أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عليان عليان - عملية شبعا ضد الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ثأر وأقل من حرب















المزيد.....

عملية شبعا ضد الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ثأر وأقل من حرب


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 01:05
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


عملية شبعا ضد الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ثأر وأقل من حرب
بقلم : عليان عليان
بغباء منقطع النظير وببلاهة إستراتيجية، كانت عملية قصف قافلة كوادر المقاومة في مزارع الأمل في القنيطرة من قبل العدو الصهيوني، حين اعتقد نتنياهو وزمرته الفاشية بأنهم سيكسرون توازن الردع والرعب مع مقاومة حزب الله وأنهم سيرسمون قواعد جديدة للتوازن والاشتباك.
وغاب عن بالهم أن حزب الله رغم دوره المشرف في سورية، أنه في كامل لياقته وجهوزيته التعبوية والعسكرية على جبهة إسناد سورية، وعلى جبهة مقاومة الاحتلال الصهيوني ، وفق قناعته الأكيدة بأن المعركتين معركة واحدة، وأن من يدير معركة الإرهابيين في سورية هو الكيان الصهيوني نفسه.
لم تمر أيام سوى عشرة أيام على عملية اغتيال كوادر المقاومة في القنيطرة ، حتى جاء رد مقاومة حزب الله مزلزلاً للعدو الصهيوني ، ومن حيث لا يحتسب ، فقد توقع الرد في الجولان لكن الرد جاء في منطقة شبعا المحتلة في جنوب لبنان ، ما جعل مستوياته الأمنية والعسكرية تعيش حالة من التخبط والارتباك ، التي باتت محل " مسخرة " الإعلام الإسرائيلي ومحل " مسخرة " الخبراء الاستراتيجيين العسكريين في العالم .
أبعاد عديدة لعملية حزب الله في مزارع شبعا التي أوقعت تسع آليات إسرائيلية بحمولتها من ضباط وجنود العدو في كمين محكم ، تمكن خلاله رجال المقاومة من أن يمطروا هذه الآليات بصواريخ كورنيت الروسية ، ما أدى إلى مصرع وإصابة كل من فيها ، وأبرز هذه الأبعاد :
أولاً : أن هذه العملية البطولية – ذات الطابع الأمني والعسكري المعقد – أعادت الاعتبار للعمق الشعبي العربي لحزب الله ومقاومته الباسلة ، وأعادت الاعتبار لحلف المقاومة ، إذ أنه منذ تناهى إلى مسامع جماهير الأمة العربية أنباء العملية وتفاصيلها، حتى نفضت عن نفسها غبار الإحباط ، وألقت بكل عمليات التشكيك والتدليس التي سوقها عليها أو على بعضها ، أولئك الإرهابيون التكفيريون أو أولئك الإرهابيون الذين تدثروا بدثار الحرية وحقوق الإنسان.
وعادت غالبية جماهير الأمة للالتفاف حول المقاومة وحلفها ، في سياق إدراك لطبيعة المؤامرة الصهيو أميركية الرجعية على هذا الحلف ، حيث كان العدوان الغادر على القنيطرة والرد المقاوم عليها في مزارع شبعا، بمثابة الصاعق الذي فجر ونسف أكاذيب المتآمرين على سورية وحزب الله وحلف المقاومة عموماً.
لقد صمت المتآمرون على المقاومة صمت القبور ، ولم يتلعثموا بل خرسوا عندما تناهى إلى مسامعهم قيام رجال حزب الله بردهم المجلجل في مزارع شبعا على استشهاد كوادر من المقاومة في القنيطرة بقصف إسرائيلي.
ولعلنا نذكر كيف أن أولئك العملاء خدم الاحتلال وأدوات إعلام الإرهاب الأمريكي الرجعي التكفيري ، كيف طلعوا علينا بتصريحات جبانة، تشكك في أن يرد الحزب على العملية الإسرائيلية في القنيطرة ،ونراهم الآن ينزوون في جحورهم كالفئران.
العملية أربكت قوى المؤامرة على سورية وحزب الله ، خاصةً وهي ترى أن ما بنته في سنوات ينهار أمام أعينها ، فقسم من أطراف هذه المؤامرة وإعلامييها والمطبلين لها لاذ بالصمت واختفى في جحوره ، وقسم آخر راح يلوك كلاماً هراءً لا ينطلي على احد على نحو " أن حلف المقاومة عميل لإسرائيل وأن هذه العمليات متفق عليها لصرف الأنظار عما يدور في سورية "!!
ثانياً: كما أن هذه العملية أكدت على أن العدو الصهيوني بات يواجه جبهة مقاومة واحدة وموحدة شمال فلسطين المحتلة، تمتد من رأس الناقورة جنوب لبنان حتى القنيطرة المحررة في الجولان ، ما يعني تشتيت قواه وإرباكه في أي مجابهات قادمة.
ثالثاً : أن هذه العملية أكدت على قدرة المقاومة في ضرب العدو الصهيوني في "أقوى حلقاته" وليس في أضعفها ، إذ أنه رغم الاحتياطيات الأمنية الإسرائيلية الهائلة في شبعا ، ورغم الرصد والمراقبة والاستطلاع الإسرائيلي في تلك المنطقة ورغم أن طائرات التجسس والاستطلاع الإسرائيلية لم تبرح سماء الجنوب.. رغم كل ذلك رصد رجال المقاومة ما يدور في مزارع شبعا من منظور استخباري استطلاعي متقدم ، وحددوا الهدف وانطلقوا في ساعة الصفر ليوقعوا قافلةً عسكرية إسرائيلية في كمين محكم أودى بضباط وجنود العدو بين قتيل وجريح.
رابعاً : كشفت عملية شبعا البطولية عن قدرات كبيرة للمقاومة في مجال خدعة الحرب والتمويه التكتيكي، وذلك من خلال التمويه بإطلاق صاروخين على مواقع العدو في الجولان في اليوم السابق على عملية شبعا ، حيث أشعرت المقاومة العدو بأن ردها سيكون في الجولان لتفاجئه بأن الرد في شبعا في جنوب لبنان.
خامساً: لقد فتحت هذه العملية آفاقاً واسعة، أمام وحدة فصائل المقاومة الفلسطينية مع مقاومة حزب الله ، ولعل حالة التضامن غير المسبوقة، التي أبدتها جميع فصائل المقاومة الفلسطينية مع حزب الله، وتثمينها العالي لعملية شبعا ، واستعدادها لتقديم كل ما بوسعها من دعم وإسناد لمقاومة حزب الله، وأنها على استعداد لتوحيد الفعل المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني .. لعل كل ذلك مؤشر على أفق قريب لوحدة فصائل المقاومة العربية ، وعلى تلاحمها مع حلف المقاومة، خاصةً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن معظم هذه الفصائل باتت تعتبر نفسها جزءاً لا يتجزأ من هذا الحلف .
سادساً: أن هذه العملية تشكل درساً في إدارة الصراع مع العدو الصهيوني ومع أطراف الحلف الصهيو أميركي الرجعي التكفيري ، من زاوية أنها راعت معطيات الجبهة الداخلية اللبنانية من خلال شنها في منطقة محتلة في جنوب لبنان وغير خاضعة لمقتضيات قرار مجلس الأمن رقم 1701 ، وأنها منسجمة مع البيان الوزاري اللبناني الذي يؤكد على حق المقاومة في تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة في الجنوب، ومن زاوية أخرى أنها تراعي ظروف إدارة الحرب في سورية ضد أطراف المؤامرة ... وبالتالي فإن هذه العملية كانت بحق فوق الصفر وتحت التوريط ، وهي على حد تعبير سيد المقاومة أكثر من ثأر وأقل من حرب .
لقد أراد العدو الصهيوني من عملية اغتيال كوادر المقاومة في منطقة القنيطرة تغيير ميزان الردع لصالحه ، لكن عملية شبعا جعلت ميزان الردع يتغير لصالح حزب الله ، فالحزب أصدر البيان رقم (1) ما يعني أنه سيكون هنالك البيان رقم (2) إذا ما قام العدو بالتصعيد، لكن نتنياهو أرغى أزبد وتوعد لكنه لم يرد على الرد.
لقد أراد العدو الصهيوني من عملية الاغتيال تغيير قواعد الاشتباك، فجاء الرد من الأمين العام لحزب الله في خطابه يوم الجمعة الماضي، بأن الحزب لم يعد يأبه أو يتعامل مع أي قواعد للاشتباك ، وأنه سيضرب العدو في أي زمان وأي مكان إذا ما أقدم العدو على أي عدوان، أو أية عملية اغتيال لأي كادر من كوادر المقاومة وأنه لا يخشى الحرب ، بل سيواجهها ويحقق فيها الانتصار.
حزب الله وجماهير المقاومة لم ولن تشعر بالرعب ، وحلف المقاومة لم ولن يشعر بالرعب، لكن الرعب دب في قلوب كل المغتصبين الصهاينة، الذين باتوا يجهزون الملاجئ ، وخاصةً المغتصبين في مستوطنات الشمال الذين هربوا إلى الجنوب وباتوا ينظفون آذانهم للتصنت على احتمالية حفر الأنفاق تحت منازلهم وتحت مستوطناتهم.



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوثيون يقودون اليمن إلى الحرب الأهلية
- نصر الله أربك الحلف الصهيو أميركي الرجعي برسائله متعددة الأب ...
- مشروع السلطة في مجلس الأمن خطوات للوراء عن الثوابت الفلسطيني ...
- المبادرة الروسية : استثمار مبكر لأزمة المشروع المعادي لسورية ...
- مؤتمر المانحين لاعادة إعمار غزة ليس جمعية خيرية
- حين تتطابق مواقف تركيا مع مواقف حكومة الكيان الصهيوني حيال س ...
- انتصار المقاومة غير المسبوق في غزة : مدخلات بدون مخرجات
- المقاومة الفلسطينية كسرت أحادية الردع الإسرائيلي ، وأدخلت ال ...
- مبادرة النظام المصري لوقف إطلاق النار كتبت بأيدي صهيونية
- المقاومة الفسطينية تربك حسابات العدو ، وباتت يدها هي العليا
- انتخاب (إسرائيل) نائباً لرئيس مكافحة الاستعمار فضيحة دولية و ...
- مصر تكبر ببرنامج حمدين صباحي وتصغر بالمشير السيسي
- في الذكرى أل (66) للنكبة : المؤامرة الصهيو أميركية مستمرة عل ...
- اتفاق حمص : إنجاز استراتيجي لسوريا على طريق دحر الإرهاب
- التمويل الأجنبي والتطبيع صنوان في خدمة المشروع الصهيو أميركي ...
- الوفاء للأسرى بالتمسك بنهج المقاومة وبالثوابت التي اعتقلوا م ...
- ثقافة الوحدة أداة استراتيجيه لهزيمة المشروع الطائفي الصهيو أ ...
- دروس التكتيك في جنيف (2) : الوفد السوري نموذجاً
- جنيف (2) : محطة لإدارة الصراع مع القوى المتآمرة على سوريا
- العرب المسيحيون في مواجهة الإرهاب التكفيري


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عليان عليان - عملية شبعا ضد الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ثأر وأقل من حرب