أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - الأمنية...














المزيد.....

الأمنية...


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 16:18
المحور: الادب والفن
    


الأمنيـــــــــــــة...
قصة: نبيــل عــودة

كان مواظبا على الصلاة لربه، لا يقوم بخطوة دون ذكر الله، لا يستسلم لسلطان النوم دون أن يستعرض أفعاله وأقواله ذلك النهار، ثم يطلب المغفرة من ربه إذا ما تجاوز التصرف السليم، أو تفوه بما لا يليق بإنسان يخشى الله.
مسار سيرته كالمسك، بشهادة أصحابه وأقاربه. يكرر شكره لربه على الخصال الحميدة التي زرعها في نفسه منذ بدء وعيه على الحياة.
في توسلاته للعلي القدير يستعرض دائما ما يعذبه من العلاقة ما بينه وبين زوجته المشاكسة،سائلا اياه ان يرد لها عقلها ويوقف لسانها عن الناس. لم تترك جارة تفلت من لسانها. كان أشد ما يخافه أن يتحمل وزر أعمالها ويحاسب بجريرة أفعالها يوم يقف للحساب أمام العلي القدير.
استشار الصالحين والأتقياء وذو اللحى الطويلة من أهل بلده، هل سيحاسب على أفعال زوجته؟ هل الزوج شريك رغم انفه بأخطاء الزوجة إذا عجز عن ردعها ؟ ما العمل لإعادتها إلى طريق الصواب؟
أجابه شيخ الحارة أن الشرع أتاح ضرب الزوجة المشاكسة لتأديبها، قال ايضا"ان عدم تأديب الزوج لزوجته هي خطيئة تحسب للزوج في يوم الحساب".
دخل الزوج بدوامة من الرعب ، كيف يضربها وهي شديدة البأس تخيف اكبر شنب في الحي؟
كان على علم أن رجال الحي يهابون لسانها ، وسطوتها عليهم ، لم تكن تتردد عند الضرورة للتعرض لهم وسط الحارة متحدية وجاهزة للمعركة، لكن من يجرؤ على منازلة امرأة ومرمغة شرفه بالتراب؟
استعصى على فهمه كيف تكون المرأة بهذه القوة والبأس والشراسة، الم تخلق المرأة لتكون متعة للرجل؟ من أين لها هذه الطاقة على الشر؟ وبنفس الوقت كانت مرحة، مضيافة لمن لا يعترض على أحكامها، تُطمئن زوجها بأن لا يقلق على آخرته، لأنها ستشهد أمام الله لصالحه وتتحمل لوحدها وزر أعمالها: "مع مخلوقات أشبه بالرجال، لا يسوى الرجل الواحد منهم بصاق امرأة"، على حد تعبيرها.
شاهد ذات ليلة حلما، ظهر له فيه ضوء شديد القوة، لدرجة انه لم يستطع أن يرى أي ملامح من وراء هذا الضوء وصوت مثل الرعد قال له "الله لا يخيب آمال أبنائه المخلصين وسيستجيب لدعواتهم إذا طلبوا".
وقع في حيرة من أمره.. هل كان هذا حلما، أم صوتا حقيقيا؟ ربما وهما؟ كيف له أن يعرف؟ يقينه يقول له انه سمع صوتا حقيقيا.. هل حقا؟! قال لنفسه:" مهما كان، هي رسالة واضحة بأن الله لا ينسى أبنائه الورعين".
نهض فجر اليوم التالي سعيدا، شاعرا براحة نفسية لم تراوده منذ زمن طويل. شكر ربه على رسالته الواضحة التي تطمئن النفس وتعزز الإيمان . كان واثقا أن ما سمعه هو إشارة مطمئنة للأتقياء من رب العالمين.
مجد الله في علاه وقال وعيناه شاخصتان للسماء مخاطبا الله، أن له أمنية قديمة في نفسه يرجو الله أن يلبيها بناء على وعده له ليلة الأمس.
ويخيل إليه انه سمع صوتا يشبه الصوت الذي سمعه في النوم. قال له الصوت:
- أنا أعرف صلابة إيمانك،وحسن سيرتك، طهارة قلبك، عدم رضائك عن تصرفات زوجتك، لقد فحصت قلبك ووجدته نقيا من الشوائب، فحصت دماغك ووجدته خلو من الكراهية وأفكار السوء، لذا قررت أن أمنحك أمنية من أمانيك، فتمنى أكثر ما ترغب به نفسك.
فكر بالعرض المغري وهو الإنسان الورع لكنه تردد كثيرا. كان حائرا بين حقيقة ما يخيل له انه سمعه؟ لم يعد يعرف صحيحه من خطأه، يقينه من وهمه. خاف من أفكاره ان يكون فيها طرف من الخطأ، إذا كان ما سمعه حقيقة يجب أن لا تفوته الفرصة. كانت له رغبة في الابتعاد عن البيت والزوجة المشاكسة إلى مكان بعيد لترتاح نفسه ويستعيد صفو تفكيره وليجدد طاقاته، لعل هذا البعد يغير أيضا نفسية زوجته، فيصلح حالها.
- أمنيتي أن ازور ابعد دولة عنا، تدعى استراليا، لكني أخاف الطيران خوفا شديدا لدرجة أن نبضات قلبي تتسارع إلى حد الخطر، أما البحر فيصيبني بدوار شديد، قد يفقدني رشدي. فهل تمد لي يا رب العالمين جسرا من هنا إلى استراليا، لأسافر بسيارتي وأتوقف وقت الضرورة للقيام بواجباتي الدينية؟
أجابه الصوت، الذي يظن انه صوتا سماويا:
- طلبك هذا مستحيل، هل تعرف كم تكلفة وصعوبة مد جسر فوق البحار ووسط المحيطات الهائجة، شق شوارع بالجبال وجسورا فوق الأنهر من اجل شخص واحد؟ يا ابني العزيز فكر بأمنية أقرب إلى التنفيذ وسأتركك الآن وأعود إليك غدا بعد أن تفكر بأمنية جديدة ومعقولة.
لم يتردد وسارع يقول، خوفا من أن يفقد هذه الفرصة الذهبية:
- لي أمنية أخرى ؟
- ما هي؟
- أمنيتي أن أفهم نفسية النساء.. لماذا يغضبن؟ لماذا يضحكن؟ طريقة تفكيرهن بالحياة؟ ماذا يعني الزوج للزوجة؟ لماذا تفكر أن الرجل بلا مشاعر؟ كيف افهم عقليتهن؟ كيف افهم ردود فعلهن على ما يجري؟ لماذا تبكي المرأة؟ ما الذي يجعلها سعيدة؟ ما الذي يحزنها؟ ماذا تعني المرأة عندما تقول لشخص إنها تحبه؟ كيف استطيع إسعاد امرأة، ان أجعلها سيدة بيت مطيعة ومتفاهمة؟ كيف أقنعها أني حقا أحبها وأريد لها الخير؟ باختصار يا الهي أريد أن أفهم نفسية المرأة بشكل كامل!!
ساد الصمت بعد ان قال امنيه، لدرجة انه ظن أن الله لم يسمع امنيته أو تجاهلها. ترى هل يخل الله بوعده؟ أو أنه هو يعيش وهما؟ حلما؟ وما هي إلا برهة، قبل أن يصاب باليأس، حتى سمع الصوت من جديد:
- قل لي يا ابني هل تريد الجسر إلى استراليا باتجاه واحد أم باتجاهين ؟
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة مبسطة: الأنانية الأخلاقية
- احتفال للنسيان
- الجواهر...!
- خطاب نتنياهو: لامع وفارغ..!!
- هل التطرف الديني بديل لعصر التنوير العربي؟!
- جسران وعالمان...!!
- فلسفة مبسطة: -الإمباتيا- أو الدخول في أحاسيس الآخر!!
- الخنزيرة سيدة محترمة…
- الكتاب الذي لم يعرفه سعيد
- خواطر سياسية: ما الذي يخفيه -استفزاز- نتنياهو للإدارة الأمري ...
- الشرق والغرب لا ينفصلان...!
- فلسفة مبسطة: الفلسفة العملية
- ليس بالصلاة فقط..!!
- نتنياهو قوميسار سياسي جديد- جدانوف إسرائيلي
- فلسفة مبسطة: حتمية اجتماعية أم إرادة حرة؟
- ضمان لشرفها...!!
- يوميات نصراوي: ماركسية أفيون الشعوب!!
- زيت مريم العذراء المقدس
- الغريب
- نصوص قصصية متمردة


المزيد.....




- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟
- جريدة “أكتوبر” الصادرة باللغة الكردية والتابعة للحزب الشيوعي ...
- سجال القيم والتقاليد في الدورة الثامنة لمهرجان الكويت الدولي ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - الأمنية...