ألأكراد والعراق البريطاني ألى أين

شيرزاد همزاني

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 19 - 17:03
المحور: القضية الكردية
    

ألأكراد والعراق البريطاني الى أين
بادئ دي بدء لا يستطيع أي شخص أن ينكر العراق أو ما تسمى بالجمهورية العراقية هو كيان سياسي تم بنائه على أيدي المستعمر البريطاني . حدث هناك تصويت في البداية بين العرب العراقيين ثم تصويت ولاية الموصل الذي خُيِّر ألأكراد فيه بين ألألتحاق بالدولة العراقية أو بالدولة التركية – أي لم يمنحوا حق تكوين دولتهم المستقلة – وأختار سكان ولاية الموصل – وأغلبهم آنذاك من ألأكراد – ألألتحاق بالدولة العراقية بشرط منحهم حقوقهم الثقافية .
لكن هذه الحقوق لم تُمنح وغض المستعمر البريطاني الطرف عن هذا الخرق نتيجة لمصالحه وبدأت الثورات المسلحة في كوردستان وكانت قد أجهضت قيلها ثورتي الشيخ محمود الحفيد لأعلان أستقلال كوردستان .
واليوم وبعد مرور أكثر من تسعين سنة وحصول ألأكراد على أقليم فيدرالي داخل العراق – مع وصول الراغبين بألأستقلال الى أكثر من 90% في ألأستفتاء الذي أجري في 2005 – نراجع واقعنا وتجربتنا خلال العقد ألأخير مع الحكومة العراقية .
نلاحظ أولاً تنامي الحس القومي الكردي والراغب بألأستقلال . ثانياً العلاقات مع الحكومة العراقية كانت دائماً متوترة وخاصة أثناء تولي نوري المالكي رئاسة الوزراء . عدم تطبيق نصوص دستورية بكاملها والتماطل في دفع الميزانية ومستحقات ألأقليم وتصويرها كأنها منّة من الحكومة العراقية للأقليم وليس حقاً له .
من جهة ثانية نرى أن ألأقليم قد بنى نظام مؤسساتي على شاكلة دولة مستقلة من دوائر وجيش الخ .كذلك قام ألأقليم ببناء شبكةو واسعة من العلاقات مع دول العالم وشجعّت الدول على فتح قنصليات لها في ألأقليم . وأستطاع ألأقليم أن يبدأ بنهضة عمرانية أنعكست على مستوى معيشة المواطن .
لكن هذا الحال لم يرق للحكومة الفدرالية فبداءت بخلق مشاكل للأقليم مستندة على أن ألأقليم قام بخرق الدستور في قضايا تخص بيع النفط والبيشمركة والمناطق المتنازع عليها . وتم قطع الميزانية عن ألأقليم .
واليوم وفي ظل أنهيار أسعار النفط والحرب ضد داعش أرى جلياً أن وضع ألأقليم لا يُحسد عليه .فالرواتب لم تُدفع وبناء المشاريع بداء بالتراجع وألأقليم يمر بأزمة مالية حادة . هل قامت الحكومة الفدرالية بما عليها لمساعدة ألأقليم وهل قام ألأقليم بتنفيذ تعهداته أمام الحكومة المركوية ؟ أعتقد أن الجواب سيكون سلبياً .
والمسألة ليست سياسية بحتة بل هي نفسية وأجتماعية أيضاً. تربى جيل كامل من الشعب الكوردي في جنوب كوردستان على الحرية وأدى ذلك الى تنفرهم من كل ما يلوح بسيطرة الحكومة العراقية عليهم . فهم لا يتقنون العربية ولا يرون وجود أي أرتباط يربطهم بالحكومة العراقية سوى أنهم لا يستطيعون ألأنفصال ولأسباب خارجية .
أعتقد أنه بات لزاماً على حكومة أقليم كوردستان التفكر جدياً بألأنفصال وليس تهديد الحكومة العراقية بهذا ألأنفصال بين ألآن وألآخر . نحن نواجه داعش لوحدنا والحكومة مساعدتها لنا هو أقل من المأمول بألأضافة الى أنها تضع العراقيل في وصول ألأسلحة الى كوردستان مباشرةً . ناهيك عن عدم صرف الميزانية لأقليم كوردستانم مما أوجب على حكومة ألأقليم ألأعتماد الكلي على نفسها لتمشية أمورها المالية . لم يعد يربطنا بالحكومة العراقية والعراق سوى المصالح ونستطيع أيجاد بدائل عنها . السؤال المطروح هو مدى جدية هيئات ألأقليم في ألأنفصال عن هذا العراق ؟
القضية ليست سهلة والموضوع ليس هيناً لكنه في كل ألأحوال لن يكون بأسوء مما هو عليه ألآن.

#شيرزاد_همزاني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل