أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الرحمن تيشوري - الادارة تخصص علمي وفن وموهبة















المزيد.....



الادارة تخصص علمي وفن وموهبة


عبد الرحمن تيشوري

الحوار المتمدن-العدد: 1315 - 2005 / 9 / 12 - 10:36
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


منذ ان اعلن طبيب مشاكلنا السيد الدكتور بشار الاسد رئيس الجمهورية مشروعه الاصلاحي التحديثي التطويري لسوريا غداة خطاب القسم في عام 2000 ويتسابق الكثيرين لنشر مقالات والمشاركة في ندوات عن الاصلاح الاداري وذلك اما بدافع كسب الشهرة او استعادة امجاد قيادية مفقودة او تقديم الذات الى اصحاب القرار علما ان اكثر الذين يفعلون ذلك لايعرفوا معنى الاصلاح وليس لهم علاقة بالادارة لا من قريب ولا من بعيد والبعض منهم كان السبب فيما وصل اليه حال البلد من جمود سياسي وترهل اداري وفشل اقتصادي وعقم ثقافي .
وبشكل عام اقول ان العمق الاختصاصي والمنهجي مازال بعيد المنال عن اغلب هذه المقالات والندوات علما انني لست فقيها في الادارة ولا ادعي التخصص الدقيق لكنني درست بعض مواد الادارة في المعهد العالي للعلوم السياسية " الادارة العامة – التنمية الادارية والقوى العاملة " ولاحقا درست اكثر تخصصا في الدورة التحضيرية للمعهد الوطني للادارة العامة " الادارة – ادارة الاعمال – التحليل الاستراتيجي – نظرية المؤسسات – القانون الاداري – التنظيم القضائي – الادارة العامة – القانون المالي و الضريبي – صياغة النصوص التشريعية ........ "
وعند دراستي لهذه الامور اصبحت اميز بين ما يكتب عن الادارة والاصلاح ان كان كاتب هذا المقال او صاحب هذه الافكار هو من المتخصصين ام لا او يعرف ويفهم في علوم الادارة ام لا
غياب المعايير
لكنني اعتبر ان كل ما يكتب عبثيا اذا لم يتم وضع معايير موضوعية وخلق منهجيات علمية صحيحة وبيئة مناسبة للعمل الجاد بحيث نوصف هؤلاء الناس ونسند اليهم الاعمال بدل تركهم يعانون الاحباط واليأس في دوائر ومؤسسات الدولة حيث نجد في بعض المؤسسات مجاز في اللغة العربية رئيس دائرة للابنية المدرسية ومجاز في التاريخ رئيسا لدائرة قانونية بينما المؤهلون اداريا وتقنيا وتربويا لاتسند اليهم مهام ولا دوائر لانهم لا يشتركون مع السيد مدير التربية بنفس الاجازة فاذا لم يحملوا الاجازة في الادب العربي فهم غير صالحون لشيء رغم انهم اصحاب كفاءات ولديهم بحوث تربوية واقتصادية منشورة في مختلف ارجاء الوطن العربي الكبير ؟!!
محاور الاصلاح واحدة
في كل انحاء العالم محاور الاصلاح واحدة يعرفها كل مختص وتصنف اولوياتها من مكان الى اخر ومن دولة الى اخرى ومن زمن الى اخر بشكل عام يمكن اجمال هذه المحاور بما يلي :
- نشر ثقافة الادارة والمؤسسات
- اعداد القيادات وتطوير الموارد البشرية
- تطوير التشريعات والاجراءات والتعليمات
- تطوير البنى التنظيمية وتوصيف مراكز العمل والوظائف
- الاتمتة الادارية ونظم المعلومات الادارية
- التحضير والتشجيع والمكافأة والمبادأة والثواب والعقاب وتناسب السلطة والمسؤولية وتفويض السلطة وللاسف الشديد نحن نتخبط بالاصلاح ولا يتم مشاركة المختصين والاستفادة منهم والاستماع اليهم فتارة نبدأ بالاصلاح التشريعي ثم تاتي نتائج مخيبة ثم نعود لنقول اصلاح الادارة اولا ثم نعود لنقول الاصلاح السياسي اولا ثم نقول اصلاح الاقتصاد اولا ثم نشتري حواسيب بمئات ملايين الليرات ونتركها بليدة بلا عمل حيث لم يشارك المختصين في الادارة الذين يعرفون بدقة ما المطلوب من الاتمتة
- ثم يقولون بالتوصيف الوظيفي وتكتب وتملأ بطاقات التوصيف من موظفي مديري الذاتية الذين اكل الزمن وشرب وضرط على رؤيتهم الادارية
المقاييس المطلوبة
لكل وظيفة مقاييس ولنفرض ان وظيفة تتطلب الكفاءة " كيف نقيس الكفاءة " هناك مؤشرات اهمها:
1- المؤهل العلمي المحدد للوظيفة
2- التخصص الدقيق المرتبط بالوظيفة
3- الدولة والجامعة التي تخرج منها
4- معدل التخرج الحقيقي – التفوق بالمقررات المتعلقة بالوظيفة
5- النجاحات العقلية التي حققها الشخص في دراسته وعمله
6- الاعمال العلمية والبحثية التي قدمها
7- المؤهلات العلمية والتدريبية الاخرى
8- الاساتذة الذين اشرفوا عليه والخبراء الذين تدرب على ايديهم
9- فاعلية الشخص في الجماعات التي ينتمي اليها
10-غير ذلك من المقاييس الكثيرة التي تحدد كفاءة وفاعلية الشخص للوظيفة القيادية
ولا تعد من مقاييس الكفاءة كل المعايير والعوامل المتبعة لدينا وفي اجهزتنا الادارية واهمها لغاية اليوم
1- رضى المدير والمدير العام عنه من يتبع له
2- الانتماءات المتنوعة للحزب والنقابة والطائفة والعشيرة والمذهب.....
3- العلاقات والصداقات وتشابه الاجازة
4- المحسوبيات والقرابات وحديث فلان – عديل اللواء فلان
5- الرصيد المالي الداخلي والخارجي الذي تم الحصول عليه من غير اعمال منتجة ومبدعة ومفيدة
6- مباركة الاجهزة الامنية والحزبية على الشخص المطلوب
7- .........
8- ............ وغير ذلك
ان غياب المعايير والمقاييس التي تحدثنا عنها ادى الى فشل القطاع العام لدينا وادى الى خسارة الشركات وبالتالي هدر وضياع مليارات الليرات السورية.. لذلك لابد من العمل سريعا باتجاه وضع مقاييس ومعايير للتمييز بين المجد والمتفوق وصاحب الاختصاص وبين المهمل والكسول واللامبالي الذي لا يتعلم ولا يستوعب التكنولوجيا الجديدة لان الادارة هي المحرك الاساسي لاي نشاط اقتصادي اجتماعي متطور
مظاهر تنموية ادارية خداعة متقدمة مظهريا متخلفة مضمونا
- لدينا حواسيب وطابعات وفاكسات ولاسلكي وخليوي ومكيف وشوفاج وسيارات لكن للأسف كل هذه الوسائل والمظاهر لانجيد ادارتها او تشغيلها بالشكل الامثل
- فالحاسوب مثلا الذي بامكانه انجاز آلاف العمليات يقتصر تفعيله على اساس آلة كاتبة او للتسلية الغبية بلعب الورق او حتى للديكور فقط " في مكتب مدير تربية طرطوس حاسوب مغطى من ثلاث سنوات لم يتم رفع الغطاء عنه مطلقا
كما حالة اكثر المكتبات التي تظهر في بعض المكاتب او المؤسسات مجلدة بالاغلفة المذهبة ولكنها لم تفتح يوما
" مهمات الادارة الناجحة "
- احياء الوقت الميت للمواطن في اعمال مفيدة
- تطوير القوانين الجامدة المعيقة للتطوير
- مكافأة الملتزمين الناجحين والمبدعين في تبسيط الادارة وحل المشكلات
- وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتنمية الانسان الاداري علميا وتقنيا وفنيا
- الاستفادة من تجارب الاخرين ومحاكاة المبدعين
- الغاء الزيارات الخاصة والتعبدات اثناء العمل
- تفعيل فن السكرتارية حتى في طريقة خرز الورق وتجميل مكان العمل وجعله مكانا مبهجا مريحا
- السلوكية القدوة وسياسة الباب المفتوح والغاء الادارة المحجوبة
- ضرورة العمل على اختصار التوقيعات كما اختصار الحركات الانتاجية
- توجيه وسائل الاعلام وخاصة التلفزيونات بما يخدم عملية التنمية الادارية " محاضرة اسبوعية "
- تفعيل المعلوماتية والحاسوب بشكل اكبر وخلق المجتمع الرقمي
- تسمية بعض العناصر الادارية وغيرها بالانتخابات المفتوحة على برامج محددة لوصول الاكفاء الى اماكن التشريع وتكليف الاكثر شعبية بتشكيل الوزارة وخلق حكومة الظل التي ترصد اخطاء الوزارة القائمة وتصوب ادائها
عبد الرحمن تيشوري
دور الادارة في عملية التحديث والتطوير
عبد الرحمن تيشوري
طرطوس : هـ 353870
دبلوم ادارة – دبلوم تربية
دبلوم الدراسات العليا في
العلاقات الاقتصادية الدولية
E.M: [email protected]

منذ رحيل القائد الخالد حافظ الاسد مبكيا عليه ووصول القائد الشاب الدكتور بشار الاسد الى موقع رئاسة الدولة اشاع هذا القائد الطبيب مشروعا تحديثيا تطويريا لسورية وبدأ الجميع يتحدث عن التطوير والتحديث رغم ان الكثير من الناس الذين رفعوا راية التطوير والتحديث كانوا هم السبب في وصول البلد الى ما هو عليه الامر الذي استدعى التطوير والتحديث لذا اقول لهم انتم لستم اداة اصلاح وتطوير وتحديث والمطلوب ادارة جديدة لتنفيذ مشروع الاصلاح والتطوير
الادارة هي العمود الفقري لنمو المجتمع
لا توجد في العالم انظمة ناجحة واخرى فاشلة بل توجد ادارات ناجحة وادارات فاشلة والادارة هي الاساس في استغلال واستثمار الموارد لانها تربط وتنسق بين عوامل الانتاج بهدف ضمان تحقيق اعلى كفاءة ممكنة تساهم في رفع معدلات النمو والتطور وتعمل على رفع المستوى المعاشي لجميع افراد المجتمع
بناء على ذلك اصبح علم الادارة في وقتنا الحاضر العمود الفقري لنمو المجتمعات وتطورها الحضاري ولقد اثبتت الدراسات والتجارب العملية ان تقدم الشعوب وتطورها الحضاري لايتم بمجرد توفر الثروات او استيراد احدث الاجهزة والتقنيات بقدر ما يعود الى الادارة العلمية والكفوءة القادرة على حسن استثمار واستغلال هذه الثروات والتجهيزات التقنية بالشكل الامثل الذي يلبي احتياجات المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه
ففي عالمنا المعاصر مجتمعات وشعوب كثيرة تملك ثروات صنعية هائلة ورغم ذلك لا يزال الفقر والجهل والمرض يفتك بشعوبها لافتقارها الى الادارة الجيدة القادرة على استثمار ثرواتها لمصلحة شعوبها والكثير من دولنا العربية خير مثال على ذلك
في حين ان هناك شعوب ومجتمعات اخرى لا تملك الا موارد نادرة ومحددة لكنها تمكنت بفضل الادارة من تحقيق وتائر نمو عالية وارتقت الى اعلى درجات سلم التطوير والحضارة وخير مثال عليها اليابان وهولندا وسويسرا وماليزيا وغيرها
انطلاقا من هنا نرى اننا بامس الحاجة الى اصلاح اداري او تنمية ادارية تكون اساسا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة لان العناصر الادارية هي الاداة والوسيلة لاستثمار الموارد وتوجيهها وفقا لمصلحة البلد
ونحن بحاجة سريعة الى ذلك ورغم ذلك لم نوجد الاداة الاصلاحية وهي وزارة او هيئة التنمية الادارية تارة يؤسسون معهد للتنمية الادارية ويبقى الخريجين بعيدا عن العمل وتارة المعهد الوطني للادارة العامة ويقول 60 خريج يكفي علما اننا بحاجة سنويا الى الف 1000 خريج لان كل مفاصل الادارة في سورية تحتاج الى استبدال وتثقيف والى تطوير والى تحديث
اهمية الادارة العلمية المدربة
يكفي دلالة على اهمية الادارة ودورها في عملية التنمية ما قاله مدير احدى كبريات الشركات الاوبكية "... خذوا منا كل اموالنا وتجهيزاتنا وممتلكاتنا واتركوا لنا ادارتنا سنعيد كل ذلك خلال بضعة سنوات .."
هذا القول بليغ او رائع وقد درسناه العام الماضي خلال اتباع الدورة التحضيرية في المعهد الوطني للادارة العامة وانا اقول هل يعي المعنيون والمدراء العامون والوزراء اهمية ذلك اهمية هذا القول ويفكرون بسورية ومصلحتها ومصلحة اجيالها ويعطون للادارة العلمية الكفوءة والنزيهة الاهمية التي تتحقق عند اصدارهم قرار تسمية مدير او معاون مدير او رئيس دائرة او قسم او....
ان نجاح سورية في عملية التطوير والتحديث المنشودة مرهون بالاجابة عن هذا التساؤل
ففي الوقت الذي نجد فيه الدول المتقدمة وشركاتها المختلفة تتنافس فيما بينها وتتسابق لتقديم افضل الاغراءات المادية والمعنوية لاجتذاب اصحاب المهارات والكفاءات الادارية المتميزة وتدفع لهم ما يريدون
نجد دولنا العربية وخاصة سورية تتسابق في ابتكار افضل الاساليب للتضييق على اصحاب المهارات والكفاءات ووضع العراقيل والصعوبات امامهم لتطفيشهم واخراجهم من دائرة الضوء والمنافسة او وضعهم في الاماكن الغير مناسبة لهم
العام الماضي اتبعت انا وزملاء لي دورة في المعهد الوطني للادارة العامة لعام كامل حصلنا بعدها على دبلوم في علوم الادارة العامة ولدينا تاهيل تربوي
عدنا الى تربية طرطوس ليقول لنا مدير تربية طرطوس بان ليس لديه شواغر وتم وضعنا في اماكن ميتة علما اننا اصحاب ارفع تاهيل علمي واداري وتربوي في مديرية التربية والسيد مدير التربية لا يحمل سوى الاجازة في اللغة العربية وهو يقول انه يحترم الشهادات والكفاءات والتخصصات
فمع مثل هذا المدير لا ينفع سوى الصيغ الالزامية التي تجبره هو وغيره استثمار الكفاءات لما فيه مصلحة البلد لان الادارة بالنسبة للمجتمع كالعقل بالنسبة لجسم الانسان والادارة هي القوة الدافعة لتنمية الموارد والطاقات
وكلما تقدمنا بطلب الى السيد المدير يكتب حاشيته عليه تحتاج الى اسبوع لانجازه
ولدي زميلة تعمل معي في دائرة التعليم الاساسي ارادت الانتقال الى مركز التاهيل التربوي في نفس مديرية التربية تم احالة طلبها الى 8 جهات لاعطاء الرأي؟؟!!
الكفاءة اساس الاختيار
انطلاقا مما ذكرناه يجب ان يلاقي موضوع الادارة واصحاب الكفاءات الادارية انتباها واهتماما من المسؤولين واصحاب القرار بحيث تصبح الكفاءة والجدارة المسطرة التي يتم على اساسها اختيار القيادات الادارية القادرة على استيعاب التقنيات المتطورة والفن الاداري الحديث
وان لا يترك هؤلاء الاشخاص بلا عمل تحت امرة من هم ادنى منهم علما ومعرفة وتاهيلا على الاقل نسميهم مستشارين لحين تكليفهم باعمال ادارية رئيسية
الادارة اليوم علم وفن ومهنة ولغة اجنبية وحاسوب وبريد الكتروني وانترنت وخبرة اختصاص وضرورة ملحة وحتمية وبدونها لايمكن النجاح بعمليات التحديث والاصلاح والتطوير ولعل الخمس سنوات الماضية من عمر العهد الجديد كافية لتؤكد صحة كلامي ووجهة نظري
كفى اضاعة وقت ولنتخلص من كل الذين يكتبون ( يرجى الاطلاع والتوجيه – يرجى اقرار ما ترونه مناسبا – للتريث... )
لنحاسب المسؤول ونسأله ماذا فعل ماذا قدم كيف انفق الموازنة ماذا انجز ؟ لماذا تقاعس عن ممارسة الصلاحيات لماذا فرط بمصلحة الشعب لماذا اضاع الوقت ؟
ويجب معاقبة المسؤول عن كل ذلك اذا قام به ويجب شكره وتحفيزه وترقيته اذا قام بواجبه وابدع في الانجاز وكان حريصا على المال العام والوقت العام
المؤتمر القطري العاشر هل يقول من هو المدير
وما هي الادارة؟
اذا كنا فعلا جادين وصادقين باحداث التحديث والتطوير والتغيير واللحاق بالعالم والانتماء الى العصر فما علينا الا الاسراع باصلاح ادارتنا العامة من خلال تطعيمها بعناصر ادارية كفوءة ومؤمنة بالاصلاح وتعمل للوطن وليس لها حتى تكون قادرة على تلبية طموحات قائد الوطن وجماهير الشعب في التطوير والتحديث واتاحة الفرصة لكل مواطن لممارسة دوره في بناء وتطوير الوطن من موقعه الخاص
فليبدأ كل منا فردا او ضمن الجماعة التي يعمل معها باحترام الوقت وتحمل المسؤولية وليكون فعالا ومنتجا وحاضرا ومشاركا ويكسب الرهان مع الزمن ومع الاخرين
على المؤتمر القطري ان يحدد وان يضع قياسات للمدير والادارة وان يخلق حراك سياسي واقتصادي وثقافي واداري واعلامي في البلد ليصبح البلد ورشة عمل كبيرة في شتى المجالات وشتى الميادين لان البلد يحتاج اليوم كثيرا الى العمل ولا يحتاج الى التنظير والمسافة بينها وبين الاخرين كبيرة جدا وهم لن ينتظرونا لنلحق بهم وانما سائرون بخطوات متسارعة
لا ادري لماذا خطرت لي فكرة كتابة هذا المقال عندما قدمت للسيد مدير تربية طرطوس طلبا ارجو فيه منحي علاوة خمسة بالمئة على دورة في المعهد الوطني للادارة العامة علما انه يوجد قرار من رئيس مجلس الوزراء وتوجد مادة رئيسية في نص القانون الاساسي للعاملين في الدولة تمنح العامل هذه العلاوة ورغم ذلك لم يوقع الطلب الا بعد 20 يوما في مكتبه ثم احاله الى المحاسبة التي قالت ان ليس لها علاقة بالموضوع ثم الى الادارية التي افادت بان ليس لها علاقة بالموضوع ثم الى الاعداد والتدريب الذين افادوا بان لا علاقة لهم بالموضوع وان هذا الموضوع ليس من اختصاص احد في مديرية تربية طرطوس هل ما حدث آلية عمل وهل ذلك كسبا للوقت وهل هذا تطوير وتحديث وهل هذا تشجيع على التأهيل والتدريب وهل .. وهل .. وهل..؟؟!!!!!!!
عبد الرحمن تيشوري

عالم يفيض بسكانه
خطر الانفجار الديمغرافي في العالم
عبد الرحمن تيشوري
طرطوس : هـ 353870
دبلوم ادارة – دبلوم تربية
دبلوم الدراسات العليا في
العلاقات الاقتصادية الدولية
E.M: [email protected]

تستفحل مشكلة الانفجار الديمغرافي يوما بعد يوم حتى اصبحت تقلق بال الاقتصاديين والمفكرين وعلماء الاجتماع وعلم النفس والصحة والفلسفة ورجال الدين والسياسة.... اكثر من أي وقت مضى لدرجة انه يمكن تشبيه خطورة الانفجار الديمغرافي بخطورة الانفجار النووي على الأمد البعيد
واذا كان عدد سكان المعمورة قد ازداد من 230 مليون نسمة في بداية العصر الميلادي الى مليار نسمة عام 1812 فاننا نرى طول الفترة الزمنية البالغة 1812 سنة حتى ازداد العدد 770 مليون نسمة فقط في ان فترة تشكل المليار الثاني من السكان (1930) بلغت فقط 118 سنة وفترة تشكل المليار الثالث في عام 1963 كانت 33 سنة ولكن المليار الرابع عام 1975 احتاج إلى فترة 12 سنة فقط وفي نهاية الربع الاخير من هذا القرن بلغ اجمالي عدد سكان الارض حوالي 6.5 مليارات في عام 2000 اي بمعدل حوالي عشر سنوات فقط لكل مليار جديد

ومن الملاحظ ان وتائر النمو السكاني تتسارع سنة بعد اخرى وان فترة تشكل المليار الاخير تقل عن فترة المليار السابق له واذا استمر الحال على هذا المنوال فقد تصل الانسانية الى التزايد بمعدل مليار نسمة في كل سنة في النصف الثاني من القرن التالي في الالفية الثالثة وعند ذلك ستكون الطامة الكبرى بيئيا وغذائيا ومائيا وخدماتيا وفضلاتيا وسكنيا ومواصلاتيا وحياتيا وحتى هوائيا.. الخ…

هذا واذا كانت الولادات السنوية تتم بحدود 136 مليون نسمة سنويا أي 209 ولادة في الدقيقة خلال تشكل المليار الرابع مقابل وفاة 56 مليون نسمة سنويا(أي بمعدل 107 حادثة وفاة في الدقيقة الواحدة ) فالرصيد السنوي المتبقي والحالة هذه يبلغ 80 مليون نسمة سنويا يضاق الى المجموع السابق أي بمعدل2% منه ولكننا نرى في الربع الاخير من هذا القرن تزايد الولادات بشكل اكثر مع نقص في الوفيات بسبب تقدم الطب والعلم الدوائي مما يجعل الرصيد السنوي بحدود 100 مليون نسمة

هذا واذا عرفنا ان رقعة اليابسة محدودة ولا تتزايد بتزايد عدد السكان عليها لا بل تضيق يوما بعد اخر بسبب انتشار المساكن والطرق بالاضافة الى التصحر مما يجعلها تضيق بملياراتها القائمة عليها حاليا ولا شك ان الوضع سيصبح اكثر صعوبة عام 2000 عندما يبلغ سكان الارض 6.5 مليارات مع تناقص الكثير من الموارد الضرورية وخاصة مصادر المياه المائية النقية والاوكسجين والطاقة والحيوانات والاسماك والمواد الغذائية الاخرى والمعادن... الخ سواء نتيجة تلوث البيئة او التضخم السكاني بالإضافة الى يد الانسان العبثية والاجرامية والجاهلة...الخ

وتبدو المشكلة اكثر تعقيدا في الدول النامية التي تتم اغلب هذه الزيادات لديها في الوقت الذي لا تكفي هذه الدول نفسها من المواد الغذائية باكثر من 40% والمياه النقية بأكثر من 50% وكذلك تدني وسائل الحياة الاخرى في الوقت الذي تبلغ الزيادة الديمغرافية قيها حوالي 2% سنويا وفي بعض دول امريكا اللاتينية يتضاعف عدد السكان مرة كل17 عاما في حين لا يتضاعف الانتاج او الدخل خلال نفس الفترة مما يزيد الازمة تعقيدا في هذه الدول وبالتالي تفاقم مشاكل الفقر والجهل والمرض وزيادة عدد الجياع والاميين الى اكثر من مليار نسمة وهذا بحد ذاته مؤشر كبير من مؤشرات التخلف في مجتمعات تنعدم فيها تقريبا المسارح ووسائل الترفيه وقاعات المطالعة والمكتبات العامة والمختبرات وممارسة الهوايات الفنية والنظام في العمل او الحياة...الخ مما يجعل الغريزة الجنسية هي المسيطرة على تفكير الانسان المتخلف هذا والعملية الجنسية التي اصبحت وظيفية في كثير من الاحيان لكونها المتنفس الوحيد لدى الانسان في هذه الدول وبالتالي تكريس الامومة الجاهلة المعذبة والابوة اللاواعية الشقية
الا اننا نرى عكس ذلك في الدول المتطورة اقتصاديا حيث الميل الى الاسرة الصغيرة وبالتالي الاستقرار السكاني وان نسبة الولادات تكاد تكون موازية لنسبة الوفيات في هذه الدول لدرجة ان بعض هذه الدول مثل فرنسا تحافظ تقريبا على حجمها السكاني وبشكل مستقر لفترة طويلة... ويعضها يتزايد يصورة بطيئة كالدول الاوربية وامريكا الشمالية واستراليا ( رغم المساحات الشاسعة والامكانيات الكبيرة التي تمتلكها هذه الدول وامكانياتها استقبال سكان اكثر ) ولا شك ان حرية المرأة في تلك البلدان وحقوقها المساوية لحقوق الرجل جعل الزيادة السكانية تميل الى التناقص في بعض الاحيان كما في بريطانيا والمانيا..الخ حيث بلغ عدد الوفيات فيها اكثر من عدد الولادات في بعض السنوات ورغم عدم معاناة هذه الدول من الانفجار الديمغرافي الا اننا نجد في كثير منها ظهور ازمات اجتماعية واقتصادية كبيرة كالبطالة والتضخم والتلوث البيئي والارهاب والمخدرات والانتحار..الخ والتي بدأت تاخذ بخناق بعض السكان الموجودين فعلا... وقد وجدنا ان بعض الدول الاشتراكية ( السابقة ) مثل المانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا كانتا نعانيان من نقص في الايدي العاملة مما دفع الدولة في كل منهما الى تشجيع التزايد السكاني بمغريات كبيرة تقدمها في كل منهما الى الاسرة كثيرة المواليد ولا سيما بعد ان اخذت الكثير من الاسر نعزف وبشكل تلقائي عن انجاب المزيد من الاطفال لتتفرغ الى المزيد من التمتع بالحياة العريضة بدلا من الانشغال في مرحلة الشباب بتربية الاطفال.. ومن جهة اخرى عمدت بعض الدول مثل الصين ( بلد الاكثر من مليار نسمة ) الى تحديد حجم الاسرة عن طريق الترغيب بالتقليل من عدد الولادات الى ادنى حد ممكن ( الولد الواحد ) وتاخير سن الزواج والانشغال في العمل بالاضافة الى الترعيب من كثرة الولادات مما ابطأ من التزايد السكاني الصيني الى حد ادنى تستطيع الدولة تحمل عبئه وهذا ساعد على تخصيص الكثير من الميزانيات السكانية الصينية الى التنمية مما حقق فيها اعلى معدلات التنمية في العالم في السنين الاخيرة.. في حين نجد ان الهند الدولة الثانية في العالم بعدد السكان بعد الصين اعتمدت على تحديد النسل عن طريق تعقيم الرجال او النساء بالاكراه بعد فشل الاساليب الاخرى مما ادى الى عدم تجاح حزب المؤتمر بزعامة انديرة غاندي في اواخر السبعينيات.
ولما كانت الدول الصناعية المتطورة قد بدأت تعاني من ظهور الكثير من الازمات رغم الامكانيات الهائلة لديها فما لا شك فيه ان ان الوضع في الدول النامية سيكون اكثر خطورة وقد يضاهي بخطورته الانفجار النووي لدى الدول الصناعية ولا سيما ان البطالة المتفشية في الدول النامية تزيد عن السكان العاملين فيها اضافة الى استفحال مشكلات سوء التغذية والجوع والتعليم والنقل وخدمات الصحة والسكن...الخ بالاضافة الى مشاكل المشردين اللاجئين ( بسبب الحروب الاهلية والعرقية والايديولوجية ) في هذه البلدان الذيم يزيد عددهم عن خمسين مليون نسمة.
ولذلك تتطلب الامر اهتمام الامم المتحدة في الموضوع وايلائه عنايتها الخاصة بالتوعية بضرورة تنظيم الاسرة والعمل على حل مشكلات الـــ 100 مليون نسمة الجديدة سنويا وكذلك دق المالتوسيون الجدد ناقوس الخطر وقالوا لابد والحالة هذه من الجوع الشامل الذي سيسببه التزايد الديمغرافي وقد اصدرت ( فوغت ) كتابا اسمه ( طريق الخلاص ) زعم فيه ان 500 – 900 مليون نسمة يستطيعون العيش على هذه الارض وانه يجب ابادة جميع الاخرين ( أي الناس الفائضين )
كذلك يزعم ( كوك ) في كتابه ( تكاثر الناس معضلة الساعة ) معتبرا بان نمو السكان خطر رهيب بالنسبة لوجود الانسانية .....الخ
وعلى عكس هؤلاء نرى ان هنالك بعض العلماء الاشتراكيين العلمانيين المتفائلين الذين يرون بانه لا داعي للخوف من زيادة عدد السكان واه لا خطر من هذه المعدلات الكبيرة وهؤلاء يرون ان العلة محصورة ليس بالتكاثر وانما في الظروف الاجتماعية والتفاوت الطبقي واستغلال الناس للاناس الاخرين والعسكرة والحروب المدمرة..الخ بالاضافة الى سوء استغلال وتوزيع الخبرات المادية وليس في عدم كفاية الموارد الطبيعية لان الارض برأيهم تستطيع اطعام 10 –20 مليار من الناس لو وجد التوزيع الصحيح والاستغلال الامثل للموارد المتاحة وحفظ وصيانة البيئة والتعامل مع الثروة الحيوانية والسمكية والطبيعية بشكل صحيح بل وجد من الفلاسفة من قال بان كوكبنا يستطيع ان يطعم 120 مليار من الناس
ولكن الواقع يبين ان هناك كثيرا من المغالاة في راي كل من المتشائمين جدا والمتفائلين جدا اذ انه في ظروف التطور العلمي والتكنلوجي العاصف ظهرت امكانيات كبيرة لاشباع المزيد من رغبات المليارات الجديدة من السكان لواستخدمت منجزات هذا التطور في خدمة الانسانية الا اننا ولسوء الحظ نرى ان حصيلة هذه الثورة العلمية التكنولوجية توجه الى دمار الانسانية اكثر مما توجه لخدمتها حيث ينفق العالم حوالي ترليون$ ( الف مليار دولار ) على العسكرتاريا فقط في حين ينفق اقل من ذلك بكثير على الصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية...الخ
كما ان تناقص الموارد المتوفرة في الطبيعة وبشكل ملحوظ وخاصة في مصادر الطاقة النفطية والموارد الغذائية والكثير من الثروات الغابية والطبيعية الموروثة منذ ملايين السنين حيث نرى ان الانسان يستهلكها بتبذير شديد وباساليب استترافية وجائرة لم يسبق لها مثيل في التاريخ.
كما ان متطلبات التزايد السكاني في عصرنا الحاضر لم تعد تحتسب في الكم فقط وانما في النوع ايضا حيث تتم الزيادة جنبا الى جنب مع تطور وتعدد الحاجيات الانسانية وتنوعها سواء بشكلها الفردي او الجماعي وبالتالي ظهور حاجيات جديدة لم تكن معروفة مسبقا وتحول ما كان كماليا بالامس الى ضروري اليوم ( كالسيارة والراديو والتلفزيون والكهرباء والتلفون....الخ
كما ان تطور الحاجة الى هذه الضروريات او غيرها من الخبرات المادية الاخرى يفوق كثيرا تطور انتاجها او زيادة القوة الشرائية اللازمة لاقتنائها.. وعند القول بازدياد عدد السكان مائة مليون نسمة سنويا فهذا يحمل الدولة الحديثة اعباء توسيع دائرة توفير الغذاء والماء النقي واللباس والتعليم والكتب والمواصلات والمسارح ودور السينما والمطاعم والفنادق والامن والمكتبات...الخ اللازمة للزيادة الجديدة لديها.. ومع هذا الزمن يحتاج هذا العدد السنوي الى 50 مليون شقة سكنية و100 مليون فرصة عمل....الخ
ولكن اذا عرفنا ان تامين فرصة العمل الجديدة الواحدة في هذا العصر يقتضي انفاق 20 الف دولار فيلزم والحالة هذه لتامين عمل العدد السنوي الجديد 2000 مليار دولار فكيف الامر بالنسبة للحاجات الضرورية الاخرى كالسكن والتعليم والصحة...الخ
وتقف الدول النامية التي تتم اغلب الزيادات السكانية فيها الان الى حالة عجز عن تامين العمل الى 40% من سكانها البالغين العاطلين عن العمل وكذلك عن ايواء البالغين في بيوت صحية حديثة فكيف الامر للملايين الجديدة وذلك لان التزايد الديمغرافي في هذه الدول لا يتم بشكل عقلاني او مخطط او مدروس لا من قبل الدولة ولا من قبل الاسرة وانما يتم بشكل غريزي وعفوي وعاطفي واحيانا بهيمي .. وان اغلب المواليد الجدد يعتبرون فائضين نسبيا عن حاجة المجتمع اليهم ونظرا لعدم استعداده لاستقبالهم واستيعابهم فانهم يهمشون ويعيشون على حساب حصص الموجودين قبلهم وهذا بدوره يؤدي الى تناقص حصة الفرد في هذه الدول في السنة اللاحقة عما كانت عليه في السنة السابقة من حاجات الغذاء والمجال الحيوي وفرص الحياة المتعددة الاخرى وبالتالي المزيد من البؤس ومن ثم التهام كل فائض يمكن ان يحدث بدلا من توجيهه نحو الاستثمار والادخار وذلك يعني المزيد من البطالة والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والدوائر والحلقات المفرغة
عبد الرحمن تيشوري




"اقتصاديات الوقت الف باء الادارة الحديثة"
عبد الرحمن تيشوري
طرطوس : هـ 353870
دبلوم ادارة – دبلوم تربية
دبلوم الدراسات العليا في
العلاقات الاقتصادية الدولية
E.M: [email protected]

1- لاشك بان اهم مايمتلكه الانسان المعاصر هو الوقت الذي هو مجموع ثواني حياته القصيرة التي يعيشها على هذه الارض ولا سيما في هذا العصر الالكتروني السريع حيث في الوقت الواحد هنالك الاف الخيارات امامه للقيام باحداها سواء من اعمال رسمية او اتصالية او اطلاعية او الابحار عبر الاف المواقع على الانترنت او مشاهدة احدى مئات المحطات على الدجيتال او استماع احدى عشرات المحطات الاذاعية على الموجة الواحدة او القراءة لاحد مئات الكتب او احدى الاف المقالات الممتعة والمفيدة الصادرة في مواضيع مختلفة في عشرات المجلات الاسبوعية او الصحف اليومية او زيارة المتاحف والمعارض والمسارح ودور السينما.. الخ
2- ولكن المهم في عصرنا الحاضر هو كيفية ايجاد الوقت الحر اللازم لدى الانسان المعاصر للاستمتاع ولو بجزء صغير جدا من كل ما تقدم عرضه من خيارات
3- ولذلك فقد اخترع المتطورون من الناس وسائل كثيرة لتوفير كل ما يمكن توفيره من الجهد المهدور في غير محله والوقت الضائع به وذلك لخلق الوقت الفائض (الذي تقاس به رفاهية الامم المعاصرة) من اجل المزيد من الاستمتاع به بالقراءة والتفكير والتامل والابداع والاختراع والتطوير والفن والموسيقى..الخ فاخترعوا وانتجوا وطوروا المواصلات السريعة والاسرع والاكثر سرعة من الطيارة والباخرة والسيارة والقطار TGV ..الخ الخ وكذلك اوجدوا وسائل الاتصال السريعة والمريحة من الايميل والفاكس والتيلكس والهاتف والخليوي..الخ والات الطباعة والخياطة والتعليب والتغليف والنقل...الخ وكل وسائل الانتاج عالية الانتاجية والمردود وحتى المؤتمتة والمربوطة منها...الخ وكل ذلك لزيادة هامش الوقت الحر لدى الانسان المعاصر لاستغلاله فيما تقدم
4- وكذلك طوروا الحاسوب ( الكمبيوتر ) للاسراع بواسطته في الانجازات العلمية والتقنية والفنية والابداعية..الخ وتخزين اكبر كمية ممكنة من المعلومات واستدعائها باسرع وقت ممكن عند اللزوم
5- وايضا طوروا فن الادارة الحديثة الذكية والرقمية والعمل عن بعد الذي يوفر اكبر كمية من الوقت والجهد وقسموا العمل الاجتماعي والمؤسساتي لزيادة الانتاجية وخلق المزيد والمزيد من هامش الوقت الحر للعيش به بما يليق بالانسان المعاصر..الخ فكم من مليارات الساعات المجهدة فيزيولوجيا وعصبيا قد وفرتها وسائل الانتاج الحديثة كانت تبذل في الحرث والزرع والحصاد والدرس و الطحن البدائي القديم وكذلك في العصر والخبز والطبخ والغسل والحياكة والنقل والمواصلات و .... الخ
6- ولا عجب ان اصبحت المصارف في الدول المتطورة تقوم بدفع كل الفواتير المترتبة على الانسان في تلك الدول من التامين الصحي والماء والكهرباء والهاتف وقسط المنزل واقساط التامين على الحياة وحتى تجهيز المدفن والتابوت والموسيقا والزهور اللازمة للدفن في اليوم الاخير من الحياة وتحويل الوقت الموفر الى رفاهية حقيقية واعمال ابداعية اخرى وجديدة تغني الحضارة الانسانية والوطنية والذاتية
7- فعاش الانسان المتطور في بحبوحة من الوقت الحر للاستمتاع به فيما تقدم من خيارات في الفقرة (1 ) او للسياحة خلاله في بلاد الله الواسعة وزيارة المتاحف والاثار القديمة او الاستجمام على الشواطئ او الاستمتاع به في المطاعم والمقاهي والمنتزهات الفسيحة او حضور المحاضرات العامة والندوات والمؤتمرات العلمية او الاجتهاد في المكتبات والمختبرات للمزيد من الابداع والاختراع والتميز في ميادين الحياة الجديدة والعمل لاضافة كل مجتهد لبصماته المميزة له على جدار التاريخ الطويل واللامتناهي
8- وبتلك الاجتهادات والتميزات تطورت العلوم التطبيقية والفنون الحياتية والابداعات والاختراعات العلمية والتكنولوجية والفنية والالكترونية بدون حدود وفي كل مجالات الحياة وبما يتجاوز الافق المنظور لحواس الانسان الخمس
9- ولكن ويا للاسف الشديد لا يزال ابناء العالم الثالث والرابع والعاشر وربما العشرون ..الخ بعيدون جدا عن كل ما تقدم الا بما يستوردونه من منجزات الاخرين مما ورد ذكره من منجزات تقنية فهم لا يزالون يكدحون اغلب اوقاتهم وراء لقمة العيش المغمسة بالعرق وكثيرا من الاحيان بالذل والالم والدم لانهم لم يجهدوا انفسهم بتشغيل عقولهم الخام بالابداع او الاختراع العلمي والتقني والفني كما فعل المتطورون ( او ربما لم يوجد لدى بعضهم الوقت الفائض من اجل ذلك) ولا بتصويب وتحكيم ضمائر ذوي القرارات فيهم لتحسين مستوى معيشتهم او تخفيف ما يمكن تخفيفه من الاعباء الحياتية عنهم وما بامكانهم فعل ذلك ولو على الاقل بتقليد المتطورين فيما فعلوا في هذا المجال وكيف سهلوا حياتهم وخلقوا فائض الجهد والوقت لديهم ..الخ ولذلك لايزال هؤلاء اللامبدعون لحلول مشاكلهم يجرجرون ارجلهم لدفع فواتير الماء والكهرباء والهاتف والخليوي والنظافة وقسط المسكن وتجديد اوراق السيارة وتسجيل معاملات البيع والشراء واخذ براءات الذمة وتجديد الاوراق الشخصية المنتهية الصلاحية...و...والخ هنا وهناك وهنالك في عمليات روتينية وبيروقراطية عقيمة وسقيمة ومنهكة ومدمرة للطاقة والوقت والاعصاب ولا سيما الاضطرار للوقوف الساعات الطوال بالانتظار بالدور على الرجلين المنهكتين في قمة الحر او القر في بعض المؤسسات القابضة الجاحدة او السادية لانها تضن على الدافعين لها بكرسي او مقعد خشبي او مروحة او مكيف او كلمة طيبة او حتى ابتسامة ونحن الذين نكرر في الصباح والمساء القول المأثور ( ابتسامتك في وجه اخيك صدقة.. وان لم تسعوا الناس باموالكم فسعوا باخلاقكم ..الخ ) ولكن يبدو اننا اصبحنا نضن بالابتسامة حتى على انفسنا امام المرآة
10-هذا مع العلم ان اكثر الناس المراجعين للدفع في هذه الطوابير هم من كبار السن من المحامين والاطباء والمهندسين واساتذة الجامعات والمعلمين والموظفين الاخرين ورجال الاعمال...الخ سواء الذين عطلوا اعمالهم او هم المتقاعدين الشيوخ الذين قدموا لكي يقوموا بتسديد ما عليهم في الوقت المحدد حتى لا تقطع عنهم الخدمة وتسوء الحالة اكثر هذا واذا احتسبنا اجرة ساعة المحامي الامريكي المبذولة في قراءة دعواه بــ 200 دولار ( أي بحوالي عشرة الاف ليرة سورية ) وساعة الجراح السوري بــ 5000 ليرة سورية وساعة العامل الالماني بحوالي 1000 ليرة سورية وساعة الطبيب او المحامي العربي بما لا يقل عن ساعة العامل الالماني وساعة المدرس الخصوصي بــ 300ليرة سورية ...الخ فكم يا هل ترى تهدر مليارات الليرات السورية شهريا من قيمة الساعات الضائعة في الجري وراء العمليات الروتينية العقيمة السقيمة التي كان من الممكن ان تسدد من قبل المصرف او تشغيل بها مئات الموظفين من الشباب الخريجين العاطلين عن العمل الذين يدخنون الاراكيل لحرق الوقت الطويل الممل لديهم
11- ومما يزيد في الحسرة ويحر في الحرقة ان الحواسيب ( الكمبيوترات ) لدينا بلدت او تبلدت اذ هي لا تقوم بالسرعة والدقة... والجهد والانتاجية التي تقوم بها في بلاد الصنع فاغلب الفواتير المحسوبة لاتصدر في تاريخها المذكور على الفاتورة السابقة وكشف الهاتف المحوسب يتاخر كذا يوم واحيانا اسابيع عن تاريخ دفع الفاتورة وفواتير الماء لا تاتي في الوقت المحدد على الفاتورة السابقة وقس على ذلك فواتير الكهرباء والخليوي...الخ والسؤال: لماذا هذه التاخيرات ؟. ولماذا هذه الكمبيوترات اذن؟ ولماذا لا يعلم المستهلكون بذلك مسبقا ؟ ولماذا لا يوظف الاف الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل بدى من الحواسيب العاطلة او المعطلة او الموظفين الكسالى ؟ ولماذا لا يقسم العمل فيما بينهم بشكل صحيح لتنجز الاعمال في حينها ويحمل المقصر مسؤولية تقصيره ؟ وتوفير مليارات الساعات الضائعة على الملايين من عباد الله الجارين وراء انجاز هذه الامورالعقيمة والسقيمة واللامفيدة لاحد والمعطلة للعمل والانتاج البديل هذا عداك عن غياب وتغيب ومرض وتمارض الموظف المسؤول بدون تكليف من ينوب عنه وايام العطل والمناسبات الكثيرة والطويلة..الخ اذ يمكن ان تزور المقصد اكثر من مرة لتدفع ( لا لتقبض ) فلا تجد الموظف المقصود لتدفع له ( رغم انه ياخذ راتبه من الضرائب لخدمة الوطن عبر خدمة المواطنين وليس لارهاقهم وتضييع اوقاتهم )
12- وهكذا تضيع حياة ابناء العالم الثالث والعاشر في اللهث وراء السراب في المتاهات الروتينية والدوائر البيروقراطية المغلقة والعمل العضلي المرهق والمنغصات الكثيرة وعندما يتهالك ذلك المتعب في منزله اخر النهار لا يجد رغبة في قراءة او كتابة او عمل فكري او ابداعي فيتبع الاسهل له مثل متابعة مسلسل تلفزيوني قديم او سماع اغنية عاطفية طويلة او التشعي على كيفية صنع طبق اليوم او مشاهدة مباراة كرة قدم وما يتخلل ذلك من دعايات تجارية سمجة واعلانات سخيفة تدعوا للغثيان
13- فقط هم من لديهم الوقت الفائض في العالم الثالث هم بعض المسؤولين الذين يستغلون مناصبهم فيكلفون سائقيهم ومرافقيهم وسكرتيراتهم وخدمهم وحشمهم في القيام بكل هذه المهمات المقيتة واما هم فيجدون كل الوقت الكافي لاستقبالات وتوديعات الضيوف المماثلين والعزائم على الولائم العامرة.. وفي المهمات الرسمية شبه السياحية والتسوقية الماجورة خارج الحدود...الخ وليتهم يخصصون لحلول المشكلات المنوطة بهم جزءا ولو قليلا مما يهدرونه من الاوقات اللامنتجة لديهم
14- والسؤال: متى سيحلم ابناء العالم الثالث بالوقت الفائض والجهد الموفر الذي يمكن تحقيقه عن طريق :
- الروبوت ( الانسان الالي ) الذي يعمل 24 ساعة بدون كلل او ملل او شكوى لا يمرض ولا يتمارض ولا يذهب للمرحاض ولا للموؤسسة او لغيرها على حساب وقت العمل الماجور
- الكمبيوترات غير البليدة ولا المتبلدة التي تعمل لوحدها بدون انسان وتنجز الاعمال والكشوف والفواتير في حينها وبدون ان تضطرك الى سؤال ذوي النفوس الحامضة دائما من المكلفين باداء نفس الخدمة.. او
- الارتقاء بالاداء الاداري الى مستوى فن الادارة الذكية والمجتمع الرقمي الذي تحل فيه القضايا وتتجدد فيه الاوراق ويحصل فيه على المستندات اللازمة باقل جهد واقصر وقت واقل كلفة
- بمصارف معاصرة تقوم بما تقوم به مثيلاتها في البلدان المتطورة وتدفع ما يترتب علينا ومن حساباتنا مع حسم العمولة المكافئة للجهد والوقت او..
- بتوظيف كل الشباب المؤهلين المتواضعين المحتاجين المحبين للعمل والمجيدين له والمبدعين فيه ليقوموا بالاعمال الللازمة وفي حينها بدلا من المقصرين في اعمالهم المعطلين لاعمال الاخرين
15- وساعتئذ ربما سيتوفر الجهد والوقت المطلوب والتمكن من التفرغ لما هو مهم واهم واكثر اهمية من اللف والدوران في الحلقات المفرغة وبالتالي التفرغ للعمل البديل المجدي وكذلك للقراءة والكتابة والترجمة والابحار في عالم الانترنت والدجيتال والمكتبات والاطلاعات لكسب المزيد والمزيد من المعارف والخبرات والمؤهلات المعاصرة اللازمة لتمثيلها وتبسيطها واعادة صياغتها الى جماهير الطلاب والمستمعون وخاصة للقراء من الجيل الحاضر او لمن سيقرأ من الاجيال اللاحقة فربما ساعدت على المساهمة في تحقيق ابداع او اختراع بما يفيد المجتمع او الانسانية او يفيد الذات على الاقل
16- ولمعرفتنا المسبقة ببطء تحقق أي مما تقدم فاننا نتمنى على كل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية بتطبيق الف باء الادارة الحديثة في المجتمع الرقمي المنشود القاضية بـــ :
- اخذ كل ما تقدم بعين الاعتبار والعمل على اجراء محاضرات عامة او ندوات علمية بذلك لمناقشته وخلق راي عام به
- تقييم كل الطوابق والغرف والقاعات والمدرجات لديها وبالارقام العربية ( العالمية المعاصرة 1-2-3) ليعرف المواطن المراجع في أي طابق هو ؟ ومن اين يذهب ؟ والى رقم أي مكتب ينبغي ان يتجه في معاملته؟.. الخ
- وكذلك نتمنى على المؤسسات القابضة التي يتجمع لديها عادة ثلاثة مراجعين فاكثر بان واحد ان تؤمن لديها كراسي او مقاعد خشبية لمن لا يقدر على الوقوف الطويل احتراما للمواطنية او للانسانية على الاقل.

عبد الرحمن تيشوري





#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النمو والتنمية اوهام نظرات مقترحات
- ما المطلوب ليجدد الحزب ذاته ويقنع السوريين انه حزب الجميع
- الادارة المعاصرة دليل المدير الذكي
- مهمة الحكم ووظيفة الدولة
- لفساد التربوي صور واشكال
- الليبرالية مفهوم اسس حسنات مساؤى
- التربية اولا واخيرا دور التربية في عملية التطوير والتحديث
- الصحافة الحزبية وطبيعتها ودورها وافاقها
- عالم يفيض بسكانه خطر الانفجار الديموغرافي في العالم
- استجابة لتوصيات المؤتمر العاشر للحزب هل يمكن تفعيل اجهزة الر ...
- قضايا النهضة وعلى من الرهان لتحقيق النهضة
- هل ينهي الاتحاد الاوربي هيمنة القطب الامريكي ويحقق التوازن ا ...
- الشباب العربي مشاكل وحلول
- مقاهي الانترنت واثرها على طلابنا في سورية
- دور التعليم في مسيرة التطوير والتحديث
- اصلاح المدراء وصلاح الادارات ايهما اولا
- الفكر العربي في عصر المعلومات
- العولمة الواقع الافاق الحل
- متى نبدأ بحثا تربويا جادا
- وراء كل تربية عظيمة معلم متميز


المزيد.....




- رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي يرى تقدما بصورة ما في محادثات ...
- كبار المسئولين الغربيين والعرب يبحثون في الرياض على هامش الم ...
- انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي غدا في الرياض بمشاركة 1000 ...
- “الذهب ينخفض من جديد” سعر ربع جنيه ذهب قبل اجتماع الفيدرالي ...
- هاتف مش هيتكرر تاني من شاومي بسعر اقتصادي وبتصميم ومواصفات ج ...
- بسبب الخلاف بينهما على الكرة الذهبية.. ميسي يعارض انضمام ليف ...
- مخبر : تعاملنا مع الدول الصديقة قائم على نهج الربح للجميع
- سلطات إقليم كردستان تعمل على استئناف إنتاج الغاز في حقل كورم ...
- سفراء أكثر من 50 دولة يحضرون عرضا تقديميا لمنتدى بطرسبورغ ال ...
- أزمة السيولة في غزة تشل الحياة الاقتصادية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الرحمن تيشوري - الادارة تخصص علمي وفن وموهبة