أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الرضا حمد جاسم - شيوعي في عيد الحزب /ج2















المزيد.....

شيوعي في عيد الحزب /ج2


عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 19:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


صالح الشريدة...أبو مهدي (ابو مهيدي)
خوية أبو مهيدي اشلونكم
شلونكم...
وشلون اهلنه اليمكم
وين ما جانو او جنتم
ذولاك همه بمعزتهم
...اهلكم عدنه و عد اهلم
وذولاك انتم
الوطن بكَلوبكم
لن هَّمْ الوطن همكم
ان فتحيتوا عيونكم
لو دقايق نمتم
لو حته لجل الوطن متم
و حقكم و حق كل ألي راحوا و البقوا ما ناسينكم
ان جنت حيٍ لو مِيتْ...أحنه بذكركم
نحبكم ...نحترمكم
خويــــــــــــــــــــــــــة أبو مهيدي:
عين و دموع و هموم
و جرح روح كل ساعة ملجوم
و عيون تدمع ما مرهن نوم
و غيوم... لفت ...غطت نجوم
وبيع أو مزاد او سوم و سموم
و لملوم صارت تتحكم
بالبلد و القوم
...........................................................
أبو مهدي(صالح الشريــــــدة) ويسميه أهالي البصرة ومحبيه ب(أبو مهيدي) خمسيني قبل منتصف التسعينات من القرن الماضي...له قصه خاصة فهو شخصيه مثيرة حقاً.... هادئً... قنوع... صادق... قصير... نحيل... مُتعبْ...أنسان كريم يملك محل لبيع العُدد و المواد الصحية (مضخات وأنابيب بلاستكية وصحيات وغيرها) يقع في منطقة البصرة القديمة قرب الجامع(حسينية) وهو الوحيد في المنطقة لا أتذكر اسمه.
عندما كنت اُسافر إلى البصرة لشراء المواد وبالذات المضخات كنت اذهب بسيارتي الخاصة واقضي ليلتي في طريقي من بغداد إلى البصرة في بيت خالي في الناصرية وفي صباح اليوم التالي أسافر ومعي ابن خالي وهو أخي وزميلي ورفيقي ليرافقني حيث نقيم في فندق حمدان ونخرج من هناك للبحث عن المحلات... وفي أحداها دخلنا محل وهو عبارة عن بيت قديم... رحَّب صاحبه بنا... وبعد السلام وواجبات الضيافة... أخذنا نظرة واخترنا ما نريد وحُسم السعر ودُفع المبلغ نقداً مع دعوه للتواصل...هنا تعارفنا للمرة الاولى و تبادلنا أرقام الهواتف للتواصل والأخبار في حالة توفر مواد جيده.. قام صبي بعمر حوالي 12عام بنقل المواد وكانت مضختين صغيرتين نوع (سي هي) المانية الصنع للمحروقات إلى السيارة في بارك فندق حمدان...
وبعد عدة أيام اتصل بي أبو مهدي(ابو مهيدي) ليخبرني بتوفر ما يُفيد من المواد...فركبت وسلكت نفس الطريق وعند وصولنا وكما العادة اتفقنا وكانت الكميه بسعر أكثر مما نحمل من مال نقد فقدمنا له شيك وطلبنا منه إرسال المواد بالنقليات على عنواننا في بغداد بعد أن يتمكن من صرف الشيك ...ثم دعانا إلى عشاء يسبقه ما يسبقه من مشروبات روحيه في شارع الوطني وكان معه بعض أصدقاءه الطيبين وقضينا ليله جميله ...عدنا في اليوم التالي إلى الناصرية ومن ثم إلى بغداد لنفاجئ بعد يوم واحد بأن المواد قد وصلت وعند تدقيق كشف حساب البنك(بنك الرافدين فرع الخضراء) تبين أن الشيك لم يتم صرفه بعد...
في سفرةٍ لاحقه وقد تكررت بعدها الزيارات قلنا له أنت خالفت الاتفاق وبعثت المواد قبل صرف الشيك... قال اتصلت يومها بالنقليات وقالوا غداً فجراً ستخرج السيارة(باص النقل الى بغداد) وممكن إرسال المواد... فأرسلتها...فقلت له ومن يضمن لك أن للشيك رصيد... قال مبتسماً :
أولاً...أنت من الناصرية و ثانياً...(جايب وياك واحد من هناك واسم أبوه فهد وتريد أدور وراك صكوك)...واخرج الشيك من درج مكتبه المتواضع وقال هذا الشيك...
قلت له أفصح هناك ألغاز ما علاقة فهد(خالي) بالموضوع والناصرية فقال لقد كان واضح من كلامكم إنكم (منا وبينه وفهد مو بس خالك انته هو خالنه وعمنه كلنه) [ فهد...هو الرفيق فهد...مؤسس الحزب الشيوعي العراقي...سكن في مدينة الناصرية و عَمِل هناك ...اُطلق على المدينة مدينة فهد]... عندما قلنا لكم ليلتها( بيتكم وين عن مكينة الثلج)..ضحكتم وقلتم لا (مو يمهه بس مو بعيده علينه).. فقد عرفتم قصدنا وعرفنا قصدكم ...وكان يقصد معمل الثلج(تسمى هناك مكينة الثلج) الذي كانت تمتلكه عائلة قريبة للرفيق الخالد فهد في الناصرية وكان يعمل فيها.
