أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - محاولات تحجيم روسيا















المزيد.....

محاولات تحجيم روسيا


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 08:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع انهيار الاتحاد السوفياتي في الأسبوع الأخير من عام1991وصل المدى الجغرافي الروسي إلى حدود غير مسبوقة منذ اعلان الدولة القيصرية الروسية عام1547من حيث التقلص الجغرافي.
كان يلتسين حتى تسليمه السلطة لبوتين في اليوم الأخير من عام1999مستسلماً للواقع الجديد ولم يكن مزعجاً لواشنطن التي أصبحت القطب الأوحد للعالم مع انهيار الثنائية القطبية التي سادت في فترة الحرب الباردة(1947-1989).منذ الأشهر الأولى لتوليه الرئاسة أوحى بوتين بأن مافعله في جمهورية الشيشان المتمردة على سلطة مركز الاتحاد الروسي،أثناء توليه رئاسة الوزراء في الأشهر الأربعة الأخيرة الأخيرة من عام1999،سيكون عنواناً لسلطته:استكمل في شباط 2000عملية سحق التمرد الشيشاني ولوعلى أنقاض مدينة غروزني،وهو الذي أتى لرئاسة الوزارة الروسية كحاجز وضعه يلتسين بعد أن حاول الشيشانيون في آب1999 مد تمردهم على موسكو إلى جمهورية داغستان المنضوية في الاتحاد الروسي أيضاً.أسقط التمرد الشيشاني ،البادىء منذ1994 ،يلتسين،ثم ساهم سحقه في صعود نجم بوتين،وكان المصعد الذي أوصله من رئاسة الوزراء إلى الكرملين.كانت غروزني عنواناً لتثبيت دعائم الاتحاد الروسي ومنع انفراطه على غرار الاتحاد السوفياتي. بعد أن استكمل زعيم الكرملين الجديد عملية توطيد بنائه الداخلي اتجه إلى مالم يتجرأ يلتسين على فعله في أزمة كوسوفو عام1999عندما لم يفعل شيئاً تقريباً لماقام حلف الأطلسي بزعامة واشنطن بضرب حليفه ميلوسيفيتش الرئيس الصربي في البلقان التي كان يعتبرها القياصرة حديقتهم الخلفية بحكم العاملين السلافي والأرثودكسي ثم كانت في زمن ستالين وخروتشوف وبريجنيف جزءاً من "المنظومةالسوفياتية"بالرغم من تمرد تيتو على ستالين،وقد ظهر هذا في أثناء تحضيرات واشنطن لغزو العراق عام2003عندما شكلت موسكو مع باريس وبرلين حاجزاً منع بوش الابن من أن يستظل بمظلة مجلس الأمن مثلما كان أبيه في حرب خليج عام1991. لم يستطع بوتين أن يكون نداً للجالس في البيت الأبيض،ولكنه أثبت بأنه قادر على التحدي.لم يواصل تحديه لمابدأت في عام2006واشنطن بجر مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على ايران بسبب استئناف برنامجها النووي بل مشى سيد الكرملين وراء بوش الابن.