أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هبة عبده حسن - ناقصات عقل ودين - (الرابعة)... فإن معها الذي معها!














المزيد.....

ناقصات عقل ودين - (الرابعة)... فإن معها الذي معها!


هبة عبده حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 23:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


جاء في سنن الترمذي، كتاب الرضاع، باب ما جاء في الرجل يرى المرأة تعجبه: حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الأعلى حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فدخل على زينب فقضى حاجته وخرج وقال أن المرأة إذا أقبلت أقبلت في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة أعجبته فليأت أهله فإن معها الذي معها، حديث صحيح ورد أيضاً في سنن أبي داود في باب النكاح.

موقفي المبدئي من قضايا المرأة هو موقف إنساني اجتماعي حقوقي يستند إلى حقائق العلم ومباديء الأخلاق وما اتفقت على تبنيه المجتمعات الأكثر منّا تمديناً، وعلى ذلك فإن عنعنات وأسانيد وصحة أو حسن الأحاديث التي تخص المرأة في السيرة لا تهمني بقدر ما يهمني المعنى المباشر (وكذا الضمني) وأيضاً وقعها المجتمعي الذي قد يجد تعبيره في الطرائق التي يتعامل بها الرجال مع النساء وفي الرسائل الواضحة والضمنية التي يتم تداولها في المجتمع بشأن المرأة اعتماداً على هكذا نصوص. ومن هنا يأتي رفضي لهذا الحديث الذي ليس فقط يختزل المرأة في عضو جنسي، ولكنه يلبس هذه الصورة السلبية المهينة لإنسانية المرأة قداسة الدين. وحتى لو قبلنا بالتفسير الذكوري والذي سينظر فقط في حقيقة أن الحديث يدعو الرجل لتجنب الزنا والعلاقات غير الشرعية درءًا للمفسدة (وذلك عن طريق إتيان أهله) فإنه حقيقة يحتقر فاعلية المرأة كشريك جنسي (تأتي أهلها هي أيضاً)، فضلاً عن اختزالها في مجرد عضو هو موجود لدى كل النساء (فإن عندها الذي عندها!!!)

الأمر المثير للدهشة أن دعاة الأخلاق غالباً ما يتناسون أن الإحصاءات توضح أن أكثر الدول التي تتعرض فيها النساء والفتيات للإنتهاكات والاعتداءات الجسدية وحتى الاغتصاب هي دول إسلامية وعربية (بقيادة أفغانستان تليها مصر حسب إحصاءات دولية في أواخر عام 2013). الأمر الأكثر إثارة للدهشة أن هذه الدول لا تتبنى أية برامج من شأنها حماية النساء بها على المستوى الحكومي، بل على العكس تعلو فيها الصرخات المناهضة للمرأة وتستعر فيها الأصوات التي تتهم الفتيات بالخلاعة والنساء بالانفلات على شاشات التلفزة وصفحات الجرائد الحكومية وشبه الحكومية، يتوسل الجميع خلالها بالنصوص الدينية التي تحقّر من شأن المرأة وتأمرها بالحجاب والنقاب والتزام البيت والأدب والحدود المرسومة، معززين بكتيبة الدعاة والشيوخ الذين يحقرون من شأنها بدون مواربة (برجاء متابعة د. مبروك عطية على اليوتيوب كمثال معبّر)... إن دورة سريعة على وسائل الإعلام ستكشف أيضاً أن لا صوت يخطّيء الجناة (من الذكور) ولعل البعض يتذكر الفاجعة التي حدثت في القاهرة في نهاية شهر ديسمبر الماضي حين قفزت فتاة شابة إلى نهر النيل هرباً من ملاحقة شابين لها كانا يحاولان لمس ثدييها وعندما اعترضت هدداها بإلقاء "ماء النار" على وجهها... فزعاً هربت الفتاة وألقت بنفسها إلى المياه وغرقت في مشهد تداوله رواد فضاء شبكات التواصل الاجتماعي وقت حدوثه مباشرة... السؤال الآن: من يتذكر مالذي حدث للجناة؟ لا أحد! لأن شيئاً لم يحدث لهما، حيث هربا من المشهد... الأقسى أن المجتمع انشغل بعد هذا الحادث الأليم بانتقاد الفتاة المنتحرة (التي كانت محجبة مثلها مثل الغالبية من الفتيات والسيدات المسلمات في مصر) لأن ملابسها (بنطال وقميص قطني) كانت مثيرة مستفزة للشباب...

إن الذهنية التي تخلقها وتغذيها مثل هذه الأحاديث هي ما يجعل الذكور متسلطين قامعين للإناث سواءً كن أخوات أو بنات أو زوجات أو حتى أمهات. مثلما أيضاً ما تلون هذه الذهنية نظرة الذكور زملاء العمل والدراسة لزميلاتهن... حري بي أن أوضح أنني لا أحقر من شأن التجاذب الجنسي والرغبة في التقارب، بل على العكس أنا أطمح لأن يكون هذا التقارب والتجاذب في إطار صحي يتمتع فيه الجميع أولاً بالاحترام الواجب لأنفسهم وعقولهم وأجسادهم: أولاداً وبناتاً، شباباً وشابات، رجالاً ونساءً، ثم لينسحب هذا الاحترام من الفرد لشخصه ونفسه وجسده وعقله إلى علاقاته مع الآخرين... إن الدور الأكبر في هذا الأمر (والعبء إذا أردتم) هو منوط بالنساء، فنحن من نحمل الأطفال ومن نربيهم، والعبء الأكثر إرهاقاً هو من نصيب المتنورات المتعلمات صاحبات الأصوات في هذا المجال، فلنساعد بعضنا البعض ولنتضامن مع دعوات النساء جميعها ولنرفض النصوص التي لا تحترم آدميتنا والتي تحتقر عقولنا، ولنضغط باتجاه إصدار قوانين وبرامج مجتمعية تحمي حقوقنا وتجرم الاعتداء علينا ولنتمسك بالقانون ومباديء المساواة الكاملة في الحقوق كما في الواجبات. عندها فقط لن نحتاج لشرطة الأخلاق وعندها فقط سوف تتراجع جرائم التحرش بالفتيات والنساء في الشوارع...

يتبع!



#هبة_عبده_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حادث تشارلي ابدو: محنة المثقفين وخلط الأوراق!
- ناقصات عقل ودين - (الثالثة) ... أليست إذا حاضت لم تصل ولم تص ...
- ناقصات عقل ودين - (الثانية) ... ويسالونك عن السبي!
- ناقصات عقل ودين - (الأولى) ... والمرأة، وإن طالت عشرتها!
- كيف ينام الإمام الأكبر؟!
- ميراث النساء، قبض الريح...
- كُسير وعُوير وثالثٌٌ مافيه خير (عن أهوال الأحوال!)
- سيّدة الغروب (قصة قصيرة)
- العلمانية – لا تجديد الخطاب الديني – هي الحل!
- هل يرضى الله؟!
- فقه فاسد أم فكر شرير (... ولا الضالين!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (واوجعاه...)
- فقه فاسد أم فكر شرير (حاملة الفيل!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (أهل الذمة!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (اقرأ...)
- فقه فاسد أم فكر شرير (كأنهم لؤلؤ منثور!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (الطاعة أولى!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (اسألوا أهل الذكر!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (المنصورون بالرعب!)
- نكاح العقل!


المزيد.....




- سلطنة عُمان: الشرطة تقبض على 30 شخصا بينهم 21 امرأة وتكشف ما ...
- وفاة امرأة تبلغ 82 عاما في إيطاليا نتيجة إصابتها بعدوى فيروس ...
- دعم نسائي جزائري.. منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بقيمة 8 ...
- وفاة الأمير النائم بعد 20 عاما في الغيبوبة.. مآسي الشباب الر ...
- المرأة بين وعي الواقع ولاوعي السلطة الذكورية
- باكستان: مشروع قانون لإلغاء الإعدام بجرائم الخطف وتعرية النس ...
- ألمانيا تلقي القبض على ليبي متهم باغتصاب وتعذيب معتقلات في س ...
- رصدتهما الكاميرا متعانقين.. امرأة تغطي وجهها والرجل يختبئ في ...
- كاميرا في حفل كولد بلاي تضع رجلا وامرأة في ورطة
- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هبة عبده حسن - ناقصات عقل ودين - (الرابعة)... فإن معها الذي معها!