أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله دعيس - ديوان رقص الضوء لنعيم عليان














المزيد.....

ديوان رقص الضوء لنعيم عليان


عبدالله دعيس

الحوار المتمدن-العدد: 4772 - 2015 / 4 / 9 - 00:50
المحور: الادب والفن
    


عبدالله دعيس:

ديوان رقص الضوء لنعيم عليان
كتاب "رقص الضوء" للكاتب نعيم عليان، صدر عام 2014 في 84 صفحة.
يطالعك غلاف "رقص الضوء" للكاتب نعيم عليان، بتوهج أنوار ألعاب نارية تطغى على الأفق الذي تلوّن باللون البنفسجيّ، فتستعد للتحليق في هذا العالم الروحاني المفعم بالخيال وتتراقص مع الضوء في صفحات يعمها الفرح والابتهاج. لكنك ما أن تبدأ بقراءة النصوص حتى تجد نفسك على "جرف هارٍ" توشك أن تسقط فيه، وتدرك أن تراقص الضوء ما هو إلا لمعان برق الآلام التي تعصف بالأمة فتمطر حزنا وغضبا في النفوس. لكن الكاتب يترك فسحة للأمل تتسل إلى نفس القارئ لنصوصه، حيث يبدو الأمل والرجاء يقبعان بعيدا هناك في أعماق النصّ تستشفه من بين السطور. ونذكر عندها أن الكاتب أهدى كتابه "للقابضين على جمر الحكاية" ، فالقابض على الجمر لا بد له أن يصطلي بحرّها، لكن عاقبة صبره ستكون نصرا وعزا بإذن الله.
يعبّر الكاتب في بعض نصوصه، مثل نص "اكتبيني" و "المقعد الوثير" وغيرها عن تجربته في الكتابة، وعن الأفكار التي تزاحمه في عتمة الليل ثم ينزف الحبر على صفحات الورق، بعد أن تهدّه التجربة، فيندمج مع النص ويذوب فيه، وحين تلتحم الفكرة بالذاكرة يصبح الفضاء كتابا والنجوم كلمات. فالكتابة عن واقع أليم ومحاولة الخروج من حالة اليأس إلى الأمل لهو تجربة لا شك مضنية.
وما أن تقرأ نص "حجارة وعطور" حتى تكتشف أن الكاتب ما زال يبحث عن عشيقته التي تضنّ عليه بالكلام والالتفات إليه. ثم يقف على "شفير الجبّ" يناجي محبوبته التي يطحنه الشوق إليها "كحبات الزيتون في معصرة رومانية" والتي سرعان ما نكتشف أن هذه المحبوبة ما هي إلا القدس. فالقدس على الرغم من قربها هي بعيدة، طريقها شاقّة محفوفة بالمخاطر، لكنها ستقود في نهاية المطاف إلى الفردوّس. ونلمح بعض التفاؤل في نص "مصابيح المعرفة" بأن القدس ستنهض وستدحر العدو، لكن طريقها تعبق برائحة الدم.
والكاتب يرى الأمور بشكل مختلف عمّا تبثه وسائل الأعلام ويرى كذبها وتواطؤها مع الأعداء. فيقول:
لن أقف على حدود المشهد
وحروف الكلمات
والأنفاس المخمورة
المترفة في القاع
وبحة الصوت
المكروش ترفا
على صفحات الجرائد الصفراء
ولا يبتعد الكاتب عن هموم أمته، ويتألّم لألمها. فيطل عن دمشق من أعلى جبل قاسيون ليرى رقصات الضوء المجنونة في أرجائها، ويعبر عن حزنه لما آلت إليه مدينة الياسمين. ويبدو أن تأثر نعيم عليان بما يجري في الشام جعله يكتب أفضل نصوصه في هذا الكتاب.
يختار الكاتب أن يطلق على مجموعة الكتابات الأدبية في هذا الكتاب نصوصا. والنص لفظ عام قد يدل على الشعر أو النثر. لكنه يكتب النصوص بصورة قصائد نثرية وبلغة شعرية. وكثير من نصوصه تقترب من الشعر في إيجازها وتوهج ألفاظها ووحدتها العضوية وتجنب الاستطرادات والشروح، لكنها تفتقر إلى روح القصيدة وموسيقاها الداخلية وتوهجها.
يعتمد الكاتب في نصوصه على الصور الشعرية والرمز. لكن كثير من النصوص لا يعطينا صورة شعرية متكاملة، بل في كثير من الأحيان يتوه القارئ بين أطراف الصورة ورموزها ولا يستطيع أن يكون تصورا واضحا لما يقصده الكاتب من النصّ. وقد ابتكر الكاتب بعض الصور الشعرية الجميلة المعبرة، لكنّ كثيرا من الصور والرموز أتت غير منطقية وغير مستساغة، ولم ألمح فيها الجمال المطلوب، وخاصة تلك الصور التي تتعلق بالشمس: تأمل قوله:
قرص الشمس المحروق. ص 30 ، فكيف يكون قرص الشمس محروقا وهو مصدر الحرارة؟
طير ينقر وجه الشمس. ص 42، فكيف ينقر الطير وجه الشمس؟ وما الهدف من هذا الرمز؟
فأنا مجرّة قضاء في شمسك. ص 46، فكيف تكون المجرة في الشمس والشمس جزء من المجرّة؟
ومثل ذلك كثير في الكتاب.
عمد الكاتب نعيم عليّان إلى التناص مع القرآن الكريم، مثل قوله: "كأنك في الواد المقدس طوى." واستخدم أسماء سور قرآنية لتدل على أمرٍ ما تضمنته السورة. مثل استخدام "سورة الكهف" في نص قاسيون للدلالة على صمت الأمة على المجازر التي تدور في الشام ونومهم العميق، مستحضرا قصة أصحاب الكهف في السورة. وكذلك سورة الفلق في نص "للحن المتحشرج" للدلالة على اندحار الشر كما الشيطان الذين تدحره السورة.
وفي النهاية، نتساءل: هل يرقص الضوء فعلا؟ لا يتركنا نعيم عليّان حيرى فجيبنا بأن الضوء سيرقص وسيأتي الفرح حين ينال المظلوم حقه. يوم النصر آت لا محالة، وهم ما رمز له الكاتب بيوم البعث، عندها:
يرقص الضوء رقصاته البهلوانيّة
عاريا حافي القدمين
يحفر في بطن الظلام
نورسا قمريّا



#عبدالله_دعيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا جنونك لريتا عودة
- قراءة في كتاب -أغرب زواج-
- الرواية الفلسطينية لوحيد تاجا
- في رواية -أهل الجبل-هل تموت الفكرة؟
- قراءة في رواية مديح لنساء العائلة
- قراءة في ديوان مفتاح يصر
- قراءة في رواية عازفة النّاي
- رواية أميرة ومعاناة شعب
- قراءة في كتاب -القدس مدينتي الأولى-
- منال النجوم والصّور الشعرية الساحرة*
- رواية -بطعم الجمر- والاغتراب في الوطن
- قراءة في ديوان -أميرة الوجد- للشاعر فراس حج محمد


المزيد.....




- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله دعيس - ديوان رقص الضوء لنعيم عليان