الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي
(Lebriz Ech-cherki)
الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 23:48
المحور:
الادب والفن
في طريق عودته كان يهرول بسرعة كأنه يسابق الزمن كي يسافر عبره ، كانت خطواته تشبه المنتشي من إنجاز حققه ،الطريق لا يريد ان ينتهي يقطع الدروب و الازقة ، قرص الشمس يسير نحو التواري كي ينير عالما آخر، هدوء كبير يلف الطريق والذكريات البعيدة جدا... هناك في الأفق حيث الحلم يحضن كل كبيرة وصغيرة ، وحيث الامتنان لشيء مجهول لا يفوقه امتنان، فجأة لحا في الزقاق طيف ، صواب بصره اتجاه فكانت مفاجأته كبيرة طيفها بعد غياب دام زهاء سنتين وما ينيف... وقف مندهشا ، كان مستعدا ليرى أي شيء إلا هذا الذي يحصل معه الآن، كيف اقتحمت الذاكرة وقد انقطعت أخبارها بالمرة ، هام طويلا فلم يترك لنفسه مهلة التردد ثم اتخاذ قرار مواصلة المسير ، مر بذاكرته شريط متكامل وجهها ... وابتسامتها ...تذكر حين كتب لها ، ومرت معه لحظات لا حصر لها عندما كانا معا ، تذكر حين قال لها يوما " حين ...سأحتفظ بك ذكرى جميلة و ارحل الى حيث ... " ، عودتها إلى سطح الذكريات اذهبت عليه رغبة العودة الى البيت ، اختلطت عليه الأفكار الى درجة لم يعد يبقى قادرا على التركيز ، توقف قليلا حيث لفه صمت المكان بسحره إلى جانب سحرها مما أضفى على وجدانه طابع الانصياع لذكريات تبخرت وأفل نجمها .
قرر التوجه الى مقهى اعتاد الجلوس فيها على شاطئ البحر ، حيث يتأمل الفضاء الشاسع أمامه لكن في قلبه ضيق احتمل كل الأشياء بما فيها الشساعة نفسها ، حب في زمان اللا حب ...علمه ان يجعل قلبه فضاء تسبح فيها المجرات ، تزينه النجوم و الكواكب ، صحراء جرداء تنعدم فيها الانهار و البحر تموت عليها الورد و الاشجار ، وحده طيفها يعيده إلى ما هو عليه الآن ، اعده الى لوحة رسمها لخريف العمر حيث من تتكأ عليه ويتكئ عليها ،،، تقرأ له فيستمع إليها ،تمرض فيسهر عليها ، ينام فتضع له كفتيها .
توقف قليلا نظر في كل الاتجاهات ، وقع بصره على شجارة مرمية على الارض ، فسحقها بحداءه و كانه يسحق تلك القرارات الرعناء التي في لحظة من حياته ،حالته لم لعد تدعو للارتياح ، أحس بشيء يجثم عليه بثقل مبالغ فيه ، حالة طالما انتبته كلما أمسك قلمه ليرسم مشاعره فلا أستطيع و يحاول عصر افكاره ليكتب جملة فلا يستطيع ليكتشف ان قيود احزنه تمنعه من ان يبارح مكانه ، قيود ادركها بعد ان تملكت من الروح و صار العجز يسكنه ، لكنه تعلم ان من تعود ان يأخذ مستحيل ...
#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)
Lebriz_Ech-cherki#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