أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الحوثيون ... لماذا؟!















المزيد.....

الحوثيون ... لماذا؟!


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لا شك فيه أن مصر تواجه حالياً العديد من التهديدات والمخاطر من قبل بعض الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي المصري !!... حيث تشهد مصر بعد ثورة 30 يونيو مؤامرة دولية، تهدف إلى إقصاء مصر إقليميا وعربيا، خصوصا بعد تدخل الجيش كفاعل رئيسي في حسم الثورة لصالح الشعب، وعزل الإخوان المسلمين من الحكم....واليوم نرى سقوط اليمن فى يد جماعة عبدالملك الحوثى المدعوم إيرانيا هى كارثة جيوسياسية لو أمعنا التفكير قليلا فيما يحدث فى ذلك القطر العربى الشقيق ....منذ سقوط بغداد 2003 لم يعد يفزعنا سقوط أى عاصمة عربية اذ يبدو ان الامر اصبح معتادا للدرجة التى حينما تمكن الحوثيون من صنعاء لم يبد هذا مثار قلق او دهشة عند البعض.....الحديث عن اليمن فى أحسن الأحوال مصدر خلاف وطنى مرتبط بعودة القوات المصرية من اليمن تجر أزيال الخيبة التى تبعتها بعد ذلك هزيمة 1967.... لأنه لو تمدد جيشنا فى اليمن لما هزمتنا اسرائيل فى يونيو 1967....لكن الحقيقة التى لا مراء فيها هى ان اليمن مهم جيوسياسيا بالنسبة لمصر اكثر بكثير مما يحدث فى سوريا والعراق ....

خطر الحوثيون فى اليمن يهدد مصر بشكل مباشر اكثر من اى تهديد ممكن ان تسببه عصابات داعش او غيرها .....الخطر الحوثى أكبر وأكثر تهديدا لأمننا القومى من خطر داعش لذلك يجب ان يوضع قبل خطر داعش فى ترتيب التهديدات المباشرة للأمن القومى المصري....بداءة كل ذا بدء ليس معنى فشل حملة الجيش المصرى فى اليمن فى ستينات القرن الماضى يعنى ان اليمن ليس مهما بالنسبة لمصر....اليمن من الناحية الجيوسياسية يتحكم فى خليج عدن وفى مضيق باب المندب وأى تهديد هناك هو تهديد مباشر لسلامة الملاحة فى قناة السويس....وكذلك اعمال القرصنة على الشواطيء الصومالية هى تهديد مباشر أيضاً للأمن القومى المصرى !!!.. لذلك يجب ان تكون ضمن أولويات التخطيط الاستراتيجى لدى سلاح البحرية المصري.... لقد تملكنى العجب والحيرة لما يحدث فى اليمن ...كيف تراجع الجيش اليمني بهذه السهولة؟!....وهو المنوط به حماية العاصمة أمام جماعة تبدو أنها غير مهيأة تدريبيا؟...أين القبيلة والجيش والبوليس؟ ....كيف لمن جاء ماشيا متبخترا بهذه الملابس الفضفاضة أن يأخذ عاصمة مثل صنعاء؟ ....الأسئلة المنطقية كثيرة وربما تكون لها إجابات أكثر عبثية مما رأيناه، لكن المؤكد هو أن هناك شيئا عطنا في اليمن، كما وصف شكسبير الدنمارك في «هاملت».....

اليوم لم أعد أستغرب أن تأتي أي جماعة من مكان ما، ربما حتى ليست عربية، لتسيطر على عاصمة عربية! ....ألم تسيطر جماعة لا نعرف لها أصلا من فصل تسمي نفسها «داعش» على نصف العراق وثلث سوريا؟....أين الجيوش التي كانت ترهب المواطنين قبل الربيع، وأين قوات الأمن.. ...أم أنها كانت وهما؟ هل كان ما يسمى حكم الحديد والنار في مصر وسوريا واليمن وليبيا هو مجرد حكم بالوهم، وإلا كيف نفسر أن تؤخذ عاصمة بهذه البساطة من أناس بسطاء؟....كيف أخذ «الإخوان» القاهرة لمدة عام؟ وكيف أخذ الحوثيون صنعاء؟ وكيف أخذت الجماعات المختلفة سوريا وليبيا وحتى تونس؟ أسئلة لم نجب عنها بعد.....اعلموا أيها السادة أن الحركات السياسية والاجتماعية، وكذلك الطائفية، تتعاظم قوتها على حساب الدول....انظروا إلى جماعة بدر الدين الحوثي ونشأتها من جماعة الشباب المؤمن، إلى ما آلت إليه الآن، وكيف تبنت ليبيا القذافي وسيف الإسلام تلك الجماعة نكاية في المملكة العربية السعودية....بعدها انتقلت كفالة الحوثيين إلى شراكة بين ليبيا وقطر ومن بعدهما إيران، وكيف أن جماعة الحوثي ولدت نتيجة لصراعات إقليمية في سياق دولة هشة أكثر من كونها نتاج وضع داخلي...

لم يخطر ببالي يوما ما أن تسيطر جماعة الحوثي على صنعاء؟....كيف لحركة محدودة بدأت في صعدة أن تسيطر على العاصمة؟ ....والحوثي نفسه كان عضو برلمانى عند علي عبد الله صالح..... فكيف لهذه الجماعة المهلهلة والمكونة من مجموعات من البسطاء أن تأخذ العاصمة اليمنية من دون قتال يذكر؟.....مجموعة لا تملك الإمكانيات التي تؤهلها للهجوم على عاصمة والسيطرة عليها....هناك خلف الاكمة ما ورائها ؟؟؟؟هم يعيشون في بساطة من العيش، رغم ما تراه في أيديهم من سلاح... وكذلك كان جنوب لبنان عندما أهملته الدولة اللبنانية فتقاسمته حركة أمل و«حزب الله»، والآن كله لـ«حزب الله» تقريبا..... ما حدث في لبنان من تجييش فقراء الجنوب وتحويلهم إلى ميليشيا طائفية يحدث في اليمن....فقراء هوامش الدول سيبقون دوما يرشقون الدنيا بحجر، والدولة بحجر، والأمة بحجر، فعلى ما يبدو قد فشلت الدولة الحديثة في عالمنا العربي أن تكون لها جذور.....
حركة حماس أخذت قطاع غزة، و«حزب الله» كاد يأخذ بيروت أو أخذها وتراجع، و«إخوان مصر» أخذوا القاهرة لعام كامل وصفق لهم كثيرون..... تسقط العواصم بثقل الفقراء نعم، ولكن أيضا العواصم تسقط عندما تسقط الثقافة...... وتلك عواصم سقطت ثقافيا قبل أن تسقط سياسيا، دول فشلت ثقافيا قبل أن تفشل سياسيا حيث أخذتها جماعة بهذا الشكل العبثي.....ومع ذلك فما حدث في اليمن ما زال لغزا، فكيف لجماعة الحوثي أن تغير على ديار حاشد وبكيل ولا تنتفض القبيلة؟ جماعة الحوثي تهين الجيش اليمني ولم ينتفض الجيش أو يحرك ساكنا، هذا لغز محير حقا. .....وما الذي يمنع السقوط وتكراره في كثير من عواصم الدول العربية الفاشلة ثقافيا وسياسيا؟....

