أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدي الابراهيم - عقوق الدولة














المزيد.....

عقوق الدولة


سعدي الابراهيم
(Saaide Alabrahem)


الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 23:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قديما قالوا بأن الدولة هي مثل الكائن الحي ، تولد وتنمو وتهرم وتموت ، وقالوا ايضا بأن الأمة هي مثل الأم وان الافراد المنتمين الى امة معينة هم مثل ابناءها .
هذا الحديث هو جانب قصير من حديث طويل استمتعت به مع احد اساتذة العلوم السياسية الاكفاء في جامعة النهرين ببغداد ، وهو الاستاذ ( احمد فؤاد ) ، والاستاذ ( احمد فؤاد ) لمن لا يعرفه قد امضى سنتين كاملتين من عمره وهو يبحث ويكتب عن هجرة العقل العربي وخاصة العقل العراقي ، الى الدول الغربية ، واثناء تبادلنا للحديث اعطاني هذا الاستاذ الكريم شذرات من علمه الواسع ومن معلوماته القيمة حول اسباب هذا النوع من الهجرة التي تعاني منه اغلب الدول العربية .
ولم يقف كرم هذا الاستاذ العربي الكريم عند هذا الحد ، بل انه زودني ايضا ببعض الاليات الكفيلة بوقف نزيف العقول الى ما وراء الارض العربية ، لأن استمرار النزيف يعني بكل بساطة ان العرب سيصبحون اجساد هامدة بلا عقول ، مآكل ومشرب و ... فقط .
ومن بين الاشياء التي اثارها الاستاذ (احمد فؤاد) ، والتي بصراحة هي التي جعلتني اكتب هذه المقالة ، هو قوله بأن الدول في عالم الجنوب عامة والدول العربية خاصة تصرف الأموال الطائلة على تعليم ابناءها منذ مرحلة الطفولة ، من رعاية صحية ومن مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية وتعليم جامعي ، وعندما يصل الانسان العربي الى درجة استاذ جامعة او حتى مهندس او طبيب ، فأنه يتحين الفرص لكي يهرب من الدولة التي بنت شخصيته وجعلت منه شخصا مذكورا ، ويضيف الاستاذ ( احمد فؤاد ) بان حجة هؤلاء الذين يهجرون اوطانهم ، بأن دولهم هي دول فاشلة لا تهيئ لهم المناخ المناسب للعمل والابداع ، وان الغرب يوفر لهم مساحة واسعة من العمل والاستقرار النفسي .
ولكني والحق يقال لم اتفق مع الاستاذ ( احمد فؤاد ) ، وطلبت منه ان يجد لي مبررا اخر يفسر به هجرة العقل العربي للدولة التي علمته ونشأته حتى حصل على شهادات جامعية عليا وفي مختلف التخصصات .
وبعد شد وجذب ، وبعد ان ارتفعت اصواتنا ولأكثر من مرة من حدة النقاش ، وبعد ان تناولنا اكواب الشاي ولأكثر من مرة ، بل ان حتى اكواب الشاي البغدادي الحار لم تنفع ، فاضطررنا الى ان نتناول عصير (نومي البصرة) وهو عصير تشتهر به محافظة البصرة العراقية ، نقول في النهاية توصلنا الى حل وسط والحمد لله ، وهذا الحل الوسط قبل به كل منا ، انا والاستاذ (احمد فؤاد) وليس من الضروري ان يكون مقبولا لدى جميع القراء الكرام ، وهذا الحل الوسط انما تمثل في ان الانسان العربي لا يهجر دولته و وطنه لأنه يعاني من ازمات اقتصادية وسياسية وامنية فحسب ، بل لأنه يعاني من ازمة اخلاق تجعله ينكر على اهل الفضل فضلهم ، ويعق الدولة التي نشأته وعلمته ، نعم ان هجرة العقل العربي هي عقوق للدولة ونكران لفضلها عليه .
فهل سيتطور القانون الدولي بحيث يصبح للدولة حقوق كما ان للإنسان حقوق ؟ وبالتالي سيكون من حق الدولة ان تسجل المواطن الذي صرفت عليه اموال طائلة لكي تجعل منه متعلما ، ان تسجله باسمها كما تسجل الطائرات والشركات ، ومن ثم تسترده اين ما يذهب ولا يجوز لغيرها من دول العالم الانتفاع منه ؟



#سعدي_الابراهيم (هاشتاغ)       Saaide_Alabrahem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقاليم الجديدة في العراق بين الحق الدستوري والظرف الصعب
- التحليل النفسي والسياسي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
- العراق يتسول
- كيفية كتابة البحث العلمي
- الولايات المتحدة الخليجية
- القومية العربية والمشروع الامريكي الجديد في المنطقة
- التحليل السياسي
- العراق علامات غير رسمية في مواقع رسمية


المزيد.....




- بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال ...
- نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل ...
- -واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر ...
- هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص ...
- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدي الابراهيم - عقوق الدولة