أحمد زحام
الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 15:33
المحور:
الادب والفن
من ذاكرة الرواية ( 1 )
أحمد زحام
في ليل اقترب نهاره جاءت إليه عسا ، نادته بصوت لا يسمعه غيره ، تعرت في بهو القرية ، قال بعد أن باشرها : والله العظيم عفريته .
صدقته ، وصدقه الشرطي الذي يجلس على باب القرية يدخن سجائره ، يراها داخلة أمامه ، فيستغفر الله من الشيطان الرجيم ، ويراها خارجة ، يشكر الله على سجائره التي يهبها له عند مطلع كل فجر ، فعند الفجر تنصرف الشياطين .
رفع رأسه إلى حيث أقف في الطابق الأول ، وحياني بابتسامة عرضها الليل .
تكررت الأفعال ، وكان علي في كل مرة أراهما في هذا الوضع الرومانسي أن أقرأ المعوذتين ولا تنصرف ، قالوا عنه : راكباه عقريته .
حاول الشرطي أن يقنعني بالعدول عن رؤيتهما حتى لا أمس .
( في مدينة المحلة كنا نمر على الخرابات المظلمة ليلا ، وننادي نحن أطفال العاشرة على العفاريت ، نخاف ونجري بعيدا حتى تنقطع أرواحنا ، حتى لا تطلع لنا ، ذات مرة وقفنا أمام خرابة ، قالوا أن من يدخلها فهو غير آمن ، أقسمت بالله أن أدخلها ، قالوا ستخرج منها قطا أو كلبا أو حتى حمارا ، تقول مدرسة العلوم لكل ظاهرة سبب ، فاذا سمعت صوتا عليك أن تبحث عن مصدره ، وإلا تصبح مشعوذا ، أدخل الخرابة وقد تدلى الخوف مني ، قالوا لأبي وأمي : تزوجته الجنية ، فيجري أبي ومعه عصا الغسيل ورائهم : ياولاد الجنية )
تطلع الشمس من محجرها خلف جبل عتاقة ، فلا يطق صبرا أن يحضر موظف الوردية النهارية ، ويدخل غرفته ، وينام بعد أن يقول لي وأنا أودع بهو القرية : تصبح على خير .
#أحمد_زحام (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