أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - الأهمية الإستراتيجية لنهر الزاب الكبير -الزاب الأعلى- لإقليم كوردستان والعراق دراسة في مقاربة إستراتيجية لفض النزاع المحتمل على الوارد المائي للنهر















المزيد.....

الأهمية الإستراتيجية لنهر الزاب الكبير -الزاب الأعلى- لإقليم كوردستان والعراق دراسة في مقاربة إستراتيجية لفض النزاع المحتمل على الوارد المائي للنهر


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهر الزاب الكبير "الزاب الأعلى" يعد واحدا من أهم الروافد الرئيسية لنهر دجلة، وأحد أهم الأحواض المائية التي تغذي نهر دجلة وباكثر من 33% من واردها المائي السنوي، يبلغ طول النهر الكلي حوالي 462 كيلومتر من منابعه في كوردستان الشمالية في دولة تركيا المجاورة الى نقطة إلتقائه بنهر دجلة عند منطقة الفتحة (المخلط)، ويجري خلال مسيرته داخل تضاريس جيولوجية وعرة للغاية من جبال شاهقة ووديان عميقة جدا.
يبلغ مساحة حوض التغذية نهر الزاب الكبير حوالي40300 كيلومتر مربع وخلال مساره يقوم النهر بجمع المياه من عدد كبير من الروافد. ويتم تغذية النهر وروافده في المقام الأول من هطول الأمطار وذوبان الثلوج، ونتيجة لذلك يستمر جريان النهر على مدار السنة.
يعد جبل مانكيتا ذو الارتفاع البالغ 3412 متر والواقع بالقرب من بحيرة وان في كوردستان الشمالية في تركيا، وجبل هارفل البالغ إرتفاعه 3468 متر القريب من الحدود التركية الإيرانية، أحد المصادر الرئسية في تغذية مياه العديد من الجداول والروافد التي تغذي مجرى نهر الزاب الكبير. وتبلغ المساحة الإجمالية لمنطقة أحواض التغذية لمياه نهر الزاب وروافدها ما يقرب من (26310) كيلومتر مربع وطول نهر الزاب داخل حدود كوردستان الشمالية في تركيا هي (189) كم وبمساحة (92085) كيلومترمربع.
يمرالنهر عبر وادي باشقال قبل أن ينضم اليها رافد نهر نهيل والذي يجمع مياهه من المنطقة الواقعة الى جنوب شرق مدينة يوكسيكوفا (كفرى)، ثم يلتقي بنهر منداني ومن ثم يلتقي بها روافد ئافسبي الذي يتغذى من منطقة بين جبال سيلو ورشكو الشاهقة الأرتفاع، حيث مياه هذه الروافد تأتي من الأنهار الجليدية والمياه المجمدة ثم يدخل النهر ولاية هكاري ضمن أراضي كوردستان الشمالية داخل تركية، ومن ثم يعبر جبال هكاري التي هي جزء مهم من سلسلة جبال طوروس ويمر من خلال ممر ضيق جدا وحاد في هذه السلسلة الجبلية.
ثم يدخل إقليم كردستان العراق عند النقطة الحدودية مع دولة تركيا شرق مدينة جوكرجة (جلي)، ثم يتابع المسير إلى الجنوب الشرقي داخل إقليم كردستان العراق ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دهوك بعد أن ينضم اليه روافد أخرى أهما رافد ريشين عند بداية مدخل كلي بالندة وبعد الإلتقاء يستمر النهر ويعرف أنذاك بنهر (الزاب الكبير) في الجريان بإتجاه جنوب شرق وبشكل منحني رائع شمال محافظة أربيل ونهر الزاب يلتقي بنهر دجلة بمسافة 40 كليومتر إلى الجنوب من مدينة الموصل.
في العراق قد تم التخطيط بما لا يقل عن ستة سدود على الزاب الكبير وروافدها، ولكن سد بخمة كان الوحيد الذي أجريت لها دراسات تفصلية متكاملة، حيث تعود فكرة إنشاء سد بخمة إلى الثلاثينات من القرن العشرين عندما نشر أحد الصحفيين الأمريكان مقالة في جريدة (الأوقات البغدادية) في 18 آب 1932 بخصوص الاستفادة من مصادر المياه لتوليد الطاقة الكهربائية وإنشاء المعامل الصناعية في العراق وأشار في مقالته إلى منطقة كلي بخمة كونه موقع مناسب لإنشاء سد بارتفاع (80) قدماً وتوليد أكثر من (1500) قوة حصانية من الطاقة الكهربائية، وبعد ذلك قام المجلس الاستشاري (ولسون وميشيل وقوغان لي) عام 1937 بإجراء أول دراسة جيولوجية على منطقة المشروع وأقر هذا التقرير من قبل السيد (ي. في. ريتشارد) والتوصية بإنشاء سد عال في موقع بالقرب من قرية بخمة الحالية في مدخل المضيق (قرب جسر قنديل الحالي).
في العام 1939م أشار الجيولوجي السيد كوبنز (R. E. Gubbins) إلى كون موقع سد في مدخل مضيق كلي بخمة كأنسب موقع من الناحية الجيولوجية،في العام 1941 قدم مهندس الري السيد ورد (I. L. Ward) تقريراً حول إنشاء سد بارتفاع (470) متراً فوق مستوى سطح البحر وخزن حوالي مليار وربع متر مكعب من المياه بينما في العام 1946 وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها تم تشكيل وكالة من قبل المجلس الأعلى لدراسة مصادر المياه وتطويرها في العراق فبدأت بإجراء التحريات الجيولوجية والدراسة المكتبية بين العام 1946-1949 لغرض معرفة المزيد من المعلومات الفنية عن موقع سد بخمة والمنشآت الملحقة به وكانت الغاية الأساسية آنذاك السيطرة على مياه الزاب الكبير " الأعلى "وتخفيف وطأة الفيضانات التي كانت تهدد آنذاك العاصمة بغداد.
وفي العام 1950 وبعد تشكيل مجلس الإعمار وبغية تطوير مصادر المياه في العراق أقر المجلس دراسة إمكانية إنشاء سد عال في مضيق بخمة لأغراض السيطرة على الفيضانات واستخدام السد كخزين إستراتيجي لأعمال الري والزراعة في المناطق الواقعة أسفل السد والتي تعتبر أراضي زراعية خصبة.
توقف العمل بعد حرب الخليج الثانية في أعمال تشيد السد ومنشأته بعد أن أنجز حوالي 32 % من أعمال الهندسة المدنية والجيولوجيا والجيوكتنيك، ولكن بعد العام 2003 بدأ التفكير ثانية بإنشاء هذا السد ولكن بمواصفات جديدة والأعمال جارية لتكملة هذا المشروع ولكن ليس على قدم وساق، وهناك دراسات لإنشاء سدود أخرى على مجرى نهر الزاب الكبير مثل سد منداوة الى الجنوب من سد بخمة وسد كلي رشافا الى الشمال من موقع سد بخمة ولكن تركيا منذ بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي ولحد الان بدأت بخطة تنموية واسعة وطويلة المدى والأمد هذه المرة عند منابع نهر الزاب الكبير وروافدها بالتخطيط والتصميم والتنفيذ للعديد من مشاريع السدود ومحطات توليد الطاقة الكرومائية والري وعلى نطاق واسع، وهناك أربعة سدود شيدت بالفعل، وخمسة من مشاريع توليد الطاقة الكهربائية أكتملت، وهناك الكثير في المخطط التركي وهي بحدود 15 مشروعا والتي نعمل على تنفيذها حاليا و تزمع العمل عليها في المستقبل في أعالي منابع نهر الزاب الكبير، وهذا يضع إقليم كوردستان والعراق في موقف أكثر عرضة للتتأثر بنقص حاد في المياه ودون أن تترك تركيا مجالا كبيرا للإستفادة من مشاركة العراق للنهر وضمان حقوقها المكتسبة من مياه هذا النهر. ووفقا لمصادر غير حكومية دولية فإن العراق الان في خضم أزمة مياه حادة وتعاني في الوقت نفسه من إنخفاض مضطرد في المياه العذبة من نهري دجلة والفرات إضافة الى تدهور نوعية المياه المتاحة في هذين النهرين. إن إتمام مشاريع المياه والسدود على مجرى نهر الزاب الكبير من قبل تركيا كما فعلت تركيا ولا تزال تفعل في تنفيذ مشاريعها العملاقة على مجرى نهري دجلة والفرات ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول "الكاب" GAP العملاق أخرها سدا إليسو والجزيرة اللذان لا يبعدان سوى 70 كليومترا و40 كليومترا من حدود إقليم كوردستان العراق مع تركيا عند نقطة الحدود في قضاء زاخو وهذا سيقلل من الوارد المائي لنهري دجلة - الفرات في العراق بشكل كبير وملحوظ وسيعرض خزان سد الموصل الى كارثة بيئية من خلال تدمير تنوعها البيئي والإحيائي. وفي الوقت نفسه ستكون مياه هذه الأنهار ذات نوعية رديئة من المياه كونها معادة من مشاريع البزل التركية مما يعكس سلبا على النظم الإيكولوجية في إقليم كوردستان و العراق.
وهذا الوضع سيؤدي إلى أن يعتمد إقليم كوردستان والعراق أكثر فأكثر على الموارد المائية لنهرالزاب الكبير، وخاصة لحاجة نهر دجلة لزيادة التصريف المائي كون نهر دجلة يغذي نهر الفرات من خلال قناة ذراع الثرثار للتغلب على نقص المياه في نهر الفرات بسبب السيطرة التركية والسورية على حوض الفرات بأكمله.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأهمية الإستراتيجية لنهر الزاب الكبير -الزاب الأعلى- لإقليم ...
- نحورسم إستراتيجية وطنية للحفاظ على المياه كمورد إستراتيجي في ...
- ما الفرق بين النفط الصخري والصخر النفطي والنفط التقليدي
- هل المياه والنفط وجهان لعملة واحدة
- النفط والمياه في ميزان إقتصاد إقليم كوردستان


المزيد.....




- أمير الموسوي في بلا قيود: تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60% ...
- بعد مرور شهر على نظام المساعدات الجديد في غزة، أصبح إطلاق ال ...
- حكم للمحكمة العليا الأمريكية يُوسّع صلاحيات ترامب، والأخير ي ...
- عاجل: ترامب يقول إن وقف إطلاق النار في غزة بات قريباً، ويأمل ...
- ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي: لقد هزمت شرّ هزيمة
- سوريا تعلن ضبط نحو 3 ملايين حبة كبتاغون بعد اشتباك مع مهربين ...
- إعلام إسرائيلي: جثث 3 أسرى في غزة أعادها عناصر من مجموعة أبو ...
- القلق يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية استهدفت سجن إيفين... مصير سج ...
- موقفا تخفيف العقوبات عن إيران.. ترامب لخامنئي: أنقذتك من -مو ...
- جيش الاحتلال يقتحم كفر مالك والمستوطنون يصعّدون بالضفة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - الأهمية الإستراتيجية لنهر الزاب الكبير -الزاب الأعلى- لإقليم كوردستان والعراق دراسة في مقاربة إستراتيجية لفض النزاع المحتمل على الوارد المائي للنهر