أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - اليسار الثوري في مصر - لا فرق بين زيد وعبيد ... حول الحرب في اليمن - مقال














المزيد.....

لا فرق بين زيد وعبيد ... حول الحرب في اليمن - مقال


اليسار الثوري في مصر

الحوار المتمدن-العدد: 4775 - 2015 / 4 / 12 - 17:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


شكري الجهيني

مخطئ من يتصور وجود عداء جذري بين إيران والسعودية، أو بين أمريكا وإيران، فإلى وقت قريب كانت إيران أهم حلفاء الأمريكان، والقريبة جداً من الملك السعودي رغم أن هؤلاء شيعة، وأولئك سنة، ورغم أن أمريكا مسيحية والسعودية وهابية متشددة، لقد جمعهم جميعاً في بوتقة حب أسمى من أي خلاف ديني، النفط، الذي تنتجه السعودية وإيران، وتستهلكه المصانع والشركات والطائرات الأمريكية، ومَثَّل النفط إله المحبة الذي لا يفرق، فتحولت إيران إلى حارس أمريكي في منطقة الخليج كلها، والسعودية مخزن نفطي أمريكي، والدولار قبلة الجميع. استمر هذا الوضع حتى اندلعت الثورة الإيرانية في مطلع الثمانينات وفرقت مصالح المحبين، فقد أطاحت الثورة بالشاه، وتشددت إيران في مواجهة أمريكا رافعة شعارات ثورية ليست سوى نوعاً من البروباجندا، استطاعت أمريكا الدفع بصدام لإنهاك وإضعاف نظام آيات الله في إيران، وبمعاونة أجهزة الدعاية الخاصة بنظم المنطقة، خاصة مصر والسعودية، انطلقت جوقة الدعاة والسلفيين، بعد أن اكتشفت مثلاً ذلك، تتحدث عن الشيعة أعداء الرسول والصحابة الخارجين على الإسلام، والصحافة القومية تتحدث عن مخاطر وأطماع إيران الفارسية، وأُحكم الحصار حول نظام الآيات، ودقت طبول الحرب عن بعد.

لم يكن نظام الآيات ثورياً إلا في الدعاية، ففي الداخل سحق خصومه بعنف، وفرض تشددا أخلاقياً لا يقل عن التشدد الوهابي، وصادر الحياة السياسية التي صارت وقفاً على الآيات وعلى الحرس الثوري، وتحولت إيران التي كانت تعج بالثورة، إلى مدينة أشباح تتبختر فوقها عباءات سوداء يرتديها رجال السلطة الجديدة، وتم تحميل الجماهير الإيرانية تكلفة الحروب والأزمات بينما ينعم الآيات بامتيازات ضخمة.

أصحاب نفط الخليج خشوا على أبارهم من أطماع الآيات، فزادوا من رجعيتهم وارتباطهم بالأمريكان والأنظمة الموالية لها، وفى الواقع لم تتجاوز أخطار إيران حدود دعم تنظيمات شيعية لمجرد وجود مساحة شيعية أكبر في المنطقة، إلا أن الشيعة اللبنانيين والبحرينيين مثلاً لم يستدرجوا لمعارك طائفية، وظل الخطر الإيراني / الشيعي/ الفارسي، مجرد بروباجندا في أيدي الأنظمة الموالية للأمريكان، وفى الواقع أيضاً جرت مياه كثيرة داخل إيران نفسها، ومن ثم بدأت بوادر تقارب إيراني أمريكي تلوح في الأفق.

ليست إيران 2015 هي إيران الخُميني، لم يكن الخُميني سوى ديكتاتوراً شديد القمع وممثل لدولة تخفى امتيازات رجالها وأجهزتها تحت ستار الدين، ولم يكن حافظ الأسد أو الخُميني في يوم ليخوضوا معركة، غير الديموجاجيا والدعاية الفارغة، في مواجهة الإمبريالية الأمريكية. وحدها الصدف والمؤامرات والصراعات في البيت الإمبريالي هي ما دفع بخُميني في صدارة مشهد كان يحدث وهو مقيم منعم في فرنسا بعيداً عنه، أضف إلى ذلك النظرية الكارثية عن الجبهة الوطنية والمرحلة الأولى للثورة ذات المراحل التي تبناها حزب توده الشيوعي الإيراني، والتي بموجبها شارك في تسليم السلطة للآيات، ثم ذبح على أيديهم.

