أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مصطفى محمد غريب - رفض شعبي واسع لتواجد قوات أجنبية على الأراضي العراقية















المزيد.....

رفض شعبي واسع لتواجد قوات أجنبية على الأراضي العراقية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4723 - 2015 / 2 / 17 - 13:18
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


لم تكن أكثرية الشعب العراقي ولا قواه الوطنية والديمقراطية يوما من الأيام مع الاحتلال أو تواجد قوات أجنبية أو حتى عربية على أراضيه والذين عاصروا فترة الستينات يتذكرون كيف كان الموقف الشعبي الرافض لوجود قوات سورية " اليرموك " لمقاتلة الثورة الكردية في ذلك الوقت، وها هو التاريخ أفضل شاهد على ذلك، فمنذ الاحتلال الإنكليزي للبصرة في 5 / 11/ 1914 وحتى اكتمال الاحتلال للعراق في 7 / 11 / 1918 حيث ادّعت بريطانيا بعدما احتلت بغداد في 11 / 3/ 1917 بأنها حررتها من العثمانيين وهم ليسوا بالأعداء المنتصرين في محاولة كاذبة لتهدئة مشاعر العراقيين الغاضبة والرافضة تجاه تواجدهم على الأراضي العراقية، لكن ذلك لم يستمر طويلاً بعد المماطلة حتى اندلعت الثورة الشعبية وانطلقت في 25 / 6 / 1920 من جنوب البلاد وامتدت إلى المحافظات الغربية والمناطق الكردية في كردستان العراق، هذه الثورة التي سميت بثورة العشرين استطاعت أن تثبت بان الشعب العراقي يتشوق للحرية والانعتاق وبالضد من الاحتلال الأجنبي، وقد أثبتت الانتفاضات المدنية والعسكرية والمظاهرات والاضرابات والاعتصامات طوال العهد الملكي على رفض الشعب للانتداب البريطاني ثم معاهدة بورت سموث وحلف بغداد حتى انبثاق ثورة 14 / تموز / 1958، وهكذا كلل نضال الجماهير والقوات المسلحة العراقية بالانتصار على الاستعمار وتثبيت دعائم الاستقلال الوطني، إلا إن انقلاب 8 شباط 1963 الدموي الذي نفذته القوى القومية والرجعية المرتبطة وحزب البعث حال دون قيام دولة مدنية ديمقراطية بل العكس فلقد لعب دوراً رجعياً مدمراً أخر البلاد وجعلها تعيش الفوضى والاضطرابات وإقامة الدكتاتوريات والعداء للحريات المدنية من حيث توالت الانقلابات العسكرية واخزاها انقلاب 17 / تموز / 1968 الذي أعاد حزب البعث للسلطة وأصبح بعد ذلك وبالاً ، وقاد البلاد إلى الحروب الداخلية والخارجية ثم الاحتلال الكامل في 2003 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها بريطانيا، وهكذا تراجع العراق إلى المربع الأول وأصبح بلداً محتلاً باعتراف الأمم المتحدة والجامعة العربية حيث مازالت القوى العالمية بما فيها القُطرية كإيران وتركيا تتدخل في شؤونه الداخلية ولديها أجندة تعمل وفق مصالحها وليس لمصلحة العراق.
لقد احتل العراق بعد حرب بدأت في 20 / 3 / 2003 واستمر حتى 15/ 9 / 2011 وخلال هذه الفترة دمرت البني التحتية إلا القليل منها، وتضاعفت أعداد الضحايا عاماً بعد عام في أجواء من الحقد الإرهابي وتوجهات الميليشيات الطائفية وسوء إدارة الدولة والنهج السياسي للمحاصصة المقيتة وحتى استيلاء ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش " على مناطق واسعة من العراق وسوريا الذي أثبت ضعف القوات المسلحة العراقية وعدم جاهزيتها العسكرية، هذه الخسارة في الأرواح والمعدات والأسلحة تعد ضربة قاصمة للتوجهات والنهج الذي سرت عليه رئاسة نوري المالكي لمجلس الوزراء وجعلت القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية تتحرك باتجاه التدخل وإعادة الكرة لتواجد قوات أجنبية ولكن بشكل يختلف عما سبقه، وبدأت بالغارات الجوية وإرسال خبراء لتدريب القوات العسكرية ثم دخول التحالف الدولي على الخط إضافة لبعض الدول العربية لكي يتم شرعنة التدخل على الأرض بعد ذلك، وخلال فترة ما بعد سقوط أو تسليم الموصل لاحظنا مقدار قوة داعش العسكرية والإعلامية وقدراته على المناورة والقتال في جبهات عديدة وقد نشرت جريدة طريق الشعب 9/2/2015 عن " قيام تنظيم داعش الإرهابي باستخدام الطائرات التي استولى عليها في وقت سابق ويقودها طيارون عراقيون التحقوا بالتنظيم، تقوم بنقل الإمدادات لعناصره" وهو خبر مهم حيث اتهم الأمريكان بتقديم السلاح وغير السلاح لداعش بواسطة الطائرات وهي عملية تمويهية لتغطية الحقيقة .
وإلا ماذا يفسر على الرغم من هذا التحشيد العسكري!، الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة ومئات الطلعات الجوية لطيران التحالف وطائرات بلا طيار إضافة للطيران العراقي والكشف عن الدور الإيراني العسكري بالملموس وباعتراف هادي العامري رئيس منظمة بدر ( فيلق بدر سابقاً ) في مقابلة تلفزيونية حية على قناة الاتجاه والذي كرر الجملة ثلاث مرات " لولا إيران والجنرال قاسم سليماني لسقط العراق بيد داعش " هل من المعقول هذا التصريح وهذا المديح لكنه يدل وباعتراف هذا المسؤول الكبير على التدخل الإيراني!! ومن ثم تصريحه المثير الذي يدعو للتساؤل في ظروف الحرب بالضد من داعش لوكالة فرنس بريس " أن قوات الحشد الشعبي ستدخل مدينة كركوك في اليومين القادمين ومن المؤمل حضور الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني للإطلاع على عمليات الحشد الشعبي العسكرية بالمحافظة ولا نعرف ما هو الارتباط بين قاسم سليماني الإيراني والحشد الشعبي العراقي؟، فماذا يعني ذلك وبوجود الآلاف من قوات البيشمركة في كركوك!!.. بكل صراحة يعني إذكاء نار الفتنة والتفرقة والاقتتال" .
.. وداعش مازال يقاتل ويهاجم بضراوة وفي عدة جهات وجبهات على الرغم من مرور حوالي (8) اشهر أي منذ 10 / 6 / 2014 على هيمنته على الموصل ومناطق واسعة ( للعلم لم يكن داعش لوحده فهناك في البداية عدة منظمات في مقدمتها حزب البعث وضباط عسكريين من النظام السابق ورجال النقشبندية والجيش الإسلامي وأنصار السنة وجيش المجاهدين إلا أن داعش استطاع السيطرة وتجيير الوضع باسمه).
أمام هذه الأوضاع المستجدة والمخاطر المحدقة ليس في العراق وسوريا والمنطقة فحسب بل على العالم بما يحمله من توسع رقعة الإرهاب وبخاصة الدول الأوربية فقد تسارعت الأحداث واتجه الرأي العام لمحاربة إرهاب داعش بما فيها التفكير الجدي بمشاركة قوات أجنبية في القتال وتواجدها على ارض الواقع الفعلي للعمليات العسكرية ولهذا عادت (القوانة المشروخة) من قبل البعض لتصدح مرة أخرى حول ضرورة وجود قوات أجنبية وفي مقدمتها أمريكية على الأرض لمحاربة الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش " ويذكرنا صوت هذه القوانة الجديد بتلك التي صدحت قبل 2003 حول وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق لتبرير احتلاله مع شعار تحرير العراق وإسقاط النظام الدكتاتوري وهذا ما حدث في نيسان 2003 حيث احتل العراق وترك للفوضى والدمار ونهب المؤسسات والدوائر الحكومية والمختلطة والوزارات حتى المدارس والمستشفيات وغيرهما تعرضت للنهب والسرقة والتخريب ما عدا وزارة واحدة حافظت القوات الأمريكية عليها هي وزارة النفط كما تركت الحدود على الغارب مما سمح لآلاف من الإرهابيين واللصوص والمطلوبين دولياً الدخول إلى البلاد.
القوانة الجديدة تحتوي على عدة أغاني للاستهلاك بان القضاء على داعش يحتاج إلى وقت طويل وقد يكون عدة سنين، وأغنية عدم جاهزية الجيش العراقي والحشد الشعبي لا يكفي والبيشمركة وحسب بعض التصريحات المغرضة ما هي إلا مساومة لنيل حكومة الإقليم مكاسب على حساب المركز نحو الانفصال، ومع ذلك فهناك تصريحات أمريكية متناقضة برفض التدخل المباشر والتدخل المحدود مع العلم وحسب ما ينشر على ألسنة المسؤولين الأمريكيين وغيرهم يوجد ما يقارب ( 1500 ) خبير لتدريب الجيش العراقي ويصرح النائب الأمريكي الديمقراطي في الكونغرس آدم شيف في 12/2 / 2015 ل( CNN ) "لقد صوتت لصالح الحرب في العراق، وأنا نادم الآن لأنه أتضح أن المعلومات الاستخباراتية التي بحوزتنا حول أسلحة الدمار الشامل لدى نظام صدام حسين غير صحيحة، ونتج عن ذلك تداعيات كارثية وأتمنى ألا يحصل ذلك مجددا." وبالمعنى الصريح لا يريد النائب الأمريكي آدم شيف" غزواً ثانياً للعراق أو سوريا " وطالب من العرب على حد قوله خوض حروبهم " بأنفسهم " ومنذ البداية سمعنا تصريحات الرئيس الأمريكي اوباما حول عدم التدخل لكنه في الوقت نفسه يشير بان طرد داعش يتم على الأرض وليس عن طريق الجو أي الطيران الحربي على الرغم من النجاحات التي تحققت وهي متواضعة فان الرأي الأمريكي أن الحل الأمثل هو التقدم البري لاستعادة المدن والقصبات، وأكد احد المسؤولين الأمريكان "نحن نعلم كيف تسير الأمور العسكرية في العراق، فهي تشير إلى عدم قدرة القوات العراقية "
أن الرفض لتواجد قوات أجنبية بالاعتماد على النفس وبخاصة إن العراق يمتلك طاقات بشرية كبيرة وإمكانيات مادية غير قليلة إذا اتجهت الحكومة الحالية والقوى السياسية التي تتحكم في السلطة والمتنفذة إلى تصفية الأجواء والتوجه إلى مصالحة وطنية حقيقية لكي يتم تعبئة الجماهير ورص الوحدة الوطنية القادرة على التصدي ليس لداعش والقوى الإرهابية أو الميليشيات الطائفية المسلحة فحسب بل لكل من يحاول الاعتداء أو التدخل في الشؤون الداخلية، ومن هنا فإن الرفض هو مطلب جماهيري واسع إلا أن البعض من المسؤولين مثلما أشرنا في البداية يتحدثون عن تواجد إيراني بالملموس بينما من جهة أخرى فإن مكتب رئيس الوزراء أعلن عن رفضه المتكرر لتواجد قوات أجنبية لكنه نوه أن هناك إصراراً أمريكاُ على نشر قواتهم لإشراكها في قتال داعش وهو هدف لقيام قواعد عسكرية ثابتة في العراق، وعلى الرغم من الضبابية التي تكتنف البعض من مواقف القوى المتنفذة فان القوى الوطنية والديمقراطية رفضت ومازالت ترفض تواجد قوات أجنبية على الأراضي العراقية وعلى الرغم من كل النواقص فان النجاحات والتصدي للقوى الإرهابية وفي مقدمتها داعش يدل على إمكانية غير قليلة للقوات المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة وأبناء العشائر إذا ما استخدمت بشكل صحيح ووفق رؤيا وطنية فسوف تهزم داعش وتنهي تواجد الميليشيات الطائفية المسلحة*.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*( للعلم أننا نذكر الميلشيات بشكل عام لكن هناك ميليشيات تابعة لبعض أحزاب الإسلام السياسي التي تساهم في قيادة الحكومة الحالية والسابقة أيضاً، بالمعنى الواضح ميليشيات عائدة للدولة تحت مسميات عديدة للتمويه )



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل توقف الزمن بالنسبة للعنف و التفجيرات والاغتيالات والخطف؟! ...
- مستلزمات إعادة الثقة والتخلص من الميليشيات والإرهاب
- خطورة الانفلات الطائفي على وحدة العراق
- الحفاظ على تحرير كوباني اندحار للظلام والإرهاب والتطرف الدين ...
- التعاون بين الحكومة العراقية وفيلق القدس الإيراني
- مصيدة المتصيد
- هو الشيوعي وحب الخليقة
- الفساد والإرهاب توأمان لا يفترقان أبداً
- مسؤولية تاريخية تقع على عاتق لجنة التحقيق في سقوط الموصل
- ماذا حل بمشروع قانون الأحزاب في العراق ؟
- أمتاز عام 2014 بالجرائم والخطف والاغتيال والحرب!
- تصريحات مبطنة ضد البيشمركة والكرد هدفها زرع الشقاق والتخريب
- المصالحة الوطنية طريق لعودة الأمن والبناء
- هل سيستجيب نوري المالكي والمسؤولين للحضور إلى البرلمان؟
- هل تسمع صوت الموجودات على الأرض؟!
- لترتفع الأصوات للتضامن مع هيفاء الأمين وكل النساء العراق
- إصلاح النظام والمؤسسة القضائية في العراق ضرورة وطنية ملحة
- إلى متى تستمر جرائم الخطف والابتزاز والاغتيال ؟
- لأيام سرت عابرةً
- تصورات طرْطميس اللغوية


المزيد.....




- بعد مظاهرات.. كلية مرموقة في دبلن توافق على سحب استثماراتها ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة وأفراد عائلات الرهائن في غزة
- مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي بقصف نفذه -حزب الله- على الشما ...
- دراسة تكشف مدى سميّة السجائر الإلكترونية المنكهة
- خبير عسكري يكشف ميزات دبابة ?-90? المحدثة
- -الاستحقاق المنتظر-.. معمر داغستاني يمنح لقب بطل روسيا بعد ا ...
- روسيا.. فعالية -وشاح النصر الأزرق- الوطنية في مطار شيريميتيف ...
- اكتشاف سبب التبخر السريع للماء على كوكب الزهرة
- جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا
- الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مصطفى محمد غريب - رفض شعبي واسع لتواجد قوات أجنبية على الأراضي العراقية