أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - روكش محمد - ك أنثى عادية














المزيد.....

ك أنثى عادية


روكش محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4704 - 2015 / 1 / 29 - 19:38
المحور: سيرة ذاتية
    


لم أعد أتذكر آخر مرة وقفت فيها أمام المرآة كأنثى عادية تهتم بعناصر أنوثتها ,ومواطن جمالها .
ربما منذ أسبوع ...شهر ...لا لا منذ أن غادرت بيتي مكرهةً ,مطأطئة الرأس ...
صباح اليوم قررت الانعتاق من ذاتي المثقلة بالحنين , استعادة جزء من حياة الأنثى ,وتنفس عبق الذكريات .
فاستنفرت قواي الخائرة ,و وقفت أمام مرآةٍ كبيرةٍ _تكاد تماثل مرآتي الكبيرة في صالون بيتي _
وبدأت أتأمل ملامح وجهي التي نال منها زمن الضياع والفقدان ,ثم التقطت ملقط شعرٍ كان بمحاذاة علبة البارفان وبدأت
أزيل بعض الشعيرات الزائدة من حاجبيَ , ثم حملت بلطفٍ فرشاة الشعر ,وأخذت لأول مرةٍ منذ ذاك الألم في خاصرة
حياتي أمشط خصلات شعري دون عنفٍ كأي أنثى عادية ...أخذت أسنان الفرشاة تداعب خصلات شعري بحنانٍ ورقةٍ
,وتعيد إليها بعضاً مما فقدتها ,فجأة راودني إحساس ليس بغريب ,إحساس مفعم بالحب والحياة .وإذا بيدٍ خفيةٍ حنون
تمسد شعري المتعب , وأصابع من نورٍ تتعامل معها بكل حبٍ وود .
في البدء ترددت ,ولم أتجرأ على رفع عيني والنظر إلى ذال الوجه المختبئ خلفي ,خشية أن أكون في حلم ,لكن ما لبثت
أن تماسكت ,استجمعت قوايَ , ونظرت بهدوء يا إلهي هذه يدك أنت يا مهجة قلبي _كم اشتقت للمستها الشغوفة _ازددت
شجاعة وتمرداً على حياة المرارة ,وأمسكت أحمر الشفاه لأعيد بعض اللون إلى شفاهي المتشققة ,ثم وضعت القليل من
كحل العيون وظلٍ بلون عشبةٍ طريةٍ , والقليل من عطر الياسمين . ثم من جديد عدت إلى تأمل ملامح وجهك في بريق
عيني ,ووجهي في المرآة .
ارتسمت ابتسامة مرتعشةٌ ,مالحةٌ على وجهي ,يا إله السموات إنها تخفي عمراً من الفرح ..الحب ..الشغف ,والكثير الكثير
من المعاناة والحنين اللامتناهي .
طردت فكرة التأمل وقراءة الملامح , خوفاً من أن تُنتزع فرحة خصلات شعري بفرشاتها الحنون ,وأصابع الحب التي
تداعبها , ولأعطي لعيني وذاكرتي فرصة عناقٍ أبديٍ مع حياة مضت .
فجأة صرخةٌ مدويةٌ, كطلقة رصاصٍ اخترقت أُذنيَ , اكتشفت على إثرها إنني كنت أقف على مسافةٍ بعيدةٍ من حياة الأنثى
العادية وبأنني كنت أحلم بعينين مفتوحتين ,بأيامٍ مضت بات من المحال استرجاعها والتلذذ بها ,وبأن الصغيرة هيسرين
إحدى ضيفات بيت النزوح أعادتني إلى الحياة .
نهضت مسرعةً,رتبت ملابسي بعنف ,قيدت خصلات شعري برباطٍ محكمٍ ,أعدت ترتيب أفكاري , تاركةً حلمي مخفياً في
إطار تلك المرآة ,معلقاً بين السماء والأرض ,وروحي جاهدةً في البحث عن عناقٍ أزليٍ مع الحب والسلام .



#روكش_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح في استضافة بيتي
- في ظل راية الحرية وكنفها المشوب
- صديقي
- ثلاثة أشهر
- للنزوح حكاية ألم
- حبك فضيلة ٌ كبرى
- ألا ليت
- حياتنا ضاعت ..وتآكلت
- هذا المساء..كوباني غابت عنها الحياة
- الوصول إلى الحرية مرهق ومؤلم
- كوباني.. يا وجعي الأبدي
- أنا وأنت
- ذاكرتي حبلى بالأمنيات
- في الحياة خطب ما
- أستميحك عذراً يا وطني ...يا وطن النور والنار
- رفقاً ... وطني وقع في براثن الغدر والموت
- أيتها الارض المتخمة بالألام والاوجاع متى المخاض؟؟
- في وطني


المزيد.....




- البيت الأبيض يكشف لـCNN تفاصيل التحقيق بشأن استخدام بايدن لل ...
- ترامب يدافع عن منح روسيا -مهلة الـ50 يوما- لإحلال السلام مع ...
- أكسيوس: مهلة أميركية أوروبية -نهائية- لإيران حتى آخر أغسطس ل ...
- عاجل | مراسل الجزيرة: قتلى وجرحى إثر تجدد الغارات الإسرائيلي ...
- لماذا لم تفتح واشنطن تحقيقا خاصا بها بشأن مقتل أمريكي على يد ...
- ترامب أكد أنه بات قريبا.. لماذا لم يتم التوصل لوقف إطلاق نار ...
- هل تفلح مساعي احتواء الوضع الأمني في السويداء السورية؟
- هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويدا ...
- إعلام إسرائيلي: مفاوضات غزة حققت تقدما والطريق ممهد أمام اتف ...
- للذين أحبوا العمل أكثر من الراحة.. هكذا تتأقلم مع الحياة بعد ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - روكش محمد - ك أنثى عادية