أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله دعيس - قراءة في كتاب -القدس مدينتي الأولى-














المزيد.....

قراءة في كتاب -القدس مدينتي الأولى-


عبدالله دعيس

الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 19:46
المحور: الادب والفن
    


القدس مدينتي الأولى بقلم: عبد الله دعيس
"القدس مدينتي الأولى" كتاب يضم مقتطفات من السيرة الذاتية للكاتب محمود شقير موجهة للفتيان والفتيات.
إن كان الهدف من الأدب الموجه للأطفال والفتيان والفتيات هو بناء روح حب المعرفة لديهم، وتوجيههم نحو السلوك الحسن، والتأثير الإيجابي بهم، وتهيئتهم ليكونوا رجال ونساء المستقبل؛ يحملون هموم أمتهم وينافحون عن قضاياها، فالقدس هي العنوان الأوحد الذي يجمع ذلك كله. فقد أحسن الكاتب عندما اختار القدس لتكون مادة لكتابته وعنوانا لسيرته.
حب القدس مغروس في نفوسنا وأرواحنا، ومن حق أبنائنا علينا أن ننشئهم على عشقها وحبها، خاصة وأن الكثير من الأطفال في فلسطين وكذلك في العالم العربي محرومون من زيارتها ومشاهدتها، ومناهج التعليم لا تعطي لهذه المدينة العظيمة حقها. فمن واجبنا أن نربط قلوبهم وعقولهم بالقدس، وأن نجعلهم يعيشوا القدس بأسواقها وحواريها، وأن يشتمّوا عبق التاريخ فيها وأن يتخيلوها ويتعرفوا على شوارعها ومقدساتها وإن لم يستطيعوا زيارتها.
يحاول الكاتب المبدع محمود شقير أن يفعل كل هذا عن طريق كتابة سيرته الذاتية بطريقة مختصرة ومبسطة للفتيان والفتيات. وخلال سيرته يحكي تاريخ القدس، ويسرد الأحداث التي مرت بها منذ عهد الانتداب البريطاني إلى الآن. ولا يكتفي بسرد الأحداث التاريخية، بل يجعل القارئ يعيش الحياة الاجتماعية اليومية لأهل المدينة في الحقب الزمنية المختلفة في الرخاء وأثناء الملمات. وكذلك يتحدث عن الحياة الدراسية في مدارس القدس في الماضي.
استطاع الكاتب أن يوصل رسالة لأطفال القدس عن أهمية العمل الوطني والتضحية من أجل هذه المدينة الغالية، وكذلك أن يعرض أوجه المعاناة التي يقاسيها أبناؤها منذ عقود طويلة، ونقل صورة عن السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية بطريقة موضوعية، دون أن يؤثر بصورة سلبية على نفسية الطفل وعلى سلوكه.
كانت السيرة دوما مادة خصبة للكتابة الموجهة للأطفال والفتيان والفتيات. وقد استغلّ الكتّاب سير العظماء في التاريخ للكتابة، فجعلوهم قدوة يُحتذى بها، واستغلوا سيرهم لتنمية النزعة الإيجابية لدى الأطفال ورفع مستوى إيمانهم بحضارة أمتهم وثقافتها. أما ما فعله الكاتب محمود شقير فهو كتابة سيرته الذاتية للأطفال، فجعل نفسه محور القصة والأحداث التي مرت في حياته مادتها، وجعل قصته هي قصة المدينة التي عاش فيها، ومعاناته تعكس معاناة أبناء المدينة. وهذا يجعل الأطفال يشعرون أن بطل القصة شخصية حقيقية تعيش بينهم، وأحداثها واقعية وليست ضربا من ضروب الخيال، أو أمرا خارقا كان يحدث في الماضي ولا يمكن أن يتكرر.
حاول الكاتب أن ينمي قدرة الطفل على الإبداع، عن طريق التركيز على أهمية القراءة والمطالعة حتى في سن مبكرة من أجل أن يكون لدى الشاب الثقافة المطلوبة، وكذلك من أجل أن يكون لديه القدرة ليكون مبدعا في المستقبل.
وقد اختصر الكاتب سيرته الذاتية في صفحات قليلة، وبلغة بسيطة تتسم بالوضوح والسهولة حتى تكون مناسبة للفتيان والفتيات، لكن هذا الاختصار جعل السيرة وكأنها مقتطفات من هنا وهناك وأفقدها عنصر الترابط. وأفقدها الاختصار عنصر التشويق والمفاجأة والإثارة الضروري جدا للكتب الموجهة لهذه الفئة العمرية وذلك لدفعهم لمواصلة القراءة والوصول إلى الأهداف المرتجاة من الكتاب.
وقد أدى الاختصار أيضا إلى أن الكاتب لم يركز على الإنجازات الكبيرة التي حققها خلال حياته المليئة بالعطاء، فلم يوضح للقارئ طبيعة عمله السياسي وأهميته، واكتفى بإشارات سريعة تدل عليه، وكذلك لم يركز على نجاحه الباهر في مجال الأدب، وأشار فقط إلى أنه كان يكتب القصص القصيرة بين الحين والآخر، وبذلك لم يجعل الكاتب نفسه، ربما من باب التواضع، قدوة يحتذى بها.
وقد ذكر الكاتب أيضا كثيرا من الأحداث، مثل النكبة الفلسطينية وحرب عام 1967 وحرب الخليج، دون أن يوضحها، مفترضا معرفة القارئ المسبقة لها. وبما أنه يكتب هنا لفئة الفتيان، كان عليه أن يعطي معلومات شافية عن هذه الأحداث المهمة التي قد لا يكون الفتى ملما بها.
وعندما تحدث الكاتب عن تجربة الإبعاد، ذكر المعاناة بسبب فراق الوطن، لكنه لم يمعن في وصف مشاعر الألم والحسرة التي ألمّت به بسبب غيابه القسري عن وطنه، بل تحدث عن أسفاره خارج البلاد، فأظهر الإبعاد كأنه سفر وسياحة قد تستهوي الشباب بدل من أن تبين لهم عظم جريمة الإبعاد عن الوطن.
القدس نبع للابداع لا ينضب، ومصدر إلهام لا ينتهي، وقد أبدع الكاتب عندما جعل القدس محور كتابه ووجه أنظار الشباب إليها، فالقدس تَصنَعُ الرجال والرجال يُصنَعون من أجل القدس. والقدس عنوان للشهادة، والشهداء عنوانهم القدس



#عبدالله_دعيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منال النجوم والصّور الشعرية الساحرة*
- رواية -بطعم الجمر- والاغتراب في الوطن
- قراءة في ديوان -أميرة الوجد- للشاعر فراس حج محمد


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله دعيس - قراءة في كتاب -القدس مدينتي الأولى-