أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي النابلسي - حماس: من حركة مقاومة إلى عصابة للجباية !














المزيد.....

حماس: من حركة مقاومة إلى عصابة للجباية !


سامي النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 4773 - 2015 / 4 / 10 - 01:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


انطلقت حماس عام 1988 مع بداية الانتفاضة الأولى، ونشرت ميثاقها الذي لا يعترف بإسرائيل ويعتبر أن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي يحرم التنازل عنه أو التفريط بشبر منه، والحق أن تحول حماس من المقاومة إلى سلطة في ظل الحصار ترتب عليه دراسة دقيقة من حماس لمصادر الدخل والتمويل وهي عدم إعفاء أي حركة مالية من الضرائب والخاوات كما سنرى لاحقاً.
الوضع في غزة هذه الأيام مرعب وفظيع، فعمال القطاع حرموا من دخول إسرائيل بسبب تبني نهج العنف الذي مارسناه نحن الفلسطينيين دون استثناء ( عدا حزب الشعب الذي قرأ معادلة ميزان القوى بضمير إنساني واقعي ) !
حركة فتح بعد فشلها الذريع في لبنان عام 1982، التقطت شرارة الانتفاضة الأولى لتعلن عام 1988 إعلان قيام دولة فلسطين على أرض غزة والضفة، وفرضت استمرار الانتفاضة والموت ومنع التجول والإغلاق الأمني على اعتبار أنها كانت واثقة من حتمية النصر على العدو " الصهيوني "، فماذا كانت النتيجة أو بالأحرى كيف انتهت الانتفاضة الأولى ؟؟! كان من الواضح أن هناك قيادة متنفذة في تونس، ترسل الأموال لزبائنها لتشكيل القوى الضاربة التي عملت في قمع العمال ومنعهم من التوجه لمصادر رزقهم، من دون أن تتقدم برؤيتها للبديل الذي تقترحه لهؤلاء الغلابا، أما قيادة الداخل فلم يكن لديها أموال ولا خزائن، والأهم، لا سلاح للغدر والاغتيال كما دأبت منظمة التحرير وفصائلها، فانتهت الانتفاضة الأولى بتشكيل سلطة أوسلو التي أصبحت مصدر الرزق شبه الوحيد للناس، واستأثرت فتح بنصيب الأسد من الوظائف والامتيازات والمناصب والمرتبات الخرافية لكل من هب ودب، فأصبحت سلطة أوسلو هدفاً للتنافس بين حماس وفتح، فصممت حماس على تفكيك سلطة فتح من خلال البرهنة على أن فتح لا يمكنها حفظ أمن إسرائيل، حيث شاركت حماس بكامل قوتها في الانتفاضة الثانية التي اندلعت بسبب فشل اتفاق أوسلو في تحقيق حلم دولة ال 67، وأصبح تفكيك اتفاق أوسلو هدفاً وحيداً لحماس، التي انتهت بسيطرتها على قطاع غزة، فانقسم الفلسطينيون إلى سلطتين، فتح في الضفة، وحماس في غزة، وتذرعت إسرائيل بصواريخ غزة لكي تضرب حصاراً حديدياً حول قطاع غزة، بدعوى أن حماس لا تعترف بإسرائيل ( ؟ )، رغم أنها تراسل إسرائيل حول هدنة مقدارها 15 سنة مقابل دولة في غزة، بدون الضفة، وبدون حق اللاجئين، بل وبدون القدس الشرقية !
لكن كيف استمرت سلطة حماس مدة 8 سنوات دون أن تكون إسرائيل راضية عنها ؟؟! في الحقيقة أن إسرائيل لم تعتبر عن رغبتها بإزالة حكم حماس في غزة بقدر ما كانت تطرح رؤيتها لمعادلة بسيطة ومباشرة، وهي " هدوء مقابل هدوء "، مع استمرار للحصار وأزمة البطالة التي تفاقمت لتبلغ مستويات قياسية دفعت المئات بل الآلاف من شبان القطاع إلى المخاطرة بسفن الموت للهروب من واقع مأساوي تم فرضه بقوة المليشيا المسلحة على الشعب الأعزل .. الشعب الذي كان يعمّر مآتم حماس بعد كل عملية تستهدف المدنيين في إسرائيل.
بعد تحول حماس من مقاومة إلى سلطة، شحت مصادر الدعم والتمويل التي كانت تتدفق أثناء المقاومة، فتحولت حكومة حماس إلى جيوب الناس القادرين على الدفع، ففرضت الضرائب على المواد الغذائية، فارتفعت أسعار السندويتشات الشعبية مثل ساندويش الطحل الذي كان في متناول الجميع ليصبح سعره بسعر الكباب، وارتفعت كرتونة البيض من 12 إلى 18 شيكل وقس على ذلك بقية المواد، فالمحل الذي سيدفع ترخيص لحكومة حماس 500 دينار من أين سيحصل عليها سوى برفع أثمان مواده الاستهلاكية أو الخدمية، فأصبحت الحياة في غزة جحيماً لا يطاق، وقد يتساءل القاريء الكريم، لماذا لا تثور غزة على حكم حماس كما ثارت ضد حكم الاحتلال ؟؟!
