أقول لكم أن الأحياء بينكم أفضل وأرقى فقها من الأموات فلا تقاومونا علكم تهتدون.
(12) عبث الفقهاء بالقرءان :::-
لم أكن أتصور أن يصل عبث الفقهاء هذا الحد من الإسفاف، فلقد عبثوا بكتاب الله فقالوا بأن به آيات منسوخة [أي ملغاة] ...
وياليتهم استحوا فاتفقوا على تلك الآيات الملغاة باسم أنها منسوخة، لكنهم اختلفوا حولها، ومن فاقتهم الفكرية أن قاموا بتسمية هذا العبث بأنه علم الناسخ والمنسوخ.
1- وأستعرض للقارئ الكريم بعضا من اختلافهم في قضايا الناسخ والمنسوخ عن العلماء السابقين لتكون أكدا بأن علماء الإسلام ما هم إلا مجموعة من العابثين وقد سطّر ابن الجوزى اختلافاتهم وعبثهم بكتابه نواسخ القرءان وهى:ـ
* عند ابن حزم الأنصاري 214 قضية.
*وعند أبى جعفر النحاس 134 قضية.
*وعند ابن سلامة213 قضية.
* وعند مكي بن أبى طالب 200 قضية.
*وعند عبد القاهر البغدادي 66 قضية فقط.
* وعند بن بركات 210 قضية.
*وهى عند ابن الجو زى 247 قضية في 62 سورة.
(المرجع نواسخ القرءان للعلامة ابن الجو زى ص 515 الصادر عن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة).
فيا ترى هل هؤلاء قوم نسميهم علماء، هل مثل هذا العبث بكتاب الله نسميه علما؟، أليس منكم رجل رشيد؟، هل يصل عدم فهم هؤلاء لكتاب الله أن يبتدعوا ما يسمى بالناسخ والمنسوخ داخل القرءان، ثم لا يتفقوا عليها ويسمونها علما، أهو علم الاختلاف والعبث بكتاب الله!!، وكيف يعلم المجتهد المزعوم أحكام إبليس المسماة بالناسخ والمنسوخ بالقرءان وهي مختلف فيها لهذا الحد المزري؟.
2- يجب علينا أن نعلم بأن النسخ هو التكرار فما برسالة موسى تجده برسالة محمد لأنهما خرجا من مشكاة واحدة.
3.وهل يجوز أن نقول بالناسخ والمنسوخ بمعنى الإزالة والمحو داخل القرءان بزعم فهم قاصر لقوله تعالى: { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}البقرة106؛
فكيف ينسي رسول الله؟، بينما الله سبحانه يقول له: {سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى}الأعلى6؛ فهل رجع الله في كلامه، أيكون قد قال له في مكة بسورة الأعلى بأنه سينزل عليه القرءان فلا ينساه، ثم يعود في المدينة بسورة البقرة فيقول له [ما ننسخ من آية أو نُنسها]؟؟، هذا فضلا عن قوله سبحانه بأنه لا يبدل القول لديه، أيكون هذا نهج الله أم نهج الشياطين الذين لا يفهمون ويفسرون القرءان بالقطعة ليضلوا الناس بغير علم؟.
4- وفي ظل ما ذكرناه من اختلاف واختلال فقه الزمن القديم عن الناسخ والمنسوخ، هل يعلم أي عالم بالأمة ما هي الآيات المنسوخة تحديدا حتى نتحاشى العمل بها؟، أم أننا برعنا في علم العبث بكتاب الله!!.
5ـ إن النسخ الوارد بقوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106؛ ما هو إلا نسخ للشرائع، بما يعني نسخ شريعة التوراة بشريعة القرءان مع ثبات العقيدة بكلا الرسالتين، وهذا إن تصورنا بأن النسخ هو الإزالة.
6. بل ومن حضيض الإسفاف أن يرى جمهور الفقهاء [لعنة الله عليهم] بأن نسخ القرءان لصالح السنة أمر جائز .....
فهذا الإمام الفقيه عبد الله بن مسلم بن قتيبة محدِّث وفقيه (أهل السنة والجماعة) متوفى سنة 276 هجرية , يقول بصراحة: "السنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب بقاض على السنة"!!!....راجع سنن الدرامي ...ج1 – ص145.
