أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام ابراهيم عطوف كبة - تسويق بضاعة الطائفية في العراق














المزيد.....

تسويق بضاعة الطائفية في العراق


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1313 - 2005 / 9 / 10 - 09:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الطائفية السياسية والدينية ولاء عصبوي دون وطني ... بالتالي هي كالعشائرية مرادفة للجهل والامية والاقتتال الدموي المستمر ، وتمتلك امكانية الانفلات من العقال وخوض الحرب الاهلية واقتراف الاعمال الارهابية او التحول الى عصبية اجتماعية في لعبة الولاء والسلطة مالم يجر اخضاعها من الحكومة المركزية .... والدفاع عن الطائفية والمحاصصات الطائفية هو طبل فارغ يتعامل مع جسد ميت . ولا غرابة ان تعمل السلطات الطائفية على التمسك بطائفيتها وتعزيزها وتوسيع الهوة التراتبية ، آيات الله .. امراء .. مقلدون .. سادة وسادة اشراف .. شيوخ .. ملالي .. الخ ... وهي مراتب اجتماعية طبقية بالطبع ! والاتباع .. وليجر توزيع المراتب الطائفية على مرتزقتها من حثالات المجتمع العراقي لتوسيع القاعدة الاجتماعية الطائفية للسلطات نفسها واضعاف الحركة الوطنية والديمقراطية . وتقوم السلطات الطائفية بتسويق بضاعة الطائفية ومراتبها والارستقراطية الطائفية والعصابات الاصولية الطائفية السياسية التي تريد فرض نفسها بقوة المليشيات على الساحة السياسية لأدارة المجتمع بقيم المؤسسة الطائفية والروابط الطائفية وبالروح الطائفية المنغلقة ، وهي تجد في تسعير الخلاف الطائفي ولو على جثث آلاف الضحايا وسيلة اساسية لحرف الغضب والنضالات الجماهيرية لأدامة حكم الطائفة الواحدة . والطائفية تشوه انتشار الرأسمالية الفتية والملكيات الصغيرة في الريف والمدينة والمؤسساتية المدنية والحركات الاجتماعية والافكار الديمقراطية والتي تسهم في تضييق مجالات الانتعاش الطائفي المقيت ... هكذا تنتعش الطائفية عند المكونات الاثنية الدينية شبه المستقلة قوالبا جاهزة لتقوقع الانقسام الطائفي ومؤسساتا شبه معبأة لخدمة المصالح الفئوية الضيقة ولتهديد وحدة الشعب الوطنية ! والطائفية ركيزة اساسية في رحم المجتمع القديم تعرقل المفاهيم الديمقراطية والاستقرار الامني والاجتماعي والشرعية المشتركة والمشروع الوطني المشترك والتداول السلمي للسلطات ... وهي تعرقل الديمقراطية كمشروع للعقل الاجتماعي والسياسي في المجتمع اي مشروع المعقول الاجتماعي والتشارك السياسي والترابط بين العاقل والمعقول !
خلقت الثقافة الطائفية والحكم الطائفي التوترات في المجتمع العراقي ، وبينه وبين الدولة العراقية .. وتجد الجماهير اللاطائفية نفسها امام الطائفية المسلحة حقوقيا والمنافسة لأجهزة الدولة العراقية في العراق الجديد . وتبدو العصابات الاصولية الطائفية السياسية التي تريد فرض نفسها بقوة المليشيات على الساحة السياسية العراقية مثل المومياءات القادمة من عصور ما قبل التاريخ مالئة الحواضر بالعفن الذي ينز من كل مسامها ! ولا تستمد المراتب الطائفية وجودها وقوتها من العرف والتقاليد الطائفية وحدها بل تستمدها مما يكون لها من وضع اقتصادي تستطيع به الغلبة على المنافسين والسيطرة على افراد الطائفة بتقديم المنافع المادية والخدمات المتعلقة باوضاعهم المعيشية . وهم يكدسون الثروات عبر تنمية ملكياتهم الخاصة لوسائل الانتاج تارة وباللصوصية تارة أخرى وعبر المبادلات التجارية وجباية الضرائب على العامة .والمستفيد الاول من الظروف الامنية الغاية في الخطورة ،وهزال اداء حكومة الجعفري وتخبطها السياسي ، وشيوع مظاهر قسوة الحياة والخوف من الغد والمستقبل والبطالة الواسعة وانتهاكات حقوق الانسان والفساد هي ذات المؤسسة الطائفية بانتماءها الضيق والذي يزداد ضيقا وعصاباتها الاصولية المسلحة . وهذه الطائفية لا تطلب شيئا اليوم سوى الالتزام النفسي بها والاحتماء في ظلها وتحت خيمتها ، الايمان بها اعتبارها شعب الله المختار ! ... ويلعب الفساد والرشوة وسلطان وجبروت المال الدور الكبير في تكريس الانتماء الضيق في بغداد وبقية المدن العراقية وبالاخص مدن المحافظات الجنوبية ومدن الاطراف والريف العراقي ! وفي توسيع شبكة العلاقات المتداخلة التي يتحكم فيها اللص الكبير بالسارق الصغير .
يحاول الفكر الطائفي العراقي ملء الفراغ الذي خلفه انهيار الفكر الشمولي الصدامي وتقدم هوياته العون والعلاج والتعليم او المواساة في اسوء الاحوال .. وهي هويات تقدم نفسها كظاهرة جديدة ذات وظائف اجتماعية مختلفة وليست مجرد استمرار للهويات السابقة . وتتجسد ازمة الفكر الطائفي العراقي في اللغة الطائفية المطلقة والمقنعة ، والمتعالية في عصر العولمة الذي يرفض اعتبارها المرجعية السائدة والوحيدة بل ينفيها وينفي دور الدين في التشريع المدني ، وتحديده بالبعد الشخصاني للانسان فقط ...






#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تقسروا اولادكم على آدابكم فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم
- الشيعية الطائفية وشفافية الديكور المقنع في العراق-الجعفري نم ...
- الارهاب الفكري والفساد في الجمعية الوطنية
- الجمعية الوطنية والجمعية اللاوطنية
- الاصولية الشيعية في العراق والأحتضار السياسي
- هذه فيدراليتك الشيعية يا عبد العزيز... الحكيم
- فوضى الكهرباء البناءة في العراق
- جرائم الفساد في العراق
- ائتلاف عرس الواوية والخيانة العظمى
- العصابات المناطقية – الطائفية وجرذان البعث في المدن العراقية ...
- شاكر الدجيلي والجمعية الوطنية في العراق
- الديمقراطية واعادة انتاج الطائفية في العراق
- لكل داء دواء يستطب به الا الحماقة اعيت من يداويها
- الدستور العراقي واعادة اعمار ثقافة وديمقراطية الطفل
- عصابات السياسة القذرة في طهران
- هذا هو طريق 14 تموز
- النفط والكهرباء والمرجعيات الدينية في العراق
- الكهرباء والاتصالات والسياسة – الترهات في العراق
- ما يكتبه قلم المثقف الديمقراطي لا تكسره هراوة الشرطة الطائفي ...
- امكانيات التيار الديمقراطي في العراق مشتتة


المزيد.....




- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام ابراهيم عطوف كبة - تسويق بضاعة الطائفية في العراق