عندما استخدم الكرملين في 4تشرين أول2011الفيتو بالتشارك مع الصين في مشروع قرار يتعلق بالأزمة السورية كان هناك ثلاث سنوات سابقة من المكاسب الروسية في جيورجيا2008وقرغيزية2009مع اغلاق قاعدة ماناس الجوية الأميركية التي كانت بمثابة قاعدة الترانزيت للقوات الأميركية في أفغانستان بعد قرض روسي بملياري دولار ثم أوكرانية2010مع وصول زعيم حزب الأقاليم الموالي لموسكو فيكتور يانوكيفيتش للرئاسة في شباط2010،فيما عالمياً تعززت هذه الاستعادة للنفوذ الروسي في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة مع عملية تشكيل مجموعة دول البريكس:روسيا،الصين ، الهند،البرازيل في حزيران2009(انضمت لها جمهورية جنوب افريقية في العالم التالي)وهي التي وضعت هدفها في بيانها التأسيسي نحو"تشكيل عالم متعدد الأقطاب".لم يكن ممكناً هذا التحدي الروسي للولايات المتحدة في قاعة مجلس الأمن لولا تلك المكاسب الروسية ولولا التراجع الأميركي في الشرق الأوسط بين حرب تموز2006وبدء "الربيع العربي"في كانون ثاني2011ولولاالأزمة المالية- الاقتصادية التي بدأت في نيويورك بمنتصف أيلول2008.أتاحت الأزمة السورية مجالاً لروسيا لكي تثبت أن الأحادية الأميركية غير ممكنة في أزمة كثفت مجمل صراعات الاقليم وكانت مجالاً قاد إلى أربع مبارزات أميركية- روسية في مجلس الأمن عندما استخدم الفيتو الروسي- الصيني،وهوماخلق ثنائية روسية- أميركية في الأزمة السورية برزت في اتفاقية موسكو يوم7أيار2013ثم ترجمت في اتفاقية 14أيلول2013حول السلاح الكيماوي السوري التي قادت بعد ثلاثة عشر يوماً إلى قرار مجلس الأمن2118الذي تضمن نصه آلية نزع الكيماوي السوري بالترافق مع النص الكامل ل(بيان جنيف1)الذي وضع في متن نص القرار كملحق له،وهوماقاد إلى (جنيف2) يوم22كانون ثاني2014.
قادت الأزمة الأكرانية ،البادئة بمظاهرات تشرين ثاني2013وصولاً إلى اسقاط يانوكيفيتش في 22شباط2014 ،إلى اسقاط التوافقات الأميركية – الروسية حول سوريا البادئة في اتفاقية7أيار2013وإلى تدمير (جنيف2).قرأ زعيم الكرملين ماحدث في كييف بأنه ضربة أميركية بأدوات محلية أوكرانية موجهة أساساً ضد موسكو وبأنها اعلان عن بداية جهد أميركي لوضع حد للاستيقاظ في القوة الروسية البادىء مع الحرب الروسية- الجيورجية في آب2008.لم يكتف بوتين بالرد على ضربة كييف بالتصلب في دمشق وإنما نقل المواجهة إلى حدود تغيير الجغرافية عندما ضم القرم للاتحاد الروسي في يوم18آذار2014وبدأ بدعم الانفصاليين من أصول روسية في الشرق الأوكراني.أوحت حركة الزعيم الروسي الذي تجاوز معاهدة بودابست عام1994حول أوكرانية بأنه مستعد للوصول إلى تجاوز الخطوط الحمر عبر تغيير الجغرافية التي رست في مرحلة مابعد السوفيات وبأنه من خلال السابقة الشرق أوكرانية مستعد من أجل مصالح روسيا الخاصة أن يستخدم عود ثقاب المكون الروسي في جمهوريات الاتحاد السوفياتية السابقة:أوكرانية17%مولدافيا6%قرغيزيا13%كازاكستان30%إستونيا26%لاتفيا30%ليتوانيا6%أوزبكستان6%.
كان رد أوباما من خلال الاقتصاد وليس من خلال السلاح كمافعل بوش الأب وبوش الابن أمام(الكويت)و(11أيلول2001):ساهم في تشكيل تكتل عالمي قام بدفع أسعار النفط إلى القاع وفق تعبير أحد وزراء النفط مؤخراً من 114دولاراً لبرميل برنت في 15حزيران2014إلى48 دولاراً في 15كانون ثاني2015 لدولة مثل روسيا يعتمد اقتصادها على النفط بنسبة52%مماساهم مع سحب الاستثمارات الغربية بمعظمها من روسيا في هبوط الروبل خلال مجرى عام2014أمام الدولار من 33إلى80روبل.روسيا دولة اقتصادها ريعي وليس صناعي أويعتمد على الهاي- تكنيك، ويشكل النفط مع الغاز والخشب والمعادن الثمينة ثلاثة أرباع مداخيل الاقتصاد الروسي. حاول بوتين الالتفات نحو صفقة غاز مع الصين واتفاقية أنبوب غاز مع أردوغان لتحويل خط ساوث ستريم الآتي من روسيا عبر البحر الأسود من الساحل البلغاري للتركي وصولاً إلى أوروبة مستغلاً الخلاف الأميركي- التركي حول (داعش) وتفادياً لأن تكون تركية ممراً لأنبوب غاز منافس للروسي سواء ايراني(وهو أحد ماتخشاه موسكو من نتائج اتفاق أميركي مع طهران حول الملف النووي)أوتركمنستاني عبر أذربيجان وجيورجيا وتركية إلى أوروبة.لم يعدل هذا كثيراً في الوضعية الروسية التي أصبحت عام2015دفاعية أمام واشنطن التي دفعت كييف مؤخراً إلى الغاء وضعية الحياد الأوكراني التي تضمنتها معاهدة بودابست وهو مايعني انضمام أوكرانية إلى (الناتو)بكل مايعنيه من اغلاق النافذة الأوكرانية في وجه روسيا وبالتالي جعل الأخيرة عملياً دولة آسيوية وليست دولة أوروبية - آسيوية وهو ماكان منذ الحاق أوكرانية بروسيا الموسكوفية في عام1654مماسمح لبطرس الأكبربعد نصف قرن ببدء تغريب روسيا ونقل العاصمة إلى ساحل البلطيق(الذي أغلق عملياً أمام روسيا المعاصرة من خلال انضمام جمهوريات البلطيق الثلاث السوفياتية السابقة:إستونيا،لاتفيا،ليتوانيا ،إلى الناتو).
في يوم18آذار2014ظهر بوتين وهو يضم شبه جزيرة القرم وكأنه في وضعية الخليفة لبطرس الأكبر وجوزيف ستالين:خلال عشرة أشهر تلت ذلك اليوم بان ضعيفاً أمام ذلك السلاح الفتاك الذي استخدمه الرئيس الأميركي ،وهو(الاقتصاد)،الذي عملياً كان أيضاً السلاح الرئيسي لرونالد ريغان أمام ميخائيل غورباتشوف وهو الذي قاد إلى الهزيمة السوفياتية في الحرب الباردة لمالم تستطع موسكو تحمل التكلفة الاقتصادية لسباق تسلح (برنامج حرب النجوم)الذي طرحه ريغان عام1983وهو ماعنى انهيار التعادل النووي القائم بين واشنطن وموسكو منذ عام1949. لم يصل بوتين إلى ضعف يلتسين،ولكن (كييف) أظهرت بأن شمس تعدد الأقطاب من الصعب أن تشرق في المدى المنظور.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين(القاعدة) و (داعش)
- رهاب الإسلام عند الغرب
- تجربة الحركة الإسلامية السورية
- بوادر انتعاش لليسار عند العرب؟
- تقلقل وضع تركية الاقليمي
- فشل -الربيع العربي-
- تحوّلات في مشهد المعارضة السورية
- تفسيران عربيان للسياسة
- اليمن:26سبتمبر و21سبتمبر
- من سيملأ فراغ انحسار تيار الإسلام السياسي؟
- محاولة في تحديد -الأصولية-
- تحديد السلفية
- داعش كمؤشر على انحسار تيار الاسلام السياسي
- من البنا إلى البغدادي
- تضعضع المخفر الإسرائيلي
- الأشكال المتبدلة للتعبير السياسي
- الزواج الليبرالي – الاسلامي في سورية
- فراغ الدكتاتور
- ربيع العسكر
- انفجار عراق بول بريمر


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - محاولات تحجيم روسيا