أَبْشِر يا زَيّد...

بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 12:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هذه القصة او الرواية اطرحها حسب تصوري للأحداث واستغفر العقل لي ولكم.
هذه القصة او الرواية التاريخية وردت في كتاب رجال حول الرسول وصحيح البخاري وهي من ضمن ما اوردة ابن حجر العسقلاني تفسيرا لاسباب نزول اية(فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهن وطرا وكان امر الله مفعولا) أنقلها لكم على شكل درامي ربما يكون اقرب للاحداث الحقيقية التي جرت في حينها والتي طالها الكثير من التحريف والتاويل للدفاع عن الرسول الكريم .
حدثنا المغفور له ابن المرحوم رضي الله عنهما قائلاً :في وادي غير ذي زرع يدعى مكة حيث كان لمحمد بن عبد الله احد قاطنيها ، المولود في عام غزوة الفيل ، ابن بالتبني هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى وكان طفلا حين سبي ووقع بيد حكيم بن حزام بن خويلد حين اشتراه من سوق عكاظ مع الرقيق لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم ، فرآه محمد بن عبد الله بعد زواجة من مولاته خديجة واحبه فاستوهبه منها فوهبته له فأعتقه وتبناه وصار يعرف في مكة كلها زيد بن محمد وذلك كله قبل الوحي.
منذ أن سلب زيدا الذي اصبح فيما بعد رضي الله عنه ووالده يبحث عنه حتى التقى يوما نفر من حي حارثة بزيد في مكة فحملهم زيد سلامه وحنانه لأمه و أبيه وقال لقومه: أخبروا أبي أني هنا مع أكرم والد فلم يكد يعلم والده بمكانه حتى أسرع اليه يبحث عن الأمين محمد ولما لقيه قال له: يا بن عبد المطلب يا بن سيد قومه أنتم أهل حرم تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ولدنا فامنن علينا وأحسن في فدائه فأجابهم صلى الله عليه وسلم: (ادعوا زيدا وخيروه فان اختاركم فهو لكم بغير فداء وان اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء) أقبل زيد رضي الله عنه وخيره الرسول صلى الله عليه وسلم فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا أنت الأب والعم!! ونديت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدموع شاكرة وحانية ثم أمسك بيد زيد وخرج به الى فناء الكعبة حيث قريش مجتمعة ونادى: (اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه) وكاد يطير قلب حارثة من الفرح فابنه حرا وابنا للصادق الأمين سليل بني هاشم.
و كان محمد يحبه كثيراً وزيد يبادله هذا الحب الى درجة أن زيداً رفض أن يعود لأهله، وفضل محمد عليهم .
و قضى محمد أغلب عمره برفقة قس نصراني غنوصي وليس مسيحي كما قد يتهيا للبعض يدعى ورقة بن نوفل يبحثان معاً ويتحنثان معا في الغار و يتناقشان في أمور الله ، ثم قرر محمد أن يدعي أنه نبي من عند الله بتشجيع من ورقة ابن عم زوجتة. وادعى انه قد بعثه الله مع كتاب سماوي ، سوف ينزل على مراحل سمي القرآن ، و ابتدأ محمد بنشر دعوته الجديدة بين الأعراب ، وكان من بين من آمن به يكل صدق زيد بن حارثة .
و تمر الأيام و يتزوج زيد من إحدى حسناوات العرب بوساطة ابيه محمد، و في مساء أحد الأيام ، دخل محمد إلى بيت ابنه زيد لا احم ولا دستور او اراد الدخول يعني واقف امام الستر .. وقيل: إن الله سبحانه وتعالى ولتحقيق المسطور باللوح المحفوظ قبل ملايين السنين.. بعث ريحا عاتيا فرفعت الستر وزينب متفضلة (يعني لا تلبس غير قطعة واحدة من الثياب أو بمعنى اللباس الخفيف الذي يلبس داخل المنزل فقط ) في منزلها، فرأى زينب فوقعت في نفسه، ووقع في نفس زينب أنها وقعت في نفس النبي وذلك لما جاء يطلب زيدا ..وقيل انها كانت تغسل بعض الملابس و قد رفعت ثوبها حتى بانت ركبتاها ، فأوقعت محمد بن عبد الله في شباكها وسلبت لبه وعقله هياما . فأبصر زينب قائمة، كانت بيضاء جميلة جسيمة من أتم نساء قريش، فهويها وقال: ( سبحان الله مقلب القلوب)
خرج محمد تلك الليلة وحيدا على غير هدى مهموها كئيبا ونار الشوق تعتصر قلبه وسلبت مهجته حتى قدماه لا تقوى على حمله وتشاء الاقدار ان يصل الى غار حراء (المكان الذي كان يلتقي و ورقة بن نوفل قبل اعوام ) وأخذ يفكر ماذا عساه ان يفعل حتى يتمكن من الظفر بها والزواج منها ليطفئ لهيب الهوى الذي يتاجج بين حنايا صدره؟؟ و بدأ يفكر ماذا كانت ستكون نصيحة ورقة له في هذا الموقف العصيب !!! و استمر يفكر ويقلب الامر في مخيلته يمينا ويسارا،واخيرا وبعد طول المعاناة والتفكير كأن الوقت تجاوز دهراً من السنين وما هو الا بضع سويعات مضت. واخيرا جاء الفرج وازيح الكرب عن قلبة فخطر له كم أن زيد يحبه ويصدق بانه نبي و يؤمن برسالته.
