|
سياسة امريكا على حساب شباب الشرق الاوسط
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 13:48
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
لست من الذين يضعون اللوم دائما على الاخرين و لست متفقا مع اليساريين الكلاسيكيين في توجهاتهم الاحادية الخشنة، و لست من يبرر اية مشكلة مستندا على الاييولوجيا و الخلفية الحزبية، و لم انحاز لاي طرف في تحليل ما موجود و اكون محايدا قدر الامكان، و لكن هناك امور ظاهرة و واضحة للعيان و لها دلالات و ثوابت تبين ما ورائها دون اي جهد او باقل تمعن في ما وراء ما يحدث عندما يريد اي منا بيان الموجود بشكل جلي . اليوم، ان تكلمنا على ما نحن فيه و من اية زاوية كانت سواء سياسية او ثقافية او اجتماعية او اقتصادية، لابد و ان نشير الى مواقف و سياسات و استراتيجيات الدول العظمى التي تخطط و تنفذ بنفسها او من يمثلها على الساحة الشرق الاوسطية . انهم يفكرون و يخططون و ينفذون و يرسمون لمستقبلهم و يعينون احتمالات للتعامل مع المستجدات بدقة متناهية وفق خلفيتهم الفكرية الثقافية الهادفين الى تطبيقها في المعمورة باكملها لتسهيل نجاحهم في ضمن مستقبل اجيالهم و يسلكون طرق شتى و باسم المصالح الانسانية ربما تكون على العكس من مضمون المفهوم الحقيقي للانسانية في العالم . باعتبارها القطب المسيطر الاوحد، الواقع يفرض علينا ان ننظر و نبين ما تُقدم عليه امريكا قبل غيرها و ما تريده لتنفيذ خططها و الخروج في صراعها الدائم بسلام كما فعلت اثناء الحرب الباردة و استغلت كل القوى العالمية التي كانت متوافقة مع مصلحتها في صراعها مع الاتحاد السوفيتي في حينه . لازالت امريكا تعتقد ان هناك فرصة لعودة قطب اخر يقف امامها مستقبلا، و تقدم في خطوات على وضع العراقيل منذ اليوم امامها مهما كان ذلك القطب شرقيا او غربيا، و لكنها ركزت جل اهتماماتها على منطقة الشرق الاوسط باعتبارها الشريان الحياتي الرئيسي للعالم اجمع، بحيث تريد ان تبقي المنطقة الاستراتيجية و قلب العالم تحت سيطرتها لقطع الطريق امام امتداد اي قطب على حسابها الدبلوماسي السياسي في هذه المنطقة . ان امريكا تفعل ما لا يرضى به حتى الشيطان في هذه المنطقة منطلقة من مصالحها البعيدة المدى مهما كلفها و على حساب اجيال المنطقة بالذات. بعدما نفذت خططها باقذر الوسائل امام السوفيت و استغلالها للتعصب و الاصولية و المال الخليجي و مصالح قلة مسيطرة على زمام الامورفي الخليج و المنطقة على حساب شعوبها، فانها لازالت تتمدد على المنوال ذاته في ضمان المستقبل البعيد لها . فان العمل المخابراتي التي تناقض الانسانية في المنهج و الفكر و تستند على الاستغلال و الاحتكار، هي الوسيلة الوحيدة لترتيب منطقة الشرق الاوسط وفق ما تريده امريكا و تعمل عليه . ان فصٌلنا الامر، ان ما تفعله امريكا في مصر و ليبيا و و الى حدما في تونس تدلنا على انها تفضل قوى اصولية متخلفة بعيدة عن اي شعار ترفعه امريكا بذاتها على الذين اكثر قربا من الاهداف العلنية الخاصة لامريكا و التي تضلل بها الداخل الامريكي، و على النقيض مما تتعامل بها خارجيا. فهل العلمانية تضمن الانسانية و حقوق الانسان و العلم و المعرفة و التقدم الانساني ام الاخوان المسلمين الذين يرفعون شعار الاسلام هو الحل . هل العلمانية اقرب الى التقدمية و الحياة الانسانية الرغيدة و الرفاهية ام الدينية المذهبية التي تتعامل بها امريكا و تتفعال معها في العراق و سوريا و المناطق الساخنة، اليس من المعقول ان تكون المفاهيم التي تعلنها مسندا لفكرها و اهتماماتها و ما تدعيها من نشر القيم الانسانية المستقبلية من الحرية و حقوق الانسان ؟ ام لنا الحق في ان نقول بانها تناقض ذاتها خارجيا و تضلل نفسها داخليا . ان ما تتبعه امريكا من السياسات العامة في منطقة الشرق الاوسط يمكن ان نسميها الماكيافيلية بعينها، و هي ترفضها علنا، و ليس داعش و ما تريده امريكا ان تطول مدة بقاءه لضمان مصالحها الخاصة، والجميع اعلم انها بقدرتها ان تبيده في بكرة ابيه، الا ليس هذا دليل واضح و مثبت على ان امريكا تسيٌر سياساتها بوسائل مخابراتية خطرة على حساب شعوب المنطقة فقط ، مستبعدة ما يضر بشعبها ولو قليلا، بدماء شباب الشرق الاوسط . لذلك نعتقد بان عدو الشعوب في الشرق الاوسط هو امريكا و سياساتها و ليس حتى داعش و افعاله دون ان يعلم به احد، و هي تريد ان تضلل الجميع كما تفعل و تريد العودة او فرض طلب العودة على شعوب المنطقة باسترضاءهم و اموالهم و امكانياتهم و قدرتهم و على حساب حياة و مستقبل اجيالهم . فهذه المرحلة حاسمة للجميع على منع تمرير ما تريده امركيا لمستقبلها رغم كل ما تدعيه، و على كل القوى المحبة للانسان و الانسانية في الشرق الاوسط ان تفعل ما يمكنها و ان يضع امام اعينها ما تهدفه امركيا من اجل منع فرض ما تريده و ردها على اعقابها بكل السبل المتاحة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التقى العبادي البرزاني على ارض محايدة
-
تحررت كوباني دفاعا عن اهلها و ليس لتفعيل ضجة
-
الاصولية طاعون العصر اَم ماعون القصر
-
اليسارية بين الفكر و السياسة في الشرق و الغرب
-
اليس بامكان امريكا ان توقف سفك الدماء في كوردستان ولم تفعل ؟
-
معركة داعش اليوم اثبتت للجميع كوردستانية كركوك
-
بدا كسر شوكة داعش من كوباني
-
تحرير كوباني و موقف تركيا
-
اين تكمن الشجاعة للاعتراف بالحقيقة
-
وفيق السامرائي لازال يلعب لعبة البعث
-
هل من منفذ و منقذ ؟
-
العلاقة العراقية التركية و ما يهم اقليم كوردستان
-
سنجار بين الحانة و المانة
-
التستر على الارهاب الناعم يخلق الارهاب المتشدد
-
ماهي العلة الرئيسية للتغيرات الاجتماعية السلبية ؟
-
تركيا تقدر على منع الكورد و ليس داعش ؟!
-
اردوغان و من يشجعه على احلامه
-
ماذا اصاب العالم في هذه المرحلة ؟
-
لماذا الاهمال في قيادة محاور البيشمركة مع داعش
-
الوضع الداخلي الايراني الى اين ؟
المزيد.....
-
طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ
...
-
تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال
...
-
رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
-
زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
-
جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ
...
-
غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف
...
-
طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا
...
-
وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
-
هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
-
في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على
...
المزيد.....
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
-
سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية
/ دلير زنكنة
-
أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره
/ سمير الأمير
-
فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة
/ دلير زنكنة
المزيد.....
|