أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد نبيل الصالحي - الكساسبة ودولة الاسلام ، أكذوبة التحالف الدولي والبديل















المزيد.....

الكساسبة ودولة الاسلام ، أكذوبة التحالف الدولي والبديل


محمد نبيل الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 15:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



أولاً : تنظيم الدولة الاسلامية ، الطبيعة والنشأة

لستُ ممن يميلون للقول بأنّ ما نراه اليوم من ظهور على الأرض لحركات الاسلام المتطرّف - الناعم أو الخشن أو الأكثر خشونة وظلاماً (داعش) - انما هي صنيعة أمريكية صهيونية وحسب ، فلو ابتعدنا قليلاً عن هذا الفهم المؤامراتي للواقع ، الفهم السهل الساذج الذي يمنحنا راحة وهمية مؤقتة ، وأخذنا نبحث في محاولة لفهم وتفسير اسباب وجذور ودوافع ظهور هذه التنظيمات سنجد بشكل قاطع وجليّ الوضوح أنّ بيئتنا خصبة لانتاج ظواهر مثل داعش وربما ما يفوقها همجيّةً وتخلّفاً ، فلا يمكن أن تتواجد ظاهرة تطرّف ما في مكان وزمان ما بلا جذور تاريخية لها ضاربة في عمق الثقافة والوعي العام – الذي لا يتشكّل بلحظة واحدة وبالسياسي او الاعلامي وحده – ولا يمكن أن تقوم لها قائمة ان لم تجد حاضنة ثقافية وشعبية ، فهذا التنظيم من أحد جوانبه هو تجسيد لحالة احتقان طائفي مريض موجود أصلاً.

انبثق التنظيم الطفل "داعش" بأيديولوجيته وفكرته عن تنظيم القاعدة ، اذ هما متفقان على الأصول والقواعد ومختلفان في تنزيلها ، تنظيم القاعدة صاحب التجربة الأكبر و الخطاب الأكثر تماسكاً وشمولاً ، والذي يتهم تنظيم الدولة (خاصة بعد تولّي الظواهري بفهمه المختلف للجهاد العالمي والمعولم عن التيار الأكثر تشدداً داخل القاعدة أقصد تيار عبدالله عزام وابو مصعب الزرقاوي من بعده) بأنه يبالغ في التكفير خاصة في تكفير الميليشيات الجهادية الأخرى لاختلافه معها وبعدم أهليّته على تنزيل الأحكام الشرعية موضعها والتي تتهم البغدادي ايضاً بأنه أعلن الخلافة من غير تمكين وانه اقتصر على بيعة حاشية له من داخل التنظيم.

أمّا عن طبيعة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" فقد شكّلته ومن هذا الفهم الذي تم تقديمه مجموعة من المرتزقة الذين جاؤوا من شتى أسقاع الأرض تقريباً ، دعاة موت مدفوعين بأحقادهم ، أو هاربين من مجتمعاتهم التي لفظتهم ، والتي لم يستطيعوا التعايش أو التكيّف معها بصورة ما ، وذلك امّا بسبب التركيبة السيكيولوجية المشوّهة المضطربة لهم ، أو لتعرّضهم لما يسمّيه البعض صدمة البداوة مع الحداثة ومع الحضارة الحديثة ، وهي صدمة تصيب كل من يقف عاجزاً عن فهم مفردات العصر – حتى لو كان يعيش في قلب ما يسمى بالعالم الأول - اوكل من يعاني من اضطراب وجودي او نكوص ماضوي أو حالة من الاغتراب المرضيّ أو الكبت الجنسيّ او أولئك الذين يحيطهم الشعور بالنقص والتهميش (والذي ساهم استعمار المنطقة وتقسيمها والهزائم السياسية التي توالت علينا منذ النكبة وحتى احتلال العراق وتهافت الخطاب اليساري والقومي وفشل تجاربه وأخيراً دور التبعية العربية بتعزيز هذا الشعور وبناء هذا الوعي اليائس المحبط) فلا يمجّد الانسان ماضيه ولا يرى فيه خلاصاً الّا ان حاصره حاضر مهزوم ومستقبل مبتور ، فكيف اذا توفرت هذه الشروط مع مرجعية دينية تبرّر لهم وتجمّل أبشع الجرائم وأكثرها عتمةً ووحشيةً وتعتبرها تقرّباً الى الله وطريقاً لجنّة الخلاص الأبديّ.

ثانياً : اكذوبة التحالف الدولي والبديل :
(حربنا أم ليست حربنا؟ وهل في هذا ما يمهّد لقبول القول بأنّ داعش أعدمت شخصاً حاربها في أرضها؟)

الحرب ضد داعش ليست كما يخيّل للبعض القائل بأنها ليست حربنا ، انها حربنا ونحن معنيون بها ، في الصميم ، فالسكوت عن مثل هذا المشروع يعني توسّعه ، مما لا يضع الأردن فحسب تحت تهديد هذه التنظيمات الظلامية و الأفكار البالية وانما المنطقة برمّتها مما قد يشكّل أزمة عالمية بمعنى الكلمة ، لكن السؤال هو بأي سياق تكون هذه الحرب؟ الحديث عن الحرب ضد داعش بات ضرورة ملحّة ولكن ليس على طريقة التحالف الأمريكي الذي رأيناه في مواجهة طالبان ورأيناه في الحرب ضد العراق ولا يخفى على أحد النتائج المدمّرة لذلك ، فضلاً عن عدم جدّية التحالف في محاربة مشروع الدولة الاسلامية "داعش" والذي اتضح منذ خطاب اوباما الذي تكلّم به حول تدخّل دولي في سوريا طويل الأمد قد يحتاج لعشر سنوات وتصل كلفته لخمس مليارات لردع هذا التطرّف! وفي ذلك تصوير خاطئ لداعش على أنها أكبر حجماً وأقسى وطأةً على التحالف من طالبان أو من عراق صدام حسين مثلاً ، الجديّة في التعاطي مع الأزمة على المستوى الدولي يكون مثلاً بفرض عقوبات جادة على قطر وعلى العثماني الجديد (تركيا) الذين لم يوقفوا دعم هذا المشروع في حيز ازدهار صفقات الأسلحة وصفقات النفط (العراقي) في سوق سوداء قد تكون أكبر مما نتخيله ، أما بخصوص الهاجس المحلّي فعلى الأردن إن كنّا جادّين في محاربة هذا التطرّف من وعينا أنّ داعش خطر ليس على سوريا والعراق فحسب وبأننا معنيّون هنا في الاردن بوقف هذا المشروع ما يلي :

أولاً : الانسحاب الفوري من التحالف الدولي والشروع ببناء تحالف عربي اسلامي يكون بالتنسيق مع الدولة السورية والجيش العربي السوري.
ثانياً : عزلهم وملاحقتهم قانونياً في الأردن وحظر نشاطهم حظراً تامّاً وجادّاً (وهو ما لا يكون بالافراج عن عصام البرقاوي والمعروف بأبو محمد المقدسي مثلاً في حزيران 2014 وهو المنظّر الأول لهذا التيار التكفيري في العالم) . انّ هذا أقل واجب ممكن أن تؤديه الدولة الأردنية تجاه شعبها المعني بتلقين الارهابيين والمتواطئين معهم الدرس الذي يستحقونه خاصة بعد مصابه بابنه الطيار الشهيد معاذ الكساسبة.
ثالثاً : التأكيد على مبدأ فصل العبادات عن المعاملات ، بلغة عامّة ، أو فصل الدين عن مؤسسات الدولة بلغةٍ أخصّ.
رابعاً : لزوم طرح فكرة حظر الأحزاب والجماعات القائمة على أساس ديني (يتضمّن ذلك حركات الارهاب الناعم والتي تتخذ من دور العبادة ومراكز تحفيظ القرآن مصانع لانتاج وتغذية الظلامية والفكر الوهابي التكفيري.
خامساً : بما يخص المسألة الثقافية : "عقلنة" المجتمع ونشر ثقافة العدالة والتنوير هو لا غير الطريق لبناء البديل في وعينا ووعي اولادنا ، وهذا واجب على الدولة وعلى النخبة المثقفين على حد سواء ، الدولة تتبنى الفكر المعتدل وتسعى لدعمه ونشره ، والمثقّف اذ يحارب الارهاب وجذوره وداعميه.
بالعادة من يتبنى فكرة أنها ليست حربنا يذهب للقول بأنّنا المعتدون بأنّ ما قامت به داعش هو اعدام طيار حاربها في أرضها! ، وبعد تبيان أنها حربنا وأننا معنيون بها بشكل اساسي كسوريا والعراق لا بشكل ثانوي نقول لهؤلاء : منذ متى كانت الرقة ودير الزور والموصل أرضاً لداعش؟ اذ أن معظم هؤلاء الدواعش جاؤوا من مختلف أسقاع الأرض ومن جنسيات متعددة ولم يدخلوا هذه المناطق من قبل ، ثمّ انّ هذه الحجّة لا تصحّ فقد أعدم التنظيم رهائن صحافيين!! لم يشاركوا في الحرب فكيف يبررون قتل الرهائن الأجانب؟ ما لا يفهمه هؤلاء أنّ داعش مشروع لا تحدّه جغرافيا ، يتمدّد ويشكّل تهديد حقيقي للمنطقة برمّتها.

ثالثاً : بخصوص فيديو حرق الشهيد الطيار معاذ الكساسبة وردّة الفعل
هذه الطريقة البشعة في اعدام اسير الحرب والغير مسبوقة وتصويره بهذه الدقة ربما تنمّ عن تخبّط هؤلاء الدواعش تجاه الهزائم التي لحقت بهم خاصةً في كوباني على يد المقاتلين والمقاتلات الأكراد الذين واللواتي واجهوهم بشدّة وبأس شديد ، لم يعد يكفيهم مشهد قطع الرؤوس والتكبير عليها وحز رقاب الناس ورمي الشباب من البنايات الشاهقة ورجم صبايا في عمر الورد وغيرها من المشاهد التي اعتدنا على رؤيتها ، لم تعد تشفي غليل أحقادهم ، وأصبح تحفيز الادرينالين يتطلّب جرعة أخرى من العنف ، جرعة أخرى من التعذيب والفظاعة ، يتطلّب حرق هذا الشاب البطل وهو حي ! بأقبح صورة ممكنة ، وتصوير ذلك بدقّة وجودة و اخراج عالي المستوى وما يراد من ذلك الا بث رسائل التخويف والرعب للعالم.
داعش التي تحاول أن تظهر في الفيديوهات الرسمية الصادرة عنها وكأنها جماعة مرعبة وفي قمّة التنظيم والاتساق على حين نرى عكس ذلك تماماً في الفيديوهات الغير رسمية الصادرة من أفرادها والمنشورة في الشبكة العنكبوتية.


محمد الصالحي – عمّان



#محمد_نبيل_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الديمقراطية والشورى ، مراجعة تاريخية
- اعتراف
- ربما
- عزلة الكون الصغير - قصة قصيرة
- الدولة المدنية ، مفهوم على المحكّ
- ستُّ شهواتٍ لهذا الليل


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد نبيل الصالحي - الكساسبة ودولة الاسلام ، أكذوبة التحالف الدولي والبديل