أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - بناء العراق الجديد














المزيد.....

بناء العراق الجديد


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1315 - 2005 / 9 / 12 - 10:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الفكر إنعكاس للواقع المادّي الذي يعيشه الفرد ، والوعي الإجتماعي لهذا السبب مرتبط بالتطوّر الحضاري السائد في المجتمع المحدّد . وبناء على ذلك فإن الأنظمة ّ الإجتماعية في الدول تستند على قاعدة المصالح الإقتصادية للشريحة المتنفذة في المجتمع المعيّن .



فالوعي لدى فلاح يستعمل المحراث الذي تجرّه الثيران نابع من واقع حاله وتتحدد حاجاته وآماله في حدود مرتبطة بواقعه المُعاش ، وهي تختلف قطعا عن حاجات الفلاح الذي يستعمل الجرار الحديث وبالتالي فإنّ آمال هذا الأخير تكوّن لديه وعيا أرقى نوعيا من الفلاح الأول ، و المقارنة بينهما وبين صاحب مزرعة واسعة يستخدم فيها أرقى أجهزة التكنولوجيا الحديثة والوعي المتأتّي من هذا الواقع يكون أرقى بكثير من الوعي لدى الفلاحين السابقين . والقول السابق يمكن أن يجري في جميع مجالات الحياة ، مما يدلّنا إلى أنّ التطوّر الحضاري والوعي الفكري والتطوّر الصناعي يكوّنان وجهي عملة واحدة .



تداولت السلطة في العراق بعد الحرب العالمية الأولى ، ومنذ نشوء الحكم الوطني في العشرينيات من القرن الماضي أنظمة حكم عديدة ، تزيح بعضها البعض عنوة وتحلّ محلها ، وتسمّي نفسها ثورة وما هي بثورة ، لأنّها لاتجري تغييرات جدية في الواقع الإقتصادي والإجتماعي وما يتبع ذلك من تطوير فكري ووعي إجتماعي عام .



يخطئ كل من يفسح المجال لأفكاره أن تذهب بعيدا ويحلم في بناء العراق في فترة وجيزة على يد هذه الفئة التي إستلمت السلطة بعد إزاحة نظام الطاغية . فبالرغم من أن الكثير من رجالات هذه الفئة تحمل الشهادات العالية ، وسافرت أو كانت مهاجرة إلى البلدان الغربية المتطورة صناعيا وذات الأنظمة السياسية الديمقراطية ، إلاّ أنها ظلّت حبيسة الفكر اللاهوتي أو القومي و الوعي المرتبط بالواقع المتخلف في العراق من ناحية التطور التقني .



إن الأمل في بناء العراق الجديد يعتمد على إحداث تغيير جذري في أسلوب حياة الشعب العراقي ، في بناء القاعدة التحتية ، في فرض القانون ، في توفير الأمن والإستقرار ، في ضمان المساواة بين أفراد الشعب ، في إيجاد الألفة والمحبة بينهم من دون نعرات إنتسابية أيا كان نوعها . بهذا فقط يكون الأمل في ثورة حقيقية ، سلمية من القاعدة الواسعة للشعب الواعي ، هذه الثورة التي تأتي بفئة متنوّرة إلى السلطة ، عارفة ومتحسسة لحاجات الشعب وتكرس نفسها لتطمينها .



على كل عراقي شريف العمل على تطوير الوعي لدى أوسع الجماهير الشعبية وتثقيفها بأن الجهات المؤهلة لتحقيق أهدافها وبناء مستقبلها هي فقط الجهات صاحبة المبادئ التقدمية الديمقراطية التي تنتمي إلى الشعب وتتحسس حاجاته وليست الفئات التي تتاجر بشعارات الطائفية والعنصرية التي أثبتت تخلفها عن الفكر السائد في العالم في القرن الحادي والعشرين .



لنبني شعبا واعيا بحقوقه ، عنيدا في النضال للحصول عليها ، حريصا في الدفاع عنها ، فبذلك فقط يمكن أن يكون لنا نظام يخدمنا .



وطيب الله ذكر صديقنا أبي خلدون الذي طالما أعاد علينا المقولة " كيفما تكونوا ، يوَلّى عليكم . "



ييلماز جاويد

10/9/2005



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاجعة جسر الأئمة درس
- آفة الأمية وفشل اليسار في إنتخابات كانون الثاني
- مدى تساوق المصالح المتناقضة


المزيد.....




- -تم التلاعب بها-.. ما الذي يريده ترامب من خطته الأخيرة بشأن ...
- أسطول الصمود يطالب إيطاليا وإسبانيا بحمايته مع دخوله المنطقة ...
- حماس تبحث خطة ترامب مع قطر ومصر وتركيا وتتعهد بدراستها بمسؤو ...
- انقسام إسرائيلي بين اعتبار خطة ترامب -فرصة- أو عرض -كارثي-
- الحرب على غزة مباشر.. عمليات بغزة والضفة وحماس تناقش خطة ترا ...
- شاهد.. هل حقق الريال كل المكاسب الإيجابية بالفوز على كايرات؟ ...
- حكومة نتنياهو تعين ديفيد زيني رئيسا جديدا لـ-الشاباك-.. لماذ ...
- تعديل شامل لشروط الدخول والإقامة.. البرلمان البرتغالي يُشدّد ...
- رئيس مؤسسة ياد فاشيم لـDW: حين ترون معاداة للسامية تصرفوا فو ...
- المغرب: لماذا مُنعت مظاهرات مجموعة -جيل زد 212- الشبابية؟


المزيد.....

- رؤية ليسارٍ معاصر: في سُبل استنهاض اليسار العراقي / رشيد غويلب
- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - بناء العراق الجديد