الخرجة العيساوية السنوية، تراث ممتد وفرجة صوفية في زمن عولمة.

عبد السلام انويكًة
باحث

الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 12:31
المحور: الادب والفن
    

الخرجة العيساوية السنوية،
تراث ممتد وفرجة صوفية في زمن عولمة.
كما كل المجتمع المغربي إرث ثقافي أصيل ترتبط به تازة، ما يتم احياءه من أمسيات روحية ومن ليالي مديح وانشاد نبوي، وما يتم الاقدام عليه من فرجة وأنشطة صوفية في عدة مناسبات، يحضرها الصوفي الممتد كما المولد النبوي، أو"المولودية" هذا التعبير الأكثر رمزية ودلالة في ذاكرة العامة. وكما العادة احياء لهذه الذكرى تستضيف المدينة العتيقة تازة العليا سنويا كما حال زمان، حفلا تراثيا واسعا يتوزع على مجال عتيق متفرد بدروبه وأزقته وأضرحته وزواياه. ومعه دور عُرفت منذ القدم بانفتاحها على انشاد ومدح وتراث، من خلال أسر تازية أصيلة كان لها ميلها واقبالها واعتقادها في هذا اللون التراثي أو ذاك. كما فرجة عيساوية هذا البناء النفسي والروحي، الذي كان له سلف ولا يزال له خلف. وكانت ولاتزال طائفة عيساوة بالمدينة تحتفل على ايقاع خاص وطريقة مميزة، لم تنقطع حتى خلال الفترات الصعبة كما الحماية الفرنسية على البلاد، وأرشيف يشهد على هذا الوقع وعلى درجة حرص أتباع الطريقة على موعدهم السنوي. ولخرجتهم التي يلتقى فيها دعاء وأشكال تعبير خاص وأثاث مادي ولباس مميز وعزف مرافق، ومع كل هذا موكب من نخبة قوم وأعلام حرف وتجار وغيرهم ممن كان يدعم ويصحب هذا الحفل الروحي، الى غاية مقصده أين يلتقي جمع ليلة ليست كباقي الليالي، حيث قيام وجدبة وقراءة ودعاء ومدح وانشاد وفق اسلوب عيساوة الأصيل وانتظام تحفظه الذاكرة. وضمن مشهد تراثي يطبع مدنا مغربية عتيقة كانت على صلة بموعد الشيخ الكامل، كانت تازة بمناسبة المولد النبوي على موعد مع خرجة عيساوية أصيلة، أطر ملمحها ورتب فقراتها وايقاع سيرها مقدم الطائفة "النويكًة" الأكثر صدى واتقانا لصنعة عيساوة على امتداد عقود، ما ورثه في تنشئته عن اجداده ومحيطه ممن كان متعلقا بهذا الصلاح والقناعة، والذي يملك أخلاقا وأصولا وخبرة وإرثا عيساويا أسريا، كذا علاقات مع أهل حال دائرة الحال ووثائق نادرة واعتراف، ما يجعله اكثر تأهيلا لتدبير أمر ثقافة ممتدة بالحفاظ عليها وتمريرها لناشئة مُحبة عاشقة. وحفل خرجة عيساوة لهذا الموسم كان رفقة اتباع الطريقة ومعهم عاشقين ومهتمين بالتراث والثقافة. حفل روحي بهيج كان انطلق من احدى زوايا المدينة، لقطع مسافة داخل مجالها العتيق على ايقاع نغم دقة ذات تميز يحفظه الوجدان. هذا الى غاية وجهة تعرف محليا بدرب اكًناوة، أين تم تأثيث حفل أصيل تراثي عيساوي حتى آخر الليل. وكما حال جل مدن المغرب في مثل هذه المناسبة، حفل المولد النبوي هو تقاليد وعادات باتت باقبال معبر، من خلال ما ينظم هنا وهناك في بيوت وزوايا وغيرها من أنشطة مديح وسماع، بقدر ما تعمل على ترسيخ هذا التقليد بقدر ما تستهدف، تقوية روح تعاطف وتضامن كذا قيم روحية مغربية هي جزء من التراث.
عبد السلام انويكًة

#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات