أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - -قبر الخوَّاض-*: جماليات النص..حفريات الكتابة-قراءة نقدية بقلم: صابر جمعة بابكر **














المزيد.....

-قبر الخوَّاض-*: جماليات النص..حفريات الكتابة-قراءة نقدية بقلم: صابر جمعة بابكر **


أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)


الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 07:37
المحور: الادب والفن
    


للإبحار في متون نصوص "الخوَّاض" الشعرية، نستبعد كل المزالق التي يحتويها النص، بعيداً عن مفاهيم بعض الحداثيين أنّ في كل قراءة للنص إساءة له.
تحاول هذه الورقة الجوس في ردهات الرؤى و الأخيلة الشعرية لبعض نصوص الديوان، ضامة و بمحبة و بتذوّق ما ينتاش من رحيق و من لهيب، عسى أن تفتح كوَّة للضوء.

الديوان الشعري لأسامة الخوَّاض حافل بالغنائيات والحوارات مع الذات والعالم. اللغة هنا تمثِّل التحدِّي الباذخ في كل نص تنحفر مفرداته ومعانيه ورؤاه.و تتجلّى العبقرية القريضية هنا. إن النص يحتاج بحصافة لمن يستكشف أبعاده وآفاقه الجمالية والتأويلية. ففي قصيدة "المفاليك" يستدعي الشاعر مقولة المتنبي لابن جنِّي: هل تظنّ أنني أنظم الشعر من أجل هؤلاء المفاليك؟ إنما أصنعه من أجلك أنت للنظر فيه و تطّلع على أسراره. و قال أيضاً "ابن جنِّي" أعلم بشعري منّي".

و في بعض النصوص ككوب سلوى مثلاً، و "ما قاله الفضل بن العبَّاس بن أبي لهب في التاسع من يوليو 2011 م"، نرى النفس الانفعالي مما يضفي حيوية على النص. الإيقاع الموسيقي ضاجٌّ، ولكنه متماسك في بنيته وفي اقتصاده التعبيري.
يقول أسامة في نص الفضل بن العباس، وهي إن جاز التعبير، تبرئة للنفس الشاعرة من انفصال الجنوب:

اختلفنا،
اختصمنا،
اقتتلنا،
اشتجرنا،
على الغابة المطريةِ،
والصحراء الكئيبةِ،
ثمّ كنزنا حروب الهويِّةْ
أسأل نفسي:
لماذا تنكَّرت للدم في سمته الافريقي،
لماذا نسيت مناقب جدّاتك المرويَّات والحبشيّات؟
خجلٌ شائنٌ في الشمالْ
فرحٌ بائنٌ في الجنوبْ

وفي قصيدة "حامل القات للسيِّدة"، تبهرنا المهارة في ابتداع نصّ شعري غني بالبوح والتأمُّل، وابتكار مفردات طازجة في جمالياتها، وفي استخدام تراكيبها اللغوية النحوية و البلاغية:

أنا حامل القات للسيِّدةْ
وكاتم أسرار فتنتها،
و"افتهاناتها"،
و"المعجَّن" منشدهاً من ليونة عجوتها،
وزفاف المثنَّى إلى المفرد الصمديِّ،
ونون النسيب،
و نون النساء وما يشتهين،
وتاء المخاطب من ربَّة الصولجان،
وتاء التليدةِ،
خارج أسوار تاء الخجلْ

في النصوص "الخوَّاضية" تستبين تجربة الرحيل المرّ والمنافي، وبصفته الشاعر، وهو أحد المشَّائين العظام في تجربة الدياسبورا السودانية، و غياب المبدعين الأشاوس عن أرض الوطن. يقول الفيلسوف الألماني "هيدغر" أن اللغة مسكن الوجود في مبحث تساؤله عن الحقيقة بوصفها انكشافاً، ومنفتحة على الكينونة . يمكننا أن نضيف ماسكة مفاتيحه و شفراته حتى الانفجار التكنلوجي الهائل في عصر ما بعد الحداثة. يمكن للغة أن تطوّع أداة التكنلوجيا في حقولها الشعرية، وهذا ما اقترحته قصيدة "وحشة إسفيرية":