توثقت العلاقة وأصبحنا نعرف بعضنا...وفي تلك الزيارة طرحت عليه اقتراح لشراء ماكينة تقطيع(ثرم) البلاستك حيث لاحظنا توفر كميات كبيره جداً من القناني البلاستيكية وبالذات المستخدمة في تعبئة المياه لأن البصرة محرومة من الماء الصالح للشرب وكانوا يعتمدون على ما ينتجه معمل الحديد والصلب أو البتروكيمياويات من الماء الذي يوزع على خزانات موزعه في المناطق السكنية أو على الماء المعبأ بالقناني البلاستيكية وبالذات في الفنادق والمطاعم وتزايد ذلك بعد احتلال الكويت ولا توجد في المدينة ماكينة لتقطيع تلك الفضلات البلاستيكية... رغم اهميتها الاقتصادية و البيئية.
قام أبو مهدي وبعد اقتناعه بالفكرة بشراء واحده محلية الصنع من بغداد واستأجر مكان لذلك وسلمها لمن كان جالساً معنا ليلتها من أصدقاءه(رفاقه العاطلين عن العمل).
وفي واحده من الزيارات قال ابو مهدي:
هذه الليلة (معزومين في مكان معمل البلاستك كما سماه) وقد فوجئنا بعائلة ذلك الصبي الذي يعمل في المحل هي من تسكن المعمل وأفرادها من يجمعون القناني البلاستكية والذين يديرونه هم أصدقاءه فثمنت له ذلك وقال هذه العائلة عائلة شهيد فتوقعنا من شهداء الحرب مع إيران أو الهزيمة في الكويت فقلت له الله يرحمه (لازم مات بالحرب وخلف ها الأيتام) فقال لا استشهد عام 1979 وكان عامل مناضل وانا تكفلت بمعيشتهم وعندما كبر ابنهم عمل معي وكل العاملين هنا من رفاقي القدامى...تبين انه شيوعي عندما كانت هناك محليتين للحزب في البصرة وان الشهيد هو من شهداء الحزب الشيوعي العراقي الذين ماتوا تحت التعذيب أو أعدمهم الطاغية و مع الأسف لم نسأل عن أسمه في حينها لكنه من ملامح ابنه كان ذو بشره داكنة(سلاماً له اليوم وسلاماً لعائلته وسلاماً لحزبه وسلاماً لرفاقه)..لقد قام أبو مهدي(ابو مهيدي) بمصاريف كل ذلك على حسابه الخاص على أن يسددوا له أثمانها حسب(التساهيل كما قال) وبشرط أن تبقى العائلة هي من تجمع وتحرس المكان وتسكن فيه. وتعمل وتعيش..
(أبو مهيدي) كما يحلوا لرفاقه ومحبيه أن يسموه يحمل تلك الصفات وذلك النبل وتلك الطيبة...وفي أخر زيارة لنا إلى البصرة وعندما كنا( ندّوخ) الحديث( ويدّوخنا) قال له احد الحضور( العالوسه) عاطلة(كانوا يسمون ماكينة ثرم البلاستك عالوسه) فقال له أبو مهيدي بعصبيه (شعلستوا بيها حته عطلت) اثار هذا الطرح الذي لا يُنسى ضحك الجميع ولا زلنا نتذكره...ونتذكر أبو مهيدي الأمين لعمله ولتاريخه ولرفاقه وللمبادئ
فتحيه للغالي أبو "مهيدي" أن كان حياً و الذكرى الطيبة له أن غادرنا ...وتحيه لأصدقائه وزملاءه ورفاقه وعوائلهم ولكل الطيبين في كل مكان ومن كل الأقوام والأجناس والأديان...
الفخر والعزة لكل من مات مظلوماً والعار والخزي لكل من عاش أو مات ظالماً من القتلة وأئمتهم ومحرضيهم وأتباعهم و مموليهم ومحتضنيهم من أشخاص من كان منهم معمم أو متأنق بلبطة عنق أو مرتدي الجينز من رعاة البقر أو من أصحاب القبعات أو منتعلي الغتر (اليشاميغ) و الشراويل من كل الأجناس والأديان...و من يقف او وقف ورائهم داعماً و محرضاً و مشجعاً و مبرراً لجرائمهم او مدافعاً عنها و عنهم في كل مكان و زمان.
اكرر التحية و الاحترام للغالي ابو مهدي "مهيدي" الكريم صالح الشريدة...أن كان حياً او كان قد غادرنا.



#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الحزب الشيوعي العراقي
- شيوعي في عيد الحزب
- قمه عربية /1
- رسالة الى - الصديق و الزميل - جون كيري / ج6
- نوروز...المحبة و الورد
- رسالة الى - الصديق و الزميل - جون كيري /ج5
- رسالة الى - الصديق و الزميل - جون كيري / ج4 ثانياً
- رسالة الى - الصديق و الزميل- جون كيري /ج4 اولاً
- في 8 آذار...عبر و دروس
- رسالة الى -الصديق و الزميل- جون كيري /ج3
- رسالة الى -الصديق و الزميل- جون كيري / ج2
- رسالة الى -الصديق و الزميل-جون كيري
- حيرة و اسئلة
- في يوم الشهيد
- فرنسا (07/01/2015) ماذا و ما بعد / ج6
- فرنسا (07/01/2015) ماذا بعد ما بعد /ج5
- فرنسا (07/01/2015) ماذا و ما بعد /ج4
- فرنسا (07/01/2015) ماذا و ما بعد /ج3
- فرنسا (07/01/2015) ماذا و ما بعد / ج2
- فرنسا (07/01/2015) ماذا و ما بعد/ج1


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الرضا حمد جاسم - شيوعي في عيد الحزب /ج2