أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد سيد رصاص - اليمن:عبء البنية والجغرافية















المزيد.....

اليمن:عبء البنية والجغرافية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 08:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


كانت اليمن الدولة الوحيدة،من بين الدول العربية الخمسة (تونس- مصر- اليمن – ليبيا- سوريا)حيث انفجرت الأبنية الداخلية بين يومي17كانون اول2010و18آذار2011،التي انتهت أزمتها إلى تسوية بين النظام والمعارضين في يوم23تشرين ثاني2011لماوقع الرئيس علي عبدالله صالح على (المبادرة الخليجية)،المغطاة أميركياً،ونقل السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي.كان هذا ثاني تسوية ينتهي إليها تصادم يمني داخلي بعد اتفاقية جدة في آذار1970لماتم التوقيع على إطار لمشاركة الملكيين مع الجمهوريين في حكومة صنعاء بعد سنوات دامية أعقبت اسقاط حكم الإمامة يوم26سبتمبر1962وبرعاية الرياض والقاهرة المتصادمتان في الأرض اليمنية بعد أن رأى عبدالناصر المصلحة في التفرغ لمجابهة نتائج حرب حزيران والخروج من "الحرب الباردة العربية"التي كان اليمن مسرحها الرئيسي.قادت اتفاقية جدة إلى استقرار اليمن الشمالي حتى وحدة22مايو1990مع الشطر الجنوبيلماقادت وحدة الرأسين،علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض،إلى أزمة في الجسم الجديد حتى انفجرت وتم تسكينها في انتصار الشماليين على الانفصاليين الجنوبيين في حرب 1994التي أيدت فيها دول الخليج (ماعدا قطر)اليساريين الماركسيين السابقين ضد الرئيس صالح فيماأيدت واشنطن الأخير.
في النصف الأول من التسعينيات ذهب أب يمني وابنه إلى طهران،هوالسيد بدرالدين الحوثي وابنه حسين وهم من آل البيت السادة من صعدة،وكان السيد بدرالدين فقيها زيدياً وقاضياً مقرباً من الأئمة من آل حميد الدين وقد رافقهم إلى الرياض حيث كان منفاهم وقيادتهم للملكيين في حربهم ضد الجمهوريين وقد قام السيد بدرالدين بتولي تعليم أولاد الإمام محمد البدر في المنفىالسعودي.كانالزيديون حلاً وسطاً بين السنة والشيعة منذ الإمام زيد بن علي زين العابدين(79-122هجرية)الذي قال بالاعتراف ب"إمامة المفضول:أبوبكروعمر"مع وجود"الأفضل:عليُ"،وقد اتجه الكثير من الزيدية الذين سادوا شمال صنعاء منذ العام900ميلادية من خلال دولتهم في صعدة نحو وسطية مذهبية أصبحت حدودها رقيقة عن المذهب السني منذ ابن الوزير اليمني(ت1436ميلادية)الذي تأثر كثيراً بآراء ابن تيمية حول اسلام عام يتجاوز مذهبية المذاهب السنية الأربعة،وقد نصبت (حركة الأحرار )اليمنية في عام1948أحد أحفاده إماماً على اليمن بعد الانقلاب ومقتل الإمام يحيى حميد الدين بدعم من حسن البنا زعيم الاخوان المسلمين قبل أن يقوم أحمد ابن الإمام يحيى باسترداد دموي للسلطة في صنعاء يوم14آذار1948 بدعم من الملك عبد العزيز آل سعود بعد أربعة أسابيع من مقتل أبيه.كان السيد بدرالدين الحوثي منذ أوائل التسعينيات قد بدأ بالابتعاد عن الوسطية الزيدية متجهاً نحو تعاليم أحد تلاميذ ثم مخالفي الإمام زيد،وهو (أبو جارود)، الذي قال بأن "الصحابة قد كفروا لمالم يبايعوا علياً كخليفة".كان ذهابه إلى طهران اعلاناً عن نشوء "تشيع زيدي"عبرت عنه لاحقاً (الحركة الحوثية)بزعامة ابنيه:حسين،ثم ،بعد مقتله في حرب 2004الحوثية الأولى ضد حكم الرئيس عبدالله صالح،عبدالملك.ربما كان دخول الشوافعة السنة ،وهم سكان الجنوب اليمني في تركيب دولة اليمن الموحد وبالتالي جعل اليمن ذو أكثرية سنية بخلاف اليمن الشمالي الذي كان مناصفة بين الزيدية(شمال صنعاء)والشوافعة(تعز وساحل الحديدة)،قد جعل السيد بدرالدين في اجراء دفاعي فكري- سياسي يستعين بالنزعة الجارودية لاعطاء الزيدية هوية جديدة بعد أن ذابت الوسطية الزيدية في التسنن وبعد أن أصبح الكثير من الزيدية زعماء وقادة ل(التجمع اليمني للاصلاح)،وهو التنظيم الاخوانيالمحلي،ومنهم آل ألأحمر زعماء قبائل حاشد.بالتأكيد ساهم في ذلك أيضاً زحف السلفية حتى صعدة بدعم من الرياض التي أمام طهران الخمينية والخامنائية لم تعد تفكر سوى بالاستعانة بذخيرتها العقائدية السلفية الوهابية وبالأصولية الإخوانية وكان انقضى بالنسبة لها الزمن الذي تحالفت فيه مع الزيدية ضد حسن البنا عام1948في أول تهديد انقلابي لنظام ملكي عربي وضد عبد الناصر في الحرب الأهلية اليمنية(1962-1970)أولماقام الملك فيصل بن عبد العزيز بانشاء(الحلف الاسلامي)عام1968ضد عبد الناصر والقومية العربية بالتشارك مع الشيعي محمد رضا بهلوي شاه ايران ومع الرئيس الباكستاني أيوب خان الذي كان أكثر مقربيه أبوالأعلىالمودوي ملهم سيد قطب في (فكرة الحاكمية).لم يجد الحوثي في عزلته بالنصف الأول من التسعينيات أمام عبدالله صالح المدعوم أميركياً وماركسيي الجنوب السابقين وإخوان التجمع اليمني للاصلاح،المدعومين من الرياض،من سند سوى طهران.ساهم في نمو الحركة الحوثية احساس زيديوا شمال صنعاء بالتهميش في يمنمابعد اتفاقية جدة لعام1970وبأن ثمار المصالحة بين الملكيين والجمهوريين لم ينالوا منها شيئاً وهو كان نفسه شعور شوافعة تعز والحديدة وجنوب صنعاء في يمن ماقبل26سبتمبر1962 الشيء الذي جعلهم يلجأوون لليسار القومي العروبي في مواجهة الحكم الإمامي ويتخلون عن النزعة الأصولية الإخوانية التي تحالفوا معها عام1948بعد اتجاه الاخوان المسلمين عقب صدام1954مع عبد الناصر للتحالف مع الرياض الداعمة لآل حميد الدين في صنعاء.دخل الحوثيون بين 2004و2009في ستة حروب ضد صنعاء ولم يستطع الرئيس عبدالله صالح أن يهزمهم واضطر في النهاية للتساكن معهم.عندما ترك الرئيس عبدالله صالح الحكم قال العبارة التالية:"علمت اليمنيين فنون الحكم لثلاثة وثلاثين عاماُ،وسأعلمهم في المستقبل فنون المعارضة".كانت حصيلة التسوية اليمنية حكم مسنود من (التجمع اليمني للاصلاح)يقوده الرئيس منصور هادي بالتعاون مع عسكريين انشقوا عن الرئيس صالح بصيف2011مثل اللواء محسن الأحمر.كانت واشنطن والدوحة وراء هذه التركيبة في عام2012،وعندما شعرت الرياض مع صعود (الاخوان)للسلطة في القاهرة وتونس،وللمشاركة فيها في طرابلس الغرب وصنعاء ولتزعم المعارضة السورية،بالخطرالاخواني ودخلت في حرب مكشوفة ضده في القاهرة وعواصم أخرى كان تحالف عبدالملك الحوثي- علي عبدالله صالح جاهزاً لاستغلال الشقوق السعودية- الاخوانية واسقاط صنعاء بين يومي 21سبتمبر2014و6فبراير2015.