من خمس سنوات منع تجول وقتل وخنق بالغاز وضرب بالهراوات أثناء الانتفاضة الأولى، إلى سحب التصاريح والإجراءات الأمنية التي اتخذتها إسرائيل لتفادي العمليات ضد المدنيين والتي دفع ثمنها العمال بل الشعب بأسره، فقد فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة، كانت نتيجته إغلاق مئات من مصانع الحياكة التي كانت تستوعب 50 ألف عامل، كما فرضت عقوبات شملت وقف استيراد الصناعات الغزاوية من أثاث وخيرزان وثلاجات عرض وغيرها وهي التي كانت تشغل عشرات الألوف من الفنيين والصناع المهرة، كما لا ننس إغلاق الحدود في وجه الطبقة العاملة حيث كانت تستوعب إسرائيل 120 ألف عامل من القطاع، وفي النهاية تم توريط الشعب في مشاريع لا تهدف إلى شيء سوى الفراغ والوهم والإفقار والموت المجاني !
سلق الضفادع !
إذا أردت أن تسلق ضفدعة فلا تسقطها في الماء المغلي لأنها سوف تتصرف برد فعل منعكس فتنفض أرجلها لتقفز خارج الماء الساخن، وبدلاً من ذلك ضعها في الماء البارد ثم ضعه على النار ليسخن تدريجياً، عندها سوف يغلي الماء وسوف تموت ولن تشعر بشيء .. هذا ما حدث لسكان قطاع غزة .. منع تجول وإغلاقات وضرب بالهروات وخنق بالغاز الكيميائي، ثم حصار وجوع ولهاث خلف متطلبات الحياة اليومية من كهرباء وغاز .. إلى دفع الفواتير الباهظة من الاتصالات إلى الجوال إلى الإنترنت والتي تعد أغلى اتصالات في العالم، إلى فاتورة الكهرباء التي لم تتنازل حماس عن قيمتها الباهظة حتى مع 4 ساعات خدمة، ثم إلى 3 حروب انتحارية خلفت آلاف الضحايا وتم تدمير 100 ألف منزل ما زال أصحابها يعيشون بين السماء والطارق !!!
المعبر مغلق منذ قرابة العام، والعشرات من المرضى يموتون يومياً بسبب منعهم من السفر إلى مصر للعلاج، فمن ينقذ غزة من براثن حكومة لا هم لها سوى السلب والنهب ؟؟؟ كل كونتينر بضاعة يأتي من إسرائيل تفرض عليه حماس خاوة مقدارها 2000 شيكل أو أكثر، ومؤخراً وضمن الصراع التناحري على أموال إعادة الإعمار، رفعت حكومة حماس سعر عربة الرمل من 300 شيكل إلى 600 شيكل والتي كانت مجانية أيام الاحتلال الغاشم !
غزة لن تثور لأن شعبها سُلق على مر 30 عاماً من المعاناة كما تسلق الضفادع، فلم يشعر بموته ولا بآلامه ولا بجوعه وتشرد أطفاله، فهل يستمر البكاء بصمت إلى ما لا نهاية ؟؟!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة تسيبي ليفني - عباس مؤامرة تصفوية !
- وهل كان عمر بن الخطّاب لوطيا شاذا ؟!
- من تاريخ العنف والتعذيب في الإسلام – الحلقة الخامسة
- من تاريخ العنف والتعذيب في الإسلام – الحلقة الرابعة
- تعليقات القراء على مقال من تاريخ العنف والتعذيب في الإسلام - ...
- من تاريخ العنف والتعذيب في الإسلام – الحلقة الثالثة
- من تاريخ العنف والتعذيب في الإسلام – الحلقة الثانية
- من تاريخ العنف والتعذيب في الإسلام – الحلقة الأولى
- الكارثة الدينية في العالم العربي !
- هل الصلاة فريضة على المسلمين ؟؟!


المزيد.....




- بعد فضيحة عناق شاهدها العالم بأسره.. -كولدبلاي- لرواد حفله ا ...
- ما بين الفخامة والنسيان.. مصورة توثق كنوز مصر المعمارية المه ...
- سوريا.. اتفاق على إخراج جميع المدنيين الراغبين في مغادرة الس ...
- تراجع التمويل الأمريكي في الشرق الأوسط: ما هي البدائل؟
- أوكرانيا: مقتل شخص في هجوم روسي ليلي بوابل من المسيرات والصو ...
- شهداء بقصف نازحين والاحتلال ينسف مباني شرقي مدينة غزة
- جهود قطر تنجح في دفع الكونغو وحركة إم 23 لاتفاق سلام
- وضع الهاتف مقلوبًا قد يحل أكبر مشكلات آيفون
- الإكوادور تسلم الولايات المتحدة زعيم أخطر عصابة لتهريب المخد ...
- روسيا تطلق وابلا جديدا من المسيرات والصواريخ على أوكرانيا


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي النابلسي - حماس: من حركة مقاومة إلى عصابة للجباية !