أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - يعقوب زيادين .. وداعاً أيها الشيوعي المعتق














المزيد.....

يعقوب زيادين .. وداعاً أيها الشيوعي المعتق


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 18:03
المحور: سيرة ذاتية
    


فارق الحياة المناضل الشيوعي الأردني المخضرم المعتق الدكتور يعقوب زيادين ، بعد حياة واسعة زاخرة بالنشاط السياسي والحزبي ، وبالكفاح والعطاء والتضحية والدفاع عن مصالح وحقوق الجياع والمسحوقين والكادحين . وبوفاته تخسر الحركة الوطنية والشيوعية واليسارية الأردنية احد مناضليها الأفذاذ الأشاوس ، واحد أعلام النضال والعمل السياسي والنقابي ، واحد أبرز قادة الفكر الماركسي في الأردن وفلسطين والمنطقة العربية .
يعقوب زيادين سنديانة حمراء وارفة الظلال ، وشخصية وطنية وشيوعية مكافحة ومقاتلة بارزة ، ومناضل وطني وأممي كبير وعريق ، وإنسان صاحب وجدان وضمير صافٍ ، ومواقف وطنية جذرية صلبة وراسخة ، وتضحيات جسيمة ، تجسدت فيه الروح النضالية الوثابة ، وعرف بالجسارة والاستقامة والنظافة والمبدئية والنزاهة والصلابة والنقاء الثوري والعناد والشموخ والتمسك الشديد بالكرامة الشخصية والوطنية والإنسانية ، ولذلك كسب ثقة ومحبة الناس والجماهير ورفاق الدرب ، وحتى ممن كانوا على خلاف معه في أرائه ومعتقداته وأفكاره .
ولد زيادين في الكرك العام 1922 ، نشأ وترعرع في الكرك وسط البادية ، التي تركت أثراً واضحاً على حياته وفكره ونفسيته . عاش حياة بسيطة ومتواضعة ، حياة كفاف ، وعمل في الفلاحة ورعي الأغنام لمساعدة الأهل .
نهل من ينابيع الفكر الماركسي والمعارف الفلسفية العلمية الجدلية والثقافة الإنسانية الجمالية التقدمية ، وآمن بالنظرية الماركسية ، وتسلح بفكر الفقراء والعمال والطبقات الشعبية الكادحة ، وظل وفياً لمبادئه وقناعاته الفكرية والسياسية ، قابضاً على جمرها ، رغم الهزات العنيفة التي أصابت الحركة الشيوعية العالمية .
انضم زيادين للحزب الشيوعي السوري اللبناني أثناء دراسته الطب في سوريا ، ثم أًصبح مؤسساً في الحزب الشيوعي الأردني الذي انبثق وتأسس في الحياة السياسية والحزبية الأردنية في بدايات الخمسينيات . وفي العام 1970 اختير ليكون عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني ، وفي العام 1977 أصبح أمينه العام حتى العام 1997.
تعرض زيادين كثيراً للاعتقال السياسي والتعذيب الجسدي والنفسي ، وقضى اثنا عشر عاماً خلف القضبان في سجون وزنازين النظام بتهمة الانتماء للحركة الشيوعية ، لكن ذلك لم يفت من عضده ، ولم ينل من عزيمته القوية وإرادته الثورية العنيدة وإيمانه الراسخ ، وبقي متمسكاً بالمبدأ والفكر والعقيدة ، مغلباً القضايا الوطنية والطبقية الكبيرة لشعبه على رغباته ومصالحه الذاتية والشخصية . وقد أمضى عمره وحياته ، إلى جانب عمله في الطب ، في النضال والكفاح الشرس ضد الفقر والظلم والاضطهاد والاستغلال والعدوان والاحتلال والاستعمار، ولأجل تحرير وخلاص الإنسان من كل صنوف وألوان الاستعباد ، وفي سبيل الحرية والتقدم والسلام والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية .
ولزيادين مجموعة من المقالات التحليلية والكتابات السياسية والفكرية والتاريخية من عباب الذاكرة ، وبعض المؤلفات والكتب ، منها " البدايات ، ليست النهائيات ، شاهد على العصر ، لو عادت بي الأيام ".
يعقوب زيادين مثقف ثوري ومناضل جسور ، تمتع بشخصية إنسانية من الدرجة الأولى ، وبرؤية واضحة ، وارتبط بقضايا شعبه الوطنية والطبقية وذاد عنها ، وسيبقى مثالاً للعطاء والنضال والمثابرة والتضحية والجسارة والالتزام الفكري العقائدي ، لأجل مجتمعه وشعبه ومستقبل الطبقة العاملة الكادحة ، التي ستبني بدمائها وعرقها وقبضتها ، مجتمع العدالة والمساواة والتعايش السلمي والديمقراطية .
رحل يعقوب زيادين ولكن إرثه النضالي والسياسي والفكري باقٍ لنا نحن معشر الناس الثوريين الحالمين والمقاتلين من اجل تحقيق الأهداف النبيلة السامية التي نؤمن فيها ونناضل ونستشهد في سبيلها ، وإننا نستلهم من التزامه الثوري بقضايا شعبه نموذجاً لنا وذخراً للعد والمستقبل الجميل الزاهي الآتي لا محالة .
فوداعاً يعقوب زيادين ، أيها الشيوعي العنيد ، والمفكر الأصيل العميق ، والقائد الشجاع ، وسيظل اسمك محفوراً في سجل الخالدين ، فأمثالك لا يموتون .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واحد وثمانون وردة للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه
- عدوان سعودي - خليجي قذر على الشعب اليمني
- في رحيل عبد الله رضوان
- ومضات من شعر المرحوم عبد الرحمن كبها (أبو صدام)
- المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا / مجلة (المرصاد )
- الثقافة الفلسطينية بين الماضي والراهن
- حنين زعبي تقض مضاجعهم ..!
- استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية
- شلت أيدي قتلة البشر وإرثهم الحضاري
- المطر في آذار أحلى ..!
- الدواعش يحرقون مكتبة الموصل
- ملاحظة على الهامش
- المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا / مجلة الأسوار العكية
- إصدار العدد الحادي عشر من مجلة -الإصلاح- الشهرية الثقافية
- فشل المؤامرة على سورية ..!
- في مواجهة التطرف الديني والفكر الداعشي الظلامي ..!
- مجلة -الجديد-
- صدور عدد كانون ثاني من مجلة -الإصلاح- الثقافية
- على هامش أحداث العنف في أبو سنان ..!
- ارفعوا أيديكم عن الثقافة والإبداع أيها الظلاميون ..!


المزيد.....




- بعد الملاعق... كيت بلانشيت تتألق بإطلالة من الأصداف ودبابيس ...
- بيونسيه وجاي-زي بإطلالات مستوحاة من الغرب الأمريكي في باريس ...
- هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية: الضربات الأمريكية جعلت -فورد ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية -تضررت بشدة- جراء الضربات الأم ...
- قاآني يظهر في طهران بعد شائعات اغتياله، فمن هو الرجل الذي يق ...
- واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء ال ...
- مسلم ومناصر لفلسطين.. زهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهي ...
- حلف الناتو ونسبة 1.5% الغامضة من الإنفاق الدفاعي.. الشيطان ف ...
- دول الناتو تصادق على زيادة استثنائية في الإنفاق الدفاعي
- القوات الروسية تواصل التقدّم في شرق أوكرانيا وتنفذ موجة قصف ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - يعقوب زيادين .. وداعاً أيها الشيوعي المعتق