إن الحزب الشيوعي اليوناني القوي هو دعامة للشعب

الحزب الشيوعي اليوناني
(Communist Party of Greece)

الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 23:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

أجريت التظاهرة الثقافية السياسية التي نظمتها منطقية الحزب الشيوعي اليوناني في أتيكي، يوم 11 كانون الثاني/يناير في استاد بيرياس المغلق بمناسبة الذكرى اﻠ96 لتأسيس الحزب، حيث ألقى الأمين العام للجنة المركزية للحزب ذيميتريس كوتسوباس كلمة التظاهرة.

و غمر آلاف الحضور من جميع الأعمار من العمال والعاطلين عن العمل والشباب موقع التظاهرة مرسلين رسالة تعزيز للحزب الشيوعي اليوناني و لتعزيز المعارضة الشعبية غداة الإنتخابات.

وحضر التظاهرة المذكورة نقابيون من الاتحاد العالمي لنقابات العمال وسفراء بلدان: كوبا، أوسفالدو كومباتسو مارتينيز، و فنزويلا، فريد فرنانديز،و فلسطين، مروان طوباسي ، فضلا عن وفود من سفارات فيتنام والصين. و حضر التظاهرة أيضا أليخاندرو كاسترو إستين نجل الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، ورؤساء بلديات بِتروبوليس و خايذاري و كِسرياني و ممثلي الآداب والفنون.

هذا و سبق عرض البرنامج الثقافي الغني، الذي تضمَّن عرضاً موسيقياً راقصاً شارك ضمنه 200 فنان، كلمة ألقاها الأمين العام للجنة المركزية للحزب ذيميتريس كوتسوباس، شدَّد في سياقها على ما يلي:


" ستة و تسعون عاماً ليست بقليلة... إننا نتعلم من تاريخنا البطولي، لا زلنا صامدين تجاه هدفنا المتمثل بإلغاء استغلال الإنسان للإنسان. إننا نستخدم بشكل خلاق الاستنتاجات التي خلصنا لها من كفاح شعبنا العملاق هذا، الذي تصدَّره حزبنا الشيوعي اليوناني! ".



و في إشارة الى التطورات السياسية سجَّل أيضاً: "غداة الإنتخابات ستتلقف الحكومة الملتفة حول حزب الجمهورية الجديدة أو سيريزا العصا حتى و لو تبعت مسارا مختلفا قليلا، لكن المؤكد أنها ستبدأ من ذات نقطة الإنطلاق وسيكون لها نفس الوجهة المشتركة مع استراتيجية الاتحاد الأوروبي، وربحية الاحتكارات و مسار التطور الرأسمالي.

و لهذا السبب فإن هذه الحكومة ستكون بالتأكيد مناهضة للشعب، لأنها ستنفذ التزامات الاتحاد الأوروبي، وهي حكومة من شأنها التفاوض حول الدَين الذي تعترف بوجوب تسديده من قبل الشعب و البلاد، و هي الحكومة التي ستدافع عن مصالح كبرى المجموعات الإقتصادية.

و هو أمر لا نزعمه نحن، بل يجهرون به هم ذاتهم. فعندما يصرح حزب الجمهورية الجديدة على سبيل المثال: "يجب أن نقوم بالإصلاحات بأنفسنا دون أن يُطلب مِنَّا ذلك ونحن سوف نفعل أكثر من التزاماتنا...". وعندما يصرح سيريزا:"إننا سنتفاوض ضمن إطار الاتحاد الأوروبي و المؤسسات الأوروبية!".



و كشف ذيميتريس كوتسوباس بالتفاصيل عن تطابق الاستراتيجية الضد شعبية لحزبي الجمهورية الجديدة و سيريزا على الرغم من فروقهما الجانبية ، حين أضاف:" يطالب حزب الجمهورية الجديدة بحظوة الإتحاد الأوروبي و الإحتكارات مع امتلاكه لسجل خدمة حكومية في حين يطالب بها سيريزا مع امتلاكه سجل خدمة في تقويض الحركة". مشدداً بالخصوص على وعد ألِكسيس تسيبراس ، رئيس سيريزا الذي قدَّمه خلال مقابلة مع في قناة بريطانية، بأن سيريزا سوف يفعل كل ما يلزم لإنقاذ " الاتحاد الأوروبي بيتنا المشترك" كما قال. و لذا فإن هذا الحزب يقوم ببعض الوعود لتقديم الفتات، كما سجَّل كوتسوباس.

هذا و تطرق الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني إلى رفض الحزب المشاركة أو دعم حكومة "يسارية" على النحو التالي:

"فليفكِّر كل منكم بما يلي: تناوبت في الحكم خلال السنوات السابقة حكومات حزب واحد وائتلافية، مع ممارسة ابتزاز أصوات الشعب، تارة عبر التهويل ﺑ" الأسوأ "و طوراً بوهم" أهون "الشرور.

إنهم يعيدون الآن تلاوة ذات القصة. و يزعمون بأن نتوافق على مسألتين أو ثلاث لكي نمنحهم تسامحاً و تغاضياً. و مع ذلك، ليس الأمور بهذه البساطة كما يزعمون. لأن هذه المسائل الصغيرة اﻠ2 – 3 تتحدَّد من المسائل الاستراتيجية الكبرى.

إنهم في جوهر الأمر، يطلبون مساندة الحزب الشيوعي اليوناني لحكومة كهذه على طول الجبهة. و ذلك والحق يقال. لأن الحكومة تبت بمجمل القضايا و التطورات لا تتوقف عند المسألتين أو الثلاث المذكورة.

حيث حاضرة ستكون جميع مشاكل الاقتصاد والصحة والتعليم والهجرة والقمع، والعدل والسياسة الخارجية و ما إلى ذلك.