لا أحد غرَّد،
وما من واحدة أعادت التغريد على صفحتي المهجورة،
وما من رسائل ولو لعابرين على غابة الويب العظيمة،
ملقاة بلطف جمٍّ على قارعة دغلي "الفيسبوكي"

كذلك قصيدة "مشَّاءة الاسفير"، وهي تطويع الأحاسيس الحسّية باستخدام الإنترنت:

طرحتْ عواطفها على مرج الماسنجر،
غلّفت شهواتها بالاستعارة،
وانثنت،
و تدلّكت،
وتدخّنت،
وتكبرتتْ،
وتمكيجت،
فطفت رغائبها الحبيسة،
ثم قالت "هيت لكْ"

أما قصيدة "قبر الخوَّاض"، التي تحمل عنوان الكتاب، فقد جعل لها عتبة للنص، أسماها "العتبة الخوَّاضية" أو المدلول الصوفي الأسطوري في كنية الاسم.
تتكون القصيدة من ثمانية مقاطع، مع استخدام التناص والمقاربة بين عدد من الشعراء الغربيين والعرب في مراثيهم. أيضاً النصّ حافل بالإشارات والتأويلات والرجوع للتراث، بالأخص التراث الأندلسي، وإشارة للمانفستو الشيوعي، والمولد النبوي الشريف، والاتكاءة على قصائد "المجذوب"، ويصبغها بلونية طريفة "ويرتضغ التبغ أنثى، مكبرتة برحيق "البرنجي"، أيضاً استخدام العامية السودانية ككلمات "ونسة" و "مزّة" و "صنفر".

والنصّ يحفل أيضاً بالاستعارات والاقتباسات المسيحية واليهودية، والاستفادة من الحديث النبوي الشريف. كل هذه الأشياء مودعة في ختام القصيدة كهوامش ومفاتيح لقراءة النص، ومرجعية مخلصة لنصّ يتجمّل، لكنّه يستعصي.

* "قبر الخوّاض،"-نصوص شعرية،صدر عن موقع "أمازون" دوت كوم، و هو كتاب من الحجم الصغير يحتوي على 43 صفحة.
** ناقد وقاص سوداني.



#أسامة_الخوّاض (هاشتاغ)       Osama_Elkhawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكلوني الطفابيع
- كلّ حربْ، و أنتم و نحن جميعاً بخير
- مقدمة: إضاءات خافتة على المكان في خطاب (عفيف إسماعيل) الشعري
- تفكيك خطاب النماذج: -معركة الأفكار- حول الشرق الأوسط ما بعد ...
- الأصوليَّات الدينيَّة في المدينة: تفاكير حول الربيع العربي-ن ...
- (قبْر الخوَّاض) في أمازون دوت كوم
- لاهوت الوردة: شعرٌ لا تخطئه العين الحرّة-
- استعمال للنص أم قراءة خاطئة؟ درس النهاية غير السعيدة للتأويل ...
- سبحانه الثلج! مراثي (بهْنس) الباسفيكيِّة
- مفاتيح -البرنس- النقديَّة: عن -قبر الخوَّاض-تائهاً كالأراميّ ...
- حامل القات للسيِّدة: النصَّان المكتوب و الملتيميدي
- انتظار على بُعْد تأمُّلٍ واحدٍ-النصَّان المكتوب و الملتيميدي
- المفاليك
- استعمال النص -القصيدة الغوثية-الخمرية للجيلاني نموذجا-الحلقة ...
- استعمال النص -القصيدة الغوثية-الخمرية للجيلاني نموذجا-الحلقة ...
- استعمال النص -القصيدة الغوثية-الخمرية للجيلاني نموذجا-الحلقة ...
- استعمال النص -القصيدة الغوثية-الخمرية للجيلاني نموذجا-الحلقة ...
- استعمال النص -القصيدة الغوثية-الخمرية للجيلاني نموذجا-الحلقة ...
- استعمال النص -القصيدة الغوثية-الخمرية للجيلاني نموذجا-الحلقة ...
- استعمال النص-القصيدة الغوثية-الخمرية للجيلاني نموذجا-الحلقة ...


المزيد.....




- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - -قبر الخوَّاض-*: جماليات النص..حفريات الكتابة-قراءة نقدية بقلم: صابر جمعة بابكر **