الإقتداء بالأنموذج والتجربة الأوروبية في التعاون المائي والبيئي

رمضان حمزة محمد
باحث

الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أدركت أوربا بإن التعاون في مجال المياه والبيئة سيهم في خلق أرضية صلدة لمجالات أخرى للتعاون لضمان العيش الرغيد لسكان القارة العجوز ومنع الكوارث البيئية من الوقوع فكان من أولى مهامها إصدار ما يسمى بالتوجيه الأوربي للمياه" ويهدف التوجيه لضمان "حالة جيدة" لجميع أنواع المياه الجوفية منها والسطحية (الأنهار والبحيرات والمياه الانتقالية، والمياه الساحلية) ضمن الاتحاد الأوروبي. ويتم تقييم الوضع البيئي والكيميائي للمياه والبيئة وفقا للمعايير الي تم رسمها وتشريعها من قبل البرلمان الأوربي، في الوقت التي تعاني دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من قلة التعاون في هذا المجال الحيوي الذي يمس الامن الغذائي لسكان المنطقة بشكل مباشر، وعليه فإن العمل لخلق مجتمع قوامه تعاون مائي بيئي إقليمي، بدلا من جعل التوتر والنزاع سمة العلاقات بين دول المنطقة بات أمرا ضروريا وملحا. إن أحد الجوانب الهامة للإطار التوجيهي للمياه في الإتحاد الأوربي هو التعامل مع النهر كمنظومة أي التعامل مع حوض النهر كوحدة جغرافية وهيدرولوجية طبيعية وليس وفقا لحدود إدارية أو سياسية، لإن الأنهار(الأحواض النهرية) في كثير من الأحيان تعبر الحدود الوطنية لأكثر من دولة، ولهذا إشترط الإتحاد الأوربي أن يكون لدى كل دولة من الدول الأعضاء في الإتحاد ممثلا لغرض إنجاح هذا التوجية والتعاون والعمل معا لإدارة الحوض النهري كوحدة واحدة متكاملة وفقا لخطط ادارة احواض الانهار، لغرض تحقيق الأهداف المحددة لحوض النهر ضمن الإطار الزمني والمكاني. وعلى الرغم من كون دول عدة في الشرق الأوسط أطرافاً في اتفاقات في مجال المياه، إلا أنّ التعاون الإقليمي الحقيقي لا يزال مفقوداً. لذا فإن مواجهة خطر النزاع بسبب عدم التعاون المائي يكون واردا. وفي تقرير أعدتها المجموعة البحثية الهندية (Strategic Foresight Group) الهندية جاء فيها أنّ 37 دوﻟ-;-ﺔ-;- من مجموع 148 دولة هي في خطر الدخول في حرب بسبب قضايا أخرى غير المياه، بما في ذلك الأرض والدين والتاريخ، والأيديولوجيا، ولكن من المصادفة أن تكون 37 دولة من هذا المجموع هي نفسها التي لا تنخرط في تعاون مائي مع جيرانها. وخاصة وأنّ معظم دول الشرق الأوسط هي دول مصب وتعتمد على دول تختلف أيديولوجيا مع بعضها البعض، لذا فإن التعاون الأوربي يعد خير مثال يمكن أن تستوحي هذه الدول تعاونها منها وتقتدي بها وخاصة التجربة السوسرية في هذا المضمار، بدلا من الإستمرار في الشكوى والتنديد والأستنكار ومن دون الإلتفات الى تجارب دول نجحت كالإتحاد الأوربي على سبيل المثال لا الحصر وسيكون دور الوسيط ضروريا وأصبح من الأهمية بمكان لإدخاله في تسوية الخلافات بين الأطراف الغير متعاونة من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقبل أن يكون هناك أي نوع من المواجهات بين هذه الدول لاسامح الله وذلك لتسهيل الحوار والتعاون بين هذه الدول في إدارة مواردها المائية المشتركة.

#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات