أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله دعيس - منال النجوم والصّور الشعرية الساحرة*














المزيد.....

منال النجوم والصّور الشعرية الساحرة*


عبدالله دعيس

الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 17:58
المحور: الادب والفن
    


عبدالله دعيس:
منال النجوم والصّور الشعرية الساحرة*
تأخذك أصابع منال النجوم، التي تشع شعرا، إلى عالم خيالي قوامه الصور الشعرية المستوحاة من بيئتها. تقودك معها حيث تريد، بكلمات قليلة مصقولة بعناية رغم بساطتها، فتبوح لك بألمها، وتحكي لك قصتها، وتجسد مشاعرها. فالشعر ضوء يتدفق من أصابعها لكنه ينبع من جرح دام في قلبها.
جرح الغزالة ينبض شعرا
وعن آل بكرتها
المدائن تستقي دمها
عند الشاعرة قدرة هائلة على بناء الصور الفنية المتحركة التي تأخذك إلى عوالم غريبة جميلة. فقصائدها مجموعة من الصور المكثفة، تكتبها وكأنها مشهد سينمائي يدور أمامك، أو ريشة رسام حاذق يمزج ألوانه ليصور الطبيعة بصورة لا تشبه الطبيعة! فيشحذ تداخل الألوان خيالك ويدفعك إلى التفكير في ما وراء تناسقها أو تخالفها.
يبوح قلبها بمشاعر فياضة بصراحة وشفافية، تختفي وراءها امرآة عاشقة، امرأة معذبة، امرأة متشائمة تندب حظها العاثر وتبوح بحبها. يتسلل الأمل أحيانا إليها لكن روح التشاؤم تئده قبل أن ينطلق.
فالحياة تمضي سريعا وتنتهي، تذبل بسرعة. وكذلك اللحظات الجميلة، لا تلبث أن تنقضي قبل أن ندرك أنها بدأت، ثم نحزن على فواتها. فنحن نمر مرّا سريعا من هذه الدنيا وكذلك تنقضي لحظات الحب والسعادة.
كان الغزال يرعى على باب بيتي
عندما فاجأتني الشمس بزوالها
وانطفأ المشهد
ورغم سرعة انقضائها، فالحياة تجربة مؤلمة.
تشعل السيجارة
تكون ممعنة في رحلتها
تجاه النهاية
وحين نولد
يولد معنا الموت
تبدو الشاعرة متشائمة، والحظ العاثر يلازمها، وقد فاتها الزمان دون أن تسعد بلحظات حياتها. تعبر عن هذا بصور متعددة، وفي قصائد كثيرة. تأمل قولها:
الغراب شريكنا في قهوة بردت
وتظهر الشاعرة صورة المرأة المكسورة المقهورة التي تحارَب في عشقها وحبها وحقها في الحياة. فهي محاصرة من المجتمع والأقارب والزمن الذي يمضي سريعا ويسلبها نضارتها، لكنه لا يسلبها قلبها.
سال عسل الأيام
سلبوني خاتمي
فرح الناس
ارتشفت دموعي
وتبدو الشاعرة متألمة قد أعياها الألم، معذبة تبث جراحاتها في كلمات مؤثرة وصور تحرك شغاف القلب. ويبدو أنها مرّت بتجارب مريرة في حياتها أعطت قصائدها بعدا وجدانيا يترك بلا شك أثرا في نفس القارئ.
أنام
وأثني أجنحة السرو على وجعي
فغزال الغابة مجروح
أضنته الرحلة
وتقول:
صخرة سيزيف ماثلة أمامي
مستحضرة الميثولوجيا اليونانية لتعبّر عن ألمها الدائم وعن عبثية الحياة.
والشاعرة عاشقة، تعلن عن حبها وعشقها بصراحة دون مواربة. ومع أنها تحاول أن تبطن أفكارها داخل صورها، إلا أنها تبوح بحبها بشكل جلي. فهي تكسر حواجز أنوثتها وتعلن بصراحة ميل المرأة الفطري للرجل. وتصرح عن تجارب حب صعبة مرت بها بانتظار فارس أحلامها الذي يبدو أنه لن يحضر:
قلبي ليس قلب عذراء
فقد سنّته أسنان تالفة
ولاكته على مهل!
يؤلمها عدم اكتراث الحبيب لها رغم اندفاعها في حبه.
أكون ألهث!
وراء زيزفونتك الخاصة
وراء صدى موسيقى الرفض لي
وعدم الاكتراث
لكنها تعترف أن الفارس الذي ترسمه في مخيلتها لا وجود له في عالم الواقع، لذلك فإنه لن يأتي:
سأعتلي صهوة الأخيلة
أرسم ملامح رجل
فلا وجود لفارس أنوثتي
وتعلن الشاعرة موقفها من الحياة، فهي ستعطي الحب دائما حتى لو ووجهت بالقسوة والنكران.
سأمطر العالم حبا
وليمطرني العالم حربا
ورغم تشاؤمها وفقدانها الأمل، إلا أنها في نهاية المطاف ترسم دعوة خجولة للتمرد وعدم الرضا بالواقع فتقول:
لا، لا ترضَ .... فالنوم هوان!!
تذهلك الشاعرة منال النجوم بقصائدها، تأخذك لتعيش في عالم مختلف، ترسم حولك هالة من الصور الجميلة، تأسرك في عالمها، ببساطة لا تستطيع أن تفلت منها.
*ديوان"أصابع من ضوء" للشاعرة الفلسطينية منال النجوم، ويقع الديوان الصادر عام 2014 عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في 104 صفحات من الحجم المتوسط، وقدّم له الشاعر سميح محسن.



#عبدالله_دعيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -بطعم الجمر- والاغتراب في الوطن
- قراءة في ديوان -أميرة الوجد- للشاعر فراس حج محمد


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله دعيس - منال النجوم والصّور الشعرية الساحرة*