أحدث الربيع العربي خلخلة شديدة في توازنات المنطقة ونظمها الرجعية، فحفز ذلك الوضع طموح أقليات ونخب وأجنحة بورجوازية كبيرة في الاستيلاء على كعكة السلطة التي ترنحت على يد الجماهير ولكن دون أن تسقط، سعت إيران لتوسيع قاعدتها البشرية وتجنيد أنصار، تمهيداً لتفاوض لاحق على الأدوار والنفوذ في المنطقة، والسعودية العربية أيضاً قررت التوسع في دورها الإقليمي استعداداً إلى ما بعد عاصفة الربيع الشعبي وثوراته، وخلف ذلك ينظر كليهما إلى منابع وطرق مرور النفط.

إنه صراع على النفط وعلى النفوذ الإقليمي، ولم يكن في أي لحظة صراع عقائد دينية، لكن إلباسه ثوب الصراع الديني كان محتماً لإخفاء حقيقته، ولحشد الشعوب في ساحته الدموية، وكان ذلك ملائماً تماماً لإضعاف الأطراف الإقليمية حتى لا يفاوض أحدهم الأمريكان المهيمنين فعلاً في المنطقة من مركز القوة الضاربة.

سقط اليمنيون بين شقي رحى أطماع الأطراف الإقليمية، دفعت الدولة الأفقر الثمن بخوض الحرب على أرضها، وضد شعبها، واستطاعت السعودية شراء حلفاء إقليمين لاستخدامهم في تلك الحرب القذرة.
إننا بالطبع ندين تلك الحرب العدوانية ونحاربها، ونقف مع حق كل اليمنيين في مقاومة العدوان، إلا أن ذلك لا يعني أننا نؤيد الحوثيين، أو البورجوازية الإيرانية، أو تلك الحروب القذرة برمتها التي أساسها النفط ومصالح الطبقات الحاكمة، وليس الوطن أو العقيدة كما يريدون أن يوهموننا، نحن مع حق الشعب اليمني ولسنا مع الحوثيين الطائفيين والعائلات المالكة الكبيرة التي تمولهم وتدعمهم، البدائل المطروحة داخل اليمن حتى الآن كلها سيئة، ومن ثم لا نناصر أو نؤيد أياً منها، ولا يعنى هذا قبول عدوان لا يقل قبحاً على اليمن تحت ستار محاربتها، ففي كل الأحوال اليمنيون فقط هما من يقرر من يحكمهم، ومن يثورا عليه، وراية الوهابيين أشد قبحاً ونفاقاً لا شك..

ضد الحرب، ضد العدوان، ضد تذيل أي طرف في الصراع الدائر، توجد أنظمة استغلال وقمع، لا ممانعة ولا أوهام وأكاذيب.

ولنعد نحن عدتنا الشعبية والتنظيمية تمهيداً لإسقاطهم وتنظيف أوطاننا وتاريخنا من هذا الروث الطفيلي بجميع أشكاله.






#اليسار_الثوري_في_مصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للتحالف العدواني العربي على اليمن .. لا لمعسكر الثورة الم ...
- أقنعة الإخوان البديلة وتضليل قوى الثورة - مقال
- من أرض الحق البورجوازي لأرض الصراع الطبقي … تحصين الخصخصة سل ...
- المفهومان الليبرالي والماركسي عن الصراع الطبقي - لينين
- اليونان وسيريزا .. هل الأمل في الطريق؟؟ - مقال
- الأزمة في العراق .. الثمرة المرة للحرب والاحتلال - مقال مترج ...
- نقد المفهوم الحقوقي السلطوي عن العدالة الانتقالية في ظل الثو ...
- شيماء الصباغ .. إكليل زهور من أجل الشهداء
- زيارة السيسي للكاتدرائية ... محاولة للفهم والتحليل - مقال
- تعويذة الثورة .. حول دعوات التظاهر والإضراب العام في الذكرى ...
- الطبقة العاملة المغربية في معركة حياة أو موت
- بيان سياسي حول موقفنا من الانتخابات الرئاسية الجارية
- الانتخابات الرئاسية .. مسار التناقضات - كراس
- المبادئ الماركسية والتكتيكات الانتخابية - الرابطة الشيوعية ا ...
- الماركسيون والانتخابات - بول داماتو - مقال مترجم
- توحش الرأسمالية وضرورة الاشتراكية - كراس - من أرشيف اليسار ا ...
- فبراير شهر الإضرابات العمالية ... - مقال
- قدري دميان وزيراً للمالية .. حكومة محلب تكشف انحيازاتها مبكر ...
- تأملات أولية في المسألة الرئاسية ومسار الثورة المصرية - كراس ...
- نضال الطلاب بين فبراير 46 واليوم - مقال


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - اليسار الثوري في مصر - لا فرق بين زيد وعبيد ... حول الحرب في اليمن - مقال