هناك سؤال بحاجة إلى جواب : لماذا تدعم ايران حركة عبدالملك الحوثي، الظاهر بالنسبة لمن يقرأون ظاهر الأشياء هو ان ايران تبنى تنظيما على غرار حزب الله فى اليمن تناكف به المملكة العربية من اجل تسجيل نقاط السيادة والهيمنة فى الخليج العربى الذى يصر الإيرانيون فى كل المحافل الدولية على تسميته بالخليج الفارسي..... هذه القراءة الظاهرية مهمة فخلق تنظيم فى الحديقة الخلفية للسعودية يشبه تنظيم حزب الله فى لبنان ليس بالخطر الهين فهو تهديد مباشر لدولة حليفة تقف معنا فى السراء والضراء..... وهذا ليس فقط أمر يعنينا بل وجود حزب إيرانى فى اليمن يشبه حزب الله فى لينان يتحكم فى رقبة بلد عربى اخر فهذا أيضاً امر شديد الخطورة ويضر بمنظومة الأمن القومى المصرى والعربى أيضا .... لأن جماعة الحوثى المناصرة لإيران والمسيطرة الآن على اليمن لو احكمت سيطرتها على على مضيق باب المندب فمعنى ذلك ان ايران تحكمت فى المضايق الاساسية فى المياه الإقليمية وأصبحت لها اليد العليا فى الماراتيم الخاص بالمنطقة.... فسيطرة ايران على مضيق هرمز فى الخليج العربى لو امتد الى سيطرة لها فى باب المندب لدخل مستقبل نقل الطاقة فى ورطة عالمية كبرى قد تشعل المنطقة برمتها... هذا الإحكام على المضايق من هرمز الى باب المندب سيؤدى بالضرورة الى مواجهة بحرية بين ايران والأسطول الخامس الأمريكى المتمركز فى البحرين فى منطقة الخليج .... أما عند باب المندب فسيؤدى الى مواجهة بين اسرائيل وإيران وبين مصر وإيران .... لا تنسوا أن قضية إغلاق باب المندب من قبل البحرية المصرية ايام عبدالناصر كان سببا أساسيا فى إشعال الحرب.... من هنا يكون ما يحدث فى اليمن ليس فقط فى إطار الصورة السياسية المعروفة بخطر الهلال الشيعى الإيرانى الممتد من ايران الى العراق مرورا بسوريا والبحرين الى لبنان لكنه مرتبط أيضا بالهلال الشيعى البحرى الذى لم يتحدث عنه أحد من قبل .... والذى يعد تهديد أخطر من تهديد داعش للدولة العراقية او تهديد داعش لسوريا او الاثنين معا..... الهلال الشيعى البحرى هو الخطر المباشر بالنسبة للأمن القومى المصري.....

من وجهة نظرى ما يحدث فى اليمن هو ظهور حزب الله اليمن بطريقة تشبه حزب الله اللبنانى وقدرته على تعطيل الحياة السياسة من خلال ملكية حزب الله فى البرلمان اللبنانى لما يسمى بالثلث المعطل الذى يستطيع ان يشل حركة الوطن..... لذلك لابد أن نعى تماما أن ما يحدث اليمن امر خطير جداً بالنسبة لمصر وبالنسبة للمنطقة برمتها .... فالمنطقة العربية ليست قادرة على التعايش مع هلال شيعى برى ممتد من ايران الى لبنان فيكف لها بظهور هلال شيعى بحرى تكون له اليد العليا فى الملاحة فى المنطقة العربية.... هناك مقولة تقول : ان البحر الأحمر سيبقى دائماً بحيرة عربية.... ولكن بدخول ايران على الخط ووجود الأساطيل الغربية بدعوى ردع ايران وحالة الوهن البحرى العربى تجعل فكرة ان البحر الأحمر بحيرة عربية محل شك كبير.... الحوثيون أساسيون ليس فى تأجيج الوضع على الحدود مع السعودية لخدمة ايران فقط، الحوثيون هم نقطة أساسية وخطيرة فى ظهور هلال بحرى شيعى قد يخنق المنطقة او يجعلها مسرحا للحروب البحرية....



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط اليمن
- الطالع السياسى لإسرائيل فى عام 2015
- روشتة علاج لكى تخروج مصر من أزمتها الحالية
- المسلمون هم من أساء للإسلام
- نبوءات نوستراداموس السياسية
- جريمة الموساد الاسرائيلى فى تشارلى إبدو تحت الميكروسكوب
- الأزمة السورية والصراع الدامى
- حبيبة الروح
- الرجل الوطن
- إخفضوا ضجيج ترفكم كي لاتوقظوا أحلام الفقراء
- البرلمال
- جبال التخلف والخيبات
- مدينة محطمة
- الفرق بين ذكر النحل والذكر المصرى وذكر البط
- هل تستطيع الجزائر تحقيق حلمها النووى؟
- محافظ كفرالشيخ وفكر المخبرين والبصاصين
- من يعيد لمصر آثارها المنهوبة؟
- الى مشاخخ الازهر : قبل ما تربوا لحاكم ربوا عقولكم
- لحن حبى
- الغوغاء هم الذين إذا اجتمعوا ضروا، وإذا تفرقوا نفعوا


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الحوثيون ... لماذا؟!