وكذلك ابن قتيبية في تأويل مختلف الحديث..ص199.
كما ذكر صاحب كتاب مقالات الإسلاميين ج2 – ص251 ,نقلا عن الإمام الأشعري وهو (إمام أهل السنة والجماعة) في الأصول قوله :"إنّ السنة تنسخ القرآن وتقضي عليه, وأنّ القرآن لا ينسخ السنة ولا يقضي عليها " .
وذكر ابن عبد البر بأنّ الإمام الأوزاعي وهو من كبار (أهل السنّة والجماعة) قال 61516-;-إنّ القرآن أحوج من السنة , من السنة إلى القرآن ) !!!.....راجع كتاب جامع بيان العلم ..ج2 – ص234.
وذكر المرحوم الدكتور/ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق بجريدة الأهرام تحت عنوان هذا هو الإسلام العدد الصادر يوم 9/1/2010 وذلك بالصفحة رقم 24...[.بينما يرى جمهور الفقهاء والمتكلمين أن نسخ القرءان بالسنة جائز].
....فهؤلاء هم فقهائكم وما يعتقدون ...هؤلاء هم متخصصيكم....بينما ربكم يقول لكم ...أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً }الكهف26.
لكنهم لا يكتفون بالإشراك.... بل يقومون بمحو آيات كتاب الله السماوي لذمة قال فلان وقال علان من الأحاديث الظنية الثبوت وظنية الدلالة....فهل هناك أكفر من هذا الفعل وذاك المعتقد؟.
إن النسخ الوارد بكتاب الله هو نسخ أحكام التوراة بأحكام القرءان لكن أئمتنا لم يفهموا كثير من آيات كتاب الله ويدفعنا فقهاء زماننا أن نبجل الخطأ، بل تجدهم كلما تعسر عليهم فهم آية وربطها بأخرى قالوا بالناسخ والمنسوخ حتى وقعوا في التناقض بتفسيراتهم المغلوطة لكتاب الله..
ما نريد من الدعاة إلا أن يفكروا قليلا ويمتنعوا عن نغماتهم المعهودة بأنهم متخصصون وبأنهم يعلمون المقيد من المطلق، والعام من الخاص، والجن من العفريت، وعليهم ألا يعبثوا بكتاب الله لذمة فقهاء الزمن القديم الذين جهلوا الكثير لقلة وجود الأدوات والإمكانات اللازمة للبحث لديهم أما أنتم يا فقهاء اليوم فلا تكتفوا بترديد ذلك العته القديم ...ولا وتجعلونه منهاجا دراسيا بأزهركم لأن هذا هو السفه بعينه..
(13) مأثورات شعبية وفقهية....يا بختك يا مجنون :::-
يقولون خذوا الحكمة من أفواه المجانين.....ويقولون بأن الحكمة هي السنة
يعنون بذلك السنة التي يقدموها لنا بالبخاري وغيره...فبها كل المتع:
سترضع من شابة جميلة وأنت رجل كبير فيما يسمى إرضاع الكبير
وستتزوج طفلة صغيرة لتتحرش بها جنسيا حتى تتحمل الوطء
وستتزوج زواج مسيار
وستتزوج زواج متعة
وستتزوج أربع نسوة
وستتلصص على كل الإناث حتى تجد ما يدفعك لخطبة إحداهن
وستقبل زوجتك وتمص لسانها وأنت صائم
وستقتل كل من لا يقول لا إله إلا الله وتنكح زوجته وتبيع أولاده.
يا بختك يا مجنون
(14) أيها البخاريون تعالوا لنناقشكم بالعقل :::-
بما أنكم تقولون بأن السنة النبوية القولية وحي سماوي ......فهل كان أئمة السنة يعبثون بالوحي السماوي فيختلفون فيه؟......
فيختلف الإمام مسلم عن البخاري في تدوينها......واختلف أصحاب الصحاح الستة عن بعضهم البعض في تدوينها رغم أنهم كانوا معاصرين لبعضهم البعض.
مجرد سؤال لمن كان يريد استخدام عقله
وكيف تكون السنة القولية وحيا فيهملها رسول الله ويمنع تدوينها ويمتنع الخلفاء الأربعة عن تدوينها......أترى الجميع وقد تعمدوا إهمال الوحي السماوي المزعوم.
وللسنة النبوية أنواع فمنها [ٍالصحيح، الحسن، ضعيف، مسند، متصل، مرفوع، موقوف، مقطوع، مرسل، منقطع، معضل، مدلَّس، شاذ، منكر، ماله شاهد، زيادة الثقة، الأفراد، المعلَّل، المضطرب، المدْرَج، الموضوع، المقلوب.]
فهل نزل الوحي الضعيف بالحديث الضعيف؟، ونزل الوحي الحسن بالحديث الحسن؟، ونزل الوحي الصحيح بالحديث الصحيح؟....وهكذا.
أم أن كل هذه علوم مبتدعة وأردتم إخضاع الناس لترهاتكم فيها ...فقلتم عنها بأنها وحي سماوي.... ثم قمتم بتصديق كذبتكم هذه فامتنعتم عن تنقيتها رغم صيحاتنا لأنكم صدقتم أنفسكم بأنها وحي من السماء.
ألم تعلموا بأن الله عاتب النبي أكثر من مرة بالقرءان؟......فهل كان النبي ينطق بالوحي السماوي ثم يعاتبه الله فيما نطق به من الوحي.....مالكم كيف تعقلون؟......لذلك نقول لكم: لقد آن لهذا الجيل منكم أن يتق الله....فما عادت عقول الناس بهذا البله.
(15) تخصصوا في فقه إبليس :::-
إن الفقه العام لإبليس ينحدر بين أمرين
• تحريف الكلم عن مواضعه.
• تحريف الكلم من بعد مواضعه.
وهناك فرق بين الأمرين لا داع لتفنيده الآن.......ولقد استطاع إبليس أن ينشر الطريقتين عبر فقهاء الصحابة من بعد رسول الله، وعبر فقهاء الزمن القديم من الأئمة وتوالت المصيبة عبر القرون ...ولم يجد من يرده.
واستطاع إبليس شخصنة الدين، فتجد الناس وهي تتهافت وتتجمع على داعية ذاع صيته بينها،......... ومن خلاله يضع إبليس كل دسائسه.......فالناس لا تفكر فيما تسمعه عما إذا كان صوابا أو خطأ، لكنهم يتلقفون الكلمات من على ألسنة الوعاظ ويكررونها بلا وعي.
ومثال ذلك من قالوا : [ومن أين كنا سنعلم كيفية الصلاة إن لم نعلمها من كتب الصحاح]؟.
ومن قالوا [وكيف كان الإسلام سينتشر إن لم يكن هناك جهاد في سبيل الله]؟.
ومن وشائج الشخصنة وعبادة الأصنام قولهم بعدالة الصحابي بينما هم لا يدرون بأنهم يخالفون القرءان في هذا الشأن.
فقاموا بتعظيم كل أصحاب الخبل الفقهي من الأئمة الأربعة ومن يسمونهم علماء من أمثال بن تيمية والعثيمين وبن باز والشعراوي وأبو إسحق الحويني.....ومن خلال هؤلاء وأمثالهم انتشر الخبل الفقهي وتقعرت المصيبة فصار الشباب يخرجون من دين الله أفواجا بفضل الفقهاء.
وانتشرت البطولات الكفرية من مثل تفخيخ البشر لأنفسهم فهم يعتبرون ذلك جهادا في سبيل الله كما قال لهم فقهاؤهم، وأصبحت معاداة الحضارات والتقدم هي وسيلة دعوة للبعض كابن لادن والزرقاوي ممن قاموا بتشكيل عصابة القاعدة.... وأبو بكر البغدادي زعيم الدواعش....وغيرهم كثير ممن نشروا القتل بين المسلمين أكثر ممن قتلوا من غير المسلمين.
وهكذا انتصر فقه إبليس وانتشر بين المسلمين بينما كانوا هم أولى أن يكونوا من المسالمين الذين ينشرون الدعوة بالفكر بلا تكفير ولا قتل، بل وانتشر مرض العجز عن إدراك التناقض فتجد كل فقهاء المسلمين بلا استثناء لواحد منهم يقولون الأمر ويفعلون نقيضه.....أو يقولون الأمر ويقولون نقيضه.
ولقد نشرت لكم مجموعة من هذه التناقضات بكتابي [السنة النبوية بين الدس والتحريف] ونشرت لكم نماذج من ذلك التناقض بكل كتب الحديث وبخاصة البخاري ومسلم.
فهم يقولون بأن الإسلام دين السلام بينما ينشرون القتل هنا وهناك من خلال تأسيسهم لفقه الجهاد والمفخخات والفتوحات وقتل المرتد وقتل تارك الصلاة وغير ذلك.
وهم يقولون بأن الإسلام أكرم المرأة بينما يقولون بأن الدين قال بأنها ناقصة عقل ودين وأنها زانية إن استعطرت وأنه يجوز لزوجها تأديبها بالضرب، وأنها لا تصلح للولاية ولا للتعلم ولا للعمل، وزورا باسم الله وتعاليم رسوله يمنعون خروجها من المنزل، وباسم إجماع الأئمة الأربعة يمنعون زوجها أن يعالجها إن مرضت، بل ولا يرون غضاضة ألا يكفنها إن ماتت....وغير ذلك كثير.
ولن أستفيض أكثر من هذا في ذكر سلبيات الفقهاء واتباعهم لإبليس في سبيل تحريف الدين بل ومقاومتهم لنداءات الإصلاح ونعت أصحابها بالكفر وغير ذلك من النقائص.
فنحن اليوم صرنا من أتباع إبليس أكثر من كوننا من أتباع سنة رسول الله، وتجد الناس تتعجب من كل من يحاول الإصلاح وتتندر عليه بقولهم أنه ليس من المعقول أن يكون كل السلف السابق مخطئين بينما هذا الداع للإصلاح هو الذي يقول الصواب!!!....وما ذلك إلا لأنهم عبدوا الأصنام ....فشخصنة الإيمان في شخص أبو بكر أو عمر أو الأئمة الأربعة أو المشاهير من المشايخ ما هو إلا عبادة للطاغوت.
ألا تتقربون إلى الله بأقوال البخاري....فإنكم بذلك تعبدون طاغوتا ولا تعبدون الله وكان عليكم أن تتقربوا لله بالقرءان.
ألا تتقربون إلى الله بأفكار الأئمة الأربعة؟...فذلك هو عبادة الطاغوت وكان عليكم وعلى الأئمة الأربعة البحث عن منهاج رسول الله وأن تنتهوا عن قولكم الآثم بأن اختلافهم رحمة....فما هي إلا رحمة الذئاب لالتهام الإسلام.
ولست بهذا داعيا لأن يكون المرء قرءانيا فإني أرى فئة القرءانيين في ضلال مبين.....بل أدعوك أن تبذل الجهد ولا تتحوصل تحت ذمة فئة تحصر الحق في نفسها والضلال فيما عداها....
فكن على ما وهبك الله من عقل وكن مخلصا تدخل جنة الرضوان بغير تقعر ولا فقهاء ولا علماء فالقرءان ميسر وسهل ولا يحتاج لكل هذه العقد الإبليسية، ولن يسألك الله عن فقه المشايخ بل سيسألك عن عقلك وإدراكك....ويا ويل من جاءه مقلدا فقه الشياطين الذي تتبعونه حاليا وتسمونه أنه [الإسلام] بينما الإسلام منه بريء.
(16) يطعنون في رسول الله ويحسبون أنهم يمتدحونه :::-
إذا كنا نحن وبعد مرور 1436 سنة على الإسلام نقول بأن عائشة كانت أحب أزواج النبي للنبي.
فما بالنا بالعدل بين الزوجات أيام حياة النبي مع زوجاته وهن يعلمن بأن عائشة هي أحب النساء إليه....ألا يثير ذلك أمرا في صدورهن؟.
أيكون هذا هو العدل الذي أمرنا الله به؟.
ولماذا لم يخفي النبي فرط حبه لعائشة حتى لا يظهر للصحابة حتى لا ينقلوه للتابعين ثم ينقله الجميع جيلا بعد جيل حتى يصل إلينا.
أنا أُحسن الظن برسولي وأقول بأنه لم يكن يفضل عائشة عن أي زوجه من زوجاته، وحتى وإن كان هذا بقلبه فإني أظن بأن نبينا لم يظهر هذا التفضيل أبدا لأي أحد....وأرى بأن هذا من دسائس الرواة والمذهبيات المتناحرة.
