المرشد الايرانى المريض ومستقبل إيران المتشددة

حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كصحافى ومحلل سياسى واستراتيجى أرى أن السياسة الخارجية الايرانية ستتغير إلى النقيض عما قريبا فالمعطيات تشير إلى تصعيد رجل متشدد إلى هذا المنصب لضمان استمرارية نهج النظام الديني والبوليسي في البلاد!!!
وذلك وسط حالة من التكتم الشديد الذي تعيشه إيران على حال صحة مرشدها علي خامنئي ....
حيث تزداد التأويلات والاستنتاجات حول مصير علي خامنئي وتمكنه من إتمام هذا العام وهو على رأس الدولة،.....
علي خامنئي راقد على فراش المرض وإنه لن يعمر طويلاً،....
لذلك نرى غموض وتكتم حول الشخصية التي ستأتي بعده خاصة إذا علمنا أن المؤسسة الدينية التي تسيطر على البلاد قد استنفرت تماماً وتقوم بتحركات تسعى إلى السيطرة وإعداد خليفة خامنئي،.....
المؤسسة الأمنية البوليسية الإيرانية تستعد للأسوأ،.....
خاصة فى ظل سيطرة هاجس أن أي حراك شعبي قد يهز كيان الدولة،....
مع العلم أن إيران سبق وشهدت ثورة خضراء ودعوات إصلاحية للخروج من عباءة المرشد والحصول على مساحة من الحرية،.....
لكن بعد قمع الثورة وإدخال رجالها إلى السجون والإقامات الجبرية، انكفأت لكن ليس للأبد،... وفي هذه الظروف التي تعيشها طهران من أزمة اقتصادية عنيفة وفقر وأوبئة مجتمعية، وبطالة وكساد، يبرز الاحتقان الشعبي بوضوح،....
مع أن طهران تركض خلف الغرب بغية إيجاد حل لملفها النووي قبل رحيل خامنئي،....
لتخفف من وطأة العقوبات الاقتصادية، لكن تورطها في دول عربية مجاورة وحروب في سوريا والعراق وحتى في اليمن، سيجعلها أكثر هشاشة وأضعف قدرة على تحدي الداخل،.... ووسط كل هذه الوقائع يبرز الحرس الثوري الإيراني كأحد أضلاع البيت السلطوي الإيراني، إذ من المتوقع أن يصعد نجم متشدد إلى قمة هرم السلطة....
وفي سياق متصل له دلالته، تم انتخاب محمد يزدي المحافظ المتشدد رئيساً لمجلس خبراء القيادة، الهيئة الدينية الإيرانية العليا المكلفة بتعيين المرشد الأعلى للجمهورية ومراقبة عمله،....
في منافسة مع الرئيس الأسبق المعتدل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وهي أكبر هزيمة لرفسنجاني الرئيس السابق لهذا المجلس،والمدعوم من المعتدلين والإصلاحيين،....
وهذه المنافسة تبرز أن أعضاء السلطة الدينية في إيران يرغبون بوصول شخصيات متشددة إلى السلطة، خاصة من المدعومين من الحرس الثوري،.....
كما تبرز أن الجناح المتشدد في النظام الإيراني هو الأقوى،....
وأن أصوات الإصلاحيين باتت بلا قيمة،......
فقد قامت السلطة الإيرانية على مدى سنوات بتحييد الإصلاحيين عبر زجهم بالسجون وتلفيق اتهامات باطلة لهم، بغية تصفية أصحاب الفكر المستنير والراغبين بإعطاء مساحة للشارع والخروج من التعصب المبالغ فيه،....
واقع إيران يقول أنها ستسمر كدولة متشددة تقمع الداخل،....
وتثير كره الخارج عبر تدخلها السافر وأحلامها المريضة التي تعبر عن واقع حال السلطة فيها...
يجب أن يعلم الجميع أن مجلس الخبراء يضم 86 رجل دين ينتخبون بالاقتراع المباشر،....
هذا المجلس هو المكلف خصوصاً بتعيين المرشد الأعلى للجمهورية والإشراف على عمله أو حتى إقالته المحتملة،....
والمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي هو حالياً أعلى سلطة سياسية ودينية في إيران ...
وتعود له كلمة الفصل في القضايا الكبرى للدولة،....
ومن المقرر أن يتم تجديد ولاية أعضاء مجلس الخبراء بالتزامن مع الانتخابات التشريعية وتجري انتخابات جديدة لاحقاً لرئاسة المجلس وبالتالي يتولى يزدي المنصب لمدة سنة واحدة،.....
ويزدي هو عضو في مجلس صيانة الدستور ورئيس رابطة مدرسي حوزة قم العلمية،...
كما ترأس السلطة القضائية على مدى عشر سنوات،....
وسبق أن واجه رفسنجاني في رئاسة مجلس الخبراء في 2009 لكنه لم ينجح،...
وقد تواجه الرجلان في السنوات الماضية حول مفهوم السلطة الدينية ....
إذ يعتمد يزدي رؤية متشددة جداً فيما يدعو رفسنجاني إلى انفتاح سياسي واجتماعي أكبر..
ورفسنجاني هو أحد أعمدة الجمهورية، اضطر للاستقالة في 2011 بضغط من المحافظين الذين انتقدوه بسبب دعمه حركة الاحتجاج التي تلت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً قبل سنتين،....
ويتولى رفسنجاني رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام، الهيئة الاستشارية لدى المرشد الأعلى والمكلفة أيضاً بالبت في الخلافات بين مجلس الشورى ومجلس صيانة الدستور..... الأيام المقبلة هي الفاصلة لمن سيكون خليفة خامنئي،...
لكن المعطيات تشير إلى تصعيد رجل متشدد إلى هذا المنصب لضمان استمرارية نهج النظام الديني والبوليسي في البلاد، وضمان السيطرة على الشعب إدراكاً من السلطة بأن أي تنازلات من شأنها تدمير نهج المرشد وإنهاء الدولة الإيرانية بشكلها الحالي...

حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى واستراتيجى

#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل