|
فرد هاليداي والأشغال المتعددة لخبراء الشرق الأوسط
صبحي حديدي
الحوار المتمدن-العدد: 1327 - 2005 / 9 / 24 - 11:00
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
للبروفيسور فردريك (فرد) هاليداي ـ الأستاذ الزائر في مركز الدراسات الدولية والتنمية في برشلونة حالياً، والنجم الدائم الساطع في الكلية العريقة مدرسة لندن للإقتصاد LSE ـ باع كبير في الإختصاصات التالية، كما تقول سيرته الأكاديمية الرسمية: الجنس Gender، علاقات القوي العظمى، القضايا الدولية ومفاعيلها، العلاقات الدولية، الشرق الأوسط، الثورات، وشائج الدولة ـ المجتمع، النظريات، والولايات المتحدة. وهو، في قليل أو كثير، قد عالج شيئاً من معظم هذه القضايا في مؤلفاته التي تربو على 15 كتاباً، أولها "جزيرة العرب بلا سلاطين"، سنة 1974؛ وآخرها "100 أسطورة عن الشرق الأوسط"، 2005؛ إلى جانب "إيران: دكتاتورية وتنمية"، 1979؛ "الثورات والسياسة الخارجية: حالة اليمن الجنوبي"، 1990؛ "الإسلام وخرافة المواجهة: الدين والسياسة في الشرق الأوسط"، 1996؛ و"ساعتان هزّتا العالم: سبتمبر 11، الأسباب والعواقب"، 2001... وهو، للتذكير، محارب قديم في صفوف اليسار (من شعاب ظفار وشطآن عدن وجزيرة العرب التي بلا سلاطين، إلي صفحات "نيو ليفت ريفيو" ومساجلات الأمميات الرابعة) كان يُشار له بالبنان، ثمّ صار محارباً لامعاً في صفوف يمين ليبرالي عتيق، قادر علي تجديد دمائه بين حين وآخر، وغالباً من خلال بيضة وقواق يسارية تفقس في أعشاش الآخرين. ومداخلاته علي شبكات تلفزة BBC وABC وCBC و"الجزيرة"، فضلاً عن مقالاته وتعليقاته التي ينشرها علي نطاق واسع، ضيّقت نطاق اهتماماته إلى ثلاثة اختصاصات: صعود الحركات الإسلامية وما أفرزته في الغرب من مواقف جيو ـ سياسية وعسكرية وإيديولوجية وسيكولوجية، والشرق الأوسط (العراق والخليج أساساً، ليس القضية الفلسطينية مثلاً)، والولايات المتحدة. وفي الملفّ الأوّل يذهب إلى حدّ القول إنّ "الحديث عن الإسلام باعتباره تهديداً هو محض هراء"، بل ويطلق صفة السطحية علي فكرة "التهديد الضروري"، أي الفكرة التي تقول إن الغرب قد خسر عدوّه المتمثل في الشيوعية بعد عام 1989، وتوجب عليه بعدها أن يعيد اختراع عدوّ آخر يتمثّل في الإسلام . ولكنه، في الآن ذاته، يختزل التوتّر (أيّاً كانت درجة شدّته) بين الغرب والعالم الإسلامي، إلى الرغبة البريئة التالية: "إنّ ما يريده الغرب بصورته المتمثلة في الديمقراطيات الصناعية هو ببساطة عالم يكون شبيهه ما أمكن، ويتاجر معه ويتمتع بعلاقات سلمية، ونحو ذلك". ولكن... ليس أكثر من ذلك أغلب الظنّ! وفي الملفّ الثالث يعتبر هاليداي أنّ صعود جورج بوش الإبن، بعد ولايته الثانية خصوصاً، قد أنهى ثلاث مراحل انتقالية في السياسة الدولية: الفضيحة الأخلاقية والسياسية التي اكتنفت انتخابه رئيساً سنة 2000، رغم أنه جاء ثانياً في التصويت الشعبي؛ وإنهاء سلسلة التناقضات التي اكتنفت ما بعد 11/9/2001، خصوصاً لجهة تطوير عقيدة "محور الشرّ" وتمكين المحافظين الجدد من مناصب أساسية في الإدارة؛ وأخيراً، وضع خاتمة نهائية للتنافس بين المعسكرين الغربي والشرقي، والشروع في أطوار ما بعد سقوط جدار برلين. وهاليداي لا يحبّ كثيراً الحديث عن نزوعات إمبراطورية أمريكية، ولهذا فإنه لا يدرج غزو أفغانستان والعراق في أيّ من هذه المراحل الإنتقالية. بدل هذا، وفي مقالة حديثة بعنوان "انتصار بوش: ثلاث نهايات وبداية واحدة"، كتب يقول: "نستطيع بالفعل أن نرى، بعد كريستوفر كولومبوس بنصف ألفية، بُعدين يتجلي من خلالهما ردّ العالم غير الغربي علي الهيمنة الغربية. الأوّل، ويقع في الغرب/ الشرق الأوسط، هو الهجوم العسكري والسياسي للقاعدة، الذي شكّل في 11/9 أوّل هجمة عسكرية تشنّها قوّة سياسية عالمية على أرض دولة غربية. أمّا الثاني، ويقع في جنوب آسيا، فهو صعود الصين وتعاظم مطامحها السياسية والعسكرية". أمّا في بيت القصيد، أيّ الملفّ الثاني، فإنّ أحدث أفكار هاليداي، كما جاءت ضمن محاضرة مطوّلة بعنوان "الشرق الأوسط بعد صدّام حسين"، ألقاها قبل نحو سنة في لندن، اعتبرت حرب العراق "مجرّد جانب واحد" من "أزمة غرب آسيوية أعرض" تنطوي علي الكثير من الاخطار والتهديدات. وطالبت مواطني العولمة أن يبحثوا في القضايا الأخلاقية والشرعية المعيارية وراء هذه الحرب، وأن يتحلّوا بروح نقدية تجاه الأوهام الدعاوية التي تروّج لها الدول وخصومها علي حدّ سواء. وبالطبع، وبعد امتداح كنعان مكية في كتابيه "جمهورية الخوف" و"القسوة والصمت"، ركب هاليداي الموجة وغمز من قناة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وأضاليل حكومته قبل وأثناء وبعد الحرب... هذه الافكار تعيدنا إلي طور سابق في تفكير هاليداي حول العراق وأمريكا. ففي أوائل العام 1991 كان الرجل قد اعتبر أنّ حرب الخليج وضعته أمام خيارين أحلاهما مرّ عليه، وعلى حاضره النظري والفكري بصفة خاصة. وكتب يقول: "الأمر ببساطة هو التالي: إذا قُدّر لي أن اختار بين الإمبريالية والفاشية، فسأختار الإمبريالية"، ثم خفّف التصريح قليلاً بعد بضعة شهور: "إذا قدّر للمرء أن يختار بين الإمبريالية والفاشية. فإن الأولى هي أهون الشرّين". ومن ميكروفون إذاعة NPR الأمريكية، في شباط (فبراير) من العام ذاته، اختنق صوته الأكاديمي بغصّة مريرة حين ناشد الأمريكيين أن يتمّوا مهمّتهم في بغداد: "الوسيلة الوحيدة لتدمير النظام البعثي هي الزحف علي بغداد. الولايات المتحدة شجّعت الديمقراطية في أماكن أخرى من العالم، لكني اعتقد أنها قصّرت في الشرق الأوسط. ربما بسبب النفط، أو لأنها لا ترى أن الأمر يستحق العناء هناك". ولقد أبدى النجم اليساري السابق موافقة صريحة على الشروع في العمل العسكري، لأنّ صدّام حسين لم يبد أي اهتمام بالمفاوضات أو البحث عن حلّ سلمي (الأمر الذي انطوى على ترخيص هاليداي لخمسة أسابيع من القصف سقط فيها على العراق مقدار من المواد المتفجرة يفوق ما سقط على ألمانيا في خمس سنوات)؛ وسخر من "القائلين بعدم شرعية الحرب استناداً إلى اعتبارات أخلاقية مثل أعداد القتلى، أو بسبب أعمال أخرى مثل تدمير المنشآت المدنية أو قصف ملجأ العامرية". وفي إسهامه الأشهر حول الحرب، أي مقالته "اليسار والحرب"، المنشورة مطلع آذار (مارس) من عام العجائب ذاته، في أسبوعية New Statesman & Society، رأى هاليداي أن موقف الغالبية العظمى من قوى اليسار في معارضة اللجوء إلي العمل العسكري كان خطأ سياسياً فادحاً، وقصوراً في الحسّ السياسي والأخلاقي والتاريخي يذكّر بالأخطاء الكارثية للثلاثينيات، حين عارضت القوى اليسارية الحرب فلم تقم بأكثر من تشجيع صعود أدولف هتلر والفاشية! وكان طبيعياً، والحال هذه، أن يستنكر هاليداي ردود الأفعال التي صدرت عن "أبواق اليسار" ضدّ موقفه المؤيد بشروط لاستخدام العنف ضدّ العراق. ولقد طرح علي معارضي الحرب أربعة أسئلة مزجت الدفاع الذاتي بالخدمة الذاتية في تسويغ المواقف. السؤال الأول يتصل بالكويت ذاتها، وما إذا كان المعارضون للحرب يقرّون بحقّ البلد في الوجود أم لا. سال حبر كثير في وصف الشخصية الأوتوريتارية والإقطاعية لآل الصباح كما كتب (وكأنه يذكّرنا بكتابه "جزيرة العرب بلا سلاطين"!)، لكنّ افتقار حكومة ما إلي الشرعية أمر مختلف تماماً عن إلغاء شرعية البلد بأسره. وإذا كان متوسط دخل الفردىالكويتي 15,000 دولار، فهذا لا يعني حجب حقّ تقرير المصير عن ذلك الفرد. وكيف يمكن لأبواق اليسار أن تتجاهل المقاومة الكويتية المطالبة بالتغيير الديمقراطي والسياسي؟ السؤال الثاني دار حول الشرعية المشروطة للحرب. اليسار يتذرع بأهوال الحرب وفظائعها، وينسى تأييده لحركات التحرر الوطني التي تسببت في خسائر بشرية أكبر بكثير من حرب الخليج . وأن تكون هذه الحرب شرعية أو شُنّت في حدود وأطر الشرعية الدولية أمر لا يعفي المعارضين لها من تقديم رؤيتهم ومعاييرهم لأيّ استخدام شرعي للقوة. السؤال الثالث تناول العقوبات الإقتصادية والحلول السلمية كبديل عن الحرب. وهنا ذكر هاليداي أنه كان بين الذين أيّدوا العقوبات الاقتصادية، لكن "المقاومة التي يبديها العراق في الأسابيع الخمسة المنصرمة من الحرب، والثمن الذي لا يتورع صدام عن إجبار شعبه علي دفعه، جعلتني أستنتج أن العقوبات لا يمكن أن تنجح". أما بالنسبة إلى الحلول التفاوضية، فليس "ثمة دليل على أنّ العراق تعامل معها أو طرحها بشكل جدي. صحيح أن جورج بوش [ويقصد الأب، طبعاً] لم يعد مستعداً لإنقاذ صدام من الفخّ بدءاً بمنتصف كانون الأول (ديسمبر)، ولكن الفرصة كانت مواتية قبل ذلك وواصل العراق إهدارها حتي آخر لحظة. وفي جميع الأحوال فإن المسألة لا تدور حول حلّ عسكري أو سلمي، بل حول بقاء صدام في الكويت أو طرده منها بالقوة". السؤال الرابع كان يتعلق بالإمبريالية ذاتها. معظم دوائر اليسار عارضت الحرب لأنها ستوطد مواقع الولايات المتحدة في الهيمنة علي العالم والتحكّم بمقدراته، وذلك في رأي هاليداي صحيح هنا كما كان صحيحاً في حالة الحرب العالمية الثانية. ولكن "ثمة أحادية صارخة في اعتماد هذا المعيار وحده"، فالمسؤولية عن موقف كهذا لا تقع علي عاتق من يقفون ضدّ العدوان العراقي، بل علي من أمر بالعدوان ونفّذه أساساً. "هذه مناهضة زائفة للإمبريالية"، ويتوجب على اليسار أن يقلع عن عادته في تأييد أية حركة مناهضة للإمبريالية كيفما اتفق، مثلما يتوجب على اليسار أن يكفّ عن لعن أيّ مقال لمجرد أنه نشر علي صفحات :نيويورك تايمز"! ولقد ختم هاليداي بالقول: "العمل العسكري ضدّ العراق مشروع مثلما كان مشروعاً تأييد الحرب في الثلاثينات والأربعينات لوقف صعود الفاشية"... وفي عام 1996، في فصل عن حرب الخليج الثانية ضمّه كتابه "الإسلام وخرافة المواجهة"، قال هاليداي: إذا كانت أزمة الخليج والنقاش العام حولها قد أسفرا عن شيء ما، فإنه الوعي بمقدار ما اتصف به النقاش العام من اضطراب وقصر نظر وافتقار إلي العمق التاريخي أو المقارن أو المفهومي". نعم، وفرد هاليداي كان ـ وما يزال ـ جزءاً من ذلك النقاش العام لأنه يواصل ذلك الإفتقار في أسوأ أشكاله: الإفتقار عن سابق قصد وتصميم واختيار. إنه اليوم، كما في معظم مراجعاته لمواقفه من مسائل العراق، لا يتزحزح قيد إنملة عن تلك التحليلات التي أعلنها تحت وطأة مناخات عصابية شفي منها الآن عشرات عتاة المؤيدين للحرب. جدير بالإنتباه أنّ هاليداي، ومنذ أشهر طويلة، لا يقول الكثير عن العراق والمأزق الأمريكي العسكري والسياسي والأمني والأخلاقي هناك، ومشكلات الدستور والفيدرالية، والتوتير الطائفي، والإرهاب المزدوج الذي يمارسه الإرهابيون والمحتلون في آن. إنه، بدل هذا كلّه، يتحدّث عن الإصلاح في العالم العربي، وانضمام تركيا إلي الإتحاد الأوروبي، واحتمال صعود الفرنسي نيكولا ساركوزي والألمانية أنغيلا ميركل... ولهذا فإنّ الإنصاف يقتضي التذكير أيضاً بواحد من الإستنتاجات القليلة الصحيحة التي توصّل إليها هاليداي من تحليلاته لهذا الملفّ الثاني، أي ذلك الإستنتاج الذي يقول التالي: "لقد برهنت أزمة الخليج على أن أولئك الذين يدرّسون ويبحثون في حقل العلاقات الدولية لهم عمل يقومون به، أو أعمال متعددة في الحقيقة". نعم... أعمال جدّ متعددة في الحقيقة!
#صبحي_حديدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
افتقاد إدوارد سعيد
-
أمريكا في القمم الكونية: تصنيع المزيد من الإرهاب في السفوح
-
لهيب ما قبل 11/9
-
فوكوياما عشية 11/9: ثمة ما يدعو للندم في كلّ شيء
-
التهريج الملحمي
-
خطاب الرئاسة السورية، حيث المفاضلة رَجْعٌ بعيد متماثل
-
محمود درويش والتفعيلة المنثورة
-
بات روبرتسون ومرآة تنظير اليمين الأمريكي المعاصر
-
-محروسة- جمال حمدان
-
العراق المعاصر حسب كيسنجر: غنيمة الذئاب أم الأفلاطونيين؟
-
صمويل بيكيت بلا حدود
-
نتنياهو أمام الباب الدوّار: مَن الخارج؟ مَن الداخل؟
-
عطش التاريخ
-
مبايعة عبد الله: ميزان الذهب بين القبيلة والفتوى والدولة
-
سوسيولوجيا الطرب
-
من أنفاق باريس إلى حافلات لندن: هل للإرهاب أمثولة حقوقية؟
-
أقاصيص الأمير
-
الذكرى العاشرة لرحيل خالد بكداش: المفارقة المستديمة
-
بيروت سمير قصير
-
تفجيرات لندن: يد الإرهاب عمياء ولكنها ليست خارج التاريخ
المزيد.....
-
حذر أوروبا من -الانتحار- وانتقد -عناق بوتين-.. زيلينسكي يوجه
...
-
ألمانيا: المعارضة تدعو شولتز إلى إجراء تصويت على الثقة بشكل
...
-
عودة -تاريخية- لترامب إلى البيت الأبيض.. ماذا يحمل في حقيبته
...
-
الجيش اللبناني: قتلى وجرحى باستهداف إسرائيلي قرب -حاجز الأول
...
-
كليموف: من غير المرجح أن يركز ترامب على دعم كييف
-
قتلوا خلال غارة إسرائيلية.. تشييع جثامين 16 من عائلة واحدة ج
...
-
-حزب الله- يستهدف تجمعات للجيش الإسرائيلي وشمال حيفا ونهاريا
...
-
ماكرون: لا يجب على الدول الأوروبية تفويض قضاياها الأمنية لوا
...
-
ألمانيا.. القبض على أمريكي بتهمة التجسس لصالح الصين
-
ماذا يعني فوز دونالد ترامب للعالم؟
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|