أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الخالدي - بداية














المزيد.....

بداية


محمد الخالدي
كاتب وباحث مغربي

(Mohammed El Khaldi)


الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 17:10
المحور: الادب والفن
    


أعد حقيبته بعناية غير معهودة فيه، ثم توجه نحو زوجته النائمة ليودعها بقبلة خفيفة حتى لا يوقظها، و لم يغادر المنزل حتى عرج على غرفة الأطفال الذين أصبحوا رجالا و نساء ليلقي عليهم نظرة وداع أخيرة.
جاء سائق الطاكسي في وقته المحدد، فساعده على حمل الحقيبة المكتظة بما سوده من أوراق طيلة ثلاثين سنة من التدوين، وضعها بالسيارة ثم أسرع نحو المطار الدولي لمدينة سلا.
في الطريق إلى المطار اتصل بأقرب أصدقائه، كان ودودا بشكل أثار استغراب بعضهم و تهكم البعض الآخر، لم يعرفوا عنه سوى ذلك الغاضب الذي يأخذ كل نقاش على محمل الجد، فكل القضايا جدية و كل المعارك حقيقية، لم يغضب كعادته من تلميحاتهم و ملاحظاتهم، بل حاول أن يكون أكثر منهم دعابة، ضحك بمرح و حب، حتى أن علي لم يتمالك نفسه فسأله عن سر هذا التغير المفاجئ، لكن لم يظفر منه بجواب مقنع مما زاده حيرة و اندهاشا بل خوفا عليه، فهذا التغير الطارئ لا بد أن يخفي وراءه أمرا عظيما، ودع الجميع بلباقة و حميمية مفرطة، ثم انتبه إلى السائق ينتظره بجانب السيارة، لقد وصلا إلى المطار.
أخذ مكانه في الطائرة إلى جانب فتاة في عمر ابنته زينب، تبادلا التحية ثم شرع يحدثها عن مشاريعه بباريس، استغربت في البداية عفويته و انطلاقته في الحديث عن تفاصيل حياته، ثم ما لبثت أن شاركته بوحه.
غادر بيته، أصدقائه ، ووطنه من أجل بداية حياة جديدة تمناها دائما لنفسه، و غادرت للسبب ذاته.
أعذرني يا سيدي، لكن ألا تعتقد أن بدايتك مجرد حلم جميل، فهي أقرب للنهاية، كان الأجدر بك أن تقول أنك سافرت بعيدا بحثا عن نهاية طالما تمنيتها لنفسك؟
البدايات و النهايات مجرد أساطير تضفي على حياتنا معنى يجعلها أكثر تحملا، أنت صبية صغيرة لكن رغم ذلك أجزم أن حياتك مليئة بنهايات لا تقل عن بداياتك، صدقيني البداية هي إقبالك على الحياة و لو لم يبق منها غير يوم واحد، أما النهاية فيأسك و أفولك، إذن فنحن من نقرر و نختار، أو لنقل بتعبير أكثر نزاهة نحن من ينبغي أن نقرر و نختار.
فلسفتك غريبة لكن وجدت لها في عقلي مكان، لكن رغم ذلك هناك أمر لم أفهمه بعد.
ما هو؟
لماذا الرحيل؟ ألا نستطيع أن نقرر و نختار و نحن بين أحبائنا و في أرضنا؟
فكرة جيدة! عليك بالمحاولة، بمجرد وصولنا لمطار شارل دوغول احجزي تذكرة العودة إلى مطار سلا، بمنطق السنين ما بزال لك من العمر ما يكفي للتجارب و النكسات.
و أنت؟
أنا لا أبحث الآن إلا عن البدايات، قلبي صار أضعف من أن يتحمل نكسة أو فجيعة، كما تعلمين ليس في بلادنا أكثر من النكسات و الفجائع، تركتها لأولادي و بناتي. نسيت أن أخبرك بأن لي ابنة في مثل عمرك، اسمها زينب.



#محمد_الخالدي (هاشتاغ)       Mohammed_El_Khaldi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدريس المواد الفنية : الدواعي و الأبعاد
- هدم الآثار ومأساة خراب العراق
- إشكالية «الإطار الوطني للإشهاد» من خلال - دبلوم مركز تكوين م ...
- دور هيئة التفتيش بوزارة التربية الوطنية في تطوير البحث الترب ...
- إشكالات تثيرها مذكرة نور الدين عيوش بخصوص اصلاح التعليم بالم ...
- انتظار..
- غزة تحترق، أنصروها و ادعموها
- ضرب منتظر الزيدي لبوش : قراءة و موقف من الحدث
- معا من أجل المدرسة العمومية
- اي فريق هو الفرقة الناجية؟
- الشعر العربي
- حول الصراع الطلابي في الجامعة المغربية
- التقدمية: ما معنى أن نكون تقدميين؟
- الدولة المدنية : إطلالة تاريخية
- إلى أجلِّ الناس..
- مناجاة شهيدة
- التطرف بين الهوس و الخيانة
- زهرة من القدس
- زهرة مقدسية
- العولمة


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الخالدي - بداية