أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - الوطن العربي يتشظّى.. و-إسرائيل- تتمدد -العلاقات الخارجية الإسرائيلية نموذجًا-















المزيد.....

الوطن العربي يتشظّى.. و-إسرائيل- تتمدد -العلاقات الخارجية الإسرائيلية نموذجًا-


عزيز العصا

الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 13:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


صدر، قبل بضعة أيام، عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" التقرير الاستراتيجي الذي ناقش المشهد الإسرائيلي في العام الماضي (2014)، تحرير: د. هنيدة غانم، ومشاركة سبعة باحثين متخصصين في الشأن الاسرائيلي، يقف كل منهم على رأس مشهد من المشاهد السبعة التالية: العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، السياسي- الحزبي الداخلي، العلاقات الخارجية الإسرائيلية، الأمني– العسكري، الاقتصادي، الاجتماعي ومشهد الفلسطينيون في إسرائيل.
لا شك في أننا على تواصل يومي بتلك المشاهد، بشكل مباشر أو غير مباشر، إلا أن هناك مشهدًا منزويًا عنا، إلى حد ما، أعتقد بأهمية تسليط الضوء عليه، وهو مشهد "العلاقات الخارجية الإسرائيلية". ذلك المشهد الذي رمقه "د. مهند مصطفى" بنظرة أفقية متفحصة لعلاقات "إسرائيل" الخارجية، التي تخضع إلى استراتيجية "إدارة الأزمات وليس حلّها"؛ بمعنى "المحافظة على تلك العلاقات بحدها الأدنى من الاستقرار". وتتم هذه الإدارة بأداة رئيسية وهامة وهي "الإرهاب" ومحاربته، الذي تجعل منه إسرائيل مركبًا أساسيًا من مركبات العلاقات التي تربطها بدول العالم المختلفة، في حين أن الأداة الرئيسية لإدارة الصراع مع الفلسطينيين هو "مطلب نتانياهو للفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة".
بقراءة متمعنة لهذا المشهد، نجد أنفسنا أمام مجموعة من الحقائق المتعلقة بالعلاقات الممتدة لإسرائيل على مستوى العالم، والتي لا بد من التعرف عليها، منها:
أولًا: إن علاقة "إسرائيل" بكل من الأمريكان والأوروبيين تقوم على عدم الوصول إلى الذروة في الصراع؛ أي نقطة إنهاء الأزمة أو تفجيرها. ولا أحد يعلم ماذا سيتغير على الموقف الإسرائيلي حال وصول الأمر إلى هذه النقطة. كما أن فعاليات المقاطعة (BDS)، وغيرها من الفعاليات المناوئة لإسرائيل، لم تؤثر على العلاقات الخارجية الإسرائيلية، حتى أنها تعمل على خلق أسواق جديدة. وأن الموقف الأوروبي ليس عدائيًا لإسرائيل، وإنما يكون على شكل ضغوطات تستطيع اسرائيل استيعابها، طالما أن الأمر لم يصل إلى "العصب الموجع"؛ لأنه عند وصوله إلى هذا العصب ستقوم اسرائيل بتغيير سياستها. ويستشهد الباحث على "عصب موجع" جعل الحكومة اليمينية نتانياهو-بينيت تغير سياستها، هو مطالبة الاتحاد الأوروبي بإخراج المؤسسات والأنشطة الأكاديمية الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
ثانيًا: على مستوى بقية العالم: فقد تمكن "ليبيرمان"؛ وزير الخارجية خلال العام 2014 من بناء شبكة علاقات "عميقة" في أفريقيا، بمستوى تعاون أمني وعسكري وسياسي واقتصادي. وأما الأداة الرئيسية لإدارة هذه العلاقات فهو ما أطلق "الإرهاب الإسلامي"، وتتجلى هذه الصورة في العلاقة مع نيجيريا التي اتكأت على اسرائيل في محاربة بوكو حرام، وقد كان لتلك العلاقة انعكاس واضح على دور نيجيريا في إفشال القرار الفلسطيني في مجلس الأمن.
بخصوص العلاقة مع الهند، وهي علاقة تاريخية، فإنها في حالة تصاعد كبير جدًا، وأن إسرائيل هي الدولة الثانية، بعد روسيا، المصدرة للسلاح إلى الهند، وأن هذه العلاقة سوف تتعمق أكثر بعد صعود اليمين في الهند إلى سدة الحكم، بقيادة "ناريندرا مودي"، وتشترك إسرائيل مع الهند في أكثر من مشهد: فإلى جانب يمينية القيادتين، يعتقد كلاهما بأنهما يتشاركان في محاربة "الإرهاب الإسلامي"، كما أن كلًا منهما يطور سياسة قومية تربط الدولة بالمجموعة الإثنية-الدينية المهيمنة.
وبخصوص العلاقة مع الصين، فإنها تقوم على تغلغل الاستثمار الصيني في اسرائيل؛ كشراء الصين لشركة "تنوفا" ولـ حوالى 60% من الشركات الكيماوية في إسرائيل، بالإضافة إلى أن الشركات الصينية ستقوم بشق سكة حديد الجنوب (في إسرائيل). وبشأن العلاقة مع روسيا، فهي على ما يُرام، وتجلت في أحسن صورها عندما تغيبت إسرائيل عن التصويت على شجب السياسة الروسية تجاه ضم شبه جزيرة القرم، مما أغضب الولايات المتحدة.
أما العلاقات مع تركيا، فتتراوح بين المدّ والجزر، إلا أنها علاقات مركبة؛ فالعامل الاقتصادي لم يعد يتأثر بالعلاقات السياسية التي تتوتر بين الحين والآخر. وأما علاقة إسرائيل بإيران فتقوم على استراتيجيتها القائلة بأن المشكلة في إيران هي مع النظام وليس مع النووي، كما يتردد على مسامعنا، كما أنها تعزز علاقاتها مع الساحة الخلفية لإيران (والعراق طبعًا) في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.
ثالثًا: على مستوى الوطن العربي؛ يتضح من هذا البحث أن الوطن العربي، مضافًا إليه باقي دول الإقليم، لم تعد مصدرًا للأزمات، وإنما هي، فرادى ومجتمعة، مصدرًا مريحًا للحلول. ويستشهد الباحث على ذلك بالدور المصري في التهدئة خلال "أزمة غزة"، وكذلك التقاء المصالح بين الدولتين بشأن مواجهة ما يسمى "الإرهاب في سيناء"، والدور الأردني في القدس الذي ترى فيه إسرائيل مصدرًا لتسويات في القدس بمستوى تهدئة الأوضاع في المدينة.
ويبقى القول بضرورة لفت النظر إلى أن المصلحة الاستراتيجية العليا لإسرائيل تقوم على تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ في الوطن العربي؛ لضمان خروجه، لأطول فترة ممكنة، من معادلة الصراع كجزء من الأزمات التي تواجهها، والإبقاء عليه ضمن مساحات حلول الأزمات وتفكيكها. ولعل أوضح مثال على ذلك، ما تشهده السياسة الإسرائيلية الإقليمية من عودة "منظور بن غوريون لسياسة الأطراف"، والتي تتضمن دعم إقامة دولة كردية (وهي في طريقها إلى ذلك) ودولة في جنوب السودان (وقد تم إنجازها بالفعل). وأما على مستوى ما يجري على الأراضي العراقية والليبية واليمنية (وبالتالي السعودية)، فإن إسرائيل ليست ببعيدة عنه، إذ أنها تتبادل المصالح مع دول الإقليم الأخرى، بخاصة تركيا وإيران، من أجل ضمان المزيد من التفتت والتشرذم في الوطن العربي، بما لا يهدد وجودها أو مصالحها في المنطقة.
هكذا؛ نجد أن علاقات إسرائيل الخارجية غير متضررة، لا بشكك مباشر ولا غير مباشر، بل أنها تتعزز يومًا بعد يوم وتتعمق في مختلف الدول. وأن ما قد يسميه البعض "توتر" في العلاقات مع أمريكا، فإنه مسيطر عليه تمامًا؛ لأنه لا يمس "المسلمات" المتمثلة بالتزام الولايات المتحدة نحو وجود إسرائيل وأمنها وضمان هيمنتها في المنطقة. أما التوترات مع أوروبا، التي نسمع بها بين الحين والآخر، وبالرغم من اعترافات عدد من البرلمانات الأوروبية بالدولة الفلسطينية، فإن الوضع "منضبط" ولم يمس العصب الموجع لإسرائيل.
أما الوطن العربي فيعاني المزيد من التفتيت والتشرذم، وتعميق العداوات الداخلية بين مكوناته وأطيافه السياسية والاجتماعية، يقابله تمدد إسرائيل وتعمقها في العالم، في جميع الاتجاهات. وسيبقى التاريخ شاهدًا، ولن يرحم كل متقاعس ومتخاذل أسهم في حالة التشظي هذه؛ من خلال التعاون من الأجنبي المستعمر ضد الأمة وحقها في الوجود وفي توظيف ثرواتها لصالح أبنائها.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية،



#عزيز_العصا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رضوى عاشور في روايتها -الطنطورية-: حكاية للنكبة.. تواصل بين ...
- القدس: فيها الداء وفيها الدواء!
- أمير سعد: تركت في جيلك فراغًا.. فمن له إلا أنت؟! بقلم: عزيز ...
- عاصم الخالدي في ذكرياته من باب السلسلة: يتصفح ماضي القدس؛ بف ...
- رغم القَيْد.. الأقصى يدافع عن الأمة! بقلم: عزيز العصا
- روز شوملي في ديوانها -فرس الغياب-.. تغوص في انفعالاتنا.. تُه ...
- عيسى القواسمي في روايته -عازفة الناي-: روح المكان تدافع عن ا ...
- أُسَامَةُ العَيَسَة في روايتِهِ -المسكوبية-: القضاء، الطب، و ...
- الدكتور -حسين فخري الخالدي- في مذكراته: يشهر قلمه.. وينهي عه ...
- الثقافة المقدسية المقاوِمة دار الطفل العربي-القدس نموذجًا بق ...
- الأوقافُ الإسلاميَّةِ في فلسطين المحتلة-1948: بِذْرَةٌ شَقّت ...
- اللغة العربية في يومها: بين الواجب العيني.. والواجب الكفائي! ...
- الشيخ -د. عكرمة صبري- في كتابه -الإسلام والأيام العالمية-: ا ...
- دائرة شؤون القدس في ندوتها: الخطر يحدق بالقدس وبالمقدسيين قر ...
- د. أمين الخطيب الكناني: امتشق العمل الخيري.. فذاد عن فقراء ا ...
- صابرين فرعون: تُظلّلُ قُلوبَنا بِنصوصٍ هادئةٍ.. رُغْمَ العاص ...
- زياد أبو عين: غبت جسدًا.. وبقيت رمزًا بقلم: عزيز العصا
- خطيب الأقصى والمقدسيون: يبثون رسائل إلى الأمة بقلم: عزيز الع ...
- المشهد الثقافي المقدسي: رحلة ألمٍ وأملٍ -المتاحف والفنون نمو ...
- محمد محمود شلباية في كتابه: مشاريع تسوية للقضية الفلسطينية ر ...


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - الوطن العربي يتشظّى.. و-إسرائيل- تتمدد -العلاقات الخارجية الإسرائيلية نموذجًا-