أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الشعب الايراني سينتصر لحقوقه














المزيد.....

الشعب الايراني سينتصر لحقوقه


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4751 - 2015 / 3 / 17 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من عاشر الشعب الايراني يوما سيرى الفرق الكبير بينه و بين الشعوب الاخرى من نواحي عديدة و منها بالاخص اجتماعيا . لو تكلمنا بالتفصيل عن مميزاته يحتاج لوقت طويل، و انما ما يهم ذكره هو تذوقه العالي و حبه للحياة اكثر من اي امة اخرى، و يختلف هذا طبعا من مكون لاخر و من بقعة لاخرى من اراضي الدولة الايرانية الشاسعة و المختلفة التضاريس و الطبيعة الاجتماعية .
التاريخ الايراني الزاخر بالاحداث و نشوء امبراطوريات و التفاوت الكبير بين مراحل حياة هذا الشعب و الانقلابات الفجائية التي اصيبت بها سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا، برز فيه ما لم يبرز في دولة او شعب اخر، و منه التناقض و جمع الاضداد من الصفات في مكون معين او بين المكونات في هذا المجتمع، و يمكن الكلام عن صفة و الحكم بالمطلق على بعض جوانبها دون ان تخطا . نلمس تجسيد مجموعة من السمات المشتركة بين مكوناته المختلفة نتيجة الظروف العامة المشتركة التي مروا بها، و اختلاف معيشة البعض عن الاخر من جهة اخرى، عندما تنتقل من منطقة لاخرى في هذا البلد فكانك المتابع تمر بدول مختلفة عند و لم تنقل من اقليم لاخر، و عندما يعايش من يدرس الاوضاع جميع المكونات بالشكل و العمق يرى المدى الشاسع للفروقات المجتمعية من كافة النواحي .
تجد فيهم بخيلا لحد لا يُطاق و سخيا لحد لا مثيل له، ترى بشوشا مرحا هزليا جميل المعشر و بقربه متجهما عبوسا صعب المعشر لا يمكن تحمله مهما بذلت من الجهد، ترى فيهم وفيا مخلصا مؤمنا بالصفات المثالية و معه محنثا و منكثا بالعهد لابسط سبب، ماديا غير ابه بالسمات الخيرة قاتلا لابسط الامور، ترى فيهم وطنيا مؤمنا ببلاده يضحي بكل ما لديه من اجله و الى جانبه هناك من يبيع وطنه بابخس الاثمان لا يعترف بالدولة، ترى فيهم نخبة مثقفة عالية المستوى و عالما علميا و ادبيا ومثالا للانسانية كبيرا في عقله و خلقه و الى القرب منه جاهلا بابسط امور الحياة، ليس العلم و المعرفة بهمه من قريب او بعيد، انه بلد يمتليء بالفنانين و الادباء و الكتاب و الممثلين وفيهم من اجمل الاصوات في العالم، و الموهوبين من كافة المشارب، و الى جانبهم هناك العبثيين و الوجوديين و لا يملك في داخله الا العيش كيفما كان، ترى محششا لا يهمه الا الحصول على مخدراته و ينعزل في الزوايا المتروكة للمدينة و يصادقه الصحي الفكر و العقل البعيد عن اي مرض نفسي و جسمي . اي ترى الابيض حاملا كل الصفات الحسنة مع الاسود الذي يحمل عكس الصفات لمن بجانبه، اسود من كل شي بمعنى الكلمة و ابيض بكل شي و معنى و صفة و خلق يتشاركان الموقع و المنطقة .
التاريخ الايراني المليء بالاحداث التي فرضت توارث مجموعة من السمات الفريدة لهذا الشعب لا يمكن ملاحظتها في اية بقعة اخرى في المنطقة او العالم، و هو وجود الشجاعة الفائقة في شخص في وقت ما و الجبن الفاقع فيه و في ذات الشخص دون غيره في اوقات اخرى .
اليوم، و يعيش هذا الشعب منذ اكثر من ثلاثة عقود و نصف تحت خيمة حكم اسلامي شكلا و نظام شيعي خاص لا يمت بالصلة بالجزيرة العربية و ما انبثق منه هذا الدين بشيء عمقا و اساسا . انه نظام قومي ديني يحكم المكونات باسم الاسلام و لكنه يمتاز بالتوجهات و الاستراتيجية المذهبية و يحقق من خلالها القومية التعصبية بكل معنى الكلمة . و ان كان الاسلام في بعض مراحله و من اجل انتشاره فرض على نفسه ما هو غير حقيقته من الصفات، فان النظام الايراني المتمثل بالملالي قشر منه ما بدر من الاسلام في مراحل معينة منه من المثالية لاسباب سياسية بحتة و يسير على ما يؤمن من متطلبات القومية الصرفة .
و عليه ليس الحكم في ايران الا نظاما حياتيا ساريا تحت علم الاسلام و بهدف استراتيجي و هو ضمان بقاء الفرس على سدة الحكم باسم ما يميزهم و هو المذهب الشيعي . غير ان الواقع الاجتماعي غير ما يتمناه النظام، لذا لا يمكن لهذا الحكم المتسلط ان يستمر بهذا الشكل من فرض الذات بالقوة الغشيمة و الدكتاتورية الدينية المذهبية من اجل استعلاء القومية الفارسية فقط . هناك من الكورد و العرب و الاذر و من المسلمين الشيعة و السنة و الكاكائية و العلوية و المندائية و المسيحية و البهائية و الايزيدية و غير ذلك من الفخوذ و الاقوام المتعددة الاخرى، و كل له خصائصه و طموحاته الخاصة المختلفة عن الاخرين اجتماعيا و سياسيا و فكريا. و عليه لا يمكن الاعتقاد بان يستمر الحال في فرض النظام بالقوة الى النهاية، لان هناك من المكونات التي يمكن ان يزيد عدد سكانها و هي اكثر من القومية المتسلطة من جهة، و لها المقومات الاساسية لبناء كيانها من كافة الجوانب من جهة اخرى ، و عليه ان الواقع الايراني ينتظر خضا للماء الراكد منذ سنوات و يحدث المفاجئة التي لا تنتظرها السلطة الايرانية و لم تفكر بها يوما و سيحدث تغييرا جذريا فيها و في المنطقة بشكل اشمل اليوم كان ام غدا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا و التعامل مع القضايا الانسانية بسطحية و مصلحية
- الدول التي انبثقت نتيجة الغزو، و تعاملهم مع السكان الاصليين
- من يقلب الطاولة على المشروع الامريكي
- تجليات مابعد معركة تكريت
- الاتفاق النووي و التنسيق حول العراق
- الرؤية الضبابية لما يجري في العراق اليوم
- بقاء قوات الحزب العمال الكوردستاني هو الضمان لنجاح عملية الس ...
- 750 دبابة و عربة امريكية الى بلطيق و لا دبابة الى كوردستان
- هل تحرير تكريت يمهد لتحرير الموصل ام ... ؟
- رسخوها حربا مذهبية
- الدول المتخلفة و اقتصاد السوق
- هل يمكن ان يكون المستبد عادلا ؟
- المرحلة تفرض على الكورد خطوات سياسية محدودة
- لم يُبقي داعش الا الهجوم للدفاع عن النفس
- هل تجهل امريكا ما تجري في هذه المنطقة ام ..؟
- المشكلة الرئيسية هي الانتماء الحقيقي للشعب العراقي
- ياشار كمال انسانا و فكرا لم يعجب الراسمالية العالمية
- هل ينجح الاتفاق التركي الكوردي ؟
- حطم داعش متحف الموصل بينما ضمٌن نقل ضريح سليمان شاه !!
- هل يخطط المالكي كما فعل علي عبدالله صالح


المزيد.....




- شاهد: مظاهرات غاضبة في أرمينيا تطالب رئيس الوزراء بالاستقالة ...
- بوتين للغرب.. لن نسمح بتهديدنا وقواتنا النووية متأهبة
- إصابة عنصري أمن بالرصاص داخل مركز للشرطة في باريس
- -إصابة شرطيَين- برصاص رجل داخل مركز للشرطة في باريس
- مصر.. أسعار السلع تتراجع للشهر الثاني على التوالي منذ -تعويم ...
- ألعاب نارية مبهرة تزيّن سماء موسكو تكريما للذكرى الـ79 للنصر ...
- -هجوم جوي وإطلاق صواريخ متنوعة-.. -حزب الله- ينشر ملخص عمليا ...
- روسيا تجهز الجيش بدفعة من المدرعات وناقلات الجنود المعدّلة ( ...
- شاهد: لحظة اقتلاع الأشجار واحدة تلو الأخرى بفناء منزل في ميش ...
- شاهد: اشتعال النيران بطائرة بوينغ 737 وانزلاقها عن المدرج في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الشعب الايراني سينتصر لحقوقه