أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - الدين والإلحاد وجهاً لوجه [14]















المزيد.....

الدين والإلحاد وجهاً لوجه [14]


إسلام بحيري

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 03:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
لخطأ الأكبر للملاحدة انهم لا يفرقون بين منهج العلوم التجريبية و العلوم الانسانية ، التي منها الدين .
ومنهج البحث في العلوم التجريبية ليس هو منهج البحث في العلوم الانسانية ، وإلا كان ذلك مزيداً من التمادي في الخطأ..
الخلط -والغباء الذي مللناه في الحقيقة- إنما يجئ نتيجة تبني الفلسفات لبعض مؤثرات العلم أو نظرياته ونقلها من مجال العلم التجريبي أو من مجال الدراسات البيولوجية ودراسات الطبيعة إلى مجال المفاهيم الإنسانية وقضايا النفس والاجتماع والأخلاق. بينما لا تصلح أساليب العلم التجريبي في التطبيق على شئون الإنسانيات من نفس واجتماع وأخلاق، هذه التي يجب أن تدرس وفق منهج آخر غير مناهج العلوم المادية.
إذا اتضح هذا المعنى أمكن النظر في سهولة ويسر إلى ذلك الحشد المتعدد من المصطلحات والمفاهيم التي تختلط بين العلم وبين الفلسفة، أما في مجال العلم فهي تدرس دراسة خالصة، وأما في مجال الفلسفة فإنها تخضع لكثير من الأهواء والدوافع.
وقد ظهرت نظريات متعددة في مجال العلم البيولوجي ثم لم تلبث أن نقلت إلى مجال العلوم الاجتماعية كحقائق مسلمة، ومن ذلك مفهوم التطور ومفهوم تنازع البقاء، وقد تبين من بعد أن تقبل هذه الفرضيات ليس سليماً على إطلاقه وأن تطبيقه في المجال الاجتماعي ليس صحيحاً دائماً.
ومن العجب أن النظرية المادية قامت من بعدها النظرية الماركسية على فرضية كشفت أبحاث العلم من بعد خطأها، قامت النظرية المادية وكذلك الماركسية على أساس القول بأن الحياة كلها من عقلية ونفسية وسلوكية صادرة من مادة عضوية، وهذه الفرضية لا تعد الآن من الحقائق العلمية، ومعنى هذا أن أساس الفلسفة المادية والنظرية الماركسية قد انهار من الأساس. كذلك فإن القول بالتطور المطلق الذي جعله هربرت سبنسر مفهوماً اجتماعياً قد سقط نتيجة لمفهوم آخر أصلح منه هو الثوابت والمتغيرات، كذلك فإن نظرية الجبرية التي حاول دوركايم ورفاقه تطبيقها على التاريخ والحضارات والمجتمع قد تبين فسادها؛ لأنها تلغي التزام الأفراد ومسئولياتهم وتلغي إرادتهم بينما التاريخ كله من عمل الأفراد. وقس على ذلك.
أكل هذا انبثق عن نظرية داروين ؟ ما هذه الحتميات كلها ! خرافات ! هل أمست الداروينية ديانة مقدسة ؟ العلم التجريبي شئ والعلوم الإنسانية شئ آخر..

-2-
يروق لكثير من الملحدين أن يقولوا أن الإلحاد ليس بإيمان ولا دين، وأنا أُجِلُّ الدين أن أضم إليه سفسطة الإلحاد ومعاداته للعقل، ولكن إذا كان الدين بالصورة المتخلفة التي يراها الملحدون: فلنثبت لهم أنهم يرفضون ما بداخلهم لا أكثر، وسوف نكتشف هذا حينما نمر على هذه المفردات التالية :
1- مر معنا في هذه السلسلة، كيف أن رواد مدرسة الإلحاد الجديد (لا سيما ريتشارد دوكنز) كثيراً ما يلجأ إلى عملية خلق كائنات لا وجود لها، لكي يتفادى حتمية وجود الله، حاولوا أن تتذكروا (الجزئ ذاتي الإنقسام)! خارج كوكب الأرض!
2- مر معنا كيف يدمنون رد بدهيات العقل.. لا أقول نتاج التفكير ، بل بدهيات العقل، فينكرون أبجديات التفكير من أن كل منظَم لابد له من منظِم مثلاً، وهكذا على طول الخط.
3- رد العلم نفسه ! فقد مر معنا عدة أدلة تثبت بالمنطق الرياضي استحالة احتمال خلق الكون اتفاقاً أو بالصدفة، وأنه لا مناص من ضرورة وجود خالق واع يدري ماذا يفعل، وأن العشوائية صارت أشبه بالوثنية من حيث الجهل والجهالة والتجاهل.
مر معنا كذلك أن التطور والإصطفاء الطبيعي لا علاقة له بالفيزياء ونشأة الكون أو حتى (نشأة) الحياة نفسها، لأنك هنا تتحدث عن نشأة لا عن تطور شئ موجود، وإنما يختص هذا بعلم الفيزياء الكونية (الكوزمولوجيا).. تمام ؟!
مع هذا كله فأصدقاؤنا لا يعنيهم كل هذا ! وخلاصة كلامهم في النهاية: (دعونا من العلم.. ومن منطقكم الرياضي، ومن كوزمولوجيتكم).. هو الحس فقط، لا العلم ولا العقل، إذا تعارضا ((أو زادا)) على دائرة الحس، السمع أو البصر أو اللمس أو..!
الآن بالله عليكم يا ناس يا عقلاء.. هل بعد هذا يقال أن الإلحاد ليس بدين بل ودين متخلف مغرق في التخلف ؟!

لم نكمل حديثنا.. هناك نظرية داروين التي يعبدها الملاحدة وتمثل دين ضد الدين
أنقد أي شئ إلا الداروينية!
قل أن الشمس تدور حول الأرض، قل أن سرعة الضوء أبطأ من سرعة السلحفاة، لكن إياك أن تقترب من الداروينية
أمست الداروينية ديانة ومنهج حياة، وصار لها كهنة وحملة مباخر
تم نقلها من مجال العلم science إلى نبض حياة البشر.. فصرنا نسمع عن الداروينية السياسية. والداروينية الإجتماعية.. الداروينية في الفنون! ما هذا ؟ الدين وحده هو الإطار العام الذي ينظم هذه الأمور ! إذن تحولت الدارونية إلى ديانة عامة ومقدسة يبذل في سبيلها الغالي والرخيص، ولا يسمح بنقدها ولا الإقتراب منها، وتسلك كل السبل في الدفاع عنها سواء بحق او باطل، بالحقائق العلمية والتنوير أو الكذب والتزوير.. بل والقمع والحظر والمنع والإستبداد.. حفاظاً على المصالح الشخصية، ولا بأس بهذا طالما أنه لا توجد "قوة عالمية" تحمي الحقيقة العلمية المجردة، فالغرب مجتمع براجماتي بالدرجة الأولى ثم مجتمع ديمقراطي حر في الدرجة الثانية. وطالما أنه لا يوجد لك ظهر يحميك فببساطة (طز) فيك.

اضطهاد الكنيسة الداروينية للعلماء المؤمنين
إذا كانت الكنيسة الرومانية بالأمس قد اضطهدت العلماء، فكنيسة المؤسسة العلمية فى الغرب اليوم تمارس نفس القمع و الإضطهاد والنفي للعلماء و الأكادميين المؤمنين، لمجرد أنهم يرون أدلة علمية تدعم "التصميم الذكى" فى الكون رغم فشل النموذج الداروينى الإلحادى فى تقديم إجابات منطقية لتفسير نشأة الحياة و وجود أنظمة معقدة فى المخلوقات تعمل كاملة دون انتقاص كما أثبته "التصميم الذكى".
مطرودون Expelled فيلم يكشف كل ذلك و يفضح الزيف و الضعف فى دعوى أن "التصميم الذكى" هو صناعة دينية.
فيلم وثائقي ممتع، يوضح كيف تحولت الداروينية إلى ديانة لايجوز مخالفتها! حتى ولو بالعلم.. ممنوع NO WAY
ليس صحيحاً أن الغرب محايد علمياً وفكرياً.. هناك (مصالح) تحكم مسيرة العلم والفكر والإعلام والتربية والتعليم وكل شئ
https://www.youtube.com/watch?v=E9iLYBPL8L4

-3-
فكرة وجود الله هي أم الضرورات العقلية، ولولا أن هناك أناس جادلوا فيها، لم أكن أتوقع أن يتكلم فيها أحد.
ولأنها كذلك: فلابد أن تجد لجلجة وتخبط من قِبَل كبار الملاحدة لا سيما رواد الإلحاد الجديد..
هناك شخص في هذا المقطع التالي:
1- يقر ويعترف بنظرية التصميم الذكي
2- ويعتقد بوجود كائنات "عاقلة" وأكثر ذكاء منا، هي التي قامت به
3- وأنها من مكان آخر في الكون..
من هو هذا الشخص ؟
إنه ريتشارد دوكنز!

https://www.youtube.com/watch?v=0MA8DXdakDs

-4-
الانفجار الكمبيري اكبر حجة ضد التطور الدارويني العشوائي ،الذي يحتاج لأزمان طويلة جدا ، بينما الانفجار الكمبيري الذي ظهرت فيه معظم الكائنات الحية بشكل سريع للغاية لا يمكن تفسيره الا بالتدخل الالهي ، اما بالخلق الخاص او بالتطوير الالهي.
والترجيح بين هذين الاحتمالين يكون بناء علي باقي الشواهد العلمية
للتعرف على الإنفجار الكمبيري، تابع الفيلم التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=bD8rNGvxS-Q

-5-
قرأت لبعض ضعاف العقول كلاماً يحتج به على صدق نظرية التطور البشري من خلال قصة مسخ بعض بني اسرائيل إلى قردة وخنازير كما وردت في القرآن.
وقد رد عليه المؤمنون بأن هذه القصة تحكي عكس التطور، أي من إنسان إلى قرد (مسخ) وليس تطور.. وقال المفسرون أنهم مكثوا بضصعة أيام وماتوا.. وتعليقي على هذا كصوفي:
أن المسخ الذي حكاه القرآن يرى الصوفية أنه مسخ باطني، لا مسخ ظاهري، بمعنى أن حقائقهم الداخلية المعنوية مسخت إلى حقائق خنزيرية وقردية، نفس بلا روح، فالشكل شكل إنسان، والحقيقة حيوان، لا يفهم المعاني السامية المرهفة المقدسة، الله والدين والحب والولاء المتبادل بين الله وعبده ووليه، ونور النبوة، ونور الولي والقديس.. الخ، الحيوان لا يفهم هذا.. ولا عمّ تتحدث، وقد قرأت للإمام أبي العزائم أن أهل أوروبا لا زال فيهم هذا المسخ حتى الآن، وقد يفيض معنى المسخ الباطني على وجوههم حتى تكاد يشبه وجه الخنزير أو القرد.
والقرآن لم يفهمه علماء الظاهر فضلاً عن الخوارج والسلفيين الوهابية فضلاً عن الملاحدة واللادينيين، فكل هؤلاء يفهمون القرآن من خلال منظرهم المادي... والقرآن فوق ذلك كله.



#إسلام_بحيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (قتلة مفسدون أم شهداء مصلحون) السيد محمد علاء أبو العزائم [2 ...
- كلمة إلى دعاة التنوير الزائف المعارضون للحدود الشرعية في الإ ...
- ذكر الله.. بين المفهوم القرآني والجمود الفقهي
- (قتلة مفسدون أم شهداء مصلحون) السيد محمد علاء أبو العزائم [1 ...
- رسل الله لا ينقطعون إلى يوم القيامة، والصواب مع شخص واحد هو ...
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الثالث ...
- نقد الفكر السلفي المتطرف وبيان خروجه عن الإسلام وتعاليم الأد ...
- الرد على سامي الذيب وبيان جهل القائلين ب( الأخطاء النحوية وا ...
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الثالث ...
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الثالث ...
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الثالث ...
- فضل النبي الأعظم ص على البشرية وأثره في رقيّ الحضارة الإنسان ...
- الحركات الإستقلالية للبلاد العربية
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الثالث ...
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الثاني ...
- محكمة الصلح الكبرى للسيد محمد ماضي أبو العزائم [الفصل الأول]
- جان بول سارتر: لا دين لي، لكن لو خُيّرتُ، لأخترت دين (علي شر ...
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [13]
- فضل النبي الأعظم ص على البشرية وأثره في رقيّ الحضارة الإنسان ...
- هل أثنى القرآن على فلاسفة اليونان ؟


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - الدين والإلحاد وجهاً لوجه [14]