هناك بعض من يقول انه لأمر جيد أن يقوم سيريزا بحل حتى مسألة واحدة. و مع ذلك، لا تقوم حكومة مفترضة بالتعهد بإدارة مسألة أو اثنتين. بل تتحرك بالضرورة وفق أجندة واسعة من المواضيع المتعلقة بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، و المسائل اليونانية التركية و بحر ايجه وقبرص والتدخلات والصدامات العسكرية في المنطقة وخارجها، أي تجاه كل شيء. و حقاً هل رأى أي منكم تقييماً لحكومة ما على أساس مسألة أو اثنتين؟

إن ما ينبغي علينا جميعا أن نوضحه هو التالي: بقدر انحصار الحكومة التي تدير مصير الشعب والبلاد، ضمن أصفاد الاتحاد الأوروبي ومسار التطور الرأسمالي الذي عفا عنه الزمن، فإن فخ"أهون الشرين" سيقود باضطراد نحو المزيد من الحكومات الجديدة المناهضة للشعب.

إن حاجة الشعب هي للتخلص من جميع الحكومات الضد شعبية وسياساتها، و أن ينتزع بنفسه السلطة. فالوضع الحالي على المستوى اليوناني و الدولي لا يسمح بإضاعة المزيد من الوقت".



و ذكر كوتسوباس في سياق الإشارة إلى قيمة التصويت لصالح الحزب الشيوعي اليوناني، ما يلي: "إن الحزب الشيوعي اليوناني هو ضمان عدم انزلاق الشعب ثانية، لكي لا نخضع للابتزاز والأوهام.

هناك حاجة لحزب شيوعي يوناني قوي في كل المواقع، لأنه الند الحقيقي للاحتكارات و سلطتها و للاتحاد الأوروبي ذو المذكرات المستمرة كما و للحكومات الضد شعبية. و سوف تُشكَّل حكومة بعد الانتخابات. فبطبيعة الحال، هناك العديد من التشكيلات و الأحزاب ذات الإستخدام الواحد الراغبة للإسهام بذلك. إن ما يُقاس بالنسبة للشعب هو وجود حزب شيوعي يوناني قوي لكيما يكون الشعب ذاته قوياً.



لقد عهدتم الحزب الشيوعي اليوناني كقوة ثابتة لا تتقهقر أمام كل هجمة مناهضة للعمال و الشعب. و تعرفون ما فعله الحزب الشيوعي اليوناني، و ماهية تلك القوة الثابتة للمعارضة العمالية الشعبية داخل وخارج مجلس النواب، خلال السنوات الثلاث الماضية، منذ انتخابات عام 2012.

ستجدون تأثير إسهام نضال الشيوعيين في كل ركن. و مع ذلك، فقد عشتم تراجع الحزب الشيوعي اليوناني انتخابياً، و هو أمر انعكس سلباً على زخم و جماهيرية الحركة العمالية الشعبية.

ومع ذلك، أنتم تعلمون أن الحزب الشيوعي اليوناني لم يستسلم. بل دعم العاملين بأجر والمزارعين و صغار الكسبة و المتقاعدين، والطلاب والتلاميذ، من أجل حق الرعاية الصحية، والتأمين، والتقاعد، والتعليم، لحماية الدخل والسكن و قروض الربا والضرائب الثقيلة.

لم يكذب الحزب الشيوعي اليوناني على الشعب إطلاقاً. إننا نتوجه خاصة إليكم أنتم من تعتقدون و عن حق بأن الوضع لا يمكن ان يستمر على ما هو عليه و بوجوب "رحيل الحكام الحاليين". حيث يجب أن يكون رفض الحكومة الحالية هو رفضاً لاستراتيجية الاتحاد الأوروبي ورأس المال لا تعييناً لحكومة أخرى لتطبيق نفس الاستراتيجية مع بعض الاختلافات الهامشية.

بإمكانكم اليوم أن ترو بوضوح أكبر أن قيادة حزب سيريزا تقوم عبر تقديم أوراق اعتمادها نحو رأس المال والمنظمات الامبريالية، بقطع كل الروابط مع تاريخ الحركة الشعبية.



و هي بذلك تعطي ذريعة لأكثر القوى رجعية للتشهير بتقاليد شعبنا الكفاحية. و هي تتبؤ و بتسارع مضطرد موقع الإشتراكية الديمقراطية و حتى في نسختها الأسوأ، نظراً لتفاقم سوء وضع الرأسمالية والحركة العمالية.

يُشكِّل الحزب الشيوعي اليوناني دعامة ثابتة للشعب. إن مجمل ما كسبه الشعب، كان عبر نضالات تصدَّرها الحزب الشيوعي اليوناني. و عندما ضعف كل من الحركة والحزب الشيوعي اليوناني، خسر الشعب. فكِّروا من هي تلك القوة التي ستكون في الغد بجانب الشعب في طليعة النضال من أجل الأجور والعمل والحقوق الشعبية.



يوجه الحزب الشيوعي اليوناني رسالة إلى كل شاب متفكِّرٍ و عامل و متقاعد عن العمل و إلى كل من لا يرتضي البؤس والانهزامية، و يدعوهم للتماشي معه و يحثهم على التصويت لتعزيز الحزب الشيوعي اليوناني في كل موقع. لتعزيز الشعب ذاته، لتعزيز المقاومة الشعبية والنضال، لتعزيز التحالف الشعبي ضد الاحتكارات والرأسمالية، لفتح الطريق أمام منظور السلطة العمالية الشعبية".

#الحزب_الشيوعي_اليوناني (هاشتاغ)       Communist_Party_of_Greece#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل