أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - محمود شقير ومديح لنساء العائلة














المزيد.....

محمود شقير ومديح لنساء العائلة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 22:01
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
محمود شقير ومديح لنساء العائلة
صدرت رواية"مديح لنساء العائلة" للأديب الكبير محمود شقير عن دار "الأهلية للنشر والتوزيع" في عمان، وتقع في 200 صفحة من الحجم المتوسط. وتعتبر هذه الرواية الجزء الثاني لرواية "فرس العائلة" التي صدرت في العام 2013.
يجد القارئ لهذه الرّواية نفسه أمام سرد روائيّ مختلف عن مثيله الذي اعتدناه، واذا كان محمّد الأصغر "الكاتب في المحكمة الشّرعيّة"يأخذ دور السّارد الرّئيسيّ في الرّواية، إلّا أنّ البطولة فيها جماعيّة، وهذا ليس خروجا عن حياة العشائر لمن يعيش واقعها، أو يعلمه، وأديبنا شقير يعيش ويعلم هذا الواقع جيّدا. وبلغته السّلسة الدّافقة ركّز أديبنا على مرحلة معيّنة من حياة العشيرة التي اختار لها اسم "العبداللات"واختار لها مكانا وهميّا تسكنه هو "راس العين"، ليتابع تطوّر هذه العشيرة من بداياتها التي قرأناها في "فرس العائلة"، لذا فانّ زمان "مديح لنساء العائلة" يمتدّ من أواخر أربعينات القرن العشرين، وحتى الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 وخروج منظّمة التّحرير من بيروت، وإن تطرّق الى نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، وهزيمة حرب حزيران 1967، فقد كان مروره عليهما عابرا لما يخدم موضوع الرّواية، الذي يدور فحواه حول عشيرة العبداللات التي تسكن جوار مدينة القدس. ومن هنا فقد جاءت الرّواية المختلفة شكلا ومضمونا، مليئة بالأحداث والحكايات والقصص الواقعيّة والمتخيّلة في حدود الواقع، ويخطئ من يعتقد أن الأديب شقير نحا منحى سيرة بني هلال التي جاء ذِكْرٌ عابر لشيء بسيط منها، تماما مثلما يخطئ من يعتقد الشيء نفسه لحكايات ألف ليلة وليلة لوجود بعض المشاهد الجنسيّة الحييّة. وقد يكون اسم الرّواية الشّاعريّ "مديح لنساء العائلة" خادع هو الآخر لمن ظنّوا أنّ الرّواية رواية نسويّة، بل هي رواية ذكوريّة بامتياز، وهذا هو واقع الحياة البدويّة بشكل خاصّ، بل والشّرقيّة بشكل عام، وحتّى السّراويل النّسويّة الدّاخلية القصيرة والطّويلة لها مساقها الزّمني والاجتماعيّ أيضا، فنساء البادية ورجالها ومنهم "العبداللات" لم يكونوا يعرفون الملابس الدّاخليّة بشكل عام إلّا بعد عشرينات القرن العشرين، والسّروال النّسويّ الطويل فرضه واقع المرأة في مناطق الاقطاع، عندما كانت النّساء والرّجال يعملون جماعات بالأجرة في الاقطاعيّات، فقد كانوا يرتدون الثّياب الطويلة، بل كانوا في مرحلة ما يستهزؤون بمن يرتدي السّروال، وهناك شواهد في الموروث الشّعبيّ على ذلك، وجاء السّروال القصير كتقليد لسكّان المدن.
وهذه الرّواية حملت لنا مشاهد وأحداثا واقعيّة كثيرة عن الايمان بالجنّ والعفاريت والحسد والخوف منها، العلاج عند المشعوذين وغيرها، الزّواج، تعدّد الزّوجات، زواج الخطيفة، زواج الأقارب، الهجرة الى الكويت والبرازيل، سطوة شيخ القبيلة في مرحلة ما، وانحسار هذه السّطوة لاحقا، ثرثرة النّساء، وكيف تلاشت بعض هذه المفاهيم والمعتقدات نتيجة للتعليم، وتطوّر الحياة، والثورة الاجتماعيّة التي صاحبت وصول الكهرباء إلى مناطق الرّيف، واستعمالهم للمذياع وللتلفزيون وللأدوات الكهربائية كالثّلاجة والغسّالة والفرن الكهربائي.
ولم يغفل الكاتب بعض الأحداث السّياسيّة، وإن لم يركّز عليها لأنّها ليست موضوع الرّواية، كمعاناة اللاجئين بعد النّكبة الأولى، والانتخابات البرلمانية عام 1956 والتي أوصلت الدّكتور يعقوب زيّادين ابن مدينة الكرك الأردنيّة إلى الفوز بمقعد في البرلمان عن دائرة القدس وبأعلى الأصوات، وكيف دخلت الأحزاب آنذاك- خصوصا بعد النّكبة- وهي: الحزب الشّيوعيّ، حزب البعث العربيّ وحركة القومييّن العرب إلى الرّيف. ولا أعرف كيف عادت بي الذّاكرة الى مذكّرات الدّكتور يعقوب زيّادين "البدايات" والتي نشرها في سبعينات القرن العشرين، وأعيد نشرها في فلسطين، فقد أبدى دهشته من وجود الأدوات الكهربائيّة بعد خروجه عام 1964 من السّجن الذي قضى فيه ثماني سنوات، وأعتقد أنّه كان للأديب شقير دور في مراجعة تلك المذكّرات، بل ساهم في صياغتها.
ومن يعرف الواقع الذي عاشته عشيرة العبداللات المتخيّلة، وأديبنا واحد ممّن يعرفون ذلك، سيجد فيها شخصيّة الكاتب ممثّلة بمحمّد الأصغر، وإن أعطاه الكاتب وظيفة لم يعمل بها، وهي كاتب في المحكمة الشّرعية، ليبعد الأنظار عنه، لأنّه لم يكتب سيرة ذاتيّة، كما أنّه لا يحتاج إلى كثير من الذكاء ليرى شخصيّات والدي الكاتب وأعمامه وجدّه التي جاءت في الرّواية، ولا غرابة في ذلك، فأيّ كاتب يكتب شيئا من سيرته في أعماله، وإن لم يتعمّد ذلك.
25-1-2015



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصاد رواية للأطفال
- بدون مؤاخذة- التظاهر ضد الارهاب
- يوميات الحزن الدّامي-رهف...ماجد...هبة
- يوميّات الحزن الدّامي-لا يعنيهم
- يوميّات الحزن الدّامي-موت ولعب
- بدون مؤاخذة- اختلاف الثقافات والدّين
- يوميّات الحزن الدّامي-عربان وعروبة
- العصفورة الخرساء والعبر المستفادة
- يوميّات الحزن الدّامي-أسقوها وأراحوها
- يوميّات الحزن الدّامي- بهجة وموت
- نعيب زماننا والعيب فينا
- بدون مؤاخذة- محاكمة فاطمة ناعوت
- بدون مؤاخذة-عام 2014
- ديوانان لعزّ الدّين السعد للنقاش في اليوم السابع
- يوميات الحزن الدّامي-ابتسامة
- الهجمة على الموروث الشعبي والموقف العقلاني منه
- بدون مؤاخذة-القدس المنسية
- ظلال قلب لصابرين فرعون في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-على الأرض السلام
- -القدس مدينتي الأولى- في اليوم السابع


المزيد.....




- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - محمود شقير ومديح لنساء العائلة