أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروان مجادي - هاتف














المزيد.....

هاتف


مروان مجادي

الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 06:35
المحور: الادب والفن
    


استلقت على ظهرها .. سحبت الغطاء على كامل جسدها و مع ذلك لا زالت تحس بالبرد .. ربما ترهلت هذه الأغطية القديمة و لم تعد تسمح بمزيد من الإستعمال ..
ضلت تراقب هاتفها الجوال بين لحظة و أخرى كأنها تتنتظر مكالمة ما .. صوت ما ينتتشلها مما هي فيه .. ضلت تراقب هاتفها الجوال مع أن شاشته كانت مضلمة تماما .. عليها أن تستيقظ باكر غدا صباحا .. ستبحث عن عمل .. ستترك الجامعة لقد قررت ذلك ..
شاشة هاتفها مظلمة و الجو بارد لو استسلمت للنوم لن تفيق غدا باكرا .. عليها أن تبقى مستيقظة للصباح إذا.. ستلوك ذكرياتها حتى يحين موعد خروجها.. حتى الصباح ..
لماذا لم يتصل .. من هو أصلا ؟ هو صوت ينتتشلها مما هي فيه و كفى ... حاولت قراءة بعض الصفحات من كتاب أهملته منذ فترة .. لكنها سرعان ما ألقت به أرضا ...
ما نفعها الكتب و هو لم يتصل و الليل بارد ؟ .. هي وحدها في مواجهة هذه الأسئلة ماذا عليها أن تفعل ؟..
أغمضت عينيها .. تذكرت ما كانت تقوله لها أمها حين تسألها " كيفاش جبتني ؟ " " حلمت بطفلة مزيانة كيفك و في الصباح قمت لقيتك تحت المخدة "
لم تصدق حينها و لكن مع ذلك راقها ما سمعت .. الآن و بعد هذه السنين لا زالت تذكر هذا كما أنه منذ لحظات .. مررت يدها على الوسادة تمنت أن تزهر أن تنبت بنتا جميلة ستختار اسمها بعناية .. لكنه لم يأتي و شاشة هاتفها مظلمة
و الجو بارد و عليها أن تجد عملا في الصباح .. ستترك الجامعة ..
تحسست بطنها .. الصقت يدها بها .. أخذت تحركها بشكل دائري .. تمنت أن تكون حبلى لكن الجو بارد .. بللت الوسادة بدموعها.. البرد شنيع جدا و الفقر أشنع ..
تمرغت فوق الحشية الرقيقة .. ودت أن تشرق الشمس الان .. كم هو طويل هذا الليل .. ضمت نفسها بقوة .. كانت تبكي بصوت مرتفع .. تشهق ..
...
لا تدري كيف أوصلتها رجلاها إلى هناك .. الشارع غص بوجوه لا تعرفها لكنها تبدو مألوفة لديها . نفس التعب ، نفس المرض ، نفس الصفرة و نفس مسحة الحزن .. لم تعرف أحدا لكنها شعرت بأن كل الوجوه مألوفة ثمة رابط ما يجمعها بهم ..
مع بدايات تحرك هذا الحشد البشري عمت الفوضى .. لم تجد وقتا لتفهم ما حدث بالظبط بالتفصيل الممل مثلها لا يحتاج إلى التفاصيل .. كانوا يشبهونها .. عندما أدركت هذا كان شيء ما صلب و ساخن قد ارتطم برأسها..
و مع أنها سقطت ضلت مبتسمة .. حاولت أن ترى هاتفها الجوال لكن صوتا ما انتشلها مما هي فيه ..



#مروان_مجادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناخوليا
- شهوة رجل ميت
- خريف آذار الفصل الأول (1)
- قراءة في تكتيك الإرهاب بتونس (2) خطوة ضرورية لإرهاب الإرهاب ...
- قراءة في تكتيك الإرهاب بتونس (1) خطوة ضرورية لإرهاب الإرهاب ...
- حمى ..
- في الأبعاد الإشكالية لقضية الجمود العقائدي (1) الفرق بين الم ...
- وهم اشكال الموضوعية في العلوم الإنسانية .. أو حتى لا تقتل ال ...


المزيد.....




- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروان مجادي - هاتف