أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زنار علي - لِمَ ولاؤك لسوريا صفرٌ .أيها الكُردي .














المزيد.....

لِمَ ولاؤك لسوريا صفرٌ .أيها الكُردي .


زنار علي

الحوار المتمدن-العدد: 4777 - 2015 / 4 / 14 - 23:05
المحور: القضية الكردية
    


في آخر يوم من كل أسبوع ألا وهو يوم الجمعة .
كُرديٌ مثقفٌ يتقاضى راتباً ضئيلاً من أَرِسْتُقْرَاطِيٍّ دمشقي مقابل اِ عتنائه بحديقة القصر .
يجلسُ في قصره على كرسيٍ من برونز ممدداً رجليه على الطاولةِ لا اعتبار للإنسان لديه .
يرتدي طقماً ثمنه يوازي أضعاف ميزانية بلدة سورية .
آمِرَاً عبيده على أن يحضر له غليونه . ونبيذه الخاص .
بينما الكُردي في فترة استراحته تحت إحدى ظلال الشجر يطالع في الكتاب وبيده القلم.
نادى الأَرِسْتُقْرَاطِيُّ الكُردي .ألا ترغب بأن ترتشف جعة من النبيذ . فقال الكُردي لا أتعاطى الكحول . أرغبُ في أن أشرب كوباً من الشاي ..
يسأله الأَرِسْتُقْرَاطِيُّ. آراك غير مُحب ٍ لسوريا.
لِمَ ولاؤك لسوريا صفرٌ .أيها الكُردي .
يغلقُ الكُرديُ كتابه ويعيد قلمه إلى جيبه . يولعُ سيجارته رخيصة الثمنِ. محدقً به.
قائلاً : ....
عائلتي مكونة من سبعة ِ أشخاص بنتين وثلاثة شبان و والدي .
أختي لم تُقبَلْ في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق كونها كُردية أولاً . من ثم لأنها لا تملك (الهوية )أي أنها مُجردة من المواطنة .
وأختي االثانية حصلت على شهادتين بفرعيها الثالث الثانوي العلمي .والثالث الثانوي الأدبي . لكنها ممنوعة من العمل والتوظيف لدى الدولة .
أما عن إخوتي الشباب .
أكبرنا منذ خمسة و عشرين عام معتقل لا نعلم عنه شيء . بتهمة أنه كان يعلم الأطفال اللغة الكُردية .وهل اللغة الكُردية عاراً على أمتكم .
أخي الثاني فُصل من معهد إعداد المعلمين لأنه لم يكن بعثياً أولاً .
ولأنه ارتدى زياً كُردياً في عيد (النوروز) وغنى .فاختفى عن الأنظار كونه بات ملاحقاً من قِبَل الأمن.
لذا سافر إلى ألمانيا بطريقة غير شرعية ( تهريب ) منذ خمسة عشر عاماً.
محكوم عليه بالمؤبد في سورية , كونه تحدث على الإعلام الأوربي عن حقوق الإنسان في سورية .
أما أنا و كما ترَ أحمل إجازة جامعية من كلية الهندسة الزراعية . أبيع الكتب في إحدى الأنفاق ...
إلى أن تعلمنا أرواحنا كانت تسبقُ قدرها فتموت أكثر من مرة في اليوم .
سوريتكَ لم تكن تقبلنا حتى تلاميذا .
أبي كان فلاحاً .قضى حياته مع الأرض أكثر مما يقضيها مع أمي .
الأرض و تعني له إحدى عروقه وإحدى أطفاله . مات بسكتة قلبية حين استولت سوريتك على أرضه وأخذت منه بالقوة والعسكر .
أمي ماتت قهراً وهي تبحث عن ابنها الأكبر في السجون فلم تلتقي به. فكل يوم كانت تروي عن زيارته لها في المنام وبينما دموعها تتساقط دماً لا ماءَ .
خمسون عاماً ونحن مجردون من جميع الحقوق في سوريتكَ
أجانب محافظة الحسكة - مكتومي القيد في محافظة الحسكة .
لا نملك الجنسية . فإن اعتمرنا العاصمة نرقدُ في حدائقها وشوارعها .الفنادق لا تمتلك رخصً على أن تأوينا . و (إذا مرضنا فهو يشفينا ) . نظام مشافي الدولة تتحالف مع دائنا وآفاتنا على أن تقتلنا بأسرعِ وقت . فلا تعالج سوى المواطن العربي السوري كما مكتوب في الهوية . أما عن جواز سفر أو ما تسمى (باسبورت) لنا معها حكاية أسوأ من حكاية إعدام من البصلة السيسائية. فنحن ممنوعين من السفر بالجملة وأينما كانت الوجهة . الخط الأحمر الذي رسمته سوريتكَ تحت أقدامنا هي خط نار لتحرقنا به .. فأحرقتنا به..
الزواج يا مولاي زواجنا يتم عبرَ شيخ دين فقط و شاهدان .وعقد القرانِ في المحكمة من إحدى عجائب الدنيا السبع في سوريتكم بالنسبة لنا. أطفالنا ليس لهم سجل باسماءهم على أنهم أولاد آبائهم . على ما يبدو قد جلبناهم من غابات أفريقية بنظركم يا حضرة الأَرِسْتُقْرَاطِي . الأرض التي حصدناها .زرعناها بدمائنا وليس بعرقنا . لم تكن لها ملف باسم الكُرديِّ وأدتم فلاحي الكُرد في أرضه عمداً .بعثتم بشاحنات و بحافلات من البعثيين واستوليتم على أراضيهم تحت شعار (الكُردي خطر على أمن الدولة ). أما عن خِيرة شبابنا الذين هم خريجوا معاهد و جامعات حوَّلتموهم إلى حُراس لمزارعكم و مضيفي مقاهيكم ومطاعمكم أجلبتم لنا جميع العرب من كل أنحاءِ سورية إلى محافظتنا ومدننا على أن يُدرسوا أطفالنا رغماً عنا.وبالأسلوب الخطأ المعمد . وغيرها من آلاف الملفات ومئات الآلاف من العائلات مثلي مارستم بحقهم جميع أنواع العنصرية والإقصاء .
الذي كاد أن يكون إنساناً ذات بصمة مهمة اغتصبتم طموحاته و آماله وأدعستم على رؤاه بالبوط العسكري لصالح مآربكم. وآلاف الأطفال كانوا مثلي قد كبروا الآن. فكيف تطلب من طفلٍ حطمتم بنيته السيكولوجيا و الفكرية وجردتموه من جميع حقوقه المشروعة وقد كبر على أن يضحي بروحه في الجبهة الأمامية مدافعاً عن أموالكم وجاهكم و نساءكم و أطفالكم .
يا حضرة الأَرِسْتُقْرَاطِي خمسون عاماً ونحن نحلم على أن يكون لنا اسمٌ في السجلات والدوائر. خمسون عاماً ونحن نحلم على أن نمتلك منزلاً بصفة رسمية . خمسون عاماًونحن نحلم على أن نسمع كلمة (ندين) من قِبَل مثقفيكم العرب و من معارضيكم العرب وأدبائكم العرب وفنانينكم . بحق الكُرد .فمدائماً نظرتكم للكُردي هي نظرة دونية.
الطبقات التي تشبهكم لا تنفع للبشرية وأموالها ليست إلا داءً للعمى لهم و لأولادهم يا حضرة الأَرِسْتُقْرَاطِي .
لكن بالرغم من ذلك ما زلنا نسعى وعلى أمل أن نصنع حياة في سوريتنا نحن .
فسوريتكم هي سورية الظلم والإستبداد والمخدرات و العربدة و التعهر والمرتزقة بها قضيتم على الإنسانية أنتم و أَبنائكُم.
.لهذا ولاؤنا لسوريتكم صفرٌ .
لقد استطعتم أن تقتلوا فينا كل شيء إلا كُرديتنا وحبنا للحياة .
فأنتم لا تفقهون ما معنى إنسان . أو معنى طفل يكبر إنسان...
.حياة الكُردي في سوريا .منذ زمن جمال عبد الناصر إلى زمن بشار الأسد ...

2015



#زنار_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم أرى العشق.. لكني رأيت ضحاياه.
- .قصة لَقلَق للأطفال .
- لمشتاقي القافية. في حدائق النثر .
- الراحلان..
- الفصل الثاني والأخير . شتاء في زمن البعث
- الفصل الأول : شتاء في زمن البعث
- قيح الذكريات
- حَصَانتي
- إرتقاء
- وللحكايات فروقاً
- إجتماع في قامشلو
- رسالة الى …
- نوروز تدمع دمآ 2012
- كلما يأتي عام جديد
- الرئمُ قريبٌ.
- رسالة إلى وطن
- كلما يأتي عامٌ جديد
- أنا أبنُ وطني و وطني أمٌ لغيري.
- زفاف الكلمات
- (الكذاب عدوا الوطن)


المزيد.....




- اعتقال رجل عصابات بارز في العراق
- ايران تدين حملة اعتقال المواطنين الإيرانيين المقيمين في أمري ...
- -الأونروا-: طفلا من كل 10 أطفال بغزة يخضعون للفحص يعاني من س ...
- الاحتلال يشن حملة اقتحامات واعتقالات واسعة بالضفة الغربية
- الاحتلال يستهدف خيام النازحين ومواقع توزيع المساعدات!
- قوات الأمن السورية متهمة بإعدام 21 مدنيًا درزيًا في السويداء ...
- شهداء بقصف إسرائيلي واسع على غزة يتركز على مناطق إيواء الناز ...
- مقررة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية تعتبر العقوبات الأمري ...
- الشرطة البريطانية: اعتقال مراهقين ضمن تحقيقات في نشاطات روسي ...
- عاجل | السلطة القضائية الإيرانية: احتجاز ناقلة نفط أجنبية في ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زنار علي - لِمَ ولاؤك لسوريا صفرٌ .أيها الكُردي .