أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد وادي - حيدر














المزيد.....

حيدر


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 09:36
المحور: الادب والفن
    


"حيدر"

(حين يحل الخصب يتوالد الفرح ويتغير معنى الحياة)

جواد وادي

في الليل
وأنا اسامر غيمة قادمة
من برزخ لا بكاء فيه
تدق الريح بابي
انتشي مثلما الفسائل الغضة بوقتي
ثمت زائر غائر في بياض سماوي
بجناحين صغيرين
قادم نحوي بأفانين تعرش في روحي
ألملم جسدي وانا غارق في مياه الطهر
في معبدي القديم
ارقب أنفاسه تتصاعد
مثل موسيقى لترانيم قدسية
وهو ملقى كما الفراشات الندية على سريري
حاملا لي فاكهته السماوية
احتفي بهذا القادم الحلو
مثلما تنتشي النوارس بولادة الأشجار
في واحات الخصب
وأقاصي لا يطالها الحزن
أدون فرحي لهذه الغبطة المباركة
دون ان تغادرني هواجسي
وانا اعد اللحظات في صباحات
تدق طبول الفرح
بهذا القادم السديمي
وهو يندس رويدا رويدا في دمي
هذا القادم من تخوم الذاكرة
وهي تخيط في كل وقت
من هالات الشمس خصبها
فتحرك اشرعتها جهة البلاد القصية
من هذا الفارع وهو يشق هذه العتمة
ليطل مثل قصب الأهوار
تهفهفه الريح والسحر والأسئلة؟!
لأظل مزنرا بوقتي كي تحين الولادة
مطرزة بالهلاهل والآس والياسمين الندي
اعد الخطى وارتدي احلى الثياب
لطلة هذا الملاك الجنوبي
وانا اغوص في جسدي لحظة بلحظة
كي اعد لاسمه حروفا
ظفائرها من خيوط الشمس
وصغيري تهدهده السنابل وسرب القطا
وهي تغزو جسده الغض
فينبجس دمي فائرا
تشع منه الحروف الجميلة
فارتب أنا الوارث للكلام
حرفا فحرفا من اسمه الموشى بالمهابة
ازوق به فرح النوارس
وهي تغفو عند رأسه
أيها القادم الجديد
انت من يزيح من سجل أيامي
كل الغبار القديم
أنا الواهن قبل ان يحملك
الملكوت لفتنة روحي
فلم تعد ايامي مكتظة كما دائما
باللون الفاقع والانين الذي لا يعرف الصمت
ليشق غبار الزمن المر
وانا اتوكأ على عكازي القديم
فتفيض أيامي بماء فراتي جديد
وتعرش على جسدي
زنابق تلون لحظتي
بهذا القادم المبارك
"حيدر"
لم يكن اسما تذروه الريح
كما الأسماء الهاوية
هو اسم مدون على البياض
يمنح الآخرين معنى أن يكونوا
بلا خطايا ولا دخان يغشي العيون البصيرة
إنه سفائن جاءت مبحرة
من اقاصي الضفاف البعيدة
وهي محملة بالبشر والخير والفرح السماوي
اسم جديد في بيتي
اسم جديد في قصائدي
اسم جديد ينادمني في وحدتي
اسم جديد في سجلي المثخن بالمداد القديم
اسم لأبجدية عمري المزهو بالحكايا التليدة
"حيدر"
يتوزع يا ولدي اسمك على حروف من ندى
لا نعرف كيف نبوبها
وكيف نعد لها سجلا جديدا
وكيف ندونه احتفاء مباركا
يفيض بهاء
اسم ما عرف الهزائم ولا الخيبات الكسيحة
ما ان حمله من كان قبسا
يزيح دمس القادمين من مرابع الزهد والشهادة
فالحاء: حب سماوي يضئ سريري
والياء: نداء لمجئ النوارس تلونها قسماتك الفاتنة
والدال: دعابة لروحي الكسيرة
والراء: رضاب شهد من عسل في خابية بابلية
إنه "حيدر"
نهر فراتي جديد
يدعو كل الأنهار المندثرة
ان تشع ثانية في محفله الآسر
"حيدر" نهر بمياه قدسية
هابط من فراديس لا تعرف غير السطوع
فيزيل جفاف روحي
ويحملني لفنارات لا تعرف الانطفاء.


حفيد الشاعر








#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير ومثقفو السلطة الفاشية
- ماجد الخطيب في مسرحيته الجديدة
- الفنان والباحث حسين الأعظمي وأصداره الجديد
- بلقيس حميد حسن شاعرة يحترق النبيذ على شفتيها
- هنيئا لحصادكم بما كنتم تزرعون
- المجد للطبقة العاملة بعيدها الأممي الأول من آيار
- مكابرة
- وصايا لكلكامش...
- لعلي أوفيت بوعدي
- ما لا تدركه الحواس
- أما آن للعراقيين أن ينفضوا غبار الصمت المريب؟
- حين تبعثرني الأمكنة...
- أنا وظلي
- أوقفوا هذه التجاوزات الخطيرة
- أين هي اليمقراطية إذن؟
- هل بات العراقيون في سبات دائم ؟
- هل العراقيون باتوا في سبات دائم ؟
- نصوص
- أبشرو أيها العراقيون فلول البعث قادمة
- السواد الأعظم من العراقيين أميون وعزاب


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد وادي - حيدر