أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد محسن - العراق ... بين اذارين














المزيد.....

العراق ... بين اذارين


محمد السيد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 16:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق... بين اذارين
محمد السيد محسن ... لندن
تمتاز العمليات التي تقوم بها القوات العراقية المشتركة في تكريت بانها اكبر عمليات حقيقية تحتاز على تفاعل شعبي واقليمي وسياسي في العراق منذ الحملة الكاذبة التي قام بها رئيس الوزراء السابق لقتل احد القادة فاتجه الى حوض حمرين وبعد ذلك غير بوصلته الى الانبار ليعود الجيش مخلفا وراءه مساحات شاسعة تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي
العمليات التي اطلق عليها العراقيون عمليات "لبيك يارسول الله " لاتنفك تلزمنا بالتاريخ القريب حيث انتفاضة اذار عام 1991 تلك الانتفاضة التي تعد الام الشرعية لكل ثورات ما سمي بالربيع العربي والتي تم استغلالها من قبل الاسلام السياسي ومن ثم سيطرت عليها كتائب الاسلام الجهادي المتشدد
في اذار عام 1991 انتفض العراقيون على طول محافظاتهم ولم يتخلف عن الانتفاضة يومذاك الا محافظات بغداد والموصل وصلاح الدين والانبار وما عدا العاصمة التي كان النظام السابق يسيطر عليها بقبضة من حديد تمتاز المحافظات الثلاثة الاخرى بانها محافظات التفريخ لكل عناصر الامن والمخابرات والموالين للنظام السابق وهي المحافظات التي لم تقتنع بعد بالتغيير الذي حدث في العراق بعد احتلاله من قبل الامريكان عام 2003
اذار 1991 خلف في قلوب العراقيين خصوصا في المحافظات الجنوبية وحصرا المحافظات السبع , البصرة, ذي قار , ميسان , الديوانية , السماوة , النجف وكربلاء خلفت في قلوب سكان هذه المحافظات ذكريات مرة وكانت تداعياتها على كل البيوت خصوصا وان العالم وقف موقف المتفرج حتى ان الاميركان سمحوا للنظام السابق باستخدام سلاحه الجوي في معالجة التمرد الذي قامت به جماهير هذه المحافظة الامر الذي ساعد على وأد الانتفاضة وسط سكوت اقليمي ودولي
واعترف رئيس لجنة السلم والتضامن وقتذاك لطيف نصيف جاسم حين قال : لقد فقد العراق في صفحة الغدر والخيانة - وهي التسمية التي اطلقها النظام السابق على المتتفضين – اكثر من 280 الف وكان هذا اعترافا صريحا على ان النظام قتل في الانتفاضة هذا الرقم الكبير وسط صمت دولي واقليمي
اليوم , العراقيون يعيدون ذكرى الانتفاضة ويأخذون حيف ايام صعبات من القوات التي جاءتهم من الانبار وصلاح الدين والموصل واخترقت جدران بيوتهم بالنار والدبابات وقتلت وفتكت بهم على مدى 14 يوما ولم يتحدث صوت لا من الاميركان ولا من هيومن رايتس ووتش ولا من الامم المتحدة بل ان البعض مازال يشكك بعراقية الانتفاضة , وهذا ما دأبت عليه الماكنة الاعلامية العراقية التي كانت مميزة في التعامل مع الاحداث
ولشدما كان اداء الاعلام الذي قام به " الفيلق الثامن" وهو جيش الاعلاميين في زمن النظام السابق محط تعجب المتابعين حيث قال احد الصحفيين الفرنسيين خلال زيارته لبغداد في حديثه عن العلاقة بين اعلام الدولة وحقيقة الاحداث الجارية في البلاد حيث قال : اشد ما اثارني في العراق ان الايرانيين احتلوا مدينة الفاو بكاملها والاعلام العراقي لم يصدم مثل مواطنيه ولم يكن الاعلام انعكاسا لصدمة مواطنيه بل اطلق اسم " الفاو المنتصر " على معركة استعادة اهم ميناء عراقي وقتذاك ولم تفلح القوات العراقية من استعادته الا بعد عامين . هذا الامر يدعونا لعدم الاتستغراب من ان بعض العراقيين يعتقدون جازمين بان ايرانيين هم الذين قاموا بانتفاضة اذار عام 1991 حتى ذهب البعض ممن تتراخى عندهم القيم احيانا مثلما يتراخى لباسهم الداخلي .. يعتقدون جازمين بان المقابر الجماعية التي خلفتها العمليات الانتقامية لوأد الانتفاضة وقتذاك وحالة الهخستريا التي كانت تعتري النظام السابق ورجالاته ما زال البعض يصر على انها من الحرب العراقية الايرانية ولا ادري كيف تكون مقابر جماعية عند اطراف الناصرية او السماوة او الديوانية او كربلاء والنجف لكنها مكابرة الامس تحتفي بغبائها اليوم
المشهد اليوم ليس بعيدا عن مشهد عام 1991 ولكنه في وجهه الاخر حيث ان الاعلام العراقي اليوم وقف بكل ما لديه من دعم للقوات العراقية المشتركة على اساس انه يقف مع جيشه ومع المتطوعين الذين جاوز مداهم الوطن بل ووصل الى العقيدة والدين والمذهب لكن اذار 1991 لم يغب عمن خطط لساعة الصفر لمعركة تكريت , اليوم تستهدف السيطرة على تكريت مدينة صدام حسين ومدينة الدور مدينة عزت الدوري وما لهذين الحدثين من قيمة رمزية تعيد الى الاذهان انتفاضة اذار عام 1991
ومثلما قام عبد القادر الدليمي خطيب جامع الفلوجة عام 1991 وصاح بجموع المصلين انه سيغلق الجامع ولا صلاة الا في كربلاء ورفع شعار "لاشيعة بعد اليوم" وهو الشعار الذي كتبه بعض افراد الحرس الجمهوري والامن الخاص والاستخبارات على الدبابات ... اليوم نجد النداءات حتى من قبل السياسيين السنة تاتي للانقضاض على تنظيم فتك بالسنة قبل الشيعة على الرغم من الاصوات التي نسمعها بتحويل المعركة ضد داعش وحواضنها في تكريت والدور من البعثيين والمستبعثين الجدد في العراق في محاولة تحويل المعركة الى معركة شيعية ضد السنة في العراق الا ان الكثير بدأ يعي خطورة ضياع القرار السني في العراق على حساب دمار مدنهم وقراهم واستحواذ الفكر الديناصوري عليهم
العراق بين اذارين يرى نفسه اليوم متشرذما رغم دعوات الوحدة الا ان خط الشروع الذي فرضته صدمة الموصل وهو خط سامراء هو الذي ينبئ بخطر التقسيم ولكون ان التقسيم خطيئة تأريخية فان شيعة العراق لن يقبلوا به لكنهم في دواخلهم متحمسون لطرد شريكيهم في العملية السياسية العرجاء السنة والاكراد لان هذه العملية العرجاء لم تفلح بعد في جمع الاخوة الحقيقية منذ احد عشر عاما



#محمد_السيد_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن رفيق اسمه منقذ الشريدة
- البغدادية عودة بطعم العتب
- البعث العراقي. اثبات وجود ام تزلف؟
- جهاد التخريب
- فأراد معرفة اليقين فذاقه
- داعش العراق وحرب الفتاوى
- البطاقة التموينية بين السيستاني والمالكي ومحمد مهدي صالح
- اللاعب الثالث في سوريا
- السعودية والبحرين , اعلان موت اتحاد
- شكسبير يدعو العراقيين للمحبة
- دمشق ... اخر العواصم
- القرضاوي وصناعة الفتوى
- لحية جيفارا ولحية الاخوان
- هل سيقلب رفعت الأسد الطاولة
- جمهوريات الاخوان
- جلباب الدكتاتورية
- المظلومة حنان الفتلاوي
- رسالة الى اياد علاوي
- الفاعل والمفعول به في تجديد البقاء للامريكان
- السعودية وايران الحرب الخامسة


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون بدء المرحلة الرابعة من التصعيد: استهداف جميع ...
- روسيا: فتح قضية جنائية بعد حرق كتاب -العهد الجديد-
- كلوب يقول إن مشكلته مع محمد صلاح قد -تم حلها بشكل كامل-
- تركيا تعلن -الوقف التام- للتبادل التجاري مع إسرائيل.. من الف ...
- -ما الأسوأ: أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم تكرار هذه الأكاذيب من ...
- شاهد: يلتهم كل ما يعترض طريقه.. كاميرا ترصد تشكّل إعصار هائل ...
- شاهد: الاحتجاج الطلابي يمتدّ إلى المكسيك والجامعات تنتفض لوق ...
- ألمانيا تستدعي القائم بأعمال سفير روسيا بسبب هجوم إلكتروني
- بعد التهديدات الإسرائيلية بالانتقام.. الجنائية الدولية تصدر ...
- زاخاروفا ردا على كاميرون: أول اعتراف رسمي بالحرب ضد روسيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد محسن - العراق ... بين اذارين