وبلا تأني او انتظار ركض رسول الاسلام دون ان يخبرنا لما وصل اليه من قرار في منتصف الليل او النهار والله اعلم متى كان.. ووقف بباب زيد . وهو يصرخ بكل ما اوتيَّ من قوه.. ..أبشر يا زيد ، أبشر يا زيد.. حتى ظن الجيران ان في الامر جللا.
وازاح زيد الستار عن بابه دون ان يرتدي حتى عباءته وخرج راكضاً مرددا مع نفسه اللهم سترك..اللهم اجعلها خيرا وراى تجمهر الجيران ورائ رسول الله بالباب واقفا فقال: خيراً يا رسول الله .
فقال محمد : أبشر ،فوالله قد نزل بك قرآن ..فكبر اهل الحي..الله اكبر وحسدوا زيدا على هذا المنال والمقام حتى قبل ان يعلموا ما ستؤول اليه خواتم الكلام.
فابتسم زيد وهللت اساريره فرحا غير مصدقا : حقاً يا رسول الله ، ابشر و أسمعني أين ورد إسمي .
فانفرجت أسارير محمد وعرف أن زيد قد ابتلع الطعم ووقع بالفخ. فقال إسمع يا زيد : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهن وطرا وكان امر الله مفعولا..صدق الله العظيم
ثم أكمل صلوات ربي عليه.. هنيئاً لك يا زيد ان لله قد انزل فيك قرآن لأمر جلل .
فقال المسكين لم أفهم يا رسول الله . ماذا علي أن أفعل ؟؟
فقال محمد : طلقها ..لا تطلقها..واخيرا استقر الرأي بفضل رب السموات والارض وتعليماته اللاحقة: قال تعالى: (إذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )، طلقها يا زيد . وفوالله قد أعز الله الإسلام بك ، ثم علي أن أفعل كما ورد في هذه الأية الكريمة فأتزوجها يا زيد ..وانا متاكد انه لن يرضيك ان اكون لامر ربي عاصيا رجيما!!
"قال محمد جملته الأخيرة وهو يربت على كتف زيد (الذي لا زال مصدوما اما بسبب نشوته بذكر اسمه او احساسه الذي لا يخيب بان حسنائه ستسلب منه لما عهده من سوابق لرسولة) مهنئاً"
فقال له زيد ولكن يا رسول الله ..
ققال محمد لا تكمل يا زيد (لئلا يستفيق من اثر الكبسوله المخدرة)، هنيئاً لك من جديد ، و هيا لننفذ أمر الله عز و جل ، لا عليك بما سيقال فالتبريرات جاهزه في جعبتي منذ زمان وما كنت انتظر الا الفرصة والتوقيت المناسبان(مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰ-;-كِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ-;- وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) فيكون عن طريقك تأكيد للحكم الجديد . كما انه يجب ان لا تنسى ان محبوبتك في الجنة بانتظارك على احر من الجمر هل نسيت يا زيد عندما سردت لكم قصة الاسراء والمعراج وقلت في احدى فقراتها ان جبريل دخل بي الجنة ، فرايت فيها جارية لعساء ، فسالتها لمن انت ؟ وقد اعجبتني حين رايتها ؛ فقالت لزيد بن حارثة ، فبشرتك بها في حينها .واذا وفقني الله فسوف ادعك تلتقي بها باسرع ما يمكن!!
فكان ما كان و طلقها زيد المسكين و ذهبت إلى محمد الأمين الذى وفى بعهده لزيد(من باب وعد الحر دين) ليلتقي يمحبوبته في الجنة بان تم التخلص من زيد المغبون في غزوة مؤته بإرساله في مهمه إنتحاريه مع ثلاثة آلالاف مقاتل ليقاتلوا مئة ألف مقاتل من الروم ... فدعا له الرسول وقال: استغفروا لأخيكم زيد، قد دخل الجنة وهو يسعى [ابن سعد]...يرحمك الله يا زيد ...تحياتي.
الفكرة مستوحاة من الاخ Maroon.

#بولس_اسحق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات