نهار طه الطاهر
الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 5 - 02:44
المحور:
الادب والفن
ارى شبحي قادما من بعيد
13 November 2011 at 10:40
خبأت وجهها بين طيات الكتاب الذي كانت تحمله قرأت بضعة اسطر ثم اغراها ورقه الاسمر ورائحته العبقة التي ارسلت موجات متلاطمة من الذكريات الجميلة فقد شعرت بانها تستنشق عطر والدها بين السطور .كان بمثابة فكرة تلمسها روحها داخل كل كتاب كانت تقرأه , دفنت وجهها مرة اخرى داخل صفحات الكتاب وقد اغرورقت عيناها بالدموع لكن الابتسامة لم تفارق شفتيها .. كانت تشعر بالنشوى وهي تحلق مع رائحة الكتاب لماضي طالما تسائلت ان كان موجود بحق ام انها تختلقه لاسعاد حاضرها ..
اغمضت عينيها .... سافرت بخيالها لذلك الزمن الجميل ..
تلمست الورق كانها عمياء منذ ولدت اسعدها ملمس الورق الخشن شعرت برغبة تدعوها لالتهام الورق والرائحة لتبقيها على ما هي عليه الان
..سقط الكتاب من بين يديها على ارض سطح بيتهم الصغير تحسست الارض والتقطت الكتاب ومدت يدها بداخل كيس وضعته في حجرها والتقطت منه تمرة واحدة التهمتها وبصقت النواة ثم عادت تقرأ لكنها لم تعد تميز الحروف فقد انطفئت الشمعة وغابت الشمس . وعادت صفارة الانذار تطلق صرخات الالم والحسرة .
لاح شبح الطائرات وهي تقصف فوق رأسها فاسرعت باغلاق باب السطح ملبية نداء والدتها (نزلي تعشي ) ردت وهي تحاول نزول السلم ( هسة جاية) وجدت قدماها تقودانها لاعلى السلم من جديد...
فتحت عينيها فاذا بها تعود للحاظر ..فغمرت كتاب محمود درويش بقبلات حارة بالرغم انها لم تقرا منه سوى ارى شبحي قادما من بعيد.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