كانت طهران الرابح الأكبر مماجرى في يمن خريف 2014وشتاء2015وربما كانت "ضربة صنعاء رداً بعد ثلاثة أشهر وأحد عشر يوماً على ضربة الموصل"من قبل الايرانيين.هناك الكثير من المؤشرات على أن ماجرى في صنعاء،وهي بالنسبة للرياض ماهي بيروت بالنسبة لدمشق أوكييف بالنسبة لموسكو،ستدفع رياض الملك سلمان بن عبد العزيز للاتجاه نحو تشكيل (تحالف سني عريض)يضم الرياض وأنقرة و الدوحة وتنظيم الاخوان المسلمين مع الأكراد الذين يطمح أردوغان من خلال مصالحته القريبة مع أوجلان ومن خلال تبعية أربيل الاقتصادية لأنقرة لوضعم تحت الخيمة التركية فيماتجهد الرياض لضم مصر لهذا التحالف الموجه أساساً ضد التمدد الايراني.تشعر الرياض الأن بأن الصدام السعودي –الاخواني لم تستفد منه سوى طهران في اليمن وغيره.ربما واشنطن لن تمانع في تشكيل هذا التحالف للضغط على ايران ولتحجيمها سواء تم عقد الصفقة النووية الأميركية- الايرانية أم لم تعقد.
في صراع الأحباش ،بدعم من بيزنطة،مع الفرس على اليمن بين عامي525و570ميلادية أغلقت طرق التجارة البحرية بين الهند ومصر.صعدت مكة لتكون وسيطاً تجارياً.في عام الفيل ولد محمد بن عبدالله عام570ميلادية.الحميريون ملوك اليمن المعادون للحبشة وبيزنطة اعتنقوا اليهودية وتحالفوا مع الفرس وقاموا بمذابح ضد مسيحيي نجران.كان صعود الاسلام الذي دانت له اليمن عام630مرتبطاً بالصراع الفارسي- البيزنطي الذي كان بالوكالة مع الأحباش ضد الفرس ويأخذ شكل صراع يهودي- مسيحي.كان انسداد باب المندب رافعة لصعود مكة إلى العاصمة التجارية للمنطقة.
في اليمن تصنع الجغرافية التاريخ،وفيه أيضاً تتداخل البنية معهما في صنع السياسة............



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزعة الإستعانة بالخارج في السياسة العربية الحديثة
- سيرورات فشل الثورات
- محاولات تحجيم روسيا
- بين(القاعدة) و (داعش)
- رهاب الإسلام عند الغرب
- تجربة الحركة الإسلامية السورية
- بوادر انتعاش لليسار عند العرب؟
- تقلقل وضع تركية الاقليمي
- فشل -الربيع العربي-
- تحوّلات في مشهد المعارضة السورية
- تفسيران عربيان للسياسة
- اليمن:26سبتمبر و21سبتمبر
- من سيملأ فراغ انحسار تيار الإسلام السياسي؟
- محاولة في تحديد -الأصولية-
- تحديد السلفية
- داعش كمؤشر على انحسار تيار الاسلام السياسي
- من البنا إلى البغدادي
- تضعضع المخفر الإسرائيلي
- الأشكال المتبدلة للتعبير السياسي
- الزواج الليبرالي – الاسلامي في سورية


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد سيد رصاص - اليمن:عبء البنية والجغرافية