وكيف بهم يفخرون بما يقصه البخاري من أن النبي كان يجامع زوجاته التسع في ليلة واحدة وبغسل واحد، أي واحدة بعد واحدة بذات الوقت.....فهل هذا مديح للنبي؟؟؟....وأين السنة التي يتقرب بها النبي إلى الله في هذا؟.....أليس هذا يوم إحداهن؟.
وكيف بهم يفخرون بما ذكره البخاري من أن النبي تزوج عائشة وهي طفلة بالسادسة من عمرها....أهكذا يكون المدح.
وكيف بهم يفخرون بأن البخاري يقول عن النبي أنه كان يأمر عائشة فتتزر وهي حائض ثم يجامعها من خلف الإزار وهي حائض ويقبلها وهو صائم بنهار رمضان ويمص لسانها.
وكيف بهم يستعذبون أن النبي يقول للصحابة أنه إذا رأى أحدهم امرأة فأعجبته فليأت أهله وليجامعها على رائحة من رآها وأن النبي كان يفعل هذا.
وكيف بهم يستحسنون أن النبي كان يخلو بالواحدة من النساء ويخرج قائلا عن نساء الأنصار أنهن أحب النساء إليه.
وكيف بهم يقولون بأن النبي كان يذهب إلى أم حرام فيقيل عندها وهي تفلي رأسه من القمل.
فأين هذا السفه المذكور بكتاب البخاري من السنن النبوية....طبعا سأجد بعضا من مهابيل الأمة يتركون كل هذا ويتنطعون على كلمة [سفه ــ مهابيل]....إن أمثال هؤلاء هم من احتفظوا للأمة بجهلها وتراثها الغبي طوال أكثر من ألف سنة وهم يظنون أنهم يحبون رسول الله وأنهم يدافعون عن سنته.
هل هذه هي السنة النبوية التي أجد لها سعارا في نفوس الناس؟....هل تيقنتم من عظمة البخاري ونقله لسنن نبيكم؟.
وسأجد مخبولا آخر يقول بأنه يريد رقم كل حديث ليتأكد من كلماتي.....بينما هو يصادق على البخاري من غير قراءة ولا أرقام أحاديث.....قليل من العقل وحسن الإدراك من فضلكم.
(17) إبليس وفرعون والظالمين لن يكون لهم عذاب قبر تأكيدا:::-
لكنه يكون فقط للمسلمين الذين يفعلون المعاصي
يقول تعالى مجيبا على إبليس الذي طلب من الله أن يمهله إلى يوم أن يبعثنا الله قائلا:
1ـ { قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{36} قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ{37} إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ{38}.
• فهل تتصور يا أيها المعتقد بعذاب القبر أن يؤخر الله إبليس ولا يعذبه إلا يوم القيامة
• وأيضا ينجي الله بدن فرعون فلا يتعذب لأنه أنجاه تأكيدا ....لأن العذاب الحقيقي يكون بتبديل الجلود، فالله تعالى قال لفرعون:
2ـ {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا
لَغَافِلُونَ }يونس92.
والظالمين أيضا لن يعذبهم الله لأنه وعدهم أن يؤخرهم ليوم القيامة
3ـ {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }إبراهيم42
أما أنت أيها المسكين فستتعرض للعذاب الأفقي والرأسي بالقبر وبالآخرة فالملائكة تنتظرك على أحر من الجمر لتعذبك بالقبر وبالآخرة.....
لهذا فإن عذاب القبر هو دين الفقهاء بالتأكيد .....وليس دين الله .
فهل يؤخر الله إبليس وفرعون والظالمين ليوم القيامة... بينما يعذبنا نحن؟....هل تتصور هذا الخبل الفقهي؟.....أين هؤلاء من تدبر القرءان؟!!.
تلك كانت ثلاثة أدلة من القرءان فإذا كنت لا تزال أسيرا لتفسير مخبول يقول بأن النار التي يعرض عليها آل فرعون غدوا وعشيا هي دليلك لإثبات عذاب القبر.....فليكن لك ما تريد وربنا يرحمك مع إبليس وفرعون والظالمين.
وللحديث بقية

#عبد_العزيز_خليل_إبراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات