الوصول إلى الحرية مرهق ومؤلم

روكش محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 09:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

الوصول إلى الحرية مرهق ومؤلم
هناك هوة كبيرة ما بين حياة الحرية وحياة الذل وهذه الهوة تجعل العقول متثاقلة متآكلة .ولكن
الطامة الكبرى حين لا نستطيع تمييز طريقنا للخروج من هذه الهوة الضحلة ..
لقد خضنا نحن السوريون الثورة خاضعين لرغبة لا تقاوم لبلوغ هدفٍ سامٍ في الحياة وهو نشوة
الحرية والانتصار على الطغاة .لكن حلمنا هذا انتهى نهاية مرهقةً إلى لا شيء ,وكل شيء
تلاشى كالدخان أمام أنظارنا ,ولم يبق لنا سوى الكفاح على غير هدى حسب تقديرات البعض
وذلك للحفاظ على ماء الوجه وما تبقى من حياتنا ,والحيلولة دون الموت أو الوقوع تحت نير
الاستبداد ثانية ,أو الذهاب إلى مجهول مضنٍ ولأمد مجهول .لذا لا يجوز لنا الآن في هذه
الأوقات الحرجة الحديث عن هدفٍ . فقط علينا التفكير في كيفية الخروج من هذه الهوة
وبأقل خسائر ممكنة ,لأن البقاء فيها مخيف ووحشي و يعني موت الرغبة في الحياة
في داخلنا .
بيننا وبين من يتحكم برقابنا صراع مستمر مرهق وغير متكافئ ,يبدو من الصعب ايجاد
مخرج منه .لكن رغم ذلك علينا النضال والصمود والالتزام بالأمل وعدم مفارقته لأن الوصول
إلى الحرية مرهق ومؤلم ,فإن تركنا اليوم ذئب سيتربص بنا غداً آخر وينهش ما تبقى من رمق
حياتنا .وما دمنا نجهل كيفية التعامل مع هذه العقلية المتخلفة المشوهة للتاريخ (داعش ) فإن
نهايتنا ستكون وخيمة وسيختنق حلمنا في مهده, وسيكون الآتي أعظم وأشد وطأة لأن العالم بكل
جبروت ساسته نصب لنا فخاً ليس سهلاً الخروج منه, وقتل الوطن في نفوسنا .ولأننا أردنا التخلص
من طاغ ٍنصبوا علينا طغاة لا يرحمون أكثر جبروتاً وطغياناً لم يعرف التاريخ لهم مثيل
سيطروا على كل مفاصل حياتنا ونهشوا أجسادنا الضعيفة الموبوءة بأمراضهم وعاهاتهم حتى
استشرى الحقد على العالم أجمع في أرواحنا الصغيرة .
فهل يعقل أن يستمر الوضع هكذا في الشرق, وينهار العالم كله إنسانياً ويغرق في موت الضمير.
أشعر بالأسى أمام عبثية ورهبة ما نعيشه ,وجل ما أخشاه ألا نستطيع الخروج من هذه الهوة
الضبابية الكتيمة ونكون على عتبة نهاية إما وخيمة وإما ...........وخيمة .

#روكش_محمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل